إليكَ أبـا الأحرارِ ألفَ تحيّةٍ
وألفَ سلامٍ يا أبـا الشُّهــداءِ
كلُّ عامٍ لـنا بيومِـكَ ذِكْــرى
واحْتفاءٌ بالنـهضةِ الْغَــــرّاءِ
نحــنُ نُحــييـهِ امتثالاً لأمــرٍ
جاءَ بالذكرِ في بني الزهراءِ
ذاك يــومٌ تجسَّدَ الحـــقُ فيهِ
مثقَلاتٌ قطوفُــهُ بالعَــــطـاءِ
اِتَّخَذْتَ الإصلاحَ نهجاً قويماً
ذلـــك النّهجُ ســـيرةُ الأنبياءِ
في زمانِ الفسادِ نحتاجُ عزماً
كاحْتياجِ الضــياءِ في الظّلماءِ
ورجـالاً ذوي ضـمـائرَ تـأبـى
اِنْحـيـازاً إلّا إلى الــشرفــــاءِ
فيـه للمُصـــلحينَ رأيٌ ودورٌ
وجــــهـــودٌ جديـــرةٌ بالثّنــاءِ
فتَسيرُ الأمورُ سيراً قــويـمـاً
وينـالُ المسيءُ شَــرَّ الـجَزاءِ
هكذا أنتَ أيها السبــطُ تَسْعى
لضمانِ الحق،وقِ دونَ انْتِقاءِ
يا ولــــيداً حباهُ بالحبِّ طـــه
أنت منــــه بالبــدءِ والاِنْتهاءِ
أنتَ نورٌ يرنُو إليهِ المحبونَ
وفي الأرضِ أنتَ ظِلُّ السّماءِ
أنتَ رمزُ الفداءِ رُوحاً ومعنىً
صاغهُ اللهُ من سَنىً وسَنـــاءِ
وقتيلاً على الثـــــرى لم يُوارَ
لثلاثٍ باقٍ علَـــى الْغَبــــــراءِ
قد بكتهُ السّماءُ والأرضُ حُزْناً
بَدَلَ الدّمعِ أمطرت بِالدِّماءِ
فاكْتَسى الأفقُ حمرةً لازمتْهُ
منذُ تلكَ المأساةِ في كَربلاءِ
تَسْتَشِفُّ القلوبُ منك معانٍ
كنجومِ السّماءِ في الْعَليـــاءِ
أيها السبطُ من عُلاكَ تَرَجَّلْ
وأَعِدْنا إلى حديثِ الكســاءِ
وأَعِدنا إلى مَواثيـــــقِ قومٍ
نَكَثُوها في يومِ عاشوراءِ
حينَ واجهْتَهمْ بسبعينَ فرداً
كـــــلُّ فَــــــرْدٍ مَنارةٌ للنَّقاءِ
بأبي عُصْبةٌ إلى الحربِ هَبُّوا
يَفْتَدُونَ الحسينَ يومَ الْفِداءِ
لم يُبالوا الحتوفَ حين تَنادَوا
في سِباقٍ لِحومةِ الهَيــــجاءِ
يا لِتلكَ النّفوسِ كيف تَلاقَتْ
فَسَمَتْ فوقَ هامَةِ الجوزاءِ
وقفةُ العِزِّ تلك صفقةُ بَيــْعٍ
لِحيـــــاةٍ مَصــــيرُها لِلْفَناءِ
وانْتصاراً لِمَبدأِ الحقِّ فيهِ
بينَ أهلِ الرَّشادِ والأدْعِياءِ
وسَيَبقى الحسينُ رمزَ التّحدِّي
بينَ عيشٍ في ذِلَّةٍ أو إِبـــــاءِ