حل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ضيفا على الملك السعودي.. وعمت الافراح ديار الاعلام ومواقع التواصل.. بدت نشرات الاخبار وكأنها ام الصبي فيما تنافس الافتراضيون، تهليلا او تنديدا، على كتابة التعليقات المتابعة للزيارة التي جمعت ابله بمعتوه.. ويمكن لكل فرد ان يلحق الصفة بالموصوف المناسب..
قد يقول قائل «موضوعي محايد...» انه لا يمكن الا نقف عند الزيارة التاريخية.. سواء من حيث التوقيت او المضمون. حسنا، لنذهب في هذا الاحتمال ابعد من انوفنا قليلا.. ما الفرق في التوقيت والمضمون والنتائج بين ان يتحادث هذان المتشابهان عبر «سكايب» مثلا او ان يتبادلا زيارة استعراضية.. ما «التاريخية» في الموضوع؟! هما حليفان معتوهان قبل الزيارة وبعدها.. هما ليسا حليفين حتى.. هما سيد رخيص وعبد ذليل.. هما عقل متسخ ويد مدنسة.. هما كل ثنائية قائمة على مصالح تملؤها الخِسة والخيانة.
تبادل الافتراضيون الصور الهازئة.. واللقطات اللافتة.. تبادلوا الشجب او الترحيب.. حللوا، ناقشوا، عللوا، استنتجوا.. ثم ماذا.. حل ترامب ضيفا على كل البيوت اليوم.. واحضر معه مختلف شخصيات بلاط ال سعود..
الم يكن الاجدى ان نتجاهل هذه الزيارة ليكون يوما اعلاميا يعيد تذكير الناس بما فعله وما زال يفعله هذا التحالف الدنيء.. الم يكن اولى ان نرفع اعلام اليمن وسوريا وفلسطين والبحرين وووو.. ان نكتب اكثر عن 34 يوما من معركة يخوضها اسرى مقاومون بلحمهم الذي كاد يزول وما زالوا يقاتلون؟ اوليس اطفال اليمن اولى بأن يكونوا اليوم وكل يوم صورتنا والخبر؟ اليس حقيقيا شجبنا لهذين لو خصصنا اليوم للاضاءة اكثر على صمود سوريا؟ على صبر العراق؟ على وجع البحرين؟ على حزن كل ارض عربية دنستها الخيانة وجرّحتها المؤامرات؟
لا، زيارة الرئيس الاميريكي الى بلاد الحجاز المحتلة لم تحمل مضمونا يضاف الى كل ما نعرفه، الى كل ما يجدر بنا ان نكون على دراية به، في ما خص العلاقة التاريخية التي جمعت ال سعود بالعدو الاميريكي.. فاقتضى التوضيح.. ووجب.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع