ما الفارق بين الإنفلونزا والزكام؟ في غالب الأحيان، قد تأتي الإجابة: لا فارق بين الفيروسين، وذلك بسبب أن غالبية العوارض بينهما متشابهة. ولكن، في الطب، ثمة فارق شاسع بين الإثنين، إذ أن عوارض الإنفلونزا قد تتطور وتشتد إلى حدود الموت. وهو ما لا يحصل في حالة «النزلة الوافدة».

 
راجانا حمية
في اللغة الدارجة، تحمل عدوى الإنفلونزا الموسمية أسماء كثيرة. وهي أسماء يرميها الناس العاديون، فبعضهم يطلق عليها «النزلة» وبعضهم «الزكام» أو «الرشح». لكن، الإنفلونزا الموسمية، علمياً، هي لا هذه ولا تلك، فلا علاقة لا من قريب ولا بعيد بين عدوى الإنفلونزا وعدوى الرشح. الفارق بينهما شاسع لا يكشفه إلا الطب، نظراً لتشابه العوارض بين هذين المرضين.
 
في المقام الأول، لا تشابه بينهما. فطبياً، هما مشكلتان من مشاكل المسالك التنفسية التي تسببها فيروسات مختلفة، ولكنهما مختلفتان تماماً. فالإنفلونزا، تنجم عن فيروس يحمل الإسم نفسه «influenza»، فيما تنجم «النزلة الوافدة»، عن عوامل عدوى فيروسية عارضة وبسيطة، غالباً ما تتسم بسيلان الأنف والإحتقان ولا تؤدي إلى التحوّل لعدوى جرثومية، كما هي الحال مع الإنفلونزا، والتي تتكون من «عائلة» من الفيروسات «A» و«B» و«C»، ويعدّ الـ«A»، هو المسؤول عن معظم حالات المرض عند البشر، وينتمي إلى عائلته عدد من الفيروسات مثل فيروسي إنفلونزا الطيور والخنازير.
 
ولئن كانت تتشابه العوارض بين الإثنين في غالب الأحيان، إلا أنه ثمة «إضافات» في حالة الإصابة بالإنفلونزا، منها التعب والإرهاق الشديد والإلتهاب الرئوي الحاد والإسهال، وهي التي تؤدي لدى بعض كبار السن ومن يفتقدون المناعة والأطفال دون سن الثانية إلى الوفاة. (انظر الجدول)
ولئن كان التمييز، شعبوياً، بين الفيروسين ليس قائماً، إلا أنه وجب في جميع الحالات التقيّد ببعض الإرشادات لتفادي الوصول إلى النتيجة القاتلة. تلك التي يأتي في مقدّمها الوقاية. أما كيف؟ هنا، تعتبر منظمة الصحة العالمية أنّ «التطعيم» من أولى الوسائل للوقاية من المرض وعواقبه الوخيمة. وفي هذا الإطار، توصي المنظمة بأهمية هذا «التقليد» وضرورته بالنسبة لبعض الفئات مثل «الحوامل في جميع مراحل الحمل والأطفال من سن 6 أشهر إلى خمس سنوات والمسنون الذين يتجاوزون الخامسة والستين من العمر والمصابون بحالات مرضية مزمنة والعاملون الصحيون». أما بالنسبة لـ«الضرورات» الأخرى، فهي العمل على إعطاء العلاجات مبكراً، أي في غضون 48 ساعة من ظهور الأعراض، مشيرة إلى وجود صنفين من الأدوية حاسمان في العلاج، وهما «الأدامانتان ومثبطات نيورامينيداز الإنفلونزا».
 
بالأرقام
 
* تحدث الإصابة بالأنفلونزا بمعدل هجمات سنوي يتراوح بين 5% و10% لدى البالغين، وما بين 20% و30% لدى الأطفال.
* تتسبب العدوى سنوياً في حدوث نحو ثلاثة إلى خمسة ملايين حالة اعتلال، وما بين و250 ألف و500 ألف حالة وفاة.
* في البلدان الصناعية، تُسجّل معظم الوفيات المرتبطة بالأنفلونزا بين الأشخاص البالغين من العمر 65 عاماً وما فوق. أما في البلدان النامية، فتدلّ تقديرات البحوث أن النسبة الأعلى من الوفيات بسبب العدوى تحدث بين الأطفال. وهذا مؤشر سوء.
 
معلومات عامة
 
_ هناك ثلاثة أنماط من الأنفلونزا الموسمية: A و B و C. ومن ضمن الأنماط الفرعية لفيروس الأنفلونزا «A»، هناك نمطان فرعيان يصيبان حالياً البشر، وهما (A(H1N1 و(A(H3N2.
_ حالات الأنفلونزا من النمط C هي الأقل حدوثاً من النمطين A وB. وعليه، فإنّ لقاحات الأنفلونزا الموسمية لا تشمله.
الأدوية المضادة للفيروسات متاحة لعلاج الأنفلونزا ولكن فيروسات الأنفلونزا يمكن أن تصبح مقاومة للأدوية
_ تتسبّب الأنفلونزا الموسمية في وقوع أوبئة سنوية تبلغ ذروتها خلال فصل الشتاء في المناطق المعتدلة المناخ.
_ يمكن أن يتسبّب وباء الأنفلونزا في ظهور عبء اقتصادي من خلال ضياع إنتاجية القوى العاملة وتقييد الخدمات الصحية.