إستدارت آلة حرب ترامب نحو سوق العملات امس الاول، بعدما كشف انّ الدولار القوي يضرّ بالصادرات الاميركية، وبالتالي يقلّص مكاسب الحرب التجارية. وقد يتهم البعض بالتلاعب بأسعار الصرف وأبرزهم الصين؟

رغم اكتفاء ترامب بإبداء تحفظه إزاء السياسة النقدية الاميركية وخصوصاً توجهها لرفع اسعار الفائدة على عدة مراحل، الّا انّ اقتناعه بأنّ الدولار القوي يضعف الصادرات وبالتالي الاقتصاد الاميركي، ما سوف يدفعه للتدخل في سوق العملات لحثّ الدول الاخرى لعدم خفض سعر صرف عملاتها من جهة والتأثير على السياسة النقدية الداخلية من جهة اخرى. وذلك رغم احترامه الظاهري لاستقلالية قرارات وعمل البنك المركزي (الاحتياطي الفدرالي الأميركي).

فقد تراجع الدولار الأميركي امس الاول من أعلى مستوى له في عام، بعد أن عبر الرئيس دونالد ترامب عن القلق بشأن قوة العملة والزيادات في أسعار الفائدة التي أجراها مجلس الاحتياطي الاتحادي. وعادة ما تبدأ حروب ترامب المختلفة الاتجاهات والمتشابهة بالعنف بإبداء ملاحظات وانتقادات، لتنطلق بعد ذلك بقوة وتصعيد متزايد.

وتخلّت العملة الخضراء أيضاً عن بعض مكاسبها أمام اليوان الصيني الذي هبط في وقت سابق إلى أدنى مستوى في عام مقابل الدولار. وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون سي.إن.بي.سي قال ترامب، إنّ الدولار القوي «يضعنا في موقف غير موات»، مشيراً إلى أنّ اليوان الصيني يواصل الهبوط. ومن شأن قوة العملة أن تجعل صادرات البلد أكثر تكلفة.

وقال ترامب أيضا أنه غير سعيد بالسياسة النقدية المتشددة التي ينتهجها البنك المركزي الأميركي، مشيراً إلى أنه قلق من تأثيرها المحتمل على الاقتصاد والقدرة التنافسية لأميركا.

وسعى البيت الأبيض في وقت لاحق إلى التخفيف من لهجة تعليقات ترامب، قائلاً إنّ الرئيس يحترم استقلالية مجلس الاحتياطي الاتحادي ولا يتدخل في قراراته للسياسة النقدية.

وقال محللون إنّ تعليقات ترامب قد تعني نقطة تحول للاتجاه الصعودي للدولار هذا العام.

ويلقى الدولار دعماً من زيادات محتملة في أسعار الفائدة الأميركية. ومنذ أن سجّل أدنى مستوى في ثلاثة أعوام مقابل سلة من عملات رئيسية في شباط، صعد مؤشر الدولار 8.3 بالمئة.

وعليه، بدأ ترامب حرب العملات من الداخل الاميركي خصوصاً بعد صعود الدولار بعد تعليقات لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، أكدت التوقعات لزيادات أخرى في أسعار الفائدة الأميركية هذا العام ؟

بورصة بيروت

جرى امس تبادل 21896 سهماً في البورصة اللبنانية قيمتها 0.18 مليون دولار من خلال 22 عملية بيع وشراء. وجرى تداول 6 أسهم ارتفع منها سهمان وتراجعت ثلاثة واستقر سهم. وفي الختام، تراجعت القيمة السوقية للبورصة 0.06% الى 10.278 مليارات دولار. اما انشط الاسهم فكانت:

اولا: اسهم بنك بلوم واستقرت على 10.20 دولارات مع تبادل 5000 سهم.

ثانيا: اسهم سوليدير أ وتراجعت 0.55% الى 7.20 دولارات مع تبادل 5818 سهما.

ثالثا: اسهم شركة هولسيم لبنان وتراجعت 1.66% الى 15.34 دولاراً مع تبادل 4500 سهم.

