ليست شوارع “مدينة الضباب” وحدَها التي ضجَّت بالترحيب المنظم والكبير بزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرسمية للعاصمة البريطانية لندن، فالحال نفسه كان على تويتر، الذي شهد خلال فترة زيارة ولي العهد لمصر وبريطانيا حملة منظمة للترويج للنجاحات التي يكتبها ولي العهد الشاب في أول جولة خارجية له.
وشارك العشرات من الإعلاميين السعوديين المقربين من السلطة في الترويج لزيارة الأمير الشاب إلى المملكة المتحدة، التي استمرت 3 أيام، بدءاً من الأربعاء 7 مارس/آذار، فأعلن بعض الإعلاميين السعوديين على موقع تويتر، عن جوائز ومكافآت مادية مغرية لمن يمدح بن سلمان بأبيات شعرية أو بتعليقات جميلة.
وبدأت المكافآت التي أعلن عنها المقربون من بن سلمان ابتداء من 500 ريال سعودي، وصولاً إلى 20 آلاف ريال سعودي لأفضل تعليق على صورة التقطت له في لندن وهو ينزل من سيارته.
عضو شرف النادي الأهلي السعودي نواف بن عصاي، أعلن عن جائزة قدرها 10 آلاف ريال سعودي لمن يكتب أجمل وصف لصورة بن سلمان.
وبعد التفاعل الكبير، رفع بن عصاي الجائزة لـ20 ألف ريال، شريطة أن يرفق صاحب الوصف الصورة مع وصفه، لتنهال آلاف الردود على الصورة، حيث تجاوزت الـ7 آلاف، رد معظمها يمدح بن سلمان طمعاً في الجائزة.
وعاد نواف ليعلن عن تقسيم جائزة الـ20 ألف ريال على 4 أشخاص، بواقع 5 آلاف ريال لأصحاب أفضل 4 تعليقات على الصورة، بعد أن اختار متابعيه تقسيم الجائزة بدلاً من دفعها لشخصٍ واحد.
بدورها أعلنت الممثلة السعودية ريم عبدالله عن جائزة قدرها 1500 ريال، لصاحب أفضل وصف أو بيت شعر على ذات الصورة لابن سلمان، ليتفاعل الآلاف مع التغريدة، طمعاً بالجائزة التي لن يكلفهم الحصول عليها سوى بضعة أبيات في محبة بن سلمان.
وعند الحديث عن الشعر لا تفكر كثيراً، فالشعراء موجودون، ولم يعد قصدهم للملوك لتقديم المدح والحصول على “الشهرة” أو “المكافآت” مجدياً هذه الأيام، إذ بات الطريق للبلاط صعباً، بل يكفي أن يكتب الشاعر عدة أبيات وينشرها على تويتر أو يوتيوب، مدحاً للحاكم، لتأتيه الهدايا والمكافآت.
هذا ما فعله الشاعر نايف معلا مع تغريدة ريم عبدالله، فكتب رداً “يخفق البشت كنه يبرق الأمجاد! والسواري متونك والعزوم الريح.. ابتسامتك لآمال العرب ميلاد لا تصرّح فديتك نظرتك تصريح”، ليكون الفائز بالجائزة التي أعلنت عنها الممثلة السعودية.
وانتقد عشرات النشطاء ما وصفوه بـ”التطبيل المدفوع لابن سلمان”، عبر المكافآت المعلنة لمن يمدحونه، فضلاً عن تعليقات العشرات من الإعلاميين التي رفعوا فيها من قدر محمد بن سلمان، لتصف الإعلامية سمر المقرن نظرة الملكة البريطانية إليزابيث الثانية لابن سلمان، بـ”الغارقة بالإعجاب”.