كشفت وكالة "بلومبرغ"، الجمعة، أن الأزمة المالية، التي تعاني منها إمارة دبي، تهدد 3 شركات عقارية بالخروج من مؤشر الأسواق الناشئة العالمي خلال العام الجاري.
وبحسب تقرير نشرته الوكالة الأمريكية، فإن كلا من شركة "داماك" العقارية، التي انخفض سعر سهمها خلال الـ12 شهرا الماضية بنسبة 66% ربما تفقد موقعها في المؤشر، وكذلك شركة "إعمار" كبرى شركات الإنشاءات في المنطقة العربية، وشركة "إعمار للمتاجر"، اللتان خسر سهمهما نسبة 34%.
وتعتبر هذه الشركات الثلاث الأسوأ أداءً بمؤشر العقارات والبناء في دبي، الذي شهد انخفاضا، العام الماضي، مع وجود فائض معروض زاد على حاجة الطلب في الإمارة.
وتواجه دبي أزمة عقارية بسبب هبوط أسعار الوحدات السكنية بنسب وصلت إلى 30% في بعض المناطق الحيوية، على خلفية مخاوف أثرياء السعودية من مطاردات الحكومة لهم، إضافة إلى خروج أثرياء قطر من سوق الإمارة العقاري.
وتسببت الأزمة في تراجع سوق دبي المالي، ولذا توقع الرئيس التنفيذي للشرق الأوسط لدى "سافيلس"، "ستيف مورغان"، في وقت سابق من الشهر الجاري، أن تنخفض أسعار العقارات السكنية في دبي عام 2019، بسبب المعروض الجديد وقوة الدولار وانخفاض أسعار النفط.
وأكد "مورغان" أن أسعار العقارات السكنية انخفضت بنسبة تتراوح بين 6% إلى 10% عام 2018، مشيرا إلى أن هذا قد يتكرر عام 2019.
وتوقع محللون لدى "إس.آند.بي غلوبال" للتصنيف، العام الماضي، أن سوق دبي العقاري قد ينخفض بين 10% و15% عامي 2018 و2019، قبل أن يستقر عام 2020 على أقرب تقدير.
وجاء ذلك تزامنا مع ما كشفه تقرير صادر من مركز دبي للإحصاء، بشأن تحول معدل التضخم في الإمارة إلى المستوى السالب للمرة الأولى منذ يناير/كانون الثاني 2013، وذلك بعد أن وصل في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى نحو 0.4%-، وذلك مقارنة بـ0.5% في نوفمبر/تشرين الثاني الذي سبقه.
والتضخم السلبي حالة اقتصادية غير متوازنة تدل على تراجع فى النشاط الاقتصادى بشكل ملحوظ إلى حد قد يصل إلى الركود، وبالتالى تراجع كبير فى أسعار السلع والخدمات وانحسار التضخم ليكون أقل من الصفر، ولذا يعتبره كثير من الاقتصاديين مؤشرا غير جيد وجرس إنذار، خاصة فى ظل ما يتسبب به من زيادة فى القيمة الحقيقية للديون بالدولة.
وأظهرت العديد من تقارير وسائل الإعلام الغربية تأثرا سلبيا لدبي إزاء القرارات السياسية الصادرة عن إمارة أبوظبي وتدخلاتها الإقليمية التي خلقت مشاعر العداء لدولة الإمارات لدى الملايين في العالم بشكل عام وفي المنطقة العربية والإسلامية بشكل خاص.
ونشرت قناة "فيجوال بوليتكس" على "يوتيوب" مقطع فيديو يوثق هذا التأثير، مؤكدة أن إمارة دبي لم تكن بأحسن أحوالها الاقتصادية في عام 2018.
وذكرت القناة أن المؤشرات الاقتصادية في دبي انخفضت بشكل كبير، وأن نحو نصف البنايات الكبيرة والأبراج لا تجد من يشغلها، مشيرة إلى أن بعض الشركات أصبحت مدينة، خاصة تلك التي تعمل في مجال المدن الترفيهية؛ لأن عدد الزبائن لم يعد كالسابق.
واعتبرت "فيجوال بوليتكس" حصار قطر أحد أهم قرارات أبوظبي تأثيرا على اقتصاد دبي، التي طالما كانت شريكا اقتصاديا قويا للدوحة، مشيرة إلى أن "تحول القطريين إلى أماكن أخرى أفقد دبي الكثير".