"أعيش الشعور باقتراب الموت في كل يوم أتوجه للعمل في الداخل، هذا ما نعيشه يوميا وعلى مدار الساعة، أنا بروح اجيب قوت أولادي وكأني نازل وما راح أرجع". هذا ما قاله العامل أسعد الهوارين من مدينة الظاهرية جنوب الخليل، عن المعاناة التي يعيشها أثناء توجهه للعمل داخل الأراضي المحتلة عام 1948م.
وأضاف الهوارين لوكالة "شهاب" للأنباء : "لا يجد بديل آخر غير التوجه للعمل بالداخل المحتل. كان لدي تصريح للعمل ولكن بعد فترة تم سحبه ولا أعرف ما هو السبب، والعمل داخل الضفة الغربية لا يؤمن ما يكفل العيش الكريم لي ولأطفالي".
وذكر أن لديه 7 أطفال، من بينهم 5 في المدارس، و"هذا ما يحتاج مني العمل الدائم وعدم التوقف للحظة لأن التوقف يعني عدم وجود ما يأكله هؤلاء الأطفال".
واستطرد : "للأسف لا يوجود أحد مهتم بالوضع المعيشي ولا بوضع الرواتب"، متابعا : "الذي يكسر ظهرنا أكثر هو الزيادة الكبيرة في الأسعار خاصة المواد الأساسية والمهمة لكل بيت".
وأشار الهوارين إلى أنه في كل يوم يعود منه عقب العمل بالداخل، يشعر كأنه ولد من جديد بسبب المخاطر المركبة التي يعيشها، بدءًا كم لحظة اجتياز "الفتحة" وتهريبه من خلالها، أو التعرض لإطلاق نار من قوات الاحتلال أثناء الدخول أول ملاحقتهم.
وأكمل: "حتى بعد الوصول لمكان العمل يظل البال مشغولا أنه في أي لحظة ممكن أن تداهم الشرطة المكان وتعتقله هو ومن معه من العمال لأنهم لا يملكون تصاريح، وعند العودة نفس هذه الحكاية المؤلمة تتكرر".
بدوره، قال أحد العاملين في تهريب العمال للداخل المحتل، انهم يحاولون يوميا إدخال العمال عن طريق الفتحات التي تكون في جدار الفصل العنصري الذي أقامه الاحتلال للفصل بين مناطق الضفة الغربية والداخل المحتل.
وأضاف لـ"شهاب" أنهم يبحثون دائما عن ثغرات جديدة أو يستحدثون بنفسهم ثغرات من أجل إدخال العمال والحصول منهم على أموال مقابل ذلك، منوها إلى وجود "مخاطرة كبيرة بهذا العمل خاصة إذا اكتشفوا كم قبل جنود الاحتلال الذين يطلقون النار عليهم".
وأكد أنه تعرض عدة مرات لإطلاق نار من جنود الاحتلال وفي إحداها مؤخرا، أصيب بقنبلة صوت في وجهه ألقاها الجنود عليهم أثناء محاولتهم إدخال العمال للداخل المحتل.
ولفت إلى أنهم كانوا في السابق يدخلون العمال أمام الجنود الذين كانوا يقفون متفرجين عليهم ولا يتدخلون، "لكن الآن اختلف الأمر كليا". وفق حديثه.
وأشار إلى أنهم لا يملكون عمل غير هذا (تهريب العمال) والذين يشتغلون فيه منذ سنوات طويلة، وأصبحوا يعرفون طرق التهريب وإدخال العمال جيدا، ولو أرادوا العمل في الضفة الغربية، لا يكفي المال لفتح بيت. وفق ما تحدث به لـ"شهاب".
يذكر أن اتحاد عمال فلسطين يقول إن عدد العمال الذين يعملون في الداخل الفلسطيني المحتل 200 ألف عامل ومثلهم تقريبا يدخلون بدون تصريح بسبب عدم حصولهم على موافقة من الاحتلال على منحهم التصاريح للدخول والعمل.