تتوالى الانتقادات الصريحة لأداء الولايات المتحدة والسياسات التي انتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ بدء انتشار فيروس كورونا في البلاد وتقاعس الأخير عن اتخاذ اجراءات صارمة وفعّالة لمكافحة الوباء، ما أدّى الى تجاوز الإصابات عتبة الـ 141 ألفًا، توفي منهم 2475 شخصًا.

الكاتب في مجلة "فورين بوليسي" ميشال زينكو تحدّث عمّا أسماه بـ"الفشل التراكمي" للإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، وقال إن إدارة ترامب لم تأخذ تحذيرات أجهزة الاستخبارات الأميركية حول مخاطر انتشار الفيروس على محمل الجد، وكذلك لم تتخذ الخطوات المناسبة للتعامل مع الموضوع، وأضاف أن المسؤولين في إدارة ترامب اتخذوا قرارات جعلت الأميركيين أقل أمنا.

وتابع الكاتب أن الشعب الأميركي في كارثة استراتيجية مفاجئة بسبب طريقة تعامل إدارة ترامب مع هذه الأزمة، موضحا أنها قد تختلف عن مفاجآت إستراتيجية سابقة مثل هجمات بيرل هاربر خلال الحرب العالمية الثانية أو الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 أو هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، إذ إن الأزمة الحالية سببها الإهمال. 

ورأى الكاتب أن إدارة ترامب تتحمل كامل مسؤولية أزمة انتشار فيروس "كورونا" في الولايات المتحدة.

الكاتب أشار إلى أن أحد أسباب أزمة انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة هو أسلوب ترامب في الحكم، موضحا أن الرئيس الأميركي وعندما يتبنى موقفا لا يغير في موقفه بغض النظر عن مدى صوابية هذا الموقف. 

وقال زينكو إن القادة الحكماء يقبلون النقد وقادرون على تغيير موقفهم، ولفت إلى أن ذلك لا ينطبق على ترامب، وتحدث عن سبب آخر وهو أن ترامب قام بتعيين شخصيات تحمل نفس الفكر، بدلاً من تعيين شخصيات تتمتع بالخبرة المناسبة.

كذلك نبه الكاتب من أن أسلوب "اللامبالاة" الذي اعتمده ترامب خلال المراحل الأولى من الأزمة سيكون من أكثر القرارات كلفة لأي رئيس أميركي في التاريخ المعاصر. وأضاف أنه تم تحذير المسؤولين في وقت مسبق وبالتالي كان بإمكان البلاد أن تكون أكثر جهوزية للتعامل مع الأزمة، كما قال إن الشعب الأميركي سيدفع الثمن على مدى عقود مقبلة بسبب السياسات الخاطئة التي تبناها ترامب.

 

 
أداء الولايات المتحدة الأسوأ على صعيد العالم 

في السياق نفسه، وصف الكاتب نوح سميث أداء الولايات المتحدة في التعامل مع أزمة انتشار فيروس "كورونا" بـ"الأسوأ في العالم".

وفي مقالة نشرها موقع "بلومبرغ"، رأى الكاتب أن الحكومة الاميركية تخلت عن دورها مع حلولها في المرتبة الأولى من حيث عدد حالات المصابين بالفيروس نتيجة ذلك، وقال إن طبيعة هذا الفشل يشير إلى أن أزمة انتشار الفيروس كشفت عن انحدار أعمق في فاعلية الولايات المتحدة كحضارة.

وتحدث الكاتب عن مؤسسات عفا عليها الزمن في الولايات المتحدة تعود إلى القرن الثامن عشر، وعن زيادة الانقسامات العرقية والاثنية في البلاد. وفي ما يخص العامل الثاني أشار إلى أن الخبراء الاقتصاديين اكشتفوا أن الانقسامات العرقية عادة ما يكون لها تأثير سلبي.

وتابع الكاتب إن موجة المهاجرين من الأصول اللاتينية والآسيوية إلى الولايات المتحدة خلال العقود الماضية زادت من الانقسامات العرقية"، لافتاً إلى أن وجود إدارة مثل إدارة ترامب عادة ما ينظر إليها على أنها رد فعل عنيف على زيادة التعددية.

