انعقدت قمة عربية في الاردن. لا يوجد في خبر كهذا ما يثير اي اهتمام او فضول. فهذه القمم، لم يُجد احد وصفها كما فعل الشاعر العراقي الصادق مظفر النواب. لذلك يكفي البحث عن قصيدته "قمم" واعادة قراءتها كي نتمكن من رسم صورة واضحة عن هذه القمة. هذا الجمع المنافق حد الغثيان والمسمى زورا جامعة الدول العربية، وما فعله الا عكس اسمه تماما، في كل انعقاد له، يحدث امرا كوميديا يخفف ثقل اجتماع هذا الكم من اصحاب الخساسة المرة.

كوميديا الانعقاد الاخير تجلت هذه المرة من لبنان، عبر رسالة "سرية" وجهها خمسة من العاطلين عن العمل الوطني منذ ان كانوا رؤساء الى ان اصبحوا خارج الحسابات المناصبية والسياسية، الى جامعة الدول العربية يشكون فيها كدرهم وخوفهم من حزب الله. شكّل هذا الامر محور تعليقات جميلة حد صناعة الضحكة ولو على وجوه شاهدت للتو صور رؤساء وملوك العرب مجتمعين فوق النار الممتدة من فلسطين الى سوريا والعراق واليمن. هذه النار التي اججوها كي تخلو لهم ميادين هذه الارض ليعيثوا فيها عمالة وارتهانا. المهم، وفي التفاصيل، ان كل من المدعوين ميشال سليمان (رئيس لبناني سابق اشتهر بوعوده للسفارات بنزع سلاح حزب الله) وامين الجميل (رئيس لبناني سابق ايضا اشتهر بأنه ورث منصب اخيه الذي اعدمه البطل حبيب الشرتوني لأنه كان عميلا) وكل من فؤاد السنيورة (المحبوب لدى الصهاينة والمشهور بالبكاء وبال ١١ مليار دولار) ونجيب ميقاتي وتمام سلام (رئيسا حكومة سابقان ومرا على المنصب في حالات تعبئة الفراغ بأي شخصية)، قاموا مجتمعين، بخط رسالة الى القمة العربية. تفاصيل هذه الرسالة مهما كانت، لا تغير ولو تفصيلا صغيرا في المشهد الذي لا يتوقف عند المجهريات ولا سيما عند المجهريات التي تتسم بالعجز وقلة الحيلة، خاصة ان اسعار كل من هؤلاء باتت معروفة ومنخفضة نسبيا في سوق المرتزقة حول العالم. هذه الرسالة ما هي الا نوع من الاقرار بالعجز عن الالتزامات بمهام كانوا قد كلفوا بها من قبل بعض الملوك والرؤساء المجموعين في الاردن. بدوا كمن يقدم لائحة اعذار تبرر عدم ايفائهم بنزع سلاح المقاومة وتحجيم حالة التهديد الذي صارت هذه المقاومة تشكله بوجه رأس الافعى المشغل لهؤلاء، العدو الصهيوني.

اذن خمسة عبيد صغار لم يعرفوا يوما طعم الانتماء الى الارض، ولم يفهموا يوما معنى ان تكون قويا وحرا ولم يتنعموا يوما بنعمة الكرامة والعزة، اقروا بعبوديتهم عبر رسالة ضعيفة وجهها عجزة الى من هم اعجز منهم.. هؤلاء مجتمعين، ارخص من حذاء يخوض الثلوج والجرود في قدم مقاوم.. هؤلاء مجتمعين متحدين متماهين مع ملوكهم ورؤساهم هم ليسوا اكثر من ادوات "خرجت من الاستهلاك" وما عادت تعني شيئا لمشغليها لأنها اثبتت عجزها وضعفها حتى وهي في قمة قوتها فكيف وهي الان مجرد اسماء يسبقها لقب سابق..

خمسة عبيد صغار وقعوا رسالة توثق استعبادهم وصاروا، اكثر مما كانوا دوما "مضحكة" للناس.. خمسة عبيد صغار يبقون عبيدا.. ونبقى، على امتداد ارضنا المخضبة بالكرامة، احرارا.. كياسمين الشام وكعبق الليمون الساكن هواء فلسطين.. احرارا كخنجر يمني لا يُغمد الا منتصرا وكصوت العراق الأبي الأبي حد الشهادة.. احرارا كشتلة تبغ جنوبية شهدت كيف الاعداء يندحرون.

المصدر: شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع