الأرض التي نعرفها ستتغير، كائنات نادرة عاشت بها لملايين السنين ستختفي وستزول معها قدرات وخصائص فريدة.
فبعض هذه الكائنات المعرضة للانقراض لديها مميزات هائلة وهي مهمة للتوازن البيئي وللإنسان، بل إنها منها من يأمل العلماء في الاستفادة منه في إحداث ثورة طبية.
مؤخراً، أثبتت القائمة الحمراء للأنواع الكائنات المهددة بالانقراض التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، أن أكثر من 25 ألف نوع مختلف من الحيوانات والنباتات معرّض لخطر الانقراض. نتيجة التهديدات المتزايدة الناجمة عن التلوث ومختلف الأنشطة البشرية.
ومن المتوقع أن تختفي بعض هذه الكائنات قبل سنة 2050 إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات الضرورية.
تقرير لصحيفة البايس الإسبانية عرض لعشرة من الحيوانات المهددة بالإنقراض قبل عام 2050.
1. سلحفاة أنغونوكا.. بيضها سبب مصيرها
يُقدر عدد هذا النوع من السلاحف بحوالي 400 عينة، والتي تعيش خاصة شمال غرب مدغشقر.
وتشهد أعدادها تراجعا ملحوظا، مما جعلها من بين أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض. لكنها ليست الوحيدة، فهناك العديد من أنواع السلاحف الأخرى المهددة، وذلك إما بسبب وقوعها في شباك الصيادين العرضية، أو فقدان موطنها نتيجة الغزو البشري، أو بسبب التجارة غير المشروعة. وتُستخدم هذه الحيوانات أساسا في قطاع الأغذية الفاخرة، إما لبيضها أو لحومها.
2. وحيد القرن الجاوي.. الطب الآسيوي يطارده
يقدر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة أنه لم يتبق سوى 50 عينة من وحيد القرن الجاوي. وتعيش هذه العينات في إندونيسيا، وهي أحد الكائنات المهددة بالانقراض التي وقعت ضحية الصيد غير المشروع لتجارة قرون وحيد القرن.
وتدعو مؤسسة الصندوق العالمي للطبيعة إلى حماية هذه الكائنات التي يتم استخدام قرونها في الطب الآسيوي التقليدي كعلاج للأمراض المتعددة، مثل صداع الكحول، والحمى وحتى السرطان.
3. البنغولين.. ينقرض بسبب لحمه الشهي
يعد هذا الثدي المدرع غريب الشكل ، المعروف أيضا باسم آكل النمل الحرشفي، من أكثر الحيوانات عرضةً للتجارة غير المشروع، بالحياة البرية، لا سيما في آسيا وإفريقيا.
ففي كلتا القارتين، لم يتبق سوى ثمانية أنواع مختلفة من هذا الكائن، اثنان منها في خطر، وهما بنغولين الصين ومالاوي.
ومن المعلوم أن هذه الثدييات الصغيرة تتمتع بدروع واقية، تمكنها من الالتفاف حول نفسها كالكرة عند الشعور بأي خطر أو تهديد.
المشكلة ، أن غطاء هذا الحيوان القشري يُستخدم في الطب الصيني التقليدي لعلاج بعض الأمراض، على غرار الربو والروماتيزم والتهاب المفاصل.
كما تعد لحومه من أطيب وأشهى الأطعمة في العديد من البلدان الآسيوية، رغم قبح شكله .
4. دولفين الفاكويتا.. الجمبري متهم بالتهامه
تعتبر هذه الكائنات أصغر نوع من خنازير البحر التي توجد في خليج كاليفورنيا في المكسيك. ويعود سبب تناقص أعداد هذه الكائنات إلى ظاهرة الصيد الشبحي بالشباك الخيشومية المنبسطة في قاع البحار التي تستخدم بشكل غير قانوني في صيد الجمبري، حيث تعلق بها هذه الثدييات وتغرق.