عقب ذلك، تحدث الكاتب عن ضرورة التوصل إلى تضامن وطني يتخطى الخطوط الاثنية والعرقية، وفي الوقت نفسه قال إن "إعادة عظمة الحضارة الأميركية" ستكون على الأرجح عملية طويلة وشاقة.

 

 
الـFBI تتوقع ازدياد جرائم الكراهية بسبب "كورونا"

 

بدورها ذكرت الكاتبة كريستينا لين أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "الـFBI" قد حذر من ازدياد عدد "جرائم الكراهية" ضد الأميركيين من أصول آسيوية.
 
ولفتت في مقالة نشرها موقع "Asia Times" إلى ما ورد على قناة "ABC News" من أن "الـFBI" يتوقع أن تزداد جرائم الكراهية بحق الأميركيين من أصول آسيوية بسبب انتشار فيروس "كورونا"، الأمر الذي يشكل خطرا على هذه الفئة.

وأشارت الكاتبة في الوقت نفسه إلى أن المستهدفين ليسوا فقط أميركيين من أصول آسيوية بل أيضا زائرين أجانب من دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسينغافورة وتايوان وبلدان آسوية أخرى، وكذلك مواطنين من دول أوروبية من أصول آسيوية.

وتابعت إن "فيروس العنصرية ضد الاشخاص من أصول صينية أو من أصول آسيوية أخرى ينتشر في الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وكندا وفرنسا وأماكن أخرى، وارتفاع جرائم الكراهية ضد الأشخاص من أصول آسيوية دفع بالرئيس الصيني تشي حينبينغ إلى التشديد على ضرورة حماية الطلاب الصينيين الذين يدرسون في الولايات المتحدة، وذلك خلال مكالمته الهاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب بتاريخ السابع والعشرين من آذار/مارس الجاري".

الكاتبة عزت مخاوف الرئيس الصيني إلى اللغة العنصرية التي يستخدمها ترامب وإدارته وأيضا أعضاء في "الكونغرس"، إذ يصف هؤلاء فيروس "كورونا" بأنه فيروس "صيني"، وتابعت أن اللغة العدائية التي يستخدمها تيار الصقور المعادين للصين في واشنطن، والتي أصبحت أكثر حدة بسبب أزمة "كورونا"، ساهمت في إيجاد موجة من العنف الذي يستهدف الأشخاص من أصول آسيوية.

الكاتبة نبهت إلى أن العنصرية لطالما شكلت جزءًا من تاريخ أميركا، مشيرة في هذا السياق إلى قانون استبعاد الصينيين الصادر عام 1882، وما تعرض له الأميركيون من أصول يابانية خلال الحرب العالمية الثانية، وكذلك ما تعرض له المسلمون الأميركيون عقب هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، فضلاً عما يتعرض له اليوم الأميركيون من أصول صينية أو آسيوية.

وفي الوقت نفسه، قالت الكاتبة إن اللغة العدائية التي يستخدمها السياسيون الأميركيون تجاه الصين مؤخرا، والتي جاءت على خلفية حرب اقتصادية باردة مع بكين، أشعلت نيران العنصرية تجاه الآسيويين عمومًا والصينيين تحديدا، كما ذكّرت بتحذير بعض العلماء الأميركيين من "العنصرية التي صادقت عليها الدولة".

وأشارت الكاتبة إلى أن البيت الأبيض يعول اليوم على عالم أميركي من أصول صينية كي يقود المساعي لمكافحة فيروس كورونا، وأوضحت أن هذا العالم يدعى David Ho -  دايفيد هو وهو يعتبر من كبار العلماء الأميركيين المختصين بالأوبئة.

وختمت الكاتبة بالقول إن هو يقوم اليوم بتشكيل فريق يتألف بالغالب من علماء من أصول صينية، لاكتشاف علاج لفيروس كورونا، وأوضحت أنه  من أصول صينية من تايوان وأن كبار علماء فريقه أيضًا من الصين.

المصدر: موقع العهد