وحذّر الكاتب من أن التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش وغيرهما بدأت تعيد تنظيم صفوفها و"تنفذ العمليات" في سوريا والعراق وبلدان اخرى، وذلك وسط صعود "الظلم الاجتماعي الاقتصادي"، منبهًا الى أن الإرهاب ووباء الكورونا لا يقفان عند حدود الدول.
وقال الكاتب إن خدمات الرعاية الصحية للمصابين بالكورونا في أغلب دول الشرق الأوسط تعطى للنخب الحاكمة والطبقة الغنية، معتبرًا في هذا السياق أن افراداً من الاسرة الملكية السعودية يعيشون في الحجر الصحي على حساب الدولة في قصور وفنادق.
ولفت الكاتب الى أن الحكام "المستبدين" في الشرق الاوسط استغلوا الوباء من اجل تعزيز سلطة وسيطرة الدولة "من دون محاسبة"، وسمى في هذا السياق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب اردوغان وغيرهم.
وأشار الكاتب إلى سيناريوهيْن اثنيْن محتمليْن في الشرق الاوسط وسط أزمة الكورونا: "السير على نفس المسار" و"الفوضى الممتدة".
بالنسبة للسيناريو الاول، شرح الكاتب أنه وبحسب هذا السيناريو ستستطيع الانظمة احتواء الغضب الشعبي من كيفية تعاطي الحكومات مع وباء الكورونا، مضيفًا أن "الحكام من الاقلية السنية" في دول الخليج العربي ستستطيع التحكم بالسكان الشيعة لديهم وأيضاً بالعمال الاجانب، غير أنه حذر في الوقت نفسه من أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر أكثر من خمس سنوات بسبب التفاوت الاجتماعي، وعليه لن يتردّد المواطنون بالنزول إلى الشارع عندما يكتشفون أن أنظمتهم لا تعطيهم الدعم الاقتصادي المطلوب.
أما السيناريو الثاني فهو سيناريو الفوضى الممتدة، وهنا تحدّث الكاتب عن زيادة حالة الغضب لدى الطبقة الفقيرة، وقال إن هذه الطبقة ستكون اكثر استعدادًا للدخول في مواجهة مع الانظمة والاجهزة الامنية. كذلك توقع أن ينصب غضب هذه الفئة على الحكومات.
وأضاف الكاتب أن دول الخليج بحسب سيناريو الفوضى الممتدة ستضطر إلى تقليص المساعدات التي تقدمها للمواطنين في مجالات مثل الصحة والتعليم والرعاية، وأن المواطنين سيطالبون حينها "بتغيير النظام"، معتبرًا أن الانظمة لن تستطيع التعويل على اجهزتها الامنية لقمع المظاهرات الشعبية.
وتحدث الكاتب أيضاً عن "التفتت الاقتصادي وإفلاس الانظمة"، وفق هذا السيناريو، قائلًا إن ذلك "سيهز أسس الكثير من الكيانات السياسية".
كما رجّح المدير السابق في "السي آي إيه" أن يكشف وباء الكورونا أن هذه الدول هي هشة جداً، وفي نفس الوقت نبّه إلى أن القوى العظمى التي لطالما كانت تدعم دول الخليج ستكون منشغلة بمعالجة قضاياها الاقتصادية في فترة ما بعد الوباء، وإلى أن ذلك سيسرع في "الانهيار الحتمي" لدول الخليج.