أصدر مركز "رصد" للدراسات والأبحاث السياسية تقريراً بعنوان دبلوماسية "تويتر"، يشتمل على دراسة تحليلية لمضمون عينة مُختارة من تغريدات وزير الخارجية البحريني السابق خالد بن أحمد آل خليفة (2005-2020)، وذلك عبر أداة "الملاحظة" فيما يتعلق بست دول ذات قضايا بارزة تقوم على أساس من الخلاف والاختلاف وتحديداً خلال السنوات الأربع الأخيرة (2016-2019)، وهي: إيران، لبنان، العراق، قطر، اليمن، وفلسطين.
وقد تضمن التقرير - الأول من نوعه – نبذة تاريخية مختصرة عن وزارة الخارجية البحرينية، مستعرضاً الهيكل التنظيمي للوزارة في عهد الوزير السابق خالد بن أحمد، مع تصنيف للعاملين فيها. كما تناول التقرير المرتكزات والمبادئ التي تقوم عليها السياسة الخارجية لمملكة البحرين، وكذلك الدبلوماسية البحرينية، متطرقاً إلى التمثيل الدبلوماسي للبحرين في الخارج، إضافة إلى التمثيل الدبلوماسي الأحادي لدى المملكة، وذلك بالاستناد على تصنيف مرتكز على جملة ملاحظات.
واشتمل التقرير على نبذة تعريفية عن الدبلوماسية الرقمية عموماً، وفي البحرين خصوصاً عبر التطرق لمدى استخدام الوزارة لمواقع أو وسائل الإعلام الرقمي، لاسيما موقع "تويتر"، وذلك عبر ما بات يُعرف حديثاً بدبلوماسية "تويتر"، حيث تم التطرق إلى حسابي وزارة الخارجية الرسمي والحساب الخاص بالوزير السابق خالد بن أحمد، مع الإشارة إلى مجموعة من تغريداته المثيرة للجدل والتي تناولتها وسائل إعلام متفرقة على المستوى المحلي والخارجي كمواد إخبارية.
وفي الإطار التطبيقي لدراسة التغريدات، تم تحليل مضمون عينة منها، بلغ مجموعها 184 تغريدة، مُستقاة من حساب الوزير السابق على "تويتر" خلال الفترة الزمنية الممتدة من 2016-2019. وكانت التغريدات ذات علاقة بست دول على هذا النحو: لبنان بمعدل 45 تغريدة، قطر بمعدل 56 تغريدة، اليمن بمعدل تسع تغريدات، إيران بمعدل 54 تغريدة، العراق بمعدل ثماني تغريدات، وفلسطين بمعدل 12 تغريدة. وتم عبر تحليل التغريدات بيان مواقف الوزير السابق للخارجية البحرينية تجاه الدول أو الجماعات المرتبطة بها، مع رصد لأبرز الألفاظ اللافتة التي اشتملت عليها.
وخلص التقرير إلى عدة نتائج، أبرزها أن تغريدات خالد بن أحمد كانت تتخذ طابعاً هجومياً حاداً ومتطرفاً على دول وجماعات بعينها، وتضمنت في بعض الأحيان ألفاظاً مخالفة للذوق العام والأصول الدبلوماسية، وتؤكد على تبعية المواقف السياسة البحرينية للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارهما من أبرز الدول الخليجية الداعمة مادياً للبحرين. كما انتهى التقرير إلى تناقض التغريدات مع المبادئ والمرتكزات الرسمية المُعلنة للسياسة الخارجية لمملكة البحرين على المستوى الخليجي والعربي والدولي، وبالتالي مساهمتها في إثارة عدة أزمات سياسية ودبلوماسية، فضلاً عن ردود الفعل الجماهيرية محلياً وخارجياً. وتضمن التقرير في نهايته عدداً من التوصيات للوزير السابق، للاستنارة بها مع توليه منصب جديد كمستشار للملك للشؤون الدبلوماسية، وكذلك للوزير الجديد عبد اللطيف الزياني، وذلك من منطلق الدعوة إلى تفادي أخطاء سلفه.
الجدير ذكره، أن مركز "رصد" تأسس في العاصمة البريطانية "لندن" نهاية العام 2019، ويقوم في عمله على إعداد الدراسات والأبحاث المتعلقة بالواقع الخليجي على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها. وقد سبق وأن أصدر في مايو/أيار الماضي دراسة تحليلية لخطابات السلطة البحرينية "الرمضانية" (1440-2019) بعنوان "رسائل الدولة .. كلام"، كما أصدر تقريراً لتقييم أداء السلطة التشريعية في مملكة البحرين خلال دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الخامس (ديسمبر/كانون الأول 2018 - مايو/أيار 2019) بعنوان "تائهون في فلك السلطة".
رابط الملف
https://drive.google.com/file/d/1mVupHX1Y0Wmhp1mMdgT4InUsDF159kSh/view