ربما كانت المواد الحافظة قد أحدثت ثورة في عالم الصناعة الغذائية، حيث أنها عنصر أساسي في المحافظة على مستوى الإنتاجية المرتفع للأطعمة المتنوعة. إليك الدليل لكون المواد الحافظة الصناعية تطيل عمر الأغذية وتقصر عمر الإنسان.
المواد الحافظة الصناعية هي عبارة عن مواد كيميائية مستخدمة للحفاظ على المواد الغذائية طازجة لفترة أطول، حيث تحتوي على مضادات الميكروبات والأكسدة بالإضافة إلى مواد أخرى تبطئ عملية النضوج الطبيعية.
على الرغم من وجود المواد الحافظة الطبيعية كالملح، الكحول، الخل، والسكر إلا أن الصناعات الغذائية تتعامل مع المواد الكيميائية السامة التي ترتبط فعليا بالعديد من الأمراض والتأثيرات الصحية السلبية.
للمواد الحافظة المتنوعة تأثيرات عديدة على جسم الإنسان، حتى أن الدراسات لا تزال تبحث طيلة الوقت بمدى خطورتها وتعمل على منعها من الأسواق، أهم الأمراض التي قد تؤدي إليها المواد الحافظة:
1- زيادة خطر الإصابة بالسرطان:ة قد يكون السرطان مرض العصر، حيث أن بإمكانه أن يفتك بكل أعضاء الجسم تقريبا، وفي الحقيقة فإنه واحد من أهم الأمراض التي قد تنجم عن المواد الحافظة.
“بروبلي غالات” هو أحد المواد الحافظة السامة والتي تستخدم عادة لإطالة عمر بعض مستحضرات التجميل والأطعمة التي تحتوي على الدهون، إلا أنه أيضا من المواد التي قد ترفع من خطر الإصابة بأورام في الدماغ، الغدة الدرقية والبنكرياس، أما النيتروزامين بما فيها من النترات والنتريت فيمكن أن تسبب الظروف والعوامل المسببة للسرطان، حيث أنها تتفاعل مع أحماض المعدة الطبيعية. تستطيع أن تجد عنصر النتروزامين في مجموعة كبيرة من الأطعمة المصنعة كاللحوم والحليب المجفف وغيرها.
2- مشاكل فرط الحركة والنشاط عند الأطفال: يبدو أن مشاكل فرط الحركة والنشاط عند الأطفال قد تكون أيضا ناجمة عن استحلال المواد الحافظة في نظامهم الغذائي، حيث تشير بعض الدراسات إلى زيادة في الحركة المفرطة لدى الأطفال في عمر 3 سنوات عند تناولهم الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة من نوع بنزوات الصوديوم. فيما سجل الاطفال إنخفاضا ملحوظا بالحركة بمجرد توقفهم عن تناولها.
تجدر الإشارة هنا إلى كون بنزوات الصوديوم تستخدم عادة للحفاظ على الأطعمة والمشروبات الحمضية، لذا تستطيع إيجادها في المشروبات الغازية، المخللات والعصائر.
3- انخفاض صحة القلب: يصل تأثير المواد الحافظة أيضا حتى يهدد صحة قلبك، حيث تشير الأبحاث إلى كون نيترات الصوديوم قد تتسبب في تضييق الأوعية الدموية فتقل نسبة ليونتها وتصبح أكثر صلابة، ما يهدد المستهلك بالإصابة بأمراض القلب المتنوعة.
4- السكري: تشير كلية هارفارد للصحة العامة، إلى كون نيترات الصوديوم من شأنها أن تؤثر على مدى معالجة الجسم للسكر، بالتالي قد تكون مسؤولة عن تطوير بعض أنواع السكري.
كيف نتجنب المواد الحافظة؟
في الحقيقة قد يصعب عليك قطع المواد الحافظة تماما من نظامك الغذائي، حيث أنها باتت تدخل في كافة تصنيعات الأطعمة تقريبا، لكن إن كنت متنبها فلا شك أن باستطاعتك الحد من مقدار ما تأخذه منها.
قم بدمج الأطعمة الطازجة على حساب المخزنة والمجففة، أدخل الخضار والفواكه والحبوب الكاملة واللحوم الطازجة الخالية من الدهون، بالإضافة إلى منتجات الألبان قليلة الدسم، وابتعد عن الوجبات الجاهزة المخزنة، اللحوم المعالجة، الوجبات السريعة.
كن ذكيا ومسؤولا عن صحتك وغذائك، وعند شرائك للأطعمة افحص المكتوب على العبوات وخذ موقفا من شراء المواد الضارة لك، مع الوقت ستعتاد نظامك الجديد وتستمتع بصحتك الأفضل.