ولد الشاب أنطوني نحول من دون أطراف، واليوم هو صاحب شركة خاصة أسسها بنفسه، ويقول بكل ثقة: “هذه ليست سوى البداية”.
جاء أنطوني إلى العالم دون أطراف منذ الولادة، في حالة غريبة ونادرة لم يشهد الطب في لبنان شبيها لها، وجزم حينها الأطباء أنه من الصعب أن يعيش ويستمر في الحياة.
يتحدث أنطوني بثقة وإيمان كبيرين عن التجارب التي علمته، قائلا: “ما من شيء مستحيل. أنا مؤمن بأن كل ما حدث معي كان بقرار من الله.. أنا مؤمن بهذه الإرادة الإلهية، وكلامي نابع من إيمان وليس من فلسفة”.
وتعايش أنطوني مع الأمر الواقع وانطلق في حياته واختباراته الأولى، حيث تلقى علمه في المنزل وقدم امتحاناته النهائية في المدرسة، وذلك حتى وصوله إلى الصف السادس.
ومع بداية الصف السابع، قرر أنطوني تنزيل تقنية “Point to Point” التي تسمح برؤية الاساتذة والطلاب والتفاعل معهم عبر شاشة إلكترونية. وبهذا تمكن من متابعة الدراسة “بين” الطلاب في المدرسة، إذ تابع تعليمه ونجح في تقديم الإمتحانات الرسمية للشهادة الثانوية.
وقام بعدها أنطوني باختيار الاختصاص الأحب إلى قلبه الذي تمثل في برمجة الحاسوب، وبعد انخراطه في الجامعة زادت نسبة تسجيل ذوي الاحتياجات الخاصة فيها.
أما اليوم، فيعمل أنطوني كبير مبرمجي إحدى الشركات التقنية في بيروت، بالإضافة الى تأسيسه شركة خاصة “A.M.N International”، مع العلم أنه لم يتم 24 عاما من عمره بعد.
تمكن أنطوني من التعامل مع وضعه الصحي وأثبت نفسه في عالم مليء بالتحديات، ليثبت قوله الدائم إن “الإعاقة لا تكون إعاقة إلا اذا قررت أنت ذلك”.