كثر الحديث في أجهزة الاعلام الاسرائيلية خلال فترة حكم انفراد نتنياهو بالحكم ( الى حين تشكيل حكومة ) ، حول جاهزية الجيش الاسرائيلي لشن هجوم واسع رابح ” للقضاء على الوجود العسكري الايراني ” ، ومحور المقاومة وانساقت وراء ذلك أجهزة اعلام عربية تبحث عن نبأ أو اشاعة ترفع المعنويات ، فضخمت التعليقات الاسرائيلية وخلطت بين ملاحظتين نقديتين أوردهما بعض المعلقين الصحفيين الاسرائيليين ، وسرى هذا التضخيم في عروق من أصغى للتغطية العربية لهذا الخبر، وتخدر الاحساس بالخطر الى حد ما .

يهمنا انظلاقا من ايماننا بحتمية انتصار الشعوب ، ومحور مقاومة الامبرياليين الصهاينة والصهاينة الامبرياليين أن نقول كلاما دقيقا حتى نكون متمكنين من تقدير مانواجهه من أعدائنا

اولا : استنادا لكل المعلومات المتاحة ، والتي تتوفر لأي باحث متعمق في الشؤون التسليحية ، نستطيع أن نكون متأكدين أن سلاح الجو الاسرائيلي يمتلك أحدث الطائرات القاصفة والمقاتلة وفي مقدمتها 35-f التي لايرصدها الرادار ، وان اسرائيل تمتلك من الصواريخ المضادة للصواريخ مايحصن أجواءها الى حد بعيد ( دفعت الولايات المتحدة أكثر من ملياري دولار مساعدة لفريق عمل طور صواريخ يسمونها اسرائيلية الصنع ، وذلك بتعاون شركة رفائيل مع شركات اميركية متخصصة ) ، وسلاح الجو جاهز وقادر على القصف وتنفيذ المهمات وكذلك الأمر بالنسبة للأسلحة الاخرى ، وهي بحرية ( اضيفت عشرة غواصات بينها 5 بالوقودالنووي ) ، وسلاح الدبابات والمدفعية الثقيلة التي حدثت العام الماضي لتضم أحدث ما أنتجته الولايات المتحدة ، ويملك الجيش الاسرائيلي كميات هائلة من الذخائر المختلفة والقذائف وتؤكد المعلومات الدقيقة أن عددا من أنواعها محرم دوليا !! ، ومنها الفوسفورية والنابالم هذه هي الحقيقة !

وماحديث الصحفيين الاسرائيليين الا جزء من سيناريو المخابرات الاسرائيلية التي تقوم ببثه عادة قبل قيام اسرائيل بعملية واسعة ” أي عدوان كبير ” ، وأعتقد أنه معروف للجميع أن الصحافة الاسرائيلية لاتتمتع بأي هامش من الحرية أو الاستقلالية أو الصدق الا ماتقرره المخابرات ، فيتحول مايريده مسؤولو المخابرات الى ” سبق صحفي ” ، يعطى لهذا الصحفي أو ذاك أو لهذه القناة التلفزيونية أو تلك ، ومن المؤكد دون شك أن مانشره بعض الصحفيين حول عدم جاهزية الجيش الاسرائيلي لشن عملية واسعة هوما خرج من مكتب مسؤول الدعاية والتعبئة والأخبار في المخابرات الاسرائيلية ، والهدف هو اعطاء فكرة خاطئة ” لأعداء اسرائيل ” ، عن وضع الجيش ومدى استعداده ، وهو نوع من الخداع الاسرائيلي المعروف لدى المتتبعين .

وعلى الاعلام الملتزم أن يعرف ذلك ، وأن يتخذ هذا التضليل الاسرائيلي فرصة للتحذير مما تخطط له اسرائيل ، وتحديثا لهذه ” المناوشات الاعلامية الحربية ” ، خرج بومبيو اليوم ولأول مرة بتهديد لايران من نمط جديد ومتعاكس مع كل ما كان يردده بومبيو ورئيسه من ” عدم نية وعدم رغبة الولايات المتحدة بالاشتباك مع ايران ورفضهما لشن حرب على ايران ” ، فقد أعلن تهديده لايران بتوجيه ضربات عسكرية لطهران قادرة على شلها ان قامت طهران بمس مصالح واشنطن في المنطقة ، وتفسير كلمة مصالح واشنطن ليس صعبا اذا مانظرنا الى قاموس ترامب .

لنفترض جدلا أن كركوك تعرضت لغزوواحتلال من البيشمركة البارازانية ، وردا على ذلك دعمت ايران القوات العراقية لاسترجاع كركوك حيث سيكون العسكر الاميركيين قد دخلوا مع البيشمركة للهيمنة على النفط ، ذلك سيعتبره بومبيو ضربا لمصالح اميركا وبنفس الطريقة سيعتبر بومبيو ايران معتدية على مصالح اميركا ان هي أسقطت طائرة اسرائيلية محملة بالسلاح متوجهة لكردستان قرب معاقل المجموعات الكردية المسلحة التي تقوم بعمليات عسكرية داخل ايران !! ناهيك عن دعم حزب الله في أي معركة أو أنصار الله أو الحشد .

ولا يظن أحد أن ترامب سيجازف بحياة جنود اميركيين بل لديه من جنود حلفائه مايكفي ، وعبر بومبيو أكثر من مرة ( حتى في شأن اميركا اللاتينية ) ، عن اعتماد واشنطن على تل ابيب للقيام بحروبها نيابة عن واشنطن .

لكن …..

كون الجيش الاسرائيلي جاهز لايعني أبدا ، ويجب ألا يعني أنه سينجح في مهماته أو ان اسرائيل ستنتصر ، بل وهذا على محور المقاومة اعداد ما يواجه السيناريوهات هذه المحتملة  فالتفوق الجوي له علاج على الأرض ، وعبر المقاتلين الشجعان حساباتنا يجب أن تقوم على الحقيقة المتجسدة في ” جاهزية جيش العدو لشن عمليات واسعة ” ، ( وبما أن الموازين المتفق عليها دوليا تمنع تمكين سوريا من التوازن مع السلاح الاسرائيلي فان النجاح في كسر شوكة آلة العدو يكمن في أساليب الهجوم الدفاعي الذي يركزعلى الجبهة الاسرائيلية غير الجاهزة للحرب ، وهي الجبهة الداخلية.

المصدر: بسام ابو شريف - رأيي اليوم