التثاؤب ظاهرة مُعدية، وهو وظيفة جسدية طبيعية وغير طوعية، يسببها التعب أو الملل أو حتى رؤية شخص آخر يتثاءب. فهل تساءلت يوماً عن أسباب حدوث هذه الظاهرة؟

الشعور بالإرهاق، والرغبة في النوم بعد يوم حافل بالأحداث، وعند الاستيقاظ من النوم، وأحيانا رؤية شخص ما يقوم بهذا الفعل، هي بعض الأسباب التي نعرفها عن التثاؤب. لكن بعض الأطباء يعتقدون أن التثاؤب يحصل عندما يكون مستوى الأوكسجين منخفضاً في الجسم، ومستوى ثاني أكسيد الكربون مرتفعاً، وهو التفسير الأكثر شيوعا. أما أطباء آخرون، فيعتقدون أنه فعل انعكاسي يقي الرئة من الضمور.

 

وتوصلت دراسة علمية حديثة صادرة عن جامعة نوتنغهام البريطانية إلى أن الميل البشري إلى التثاؤب المُعدي يحدث أوتوماتيكياً بسبب انعكاسات فطرية في القشرة الحركية، وهي منطقة في الدماغ مسؤولة عن الوظائف الحركية، وفقاً لما أشار إليه الموقع الطبي المختص "ميديكل اكسبرس".

 

ولاختبار ماذا يحدث في الدماغ أثناء التثاؤب، أجرى العلماء التجربة على 36 شخصاً بالغاً، ظهرت نتائجها عندما عرض الباحثون على المتطوعين مشاهدة مقاطع فيديو تُظهر شخصا آخر يتثاءب، وطلبوا منهم المقاومة أو السماح لأنفسهم بالتثاؤب. وسجل الباحثون ردود فعل المتطوعين وتوقهم إلى التثاؤب بشكل مستمر.

 

واختلفت درجة الرغبة في التثاؤب طبقًا لطريقة عمل القشرة الحركية الأولية في دماغ كل شخص، وهو ما يُطلق عليه "الاستثارة". وباستخدام تحفيز مغناطيسي خارجي عبر الجمجمة، كان من الممكن زيادة درجة "الاستثارة" في القشرة الحركية، وبالتالي ميل المتطوعين إلى التثاؤب المعدي.

 

دكتورة علم النفس العصبي المعرفي، جورجينا جاكسون، قالت أن نتائج هذا البحث أظهرت " أن الرغبة في التثاؤب تزداد كلما حاولنا إيقاف أنفسنا. وباستعمال التحفيز الكهربائي كنا قادرين على زيادة التأثر وبذلك ترتفع الرغبة في التثاؤب المعدي".

 

المشارك في الدراسة ستيفن جاكسون، ذكر أن الهدف هو البحث عن "وسائل علاج شخصية لا تعتمد على العقاقير، بل باستخدام التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، ذات الأثر الفعّال في علاج الإضطرابات في شبكات الدماغ"، وفق ما أورده موقع "هيلث أونلاين".

 

التثاؤب المعدي يعد شكلاَ شائعاَ من حالة تسمى"الإيكوفينومينا"، وهي التقليد الآلي لكلمات وحركات شخص آخر. وفي دراسات سابقة عام 2014، وُجد بأن هناك علاقة بين التثاؤب المُعديّ والتعاطف.

 

وبينت أبحاث مركز ديوك في نورث كارولينا لتغيير جينات الإنسان، أن نسبة التثاؤب تزداد لدى من تقل أعمارهم عن 25 عاماً، حيث تثاءب 82 في المئة منهم، بينما وصلت النسبة إلى 60 في المئة في الأعمار بين 25-49 عاماً، ووصلت إلى 41 في المئة في من تزيد أعمارهم عن 50 عام.