في الحرب المقبلة بين إسرائيل وحزب الله، «إن حصلت، لا قدّر الله»، بحسب تعبير وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، سيطلق حزب الله ما بين 3000 و4000 صاروخ يومياً، ليصل الى كل نقطة في إسرائيل. هذا هو السيناريو «الأكثر خطورة والأكثر معقولية» للحرب المقبلة، كما تصفه الاستخبارات الإسرائيلية، الذي عرضه ليبرمان أمام نظرائه من الوزراء الإسرائيليين، وهو توصيف يحدد ميزان الوضع القائم من أحد جانبيه، ومن شأنه أن يفسر «الامتناع» الإسرائيلي طوال السنوات الماضية عن المقاربة العدائية العسكرية للساحة اللبنانية، رغم كل الدوافع والحوافز.
صحيفة يديعوت أحرونوت التي كشفت في عددها أمس «مطالعة وعرض» ليبرمان أمام الوزراء الإسرائيليين، أكدت أن العرض جاء في نيسان عام 2016، أي في خضم التوتر والتهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله، الذي بدأ يشهد ارتفاعاً في وتيرته، بدءاً من العام الماضي. العرض يشدد أيضاً على أن تساقط الصواريخ على إسرائيل في حال اندلاع المواجهة بينها وبين حزب الله، سيكون من حيث الأعداد (الصواريخ) مساوياً لكل الصواريخ التي أطلقت في 33 يوماً عام 2006، وهي ستطلق هذه المرة في يوم واحد، وبمعدل 150 صاروخاً في الساعة.
التقديرات الإسرائيلية لا تحذر فقط من عدد الصواريخ، الذي تؤكد أنه سيكون مرتفعاً جداً، بل تحذر أيضاً من دقة الصواريخ وقدرتها التدميرية وطول مداها، وبما لا يقارن بما كان عليه الوضع عام 2006. يشير التقدير الإسرائيلي الى أن هذه الصواريخ ستطلق من منصات ثابتة ومخفية وموجهة نحو أهداف محددة في إسرائيل و«ربما بعد عدة أيام، بعد التدخل والقصف والتوغل العسكري، قد يتقلص عدد الصواريخ المتساقطة، وقد يقل عدد الخسائر».
تشدد صحيفة يديعوت أحرونوت على أن «هذا السيناريو ليس خيالياً، بل هو تحليل مهني صدر عن المؤسسة الأمنية في إسرائيل، مع التسليم بأنه السيناريو الأكثر خطورة والأكثر احتمالاً في الوقت نفسه». وبحسب هذا التحليل المهني، فإن ضعف الجبهة الداخلية في إسرائيل وتعرضها لتساقط الصواريخ، لا يؤثر حصراً، معنوياً على الجنود في الجبهة الأمامية حيث تدور المواجهة المباشرة، بل أيضاً على إمكان تواصل واستمرار الدعم اللوجستي لهذه الجبهة، نتيجة التهديد الذي سترزح تحت وطأته خلال القصف. ويشدد التقرير على أن «الوزراء لم يستوعبوا بعد كيف أن ضلوع الجبهة الداخلية في الحرب المقبلة سيكون بمستويات غير مسبوقة، وأن الجبهة الداخلية ستتلقى كميات نار هائلة».
تكشف الصحيفة أنه قبل أيام، عاد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية للانعقاد، بحضور كل مكوناته، وعلى رأس جدول أعماله البحث بما بات يطلق عليه إسرائيلياً، تهديدات الجبهة الشمالية وإمكانات اندلاع حرب «الشمال الأولى»، أي بما يشمل الساحتين السورية واللبنانية. عدد الجلسات المسجلة كما يشير التقرير كان ثلاثاً، وكانت متواصلة وعرضت خلالها التهديدات في الساحتين والسياسات الإسرائيلية في مواجهتها.
يكشف تقرير الصحيفة أن التحدي الإسرائيلي الحالي هو مواجهة توسع الجبهة اللبنانية باتجاه الساحة السورية، وإن كان الميدان يشهد تعذر تحقيق مهمة مواجهة هذا التحدي، «إذ إن إيران تعمل بتصميم وعزم على تعزيز هذه الجبهة صاروخياً، بحيث تغطي كل نقطة في إسرائيل». وبحسب التقرير، فإن «السور الصاروخي الهائل» مستمر في التشكل وإن بوتيرة بطيئة، وما تقوم به إسرائيل لا يؤدي إلا الى عرقلة وتأجيل النتيجة لا أكثر، إذ يكشف التقرير أن «التقديرات الإسرائيلية ترى أن أفعال إسرائيل قد تبطئ هذا المسار، لكنها لا تمنع تشكله في نهاية المطاف».