سقطت صواريخ انطلقت من سوريا على منطقة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وسارعت الأخيرة الى الرد بالصواريخ على ما يفترض أنه قواعد إيرانية في سوريا، ويسود الغموض نتائج الهجوم والهجوم المضاد رغم مسارعة إسرائيل الى التلويح بالنصر، لكن المؤشرات تشير الى تعرض الطرفين الى خسائر مادية وبشرية لم يتم تحديدها حتى الآن.

وكان مرتقبا قيام القوات السورية والإيرانية بالهجوم على أهداف إسرائيلية للرد على القصف الصاروخي الإسرائيلي ضد أهداف إيرانية في سوريا خلال الأيام الماضية، وكانت إسرائيل تدرك بالهجوم، واستعدت له عبر تنبيه الساكنة واتخاذ الاحتياطات.

وانهالت الصواريخ السورية-الإيرانية على منطقة الجولان ليلة أمس بتوقيت غرينيتش، ولم تتأخر إسرائيل في الرد عبر الصواريخ بعد أقل ن ساعة من الهجوم. ويحاول كل طرف التقليل من نتائج الهجوم المضاد، فقد أكدت سوريا اعتراض 80% من الصواريخ الإسرائيلية بينما قدمت إسرائيل لائحة طويلة من الأهداف التي استهدفتها، ولكن بدون تقديم أدلة مثل الصور باستثناء ما اعترفت به سوريا من تعرض مخزن للذخيرة وموقع للرادار.

وتلجأ إسرائيل الى القصف بالصواريخ بدل الاعتماد فقط على الطائرات التي تحولت الى ثانوية في الحرب الحالية، وأحيانا تقصف إسرائيل من الأجواء اللبنانية متجنبة الأجواء السورية مباشرة خوفا من تعرض مقاتلاتها  للضرب.

وإذا كان معروف على إسرائيل تقدمها التكنولوجي والحصول على مساعدات قيمة أمريكية وغربية خلال تنفيذ كل هجوم مثل الحصول على معلومات استطلاعية من الأقمار الأمريكية، فقد أبان الهجوم السوري-الإيراني عن قفزة عسكرية من خلال إبطال مفعول القبة الحديدية التي لم تستطع اعتراض الصواريخ السورية، وكان عددها خمسين.

ولا يمكن الاستهانة بالخسائر التي تسببت فيها إسرائيل للقوات الإيرانية والسورية لأن القصف كان عنيفا وبالصواريخ لكنه يبقى أقل مما تدعيه إسرائيل بحكم عدم تمركز القوات السورية والإيرانية في مكان واحد بهدف امتصاص الضربات جعل الخسائر قليلة.

لكن في المقابل، تبقى خسارة إسرائيل بدورها كبيرة وخاصة في الجانب العسكري وسقوط الهيبة العسكرية. فقد نتج عن إسقاط “إف 16” خلال فبراير/شباط الماضي تقزيم دور سلاح الجو الإسرائيلي الذي لم يعد يعربد، والآن بعد القصف الصاروخي، تراجع دور القبة الحديدية التي كان يتم تقديمها بمثابة المنقذ لإسرائيل من صواريخ حزب الله وسوريا وإيران.

وكانت إسرائيل تتحدث عن عدم تعرضها لخسائل إبان حرب تموز ضد حزب الله، وظهر مع مرور الوقت الخسائل الفادحة التي تكبدتها ومنها تعرض أكثر من مائة دبابة للعطب والخروج من الخدمة العسكرية.

المصدر: رأي اليوم