وصف المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية جون برينان عملية اغتيال فخري زادة كبير علماء ايران النوويين، بـ"العمل الإجرامي والمتهور للغاية"، وناشد القيادة الإيرانية "ممارسة ضبط النفس".

وقال السيناتور بيرني ساندرز حول الأمر "عمل إرهابي ترعاه الدولة". كذلك اتهم مستشار ساندرز للسياسة الخارجية، مات دوس، "إسرائيل" بالإرهاب، واقترح أن يقوم الرئيس المنتخب جو بايدن، بمجرد توليه منصبه كرئيس، بالعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، لتلقين "إسرائيل" درساً، بأن الإرهاب لا ينجح، واعتبرت النائبة إلهان عمر عملية الاغتيال بأنها "متهورة واستفزازية وغير قانونية".

ولكن، ما هي الآثار المترتبة على اغتيال فخري زاده؟ من اغتاله؟، وكيف سترد إيران؟، وماذا سيعني هذا بالنسبة للسلام في الشرق الأوسط؟

من فعل ذلك؟
بطبيعة الحال يشتبه الكثيرون في أن "إسرائيل" اغتالت فخري زاده. الاستعراض الذي قدمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نيسان/أبريل 2018 في تل أبيب حول "خدع" إيران بشأن برنامجها النووي، قال "تذكروا هذا الاسم، فخري زاده".

وفي العام 2018 أيضاً، صرّح رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، فيما يتعلق بفخري زاده، "ليس لديه حصانة، ولم يكن لديه حصانة ولا أعتقد أنه سيكون لديه حصانة". 

وسائل الإعلام القطرية حملت "إسرائيل" مسؤولية اغتيال فخري زاده، وغمزت من قناة الامارات والسعودية بأنهما من ساعد "إسرائيل" على تنفيذها. وردد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف هذا الاتهام، وزعم على إنستغرام أن الولايات المتحدة و"إسرائيل" والسعودية استغلوا اجتماعهم الثلاثي الأخير في السعودية للتخطيط للاغتيالات.

وقال علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن جماعة "مجاهدي خلق" ساعدت "إسرائيل" في تنفيذ العملية .

ومن المثير للاهتمام أن السعودية، على عكس الدول الخمس الأخرى الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، لم تدن الاغتيال رسمياً. حتى أن العديد من صحفييها أشادوا بالهجوم. في حين أدانت الإمارات والبحرين عملية الاغتيال.

الخوف من الانتقام، ومن البرنامج النووي الايراني، سيقربان الإمارات العربية المتحدة والبحرين و"إسرائيل" من بعضهم بعضاً. 

سيكون للهجوم الأخير تداعيات كبيرة على السلام في الشرق
المملكة العربية السعودية تنتظر قيام إدارة بايدن هاريس بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل". في غضون ذلك، ستعزز الرياض علاقاتاتها غير الرسمية مع "إسرائيل". وكان من الملفت، قيام السعودية مؤخراً بإيجاز التحليق الجوي لشركات الطيران الإسرائيلية. على الرغم من الطابع التجاري للتصريح، إلا أنه يقلق إيران وقد يكون مقدمة لتصريح الطيران العسكري لقصف إيران.

يشار إلى أن التقارير الإسرائيلية أفادت، أن المملكة العربية السعودية منحت "إسرائيل" هذا التصريح في مرة سابقة في العام 2008.

ستؤدي التوترات المتزايدة مع إيران إلى دفع الإمارات العربية المتحدة إلى زيادة جهودها لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقها مع إدارة ترامب للحصول على "إف-35"، ومن المرجح أن تزيد البحرين والمملكة العربية السعودية من جهودهما لشرائها أيضاً. وقد تختار المملكة العربية السعودية أن تكون نووية، وهي تمتلك في الوقت الحالي ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج الوقود النووي.

من المؤسف أن اغتيال فخري زاده سيدفع بآمال عقد صفقة تطبيع طويلة الأمد بين "إسرائيل" ولبنان بعيدة الاحتمال. 

الاغتيال رسالة إلى إيران مفادها أن الولايات المتحدة و"إسرائيل" ستواصلان التصدي لطموحات إيران النووية. ويجب على إدارة بايدن-هاريس القادمة أن لا تبقي حلفائها في الظلام كما فعلت إدارة أوباما، والتتشاور مع الحلفاء في الخليج و"إسرائيل" في أي مفاوضات مستقبلية مع إيران.

المصدر: الميادين