تحدثت أكثر من صحيفة لبنانية، عن قيام رئيسي الجمهورية السابقين أمين الجميّل وميشال سليمان، ورؤساء الحكومة السابقين فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام، بتوجيه مذكرة إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية من المتوقع أن تشكل مادة جديدة في السجال السياسي اللبناني.
وبحسب مصادر للميادين فإنّ مجلس الوزراء اللبناني يناقش ما جرى تناقله عن رسالة من رؤساء جمهورية وحكومات سابقين إلى القمة العربية.
وأكدت المصادر أنّ رسالة الرئيس اللبناني ميشال عون قبل توجهه إلى القمة العربية هي "لبنان موحد ويحمل رسالة محبة وسلام".
فقد أوردت صحيفة "الأخبار" أن المذكرة تتضمن مواقف سلبية من حزب الله، وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة فإنَّ الرسالة المكتوبة في ثلاث صفحات، وتحمل تواقيع المجتمعين الخمسة وتؤكد "احترام لبنان الإجماع العربي الصادر عن مؤتمرات القمة العربية"، وأنَّ "لبنان غير موافق على تدخل حزب الله في سوريا أو في العراق واليمن".
وفي حين قالت صحيفة "النهار" إن مضمون المذكرة تم إبلاغه إلى رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، فإن "الأخبار" نقلت عن مصادر رسمية نفيها إطلاع الحريري على الرسالة، لافتة إلى أنَّ الحريري لن يشارك في التشويش على موقف عون الذي سيلقي كلمة لبنان في الأردن غداً.
وكذلك الرئيس نبيه برّي، الذي عبّر أمام زواره عن استيائه الشديد من البيان، معتبراً أنه يستهدف وحدة الموقف اللبناني، وخاصة لجهة "الحرتقة" على رئيس الجمهورية.
وتشدد مذكرة الرؤساء السابقين الخمسة، وفق معلومات "النهار" على تمسك اللبنانيين بــ "الوقوف إلى جانب الأشقاء العرب، وتعلقهم بأطيب العلاقات مع الدول العربية ورفض كل ما يتهدد المصلحة العربية، وفي الشق اللبناني التزام تطبيق اتفاق الطائف والقرارات الدولية، ولا سيما القرارات 1701 و1559 و1680، و"إعلان بعبدا".
وكان الرؤساء الخمسة التقوا بعيداً من الإعلام في "غداء اجتماعي"، على ما وصف أحدهم للنهار اللقاء الذي انعقد في منزل الرئيس سليمان في اليرزة الأربعاء الماضي الموافق 22 آذار/ مارس.
وقالت "النهار" إن الرئيس السنيورة هو الذي تولى الصياغة النهائية للمذكرة، لكن مصدراً آخر ذكر للصحيفة أن الرئيس الجميّل تولّاها، وجمعت خلاصة نظرة الرؤساء الخمسة، تحديداً إلى موضوع سلاح "حزب الله" والصراع في المنطقة العربية وعليها.
ورأت "الأخبار" أن الرؤساء عادوا إلى "اللغة الخشبية" للرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان، لجهة التذكير ببيان بعبدا وبسياسة النأي بالنفس.
وكان لافتاً وفق الصحيفة عدم ذكر البيان للعدوانية الإسرائيلية، ولا للمطامع الإسرائيلية المعلنة بالغاز والنفط اللبنانيين، ولا للخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، ولا للاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية، إذ اكتفى بالمطالبة بالتضامن مع موقف لبنان تجاه إسرائيل.
وبحسب "الأخبار" فلم يأتِ الرؤساء السابقون على ذكر التهديد الإرهابي للبنان، متجاهلين وجود أراضٍ لبنانية محتلة من قبل تنظيمات إرهابية في جرود عرسال. وتكاد الرسالة "الرئاسية" تحصر مشكلات لبنان بوجود ما تصفه بـ"السلاح غير الشرعي".
ونقلت "الأخبار" عن مراجع رئاسية استغرابها كيفية حصول هذا الأمر، خصوصاً أنَّ القمة العربية تشهد موقفاً لبنانياً موحداً للمرة الأولى منذ سنوات، يتجلى بحضور الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في اجتماع القمة في الأردن غداً.
وتوقّفت مصادر سياسية عند كون هذه الرسالة تلاقي الاحتجاجات الإسرائيلية على موقف الرئيس ميشال عون من المقاومة، والكتب التي بعثت بها حكومة العدو إلى الأمم المتحدة.
وبحسب مصادر "الأخبار"، فإنَّ الخطوة "جاءت بضغط من السعودية، التي تخشى موقفاً للرئيس عون في خلال مؤتمر القمة، يكون شبيهاً لما سبق أن أعلنه عن حاجة لبنان إلى سلاح حزب الله، إضافة إلى الموقف الرافض للانخراط في المحاور القائمة في الإقليم. وقالت إنَّ الخطوة تبدو غريبة جداً، إذ إنَّ هناك رؤساء سابقين لم يُستشاروا، مثل الرؤساء إميل لحود وحسين الحسيني وسليم الحص".