رابعاً: اسهم بنك بيمو وتراجعت 14.01% الى 1.35 دولار مع تبادل 3070 سهماً.

خامساً: اسهم بنك بيبلوس وارتفعت 0.71% الى 1.41 دولار مع تبادل 2500 سهم.

اسواق العملات

إستقر الدولار دون أعلى مستوى في عام يوم امس، بعد أن عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خشيته من صعود العملة، على الرغم من أنّ تراجع اليوان الصيني حدّ من الإقبال على المخاطرة

وكان الدولار مهيّأ لتسجيل مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، وزاد أكثر من خمسة بالمئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية بفعل التوقعات بأن يستمر البنك المركزي الأميركي في رفع أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة. لكنّ ترامب قال في مقابلة مع شبكة سي.إن.بي.سي يوم الخميس إنّ قوة الدولار تجعل الولايات المتحدة عرضة للضرر، وإنّ اليوان الصيني يهوي كالصخرة.

وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة تضم 6 عملات رئيسية 0.03 بالمئة إلى 95.123، بعد أن عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قلقه من قوة العملة وزيادة أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي. ومقابل سلة عملات، قبع الدولار عند 95.19، وهو مستوى يقلّ قليلاً عن الأعلى في عام، الذي بلغ 95.62 في الجلسة السابقة، لكنّ الإقبال على المخاطرة ظل ضعيفاً بعد أن سمحت الصين لعملتها بالهبوط.

الاسهم العالمية

هبطت الأسهم الأوروبية امس مع تخلي قطاعي السيارات والبنوك عن مكاسبهما، في ظل زيادة التوترات التجارية التي تسببت في هبوط اليوان الصيني وأسواق الأسهم الأميركية. وتصدرت أسهم قطاع السيارات الأكثر حساسية للتوترات التجارية قائمة الخاسرين، حيث انخفض مؤشر القطاع 1.1 بالمئة.

وشكلت أسهم القطاع المالي أكبر ضغط على مؤشر ستوكس 600 الأوروبي مع تضرر المعنويات تجاه العلاقات الأميركية الصينية، بينما اتجه المستثمرون لشراء أسهم قطاعات مثل الرعاية الصحية وشركات السلع الاستهلاكية. وأغلقت الأسهم اليابانية منخفضة بعدما أدى تراجع اليوان الصيني في وقت سابق إلى عودة المخاوف بشأن استقرار ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والذي يواجه مخاطر متزايدة بسبب نزاع تجاري كبير مع الولايات المتحدة.

وتصدرت قائمة الخاسرين أسهم شركات إنتاج الصلب والمعادن غير الحديدية وشركات الشحن، بانخفاضات بلغت 1.3 و1.7 و1.4% بالترتيب.

النفط
إرتفعت أسعار النفط امس، لكنها ما زالت تتجه إلى انخفاض أسبوعي بفعل مخاوف بشأن تخمة المعروض من الخام والخلاف التجاري المستمر بين الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكين للنفط في العالم. وقفز خام القياس العالمي مزيج برنت 27 سنتاً، أو ما يعادل 0.4 بالمئة، إلى 72.85 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 0655 بتوقيت غرينتش، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 29 سنتا، أو 0.4 بالمئة، إلى 69.79 دولاراً للبرميل. لكنّ الخامين على مسار تسجيل خسارة للأسبوع الثالث على التوالي، بعد أن تراجعا بشدة يوم الاثنين. ويتجه برنت إلى التراجع 3.3 بالمئة وخام غرب تكساس الوسيط 1.8 بالمئة.

الذهب
إرتفعت أسعار الذهب في تعاملات متقلبة امس، بعد أن بلغت أدنى مستوى في عام الجلسة السابقة، وذلك مع تراجع الدولار من أعلى مستوياته في سنة.
وجرى تداول الذهب في المعاملات الفورية عند 1224.55 دولاراً (الأونصة) وفي الجلسة السابقة، نزل المعدن الأصفر إلى أدنى مستوى منذ تموز من العام الماضي عند 1211.08 دولاراً للأونصة.

المصدر: طوني رزق - الجمهورية