ووفقا لبيانات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، تواجه هذه الدلافين خطر الانقراض. ومن جهتها، حذرت اللجنة الدولية لحماية دولفين الفاكويتا، في تقرير لها صدر في شهر فبراير/ شباط 2017، من أنه لم يتبق سوى النصف من هذه الحيتان النادرة، علما بأن عددها في السنة الماضية بلغ 60 دولفينا.
5.عفريت الماء.. المياه الملوثة تخنقه
يعيش عفريت الماء في المكسيك، وهو اليوم أحد الكائنات التي تواجه خطر الانقراض بشكل كبير بسبب تلوث المياه. وعادة ما تعيش هذه الكائنات في البحيرات أو قنوات المياه الضحلة، حيث توجد الكثير من النباتات المائية.
ويمتلك هذا الكائن البحري الذي يسمى أيضا سمندل المكسيك قدرات غريبة فأطرافه تعاود النمو بعد قطعها، وإذا جرح فإن نزيف الدم يتوقف خلال ثوان، والعلماء يسعون الآن للاستفادة من هذه المزايا في الطب البشري ولا ينفرد هذا الحيوان المميز.
ويشير الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة إلى وجود أقل من 100 كائن من هذا النوع، وهي تعيش تحت طائلة تهديد كبير بسبب إدخال بعض الأنواع الأخرى التي تتنافس معها على موطنها وتفسد سلسلتها الغذائية.
6. غوريلا الأنهار الغربية.. تموت في أقفاص الصيادين
تعد غوريلا الأنهر الغربية لنهر كروس في أفريقيا، البالغ عددها 300، إلى جانب الغوريلا الشرقية، التي يبلغ عددها نحو خمسة آلاف عينة، من بين الأنواع المهددة بالانقراض، وفقا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
ففي القارة السمراء، يتم القبض على هذا النوع من القرود على قيد الحياة لبيعها من أجل الاحتفاظ بها في الأسر، أو لاستهلاك لحومها.
إلى جانب ذلك، تموت العديد من هذه الحيوانات في نهاية المطاف عند نقلها من مكان لآخر بسبب التعب أو المرض.
7. المنك الأوروبي.. المراعي المفضلة تختفي
وهو حيوان ينتمي لفصيلة العرسيات، وقد انخفضت عدد هذا الحيوانات إلى النصف خلال السنوات العشر الأخيرة.
ويتوقع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، الذي يصنفه على أنه أحد الأنواع المهددة بالانقراض بشكل حرج منذ سنة 2011، أن هذا الانخفاض سيزداد سوءاً في السنوات القادمة بسبب تدمير مراعي غذائه، وآثار أنواع الحيوانات الدخيلة على نمط حياته.
وفي هذا الصدد، يوضح الصندوق العالمي للطبيعة أن هذه الكائنات التي توجد في أوروبا بنسب ضئيلة، وهي اليوم مهددة بشكل كبير.
والمنك الأوروبي، إلى جانب الوشق الإيبيري، من أكثر الحيوانات المفترسة المهددة بالانقراض في أوروبا.
8. أسماك التونة ذات الزعانف الزرقاء.. النهم البشري يلاحقها
تعيش أسماك التونة ذات الزعانف الزرقاء الجنوبية في المحيطات الأطلسي والهندي والهادي.
ومؤخراً، ظهرت هذه الأسماك ضمن قائمة الكائنات المهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر. وإذا استمر معدل الاستغلال هذا، فإن هذا النوع يمكن أن يختفي تماما. لذلك يحذر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة من أن الكتلة الحيوية الإنجابية لهذا الكائن قد انخفضت بنسبة فاقت 85 بالمائة في أقل من 40 سنة بين سنتي 1973 و2009.
