يقول محللون إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاول خلال حملته الانتخابية وفترة رئاسته أن يظهر نفسه كقائد، من خلال خطاباته ومواقفه وقراراته التي اتخذها، سواء على المستوى الخارجي أو الداخلي، ولكن عند مقاربة الفرق بين القائد والرئيس، نجد أن ترامب فشل في أن يكون قائداً، بل ربما لم يرتقِ ليكون رئيساً لكل الأميركيين الذين يطالبون اليوم خلال التظاهرات وعبر الوسائل الافتراضية برحيله.
وسائل الإعلام الأميركية عكست الحالة التي تعيشها أميركا والأميركيون، في ظل حكم رجل يصفونه بالأناني والمتهور والجاهل بالقرارات السياسية، والذي يعمل لمصلحته الشخصية ومصلحة الجماعة التي تدعمه، ويهمش مصالح الآخرين، بل يهاجمهم ويعتدي على حقوقهم، وقد يستخدم بحقهم أبشع التعابير والصفات التي لم نعتد عليها من رئيس دولة.
مؤخراً، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، قامر ترامب بصحّة الأميركيين من أجل إعادة انتخابه، من خلال حرصه على إنهاء الإغلاق الذي فرضه انتشار فيروس كورونا، ليحاول تحقيق اقتصاد جيد، كما وعد في حملته الانتخابية.. ظهر ترامب في سبيل ذلك متهوراً وغير مراعٍ لمصالح الأميركيين وصحتهم، فخرج إلى العلن من دون الاكتراث إلى ارتداء القناع، في وقت كانت بلاده تسجل أكبر عدد من الإصابات حول العالم بالفيروس، بل إنه ابتهج بعد أن ألغت المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن أوامر البقاء في المنزل.
وقالت الصحيفة إن التهور الذي يظهره ترامب في تحدي توجيهات إدارته، يخاطر بإشعال موجات جديدة من الوباء، وقد لا يؤدي إلى وفاة الآلاف فحسب، بل إلى مزيدٍ من الدمار الاقتصادي أيضاً.
اصطدم ترامب أيضاً مع حكام الولايات بسبب تراجع الاقتصاد الأميركي، قائلاً: "حين يتعلق الأمر بإعادة فتح الاقتصاد، فإن رئيس الولايات المتحدة هو من يصدر القرارات"، مضيفاً: "حين يكون شخص ما رئيساً للولايات المتحدة، فإن سلطته تكون كاملة. لا يمكنهم فعل أي شيء من دون موافقة الرئيس".
هذه الحادثة كشفت إلى حد كبير عدم قدرة الرئيس الأميركي على التعامل مع الأحداث، فأول خطوة قام بها هي الانتقال فجأة إلى مخبأ تحت الأرض، كان يستخدم في الماضي خلال الهجمات الإرهابية، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
ونقلت الصّحيفة عن مصدرٍ داخل البيت الأبيض قوله: "لقد انتشر شعور بالقلق في البيت الأبيض، بينما قال المسؤولون في النهاية إن ترامب وعائلته لم يكونوا في خطر حقيقي أبداً، لكن هزَّتهم الاحتجاجات التي تحولت إلى عنف لليلتين على التوالي قرب القصر، كما شعروا بالتوتر".
بعد ذلك، أكّد ترامب عزمه على "حشد جميع الموارد العسكرية والأمنية لوقف أعمال العنف"، مشدداً على أن "منظمي العنف سيواجهون عقوبات جنائية".
وفي سياق مواقفه العنصرية، وجّه ترامب سابقاً انتقادات حادة إلى نائب ديمقراطي بارز من أصل أفريقي، ووصفه بأنه "متنمر متوحش"، وهاجم نائبات ديمقراطيات ينحدرن من أقليات، ثم هاجم القس آل شاربتون، وهو زعيم تاريخي في حركة الدفاع عن حقوق أصحاب البشرة السمراء، ووصفه بأنه "مخادع يكره البيض ورجال الشرطة!".
واتهم ترامب المرشحة السابقة لمنصب حاكم ولاية جورجيا، ستيسي آبرام، وهي أميركية أفريقية، بأنها "تحب الجرائم"، وشكّك بالرئيس السابق باراك أوباما، وادعى أنه غير أميركي، وأنه ولد خارج الولايات المتحدة، وتحدّاه بأن يظهر شهادة ميلاده.