تخيَّل أن يقفز كل سكان العالم في الوقت نفسه، تُرى ما الذي سيحدث؟ هذا هو السؤال الذي بحث عن إجابته عالِم الفيزياء الفلكية في جامعة أوهايو الأميركية، وزميله عالِم الفيزياء مارك بوسلو بمختبر سانديا القومي الأميركي.

إذ افترض العالِمان أن جميع سكان الأرض (أكثر من 7 مليارات شخص) وقفوا جنباً إلى جنب في الموقع نفسه بمنطقة تعادل مساحتها مساحة مدينة نيويورك الأميركية (987 كيلومتراً)، وقفزوا في اللحظة ذاتها بالهواء، ثم عادوا أدراجهم إلى الأرض؛ ما سينتج عنه انطلاق مقدار كبير من الطاقة لحظة اصطدامهم بالأرض.

جزء من هذه الطاقة سيرتد إلى البشر عبر أحذيتهم، أما الجزء الباقي فسينفجر في البيئة المحيطة بين الأرض والهواء؛ ما قد يسبب بعض العواقب المروعة التي لا تحمد عقباها!

 

ستنفجر آذاننا!

 

أولاً، سينتج صوت مدوٍّ يشبه التصفيق، وستبلغ قوة هذا الصوت نحو 200 ديسيبل (وحدة لوغاريتمية تعطي النسبة بين كميتين فيزيائيتين)، وهو ما سيكون أعلى صوت على الإطلاق تشهده البشرية، حتى إن بإمكانه تحطيم طبلات الأذن.

ويؤدي بلوغ شدة الصوت رقم 85 ديسيبل إلى إصابة سامع الصوت بأضرار في الأذن قد تكون دائمة، فيما يمثل أقوى صوت يتحمل الإنسان ألمه على الإطلاق نحو 120 ديسيبل؛ ما يعني أن الصوت الناجم عن القفزة لن يطاق.

وإذا ما قارنا هذا الصوت بصوت الطائرة النفاثة، فسنجد أنه يزيد عليها بنحو 50 ديسيبل؛ إذ تطلق النفاثات لحظة انطلاقها صوتاً يعادل 150 ديسيبل.

 

زلزال وتسونامي

 

كما ستتعرض الأرض لهزة أرضية تبلغ قوتها من 4 إلى 8 درجات على مقياس ريختر، وستسبب الهزة الأرضية إعصاراً يبلغ ارتفاع موجته 30 متراً (100 قدم)، فضلاً عن دمار كبير للبنى التحتية من الجسور والسكك الحديدية والمباني.

 

سرعة دوران الأرض

 

حسناً، هل يؤثر ذلك على دوران الأرض، عبر إعادة توزيع كتلتها بطريقة ما، نحو مركز الأرض مثلاً، ويؤكد العلماء إمكانية حدوث ذلك لكن بنسبة ضئيلة جداً. وإذا حدث فسيعني أن الأرض ستدور حول نفسها أسرع بمقدار قليل للغاية، بحسب موقع Science Alert العلمي.

وإمكانية حدوث ذلك أثبتها الزلزال الذي ضرب اليابان في 2011، والذي أعاد توزيع الكثير من كتلة الأرض نحو المركز؛ إذ قصَّر دوران الأرض حول نفسها أو مركزها كل يوم بمقدار 0.000018 ثانية، وإذا حاولنا إعادة قوة هذا الزلزال فسنحتاج أن يكون عدد سكان الأرض 7 ملايين ضعف العدد الحالي (7.5 مليار×7 ملايين).

 

وضع الأرض في المجرة

 

وعكس ما قد نتخيله، أن تسبب القفزة حرف مسار كوكب الأرض، أكد العالمان في الدراسة التي نقلها موقع Business Insider الأميركي، أن عواقب القفزة لن تصل للفضاء، ولن تنحرف الأرض عن مدارها مهما كانت قوة القفزة.

المصدر: هاف بوست