9. الليمور.. اختفاء المراعي وغابات الخيزران
برز حيوان الليمور أيضاً، الذي يعيش في مدغشقر، ضمن قائمة الكائنات المهددة بالانقراض منذ سنة 2008، حيث انخفضت أعدادها بنسبة 80 بالمائة في أقل من 30 سنة بسبب قطع أشجار الخيزران وتدمير مراعيها.
هذه الثدييات الشجرية هي قريبة بعيدة للقرود، وقد وصلت إلى جزيرة مدغشقر قبل ملايين السنين عبر ركوب حصائر نباتية دفعتها التيارات المائية للجزيرة.
وقبل وصول البشر بقليل إلى الجزيرة (حوالي 2000 عام)، كانت هناك ليمورات كبيرة الحجم وكانت أحجامها تصل لأحجام ذكور الغوريلا، وحاليا تتراوح أوزانها من 30 غرام (1.1 أونصة) إلى 9 كجم (20 رطلاً)، ومن سمات أنواعها المشتركة نسبيا الهيمنة الاجتماعية للإناث، وهو ثدي شجري يعد قريباً بعيداً للقرود.
ويَعْتبر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الليمور أكثر الثدييات المهددة بالانقراض في العالم، مشيراً إلى أنه ابتداءً من 2013 ستواجه 90٪ من جميع أنواع الليمورات خطر الانقراض في غضون الـ 20 إلى 25 سنة المقبلة.
وقدر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة أنه حالياً يوجد حوالي 500 نموذج من هذا الكائن.
10. إغوانة جامايكا.. الديناصور الأخير يفقد موطنه الأصلي
هذه السحلية التي يشبه الديناصور الصغير من بين الكائنات المعرضة لخطر الزوال، وفقا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وهي نوع تستوطن جامايكا.
وفي الوقت الحالي، لا يُعرف بالضبط كم عدد العينات المتبقية، لكن يقدر بأقل من 200 كائن. و لا يزال عددها في تناقص مستمر بسبب تدمير مواطنها الأصلية ونهبها.
11. نسور الفتخاء.. ضحية المبيدات الزراعية
تعيش نسور الفتخاء في المناطق الجبلية في الهند وفي جنوب شرق آسيا.
ومنذ سنة 1990، أصبحت هذه الكائنات في خطر بسبب تسمّمها بالأدوية التي يستعملها المزارعون لعلاج الماشية، التي تعد المصدر الرئيس لغذائها.
و يحذر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة من خطر انقراض هذه الطيور التي تلعب دورا أساسيا في القضاء على بقايا الحيوانات من البيئة، لأنها بهذه الطريقة تحد من انتشار الأمراض والأوبئة.
12. الدريجة ملعقية المنقار .. ضحية الاحتباس الحراري
تعتبر طيور الدريجة ملعقية المنقار، من الطيور التي تعيش في شمال غرب روسيا خلال فصل الصيف، وفي جنوب شرق آسيا خلال فصل الشتاء، وهي اليوم من بين الأنواع التي على وشك الانقراض.
ووفقا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، تراجع عددها إلى أقل من 200 عينة. ويعود ذلك إلى تدمير موائلها الطبيعية بسبب التلوث والصيد والاحتباس الحراري.
13. الجندب.. فريسة هذه الطيور الجارحة
الجندب أو القفازة حشرة من رتيبة حاملات الأزاميل (Caelifera) تستطيع القفز لمسافة تبلغ أضعاف طول جسمها لذلك تدعى بالقفازة.
مؤخرا، تم إدراج الجندب في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ضمن الكائنات المهددة بالانقراض بسبب تدمير موطنه.
وتجدر الإشارة إلى أن حوالي خمسة آلاف عينة من هذا النوع تعيش في فرنسا. من جانب آخر، تعد الجنادب مصدرا هاما لغذاء العديد من الطيور مثل طائر العوسق والحسون الظالم. ووفقا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة “فمن المرجح أن تتأثر هذه الطيور باختفاء الجنادب، لذلك يجب الحفاظ عليها من خطر الانقراض”.