قال مؤلف كتاب «نار وغضب» الأمريكي «مايكل وولف» إن حديثا على عشاء من المأكولات البحرية في بيته كان بداية كتابه الذي يقول إنه أصبح حدثا سياسيا دوليا، بسبب ما كشفه من أسرار داخل البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي الحالي «دونالد ترامب».

وقال «وولف»، في حديثه مع الصحفي بجريدة «الغارديان» البريطانية «إدوارد هيلمور»، إن الحديث على العشاء حضره كل من «روجرإيلز» الذي طرد من إمبراطورية روبرت ميردوخ كرئيس لقناته «فوكس نيوز» و«ستيفن بانون» الذي كان يحضر نفسه لوراثة أجندة «إيلز» المتطرفة.

وكان من النتائج المباشرة للكتاب انفجار العلاقة بين «بانون» و«ترامب» وخروجه من موقع «بريتبارت نيوز» بعد قطع ممولي الموقع اليميني العلاقة مع «بانون» إضافة للمحاولات الغريبة من «ترامب» تأكيد سلامة صحته العقلية التي عادة ما كانت محلا للتساؤل من مساعدي ومسؤولي البيت الأبيض الذين تحدث إليهم «وولف».

وقال «وولف» إن «كل ما تم التركيز عليه يبدو عشوائيا بالنسبة لي»، مشيرا إلى أن «الكتاب إنفجار لأن هذه هي الحقيقة عن ترامب، فهو شاذ، وليس العمل الذي كان يجب أن يعمله، وكل شيء يقوم به على بعض المستويات يبدو مثيرا للضحك».

وعندما تساءل «هيلمور» إن كان «ترامب» قادرا على القيام بمهمته كرئيس، أجاب «لا أعرف إن كان الرئيس من الناحية السريرية غير سليم العقل وكل ما أعرفه وما شاهدته وسمعته من الناس حوله أن دونالد ترامب شخص لا يمكن التكهن بتصرفاته وغير عقلاني إلى حد عدم التماسك ومهووس بنفسه بطريقة غير مريحة ويظهر كل الصفات التي تظهر على كل شخص: ماذا يجري هنا، هل هناك شيء غير عادي؟».

ويعلق «وولف» على دعوة «ترامب» المشرعين من الحزبين كي يناقش معهم الهجرة وأمن الحدود أن الدعوة غير عادية لأنه يريد أن يظهر أمام الكاميرا كرجل عاقل ويضحض ما جاء في الكتاب.

وأضاف الكاتب الأمريكي أنه «تحدث مع عدد من أصدقاء الرئيس ومحاسيبه الذين أنكروا أنه رجل يجيد التفاوض.. فقد ترشح على فكرة أنه مفاوض ولكنهم قالوا إنه لم يكن مفاوضا أبدا، فالتفاوض يحتاج إلى فهم بالتفاصيل وهو عمل منهجي ولا يستطيع عمل هذا».

ووصف «وولف» التهديدات القضائية من «ترامب» وفريقه لمنع نشر الكتاب بعدما نشرت صحيفة «الغارديان» بعضا من محتوياته، قائلا: «هذا مثال آخر عن عدم سيطرته على نفسه وأعرف أن كل واحد كان يحاول منعه من عمل هذا ولم يستطع وقفه، فقد انفجر وفعل ما لم يفعله أي رئيس من قبل: محاولة مقاضاة رجل للتشهير والتدخل بالخصوصية».

جانبان للمواجهة

ويرى «وولف» أن «هناك جانبين للمواجهة.. الجانب الأول، وقد شعرت بالفزع من الهجوم على الدستور وعلى ما نفعله نحن كصحفيين وما نعيشه كأمريكيين والجانب الثاني وهو أن هذا رجل أحمق بالمطلق وكل ما فعله هو إثارة الانتباه لكتابي وكل ما فعله هو إيذاء نفسه بكل مناسبة».

 وأكد «وولف» أن كتاب «نار وغضب» حصل على موافقة من «ترامب». فبعد أن كتب عددا من التقارير الإيجابية عن «ترامب» و«بانون» لـ«هوليوود ريبورتر» انضم إلى عدد من الباحثين عن فرص عمل الذين تجمعوا في «ترامب تاور».

وتابع: «قلت للرئيس، أريد أن أحضر للبيت الأبيض كمراقب في البيت الأبيض، هنا اعتقد أنني أبحث عن وظيفة. قلت لا..أريد أن أكتب كتابا، تغير وجهه ولم يكن مهتما، ولكنني ضغطت، وأحب فعل هذا، وبعدها قال حسنا بالتأكيد».

وبدأت مغامرة مثيرة للجدل للصحفي من نيويورك. وحسب سجل زوار البيت الأبيض فقد زاره «وولف» 20 مرة في الثمانية أشهر الأولى من عمر الإدارة.

وأردف «وولف»: «ذهبت بنية  التصرف كصحفي بهدف، ولكنك تفقد هذا عندما يتجاهلك الجميع وتصبح جزءا من الأثاث، هذا الرجل مثير للشفقة ويحاول الناس بذل الجهد لتسليتك. ويسألون من تنتظر؟ وعادة ما أقول بانون  الذي لم يكن يحضر على الموعد. ويقولون هل تريد العودة وفجأة تجد نفسك في مكتب مدير الطاقم».

وقال «وولف» إن «نقادي غارقون بالتفاصيل أما أنا فلست غارقا بالتفاصيل واستطعت إيصال القصة بطريقة يفهمها الناس، تحركهم ويفهمونها».

وتابع: «حصلت على الحقيقة التي لم يحصل عليها أي شخص، ليس لأنهم لا يعرفون، فكل واحد حول ترامب يعرف أنه دجال، أحمق، غبي وشخص غير  قادر على القيام بالوظيفة. ولكن لم يقل أحد هذا مع أن الصحفيين في واشنطن يتحدثون للأشخاص أنفسهم الذين تحدثت إليهم واستمعوا للقصص ذاتها».

واتهم البيت الأبيض «وولف» بأنه لم يحصل على مقابلة وجها لوجه مع «ترامب» بشكل لا يعطيه الحق للقول إنه تحدث مباشرة مع الرئيس. ويوضح الكاتب قائلا: «حصلت تقريبا على ثلاث ساعات حوار مع دونالد ترامب ما بين يونيو/ حزيران 2016 والآن حصل هذا في أثناء الحملة والفترة الانتقالية وفي البيت الأبيض».

وأكد «وولف» أنه ليس مهتما بالسياسة ولكن بمن هم في السلطة والسيناريو المفاجئ الذي أدى لفوز ترامب ،وهذا كتاب ليس عن انطباعاتي بل انطباعات الناس حوله. وكان مُهمًا أن لا أجعل انطباعاتي أو علاقتي مع الرئيس المركز».