رأى السيد علي فضل الله:ان "الضرائب موجودة في كل البلدان، ولكن مشكلتنا في هذا البلد أنها تفرض على الفقراء وذوي الدخل المحدود، فيما الأغنياء محميون. وبدلا من أن تكون هذه الضرائب لحسابهم، وتعود عليهم بالنفع، كما في كل بلاد العالم، فإنها على حسابهم، وتذهب إلى جيوب المفسدين والفاسدين، وتضيع في مزاريب الهدر، وما أكثر المزاريب في هذا البلد. فلكل موقع سياسي مجاله ليهدر فيه". 

اضاف خلال رعايته حفل افتتاح مركز السيدة زينب الصحي الاجتماعي في بلدة جويا، "نلتقي مجددا مع إرادة خير جديدة، الإرادة التي أنتجت هذا الصرح الذي اقيم بإرادات الخير التي بنت مبرات ومدارس ومكتبات ومراكز صحية، التي هي تعبير عن كل هذا الحس الإنساني في حب الإنسان والحرص على النهوض به، فهؤلاء الذين ساهموا في بناء هذه الصروح، انطلقوا من إحساسهم بضرورة تخفيف الآلام التي يعيشها مجتمعهم، فلم يقفوا موقف اللامبالاة، بل سعوا إلى أن يصنعوا له شيئا، وأن يساهموا في رفع المآسي عنه". 

وقال: "عندما نبني هذه الصروح، فإننا نحمي إنساننا من أن يكون ذليلا أو مستضعفا أو مرتهنا لأحد، نريده أن يعيش الحرية والكرامة، وأن نؤمن له ولأولاده المستقبل الأفضل. إن مسيرة العطاء التي بدأت لن تتوقف، بل ستستمر بجهود الخيرين والأوفياء والمحبين، وسنحرص على أن نقدم الخدمات الأفضل لجميع الناس من دون تمييز، حاملين هم التخفيف عنهم، بعيدا عن مذهبهم وطائفتهم ودينهم وانتمائهم السياسي".

وتابع: "نؤكد ان مؤسساتنا للجميع وهي منفتحة عل كل المؤسسات الاخرى وتتلاقى معها من أجل النهوض بمجتمعنا ووطننا، ولن تكون لدينا عصبية المؤسسات".

ورأى "أن حجم معاناة إنساننا تكبر، ومع ذلك نرى الذين يتولون زمام الحكم والسلطة، لا يعيشون هم إنسان هذا الوطن، ولا يشعرون بآلامه ومعاناته، فتراهم يختلفون لا على كيفية النهوض بإنسان البلد، والاتفاق على المشروع الأفضل له، بل على ما يؤمن لهم استمرار مواقعهم، لا ليخدموا أكثر، بل ليكسبوا أكثر، وبذلك تعطل عندهم قانون الانتخاب، فكل فريق يريد القانون الذي يؤمن له الحصة الأكبر من النواب، ليبقى محافظا على مكتسباته ومواقعه وامتيازاته".

ودعا الواقع السياسي "إلى تحمل مسؤوليته تجاه إنسان هذا البلد، الذي من حقه أن يرتاح، وأن يشعر بأنه يعيش في كنف دولة تؤمن له أدنى متطلبات العيش الكريم"، مؤكدا "ضرورة أن لا تخدعنا هذه الطبقة السياسية التي أتقنت دغدغة مشاعرنا بالطائفية والمذهبية والتخويف من الآخر، وغير ذلك من الأمور، بحيث نشعرها بأن هناك من يحاسب ويراقب ويأخذ قراره بحق المفسدين والفاسدين حين يأتي وقت الحساب".

وختم مؤكدا "ان جمعية المبرات ستبقى امينة على الخط الَّذي انتهجته في خدمة الإنسان، بعيدا عن أية حسابات خاصة أو أهداف ذاتية، وسيبقى شعارها الدائم أنها من الناس وإلى الناس".

حيدر

وكانت كلمة في الحفل لمدير الدائرة الصحية في المبرات أسعد حيدر أشار فيها إلى "أن المركز سوف يعمل على سد ما أمكن من حاجات صحية غير متوفرة في المنطقة بشكل كاف، كعيادات الأسنان والأنف والأذن والحنجرة، وعيادة الصحة النفسية والإنجابية، وعيادة الأطفال، إضافة إلى العلاج النفسي، والكشف المبكر عن مشاكل التغذية ومخاطر التدخين، والمساعدة بشكل رئيسي، لتقديم النصح لمرضى السكري والسمنة والقلب والضغط، فضلا عن زيارات شهرية ودورية منتظمة سيقوم بها أطباء من ذوي الاختصاص والخبرة إلى القرى المجاورة التي لا يتوفر فيها مستوصف".

وأضاف: "سوف يقوم المركز أيضا بتقديم الأدوية الأساسية واللقاحات، بما فيها أدوية الأمراض المزمنة، وكذلك سينظم حملات تستهدف المدارس للتحري عن المشكلات الصحية للتلامذة (الكشف الصحي)، وفيما يتعلق بالمركز كدار للمسنين، فسوف نعمل على أن يحصل كل مسن على الرعاية المتكاملة التي تمكنه من العيش في بيئة آمنة وتؤمن له المستوى الأمثل من الحياة الكريمة نفسيا وجسديا وذهنيا".

جشي

بعد ذلك ألقى رئيس بلدية جويا حسن جشي كلمة أشار فيها إلى "أن ظل المقدس الراحل العلامة السيد محمد حسين فضل الله حاضر في كل مناسبة تقيمها جمعية المبرات الخيرية من خلال ما رسخه من عمل مؤسساتي واجتماعي ولهذا الحضور خصوصية أكبر إذا كان الحديث عن بلدة جويا التي كان لسماحته علاقة خاصة وطيبة مع أبنائها، والتي انتجت صروحا نقف اليوم بإحداها هنا، وهذا يشهد دائما على تطور العمل الدائم في جمعية المبرات الخيرية ومسساتها، والذي يدل على حسن الإدارة والسعي الدائم لدى القيمين عليها لمواكبة حاجات مجتمعنا للمؤسسات التي تغطي النقص القائم في بعض الميادين".

وختم: "إننا في بلدية جويا وعلى امتداد المجالس المتعاقبة سعينا لتحويل بلدتنا إلى مركز خدماتي وقدمنا التسهيلات المناسبة للمؤسسات العامة والخاصة، لما لها من دور في خدمة أهل البلدة والقرى المجاورة، وهذا يساهم في إنعاش البلدة ويساعد على تثبيت أهلها فيها، حيث توفر لهم هذه المرافق الحيوية الخدمات الضرورية وتخلق فرص عمل لهم كما فعلت جمعية المبرات وستفعل إن شاء الله". 

المصدر: الوكالة الوطنية