توفيت الأديبة اللبنانية الجنوبية إميلي نصرالله عن عمر 87 عاماً ومن المقرر تشييعها غداً الخميس إلى مثواها الأخير في زحلة شرق لبنان.
ولدت إميلي نصرالله عام 1931 في قرية الكفير الجنوبية ونشرت عدداً من الروايات والمجموعات القصصية للاطفال وحصلت على جوائز عدة منها وسام الأرز الوطني، من رتبة كومندور الذي منحه لها رئيس الجمهورية ميشال عون الشهر الماضي، تقديراً لعطاءاتها الأدبية، وأعلى وسام ألماني، وجائزة الشاعر سعيد عقل في لبنان وجائزة جبران خليل جبران من رابطة التراث العربي في أوستراليا وجائزة مؤسسة IBBY العالمية لكتب الأولاد على رواية "يوميات هر" وجائزة مجلة فيروز.
ونشرت الراحلة العديد من الكتب ومنها: طيور أيلول، شجرة الدفلى، الرهينة، تلك الذكريات، الجمر الغافي، روت لي الأيام، الينبوع وغيرها الكثير من الأعمال.
وكانت نصرالله قد خصّت الميادين نت بحديث خاص فور عودتها من ألمانيا وتسلّمها أعلى وسام ألماني قدمه لها معهد غوته في قصر فايمار في 28 آب أغسطس 2017، تكريماً لها على أعمالها الروائية.
وأجابت صاحبة رواية "طيور أيلول" على أسئلة الميادين نت في اتصال هاتفي حول شعورها لتسلّمها الوسام الألماني الأرفع، قائلة "أنا لم أسعَ يوماً إلى أي جائزة ولم يكن عندي فكرة أنني سأحصل في يوم ما على جائزة ألمانية خاصة أن هذا البلد لم نختلط معه حضارياً. أنا شاركت سابقاً في ندوات عدة في ألمانيا لكن لم يخطر لي أبداً أنني يوماً ما سأُكرّم بأكبر وسام ألماني. والحمد لله على ذلك".
وأضافت نصرالله بتواضع لافت: "أنا أقول دائماً أنني فلاحة تكتب، أتيت من أرض الفلاحين من الكفير من جنوب لبنان. ولم أكن أتوقع التكريم. أكتب لأني أحب الكتابة، ولأني أريد أن أقول ما أعرفه".
وحول روايتها الأولى والشهيرة "طيور أيلول" التي زكّاها الأديب الكبير ميخائيل نعيمة، قالت نصرالله: "حين أصدرت روايتي الأولى "طيور أيلول" عام 1962 كتب يومها الأديب الكبير ميخائيل نعيمة قراءة لها. وفي هذا الوقت نلت جائزة سعيد عقل عن نفس الرواية. هذان التقديران شجّعاني جداً، لكن أنا عندي قبل ذلك ما يدفعني للكتابة. هناك أشياء أريد قولها عن قرانا، فأعمالي تكتب ما أعيشه".
ورداً على سؤال إن كانت رواية "طيور أيلول" جزءاً من أدب المهجر، أجابت إميلي نصرالله: "أدباء المهجر كتبوا من هناك. أنا أكتب من هنا. أنا أكتب عن طيور حالما تجنح للهجرة. أكثر ما تأثرته به هو هجرة إخوتي الأصغر مني من قريتنا. يومها كتبت "طيور أيلول" بدموع عيني، لأن هناك مثلاً في قرانا يقول: "الأرض التي لا تحمل أهلها".
وحول وصف بعض النقاد والأدباء لها بالفيلسوفة المتشائمة، قالت نصرالله: "أنا أعمل ولا أتطلع حولي. أقول ما أؤمن به. لم أعمل لكي أنال جوائز. لم أكن أحلم بما وصلت إليه لأنني من قرية بعيدة لم يكن يوجد فيها إلا مستوى الصف الثالث إبتدائي الذي بقيت فيه ثلاث سنوات" .
وحول تأثرها بأدب جبران خليل جبران، أوضحت الروائية الجنوبية قائلة: "أنا قرأت لجبران ولا شك أنه أثّر بي. كنت مجتهدة أحب المطالعة، لكن أنا بعيدة جداً عن تقليد من أقرأ له. أكتب ما أعيشه".
وعن رأيها في ما قالته الباحثة والناقدة الأدبية بثينة شعبان في كتابها "100 عام من الرواية النسائية العربية"، بأن رواية "طيور أيلول" هي "واحدة من الروايات القليلة في الأدب العربي التي تعتبر القرية مركز اهتمامها"، كررت نصرالله القول بأنها تكتب ما تعيشه وما تقتنع به. وأضافت: "طبعاً أقرأ للأدباء. أي كتاب تقرأه يؤثّر بك كما يؤثّر الغذاء في الجسد. لكني أعترف بأني لم أتأثر بكل ما قرأته كما تأثرت بقريتي قبل أن أغادرها".
وأضافت "السيدة بثينة شعبان مشكورة دائماً على ما كتبته عني وهي باحثة وناقدة ولها كل الحق أن تعطي رأيها وهي قديرة على ذلك. أنا مجرد كاتبة تكتب قصة ورواية لا أكثر".
ورداً على سؤال إن كانت روايتها "رياح جنوبية" جزءاً من أدب المقاومة، قالت نصرالله: "طبعاً هناك أدب مقاومة. الذي نعيشه هو أدب مقاومة. أنا لا أسمي أدبي أدب مقاومة برغم أن لي وقفات مع المقاومة من أجل الحق وضد المعتدين. هناك كتاب كبار كتبوا عن أدب المقاومة. هناك بعض الكتاب في لبنان طعموا رواياتهم بالمقاومة. إلا ان الرواية اللبنانية بشكل عام لم تدخل في أدب المقاومة. هناك محاولات ونواة لروايات وقصص تدخل في عالم أدب المقاومة. ربما قد أكون مخطئة في تقييمي هذا، لأني لم أتعرف على من كتبوا من الأدباء اللبنانيين. فأنا لم يكن لدي متسع من الوقت لأتعرف على الأدباء وكتاب الرواية حيث لدي واجباتي تجاه أسرتي وتجاه عملي. فأنا كنت أعمل في الصحافة ولم يكن لدي متسع من الوقت لدراسة ومقارنة روايات أخرى".