رحب العلماء بالأخبار التي تفيد بأن الثقب في طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية قد تقلص، واقترحوا إيجاد حلول مماثلة للتعامل مع تغير المناخ والقضايا البيئية الأخرى.

وأكدت وكالة ناسا الخبر بعد نشر دراسة جديدة بحثت في المواد الكيميائية، التي تدمر طبقة الأوزون في الغلاف الجوي.

وقال الدكتور جون شانكلين، من قسم استطلاع القطب الجنوبي البريطاني، وهو أحد علماء الأرصاد الجوية الذين اكتشفوا لأول مرة ثقب الأوزون في عام 1985: "من الجميل دائما أن نسمع قصة إخبارية جيدة. لقد بدأ الأمر عند نجاح بروتوكول مونتريال، حيث وقعت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على المعاهدة الدولية الناجحة حتى الآن".

وكان بروتوكول مونتريال عبارة عن معاهدة دولية أسفرت عن التخلص التدريجي من المواد الكيميائية، التي تسمى مركبات الكربون الكلور فلورية، وهي المسؤولة إلى حد كبير عن انخفاض طبقة الأوزون فوق أنتاركتيكا، حيث ينجم عن انهيارها إطلاق ذرات الكلور، التي دمرت بدورها جزيئات الأوزون.

واستخدم فريق ناسا في الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة البحوث الجيوفيزيائية، بيانات مراقبة الأوزون والكلور أيضا في الغلاف الجوي وطبقة الستراتوسفير، لتحديد حالة ثقب الأوزون.

وقالت الدكتورة سوزان ستراهان، الباحثة في الغلاف الجوي من مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا: "نرى لأول مرة أن مستويات الكلور تتراجع باستمرار، ومستويات الأوزون تستجيب لذلك". وأضاف الدكتور شانكلين أن النتائج الجديدة تؤكد ما نشاهده حاليا على الأرض في محطة هالي للبحوث في أنتاركتيكا.

ويضيف البحث الجديد إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أن طبقة الأوزون تتعافى، وفقا للأستاذ جون بايل، عالم الغلاف الجوي في جامعة كامبريدج، الذي لم يشارك في الدراسة.

وقال البروفيسور بايل، وهو جزء من المجموعة التي تقوم بمتابعة نجاح البروتوكول كل 4 سنوات: "لقد حقق بروتوكول مونتريال نجاحا مذهلا لأن العلوم والسياسات والتكنولوجيا والاقتصاد، كلها كانت مرتبطة ببعضها البعض".

وهناك أيضا دروس يمكن تعلمها حول كيفية التعامل مع تغير المناخ، التحدي البيئي الرئيسي الحالي في العالم. وقال الدكتور شانكلين: "عندما يتم التعبير عن المشكلة بشكل صحيح، فإن الحكومات ستتحرك".

الجدير بالذكر، أن طبقة الأوزون تمتص معظم الأشعة فوق البنفسجية للشمس، وقد أثارت المخاوف بشأن نضوبها في الثمانينيات، الزيادة المحتملة في حالات سرطان الجلد الناتجة عن ارتفاع مستويات الأشعة فوق البنفسجية على الأرض.

وكان الاسم المشؤوم "ثقب الأوزون" والتهديد بسرطان الجلد، كافيا لإثارة استجابة عالمية كبيرة، في حين أن الطريقة التي يتم بها الإبلاغ عن الاحتباس الحراري، لا تعمل وغير نافعة.

المصدر: وكالات