يتأثر التطور المعرفي للطفل قبل التحاقه بالمدرسة بمجموعة من العوامل منها ما يتعلّق بصحة الأم، ومدى الرعاية التي يحظى بها الصغير.

وقد لاحظت الدراسات التربوية أن مهارات الإدراك لدى الصغار تتأثر بالروتين اليومي للأسرة، والتفاعلات اليومية بين الوالدين والطفل وخاصة الأنشطة والألعاب.

ووجدت الدراسات أن تنمية مهارات التفكير والإدراك قبل المدرسة يساعد على تعزيز القدرات الأكاديمية للطفل ويزيد من تحصيله العلمي في مراحل التعليم التالية ومنها التعليم الجامعي.

وتلعب أنشطة التعليم المبكر دوراً هاماً في تنمية مهارات التفكير والإدراك لدى الطفل. ويمكن أن يستخدم الأبوين الألعاب والأنشطة كأداة فعّالة لتحفيز الذكاء وقدرات الفهم لدى الطفل قبل المدرسة ما يسهل تقدمه الأكاديمي بعد ذلك.

مثلاً، بالإمكان في مرحلة ما قبل المدرسة تنمية فهم الطفل لبعض المفاهيم المجرّدة مثل الفرق بين الليل والنهار وانعكاسه على السلوك والعادات. كما يمكنه الربط المنطقي بين الألوان والأشياء والأشكال.

وتساعد الألعاب المنزلية على إشراك الصغير في بعض الأنشطة الحياتية والتي تنمي بدورها إدراكه. فعندما تعطي الصغير مجموعة من الخضروات والأطباق أو علب الطعام ليقوم بتصنيفها ينمّي ذلك شخصيته من عدة جوانب، ويغذّي فهمه لفكرة التصنيف والعلاقة المنطقية بين شيئين.

وتحث التوصيات التربوية الحديثة على تنمية إدراك الطفل لفكرة أن العالم لا يدور حوله، وهي فكرة يبنيها كل الأطفال في مرحلة مبكرة من الطفولة والإدراك والتي تبدأ باكتشافه لجسمه.

وتساعد ألعاب الغماية (الاستغماية)، والألعاب التخيلية، والألعاب الجماعية مثل الكراسي الموسيقية على تنمية فهم الطفل للعالم من حوله.