جسم الإنسان جهاز بالغ التعقيد من الصعب فهمه. وما زال العلماء يحاولون أن يعرفوا كيف ولماذا تعمل اعضاؤه بالطريقة التي تعمل بها، بما في ذلك من أين تأتي المشاعر والعواطف ولماذا تنشأ. ومن الألغاز الأخرى اللحظة التي تسبق الموت.
لاحظ كثير من الأطباء أن المرضى يقولون اشياء متماثلة قبل الوفاة. ويبدو أن المرضى يعرفون انهم على وشك الموت قبل الأطباء. والأشخاص الذين لديهم حاسة سادسة كثيرًا ما يودعون أحبتهم قبل الوفاة. والغريب أنهم يشعرون بقرب النهاية. ويبدأ هؤلاء الأشخاص بالتصالح مع أعدائهم السابقين وترميم العلاقات التي تحتاج إلى ترميم ليرحلوا من دون أن يخلفوا وراءهم قضايا عالقة.
هذه ليست ظاهرة شائعة، لكن الشائع أن يشعر المرء بالموت قبل حدوثه. وعلى الرغم من فظاعة مثل هذه اللحظة، فإنها تتيح فرصة لتوديع الأحبة.
ربما يجادل البعض بأن هذه مصادفات، وليس هناك شيء اسمه معرفة لحظة الموت قبل حدوثه، لذا أجرت كلية علم النفس في جامعة كينت البريطانية دراسة ركزت على إمكانية أن يعرف الأشخاص لحظة موتهم من الرائحة.
رائحة الموت
قام الباحثون بتحليل الجسم خلال عملية الاحتضار. واتضح أنه حين يموت الشخص يتحلل جسده وتنطلق روائح عديدة. واحدى هذه الروائح ناجمة عن مركب كيمياوي يُسمى بوتريسين تنبعث نتيجة عملية التفسخ. ولا يعرف البشر هذه الرائحة أو يلاحظونها، لكن العقل الباطن يميزها ويعرف أن النهاية باتت قريبة.
تعرض المتطوعون المشاركون في الدراسة إلى روائح مختلفة ثم درس الباحثون ردود أفعالهم عليها. وربط المتطوعون رائحة المركب الكيمياوي بوتريسين بعواطف سلبية على الرغم من أن احدًا منهم لم يعرف هذه الرائحة من قبل. لكن، لم يربط أي من المتطوعين هذه الرائحة بالموت أو الخوف، والسبب أن عقلنا الواعي لا يرى العلاقة، لكن العقل الباطن يراها.
كانت دراسات سابقة أظهرت وجود علاقة بين العواطف والرائحة. وعلى سبيل المثال، يسبب بعض الروائح شعورًا بالخوف أو التوتر العصبي