يبدو أن وزير العدل السابق أشرف ريفي مستمر في توسيع دائرة معركته من طرابلس الى المحافظات الأخرى. وتجلى ذلك قبل أيام قليلة بافتتاح مكتب له في بلدة مجدل عنجر، في البقاع الاوسط، ليكون أول مكتب له خارج محافظة الشمال. أعلن عن افتتاح المكتب على موقع قطاع الشباب المؤيد له، على فايسبوك، وأرفق بإعلان أن ريفي بصدد زيارة البقاع قريباً، سيستهلها خلال الأيام المقبلة بزيارة مجدل عنجر. بسام جلول، ابن البلدة، هو الذي تولى فتح المكتب في ساحة البلدة، في «كاراجَين» أثّثهما بمكتب وكراس، وصور لريفي غطّت الزجاج الخارجي. على اثر ذلك، تحرك عدد من أبناء البلدة وفعالياتها للاتصال بجلول والتمني عليه إقفال المكتب، لكنه أصرّ على إبقائه مفتوحاً. أبناء البلدة انقسموا بين مؤيدين لمكتب ريفي، ورافضين له. تيار المستقبل استنفر قواه وفعالياته في المجدل، لحثّهم على الاعتراض على «تخصيص» مجدل عنجر بمكتب لريفي، دون القرى الأخرى، لما للمجدل من حيثية إسلامية وأمنية وموقعها الجغرافي عند الحدود الرسمية اللبنانية السورية، فأتى التشكيك في غايات هذا المكتب وفي هذه الظروف، وتخوّف البعض أن يكون الهدف إعادة دور مجدل عنجر الى الواجهة الأمنية.
الاعتراض لم يقتصر على مؤيدي المستقبل، بل انسحب أيضاً على بعض مؤيدي ريفي في البلدة. أحدهم قال لـ«الأخبار»: «كان الأجدى فتح مكتب في شتورا لكل البقاع، وليس تخصيص مجدل عنجر بمكتب دون قرى أخرى». ولفت إلى أن ارتدادات فتح المكتب على جمهور ريفي تنعكس سلباً وليس إيجاباً، «المكتب إن لم يكن للخدمات وليس مكتباً انتخابياً، فمن الطبيعي أن يضعه الناس في خانة مكتب استفزازيّ، لأنه لا يحوي سوى الصور».
وفيما رأى قياديّ مستقبليّ أن مكتب ريفي في مجدل عنجر خطوة مهمة لجسّ النبض، وتقدير الأحجام، فإنه أضاف: «بالنسبة لنا لن يقدم ولن يؤخر، لأنه ليس مكتباً خدماتياً وليس بمقدور ريفي أن يقدم خدمات، لا اجتماعية ولا خدمات في الدوائر الرسمية، وبالتالي سينكشف أمام الرأي العام أن من ليس في السلطة لا يمكنه أن يقدم خدمات للناس».
الجدير ذكره أن أعضاء تيار ريفي في البقاع، الذين أطلقوا على أنفسهم اسم «مستمرون»، كانوا منذ نحو شهرين قد قرروا فتح مكتب في قب الياس، فأبدى بعضهم اعتراضه على تخصيص مكتب لقب الياس دون القرى والبلدات البقاعية الأخرى، فتم صرف النظر عن الموضوع، وإصدار بيان نفي لنية فتح المكتب.
وتنصّل المحيطون بريفي من مكتب مجدل عنجر، قائلين إنه جاء بخطوة فردية من أحد الشباب المندفعين والمؤيدين. وقالت المصادر: «تجري دراسة الموضوع بعد جولة من التشاور مع أبناء البلدة، فإن رأينا أن المكتب لا يخدم أبناء البلدة نفضّل إقفاله».