ترجمة وتحرير: نون بوست
لم يكن مسلسل المحقق غادجيت مجرد مسلسل كرتوني رائع فحسب، بل توقع العديد من الاكتشافات العلمية والابتكارات المذهلة للمستقبل. وإذا كنت من جيل الثمانينيات، فبالتأكيد ستتذكر بشغف هذا المسلسل. لكن، هل كنت تعلم أنه كان نافذة على الابتكارات التكنولوجية في المستقبل؟
1- توقع مسلسل "المحقق غادجيت" ابتكار الحواسيب المحمولة
بُث هذا المسلسل الكرتوني لأول مرة سنة 1983، وتنبأ بأهم الإبتكارات التكنولوجية في المستقبل، ولعل من أهمها الحاسوب المحمول. وفي حال لم تسنح لك الفرصة لمشاهدة هذا المسلسل، فإن أحداثه تدور حول مغامرات محقق شرطة سايبورغ، مصنوع من مزيج من مكونات عضوية وبيو-ميكاترونية، يدعى غادجيت. ويتصف غادجيت بالقوة والغباء في الآن ذاته، وهو مكلف بالتحقيق، ووضع حد للمكائد التي يقوم بها عدوه الدكتور كلو، زعيم منظمة إجرامية المعروفة باسم "ماد". في الواقع، ابنة شقيق غادجيت، بيني، وكلبها برين هما من يقومان بمكافحة الجرائم، وذلك من خلال إحباط خطط هذه المنظمة الشريرة بشكل مستمر، فضلا عن إنقاذ المحقق من الكارثة.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة الأدوات التي تستعين بها بيني تحتوي على كتاب خاص يشبه كثيرا جهاز حاسوب محمول. وفي العالم الحقيقي، لم تظهر هذه الأجهزة المحمولة بالفعل في الأسواق إلا بعد مرور أربع سنوات على أول إصدار لسلسلة الرسوم المتحركة هذه.
2- توقع المحقق غادجيت ظهور آلات التصوير الرقمية
في إحدى الحلقات الخاصة من مسلسل المحقق غادجيت تحت عنوان "دماغ المتوحش"، استخدمت بيني جهازا غريبا يبدو وكأنه آلة تصوير رقمية. وعند التقاط الصور، توصل بيني هذا الجهاز الصغير المحمول بكتابها الشبيه بالحاسوب.
على الرغم من فشل المسلسل في التنبؤ باستخدام الذاكرة الداخلية أو بطاقات الذاكرة، إلا أننا نعتقد أنه يمكننا التغاضي عن هذه النقطة الثانوية. وفي حين يوحي تصميم آلة التصوير الموجودة في المسلسل بأنه مستمد بشكل واضح من تصميم كاميرا الأوتوماتية (الإنستماتك) في تلك الحقبة، فإن حجمها لا يختلف كثيرا عن بعض آلات التصوير الرقمية الأولى التي ظهرت في التسعينيات. ولعل أبرز مثال على ذلك، جهاز آبل كويك تايك 100 الذي ظهر لأول مرة في الأسواق في منتصف التسعينيات.
3- توقع مسلسل المحقق غادجيت اختراع الواي فاي وشبكة الإنترنت
كان كتاب بيني الخاص متقدما جدا بالنسبة لعصره، حيث لديه قدرة على الاتصال اللاسلكي. وفي العديد من المناسبات، كان كتابها قادرا على ربط شبكة لاسلكية لاستعادة المعلومات. وباستخدام هذه التقنية، كانت بيني تبحث عن معلومات تتعلق بالقضية المطروحة والبحث عن الحلول الممكنة لها، مما يجعلنا نفكر في شبكة الإنترنت التي نستخدمها اليوم.
في العالم الحقيقي، ظهرت الإنترنت في شكلها الحالي لأول مرة سنة 1990. أما بالنسبة لشبكة الواي فاي، فلم يتم التوصل إلى اختراعها حتى منتصف وأواخر التسعينات بعد صياغة معايير 802.11 سنة 1997.
4- كتاب بيني يحتوي على خرائط رقمية
يبدو أن مسلسل المحقق غادجيت تنبأ بالتوصل إلى الخرائط الرقمية، على غرار خرائط غوغل الحديثة أو أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية. وفي العديد من المناسبات، وجدت بيني نفسها في حاجة إلى إيجاد وسيلة لإرشادها عندما تكون في مكان جديد. وسواء كان هذا المكان مبنى هرمي الشكل أو على شكل آخر، فإنها تستشير كتابها الشبيه بالحاسوب لإرشادها. بعد النقر على بضعة أزرار، كان يقدم لها الكتاب خريطة رقمية ووظائف ملاحة سهلة لإخراج الفريق من المكان. كما يمكنها أن توصل كتابها بهاتفها ليعمل كجهاز ملاحة عبر الأقمار الصناعية.
في الوقت الحاضر، لا نفكر مرتين قبل استخدام أجهزة الملاحة عبر الأقمار الصناعية العالمية، أو فتح خرائط غوغل على هواتفنا الذكية لإرشادنا إلى وجهتنا المقصودة. وفي حين أن التكنولوجيا المستخدمة في هذا المسلسل لم تتمكن من إخبارنا آنذاك عن كيفية الوصول إلى مكان معين، فإنه لم يكن من المتصور أن تصبح ميزة سنعتمدها في المستقبل. واليوم، توفر بعض المطارات تطبيقات ملاحية لمساعدتك في العثور على بوابتك.
5- السيارات ذاتية القيادة تم التنبؤ بها في المسلسل
أي شخص معجب بسلسلة "المحقق غادجيت" سيتذكر بشكل جيد سيارة المحقق. لم تكن هذه السيارة تملك الأدوات الرائعة، كما كنت تتوقع، لكنها كانت ذاتية القيادة، كما رأينا في حلقة "بحيرة الوحش"، وهو الأمر الذي يذكرنا بالسيارات الحديثة المستقلة. ويمكن لسيارة المفتش أن تركن نفسها أيضًا، وهي ميزة فريدة من نوعها موجودة في العديد من السيارات الفاخرة اليوم.
علاوة على ذلك، تنبأت هذه الحلقة بأن الإنسان سيعتمد ويثق في تكنولوجيا العصر الحديث. وفي نفس الحلقة، يقوم الدكتور كلو بخداع التحكم الآلي للسيارة عن طريق تغيير علامات الطريق، وهو ما يسلط الضوء على نظم الملاحة المتقدمة في السيارة، حيث تقوم بقيادة نفسها فوق الجرف.
6- ميزة النص التنبؤي في المسلسل
لم يكن كتاب بيني المحمول مميزا وحسب بل كان عبارة عن أداة شبيهة بجهاز كمبيوتر محمول مع شبكة واي فاي وإنترنت. كما كان الكتاب يملك ميزة النص التنبؤي. وكل ما كان على بيني فعله هو كتابة كلمة واحدة لكي يعرف الكتاب، بشكل حدسي تقريبا، ما رغبت في معرفته. ويعني ذلك أن هذا الجهاز كان يملك ميزة النص التنبئي الشبيه بميزة جوجل، قبل 20 سنة تقريبا. في الواقع، إنه تنبؤ مدهش للمستقبل، وربما كان مصدر إلهام لمؤسسي جوجل بعد عدة عقود. كما يعتقد بعض المعجبين بالمسلسل أن صفحات البحث التي يعرضها الكتاب شبيهة بصفحات موقع ويكيبيديا. لكننا سندعك تحكم على ذلك بنفسك.
7- الأدوات التي يتم التحكم بها عبر الأوامر الصوتية تنبأ بها المسلسل أيضا
كان هناك توقعات مستقبلية أخرى فيما يتعلق بالتكنولوجيا في هذا المسلسل الكرتوني ألا وهو التحكم بالأدوات عبر الأوامر الصوتية. وفي إحدى الحلقات المميزة، تم استبدال المفتش غادجيت بجهاز كمبيوتر آلي لكشف الجرائم. هذا الجهاز قادر على الاستجابة لأوامر ضابط الشرطة كويمبي بطريقة مشابهة للأجهزة الصوتية الحديثة.
في الواقع، شهدت السنوات القليلة الماضية انتشارا لتقنية مشابهة مثل نظام سيري وجوجل هوم وأمازون إيكو. ومن المثير للاهتمام أن هذا الجهاز متطور ولكنه صغير وغالبا ما يواجه بعض المشاكل في فهم الأوامر. الجدير بالذكر أن هذا التوقع هو الأبرز في مجال التكنولوجيا اليوم.
8- الطائرات دون طيار كانت إحدى الألعاب المفضلة لدكتور كلو
في سلسلة المحقق غادجيت، كان لدى الدكتور كلو ميل لاستخدام الطائرات دون طيار. كما استخدم أيضا روبوتات على شكل أسماك القرش ومحاربين ومحاربي الإنكا وكذلك وحش لوخ نيس، في محاولة للسيطرة على العالم. وكثيراً ما كان الدكتور كلو يتحكم بكل هذه الأشياء عن بُعد من قاعدته السرية المخفية.
على الرغم من أن جميع هذه الأدوات التي تعمل عن بعد كانت في الواقع قيد الاستخدام العسكري لبعض الوقت، إلا أنها أصبحت منتشرة للغاية في العقود القليلة الماضية. وفي الحقيقة، كانت هذه الأدوات تستخدم في الحرب، لكنها ستصبح جزءا أكثر انتشارا في حياتنا اليومية في السنوات المقبلة.
9- ساعة بيني كانت ساعة ذكية
كان مؤلفو المسلسل الكرتوني "المحقق غادجيت" مطلعين على التكنولوجيا الحديثة أو أنهم قدموا من المستقبل. فبصرف النظر عن كتاب بيني المدهش الذي يعمل بنظام الواي فاي والإنترنت، والذي يملك ميزة النص التنبؤي، كانت بيني ترتدي ساعة ذكية متعددة الوظائف.
كانت الساعة تمتلك خصائص مميزة مثل الاتصال عبر الفيديو، وتتبع التطبيقات، وأشعة الليزر، وحتى مصباح يدوي. وفي حين أن العديد من الساعات الذكية الحديثة لا تملك العديد من هذه الوظائف، إلا أن الاتصال عبر الفيديو كان متاحا لبضع سنوات. ولكن إذا نظرنا إلى التقدم الذي تم إحرازه، فلا يمكننا الانتظار حتى نرى ميزة أشعة في الساعات الذكية في المستقبل. لذا لا يمكننا إلا أن نحلم.
المصدر: نون بوست عن إنترستنغ إنجينيرينغ