على صهوة "صوت بيروت انترناشيونال" التي تدين لمحور المقاومة بمبرّر وجودها كمنصّة الكترونية تهاجم المحور بشكل مركّز ومباشر، حضرت أميرة من زمنٍ خلا. فمنذ تصريحها بأن ابنها لن يكون كالأمير طلال ارسلان وأن توجّهاته السياسية معاكسة للبيت الإرسلاني العروبي، غابت "الأميرة" حتى استحضرها برنامج يُبث عبر شاشة LBCI وبمعية صوت جيري ماهر وبهاء الحريري تحت مسمّى "بيروت انترناشيونال"، "سؤال محرج".
في التفاصيل، استضاف طوني خليفة المختص بقضايا وخلافات الفنانين سيّدة مجهولة بالنسبة للغالبية العظمى من اللبنانيين، ويعرف عنها مَن سمع بها تخصّصها في حقل قضايا المرأة وتمكين النساء ومعاداة الخطّ السياسي الأرسلاني، كما تفيد بعض الأحاديث عن قيامها يومًا بتحطيم "موقف سيارات أثرية" خاص بإحدى قريبات زوجها فيصل ارسلان بعد علمها بزواج إحدى بنات القريبة برجل مسلم.
من هذه الخلفية، سيبدو غريبًا أن تستحضر محطة فضائية ضيفًا غريبًا عن قضايا المنطقة لمناقشته في ملفات اقليمية ووطنية. لكن ما إن تنظر إلى اللوغو الظاهر على الشاشة وتتبيّن أنّك أمام إحدى محطات الإعلام المدولر، سيزول الاستغراب.. فهؤلاء كانوا قد وصلوا مسبقًا إلى استفتاء مَن هبّ ودبّ حول أرائهم المعادية لمحور المقاومة، وقاموا بتلقين ضيوفهم ما عليهم قوله.. وبعض الضيوف سيرضى بذلك طبعًا، فالرغبة بالظهور وبالتالي بالشهرة أصبحت مرض العصر، وهل من أسلوب أسرع للشهرة من تسطير المواقف الفارغة ضدّ حزب الله ومحور المقاومة!؟
حسنًا، تكفّل أهل التطبيل لكلّ غراب ينعق ضدّ المقاومة بتداول بعض المقتطفات التي وردت في حلقة اللقاء العجيب مع الأميرة.
أحد المقاطع يتناول موقفاً قالت فيه المدعوة حياة ارسلان إن حزب الله قام بخطف جنود اسرائيليين ونحن سامحناه! أجل، لا خطأ مطبعيا ولا خلل في الصياغة. هذا ما قالته السيدة المستجدة على الساحة الإعلامية المعادية. للوهلة الأولى، تستوقفنا تلك الـ"نحن" لتسأل عن معناها. هل قصدت نفسها بالجمع على سبيل التعظيم الذاتي الذي يعانيه البعض، أم هي تعني نفسها مضافة إلى من ينعقون منذ سنوات ضدّ المقاومة؟ في الحالين، ستنتقل إلى الفعل الوارد في الجملة بانبهار شديد: فعل المسامحة. صحيح أن الجملة استدعت سيلًا ساخرًا على منصات التواصل، ولكن بجديّة شديدة يمكن تحليل المعنى الواضح بالشكل التالي: تعتبر حياة المذكورة أعلاه أن خطف جنود صهاينة هو خطأ وربّما جريمة، فبالنسبة لها، ولمن تقصده بالـ"نحن"، هؤلاء ليسوا أعداء ولا معتدين. هم مجرد جنود في "دولة" مجاورة. وقيام المقاومة باختطافهم خلال ممارستهم لعمل عدواني هو فعل خاطىء ولكن "نيافتها" تكرّمت بمسامحة المقاومة على هذا الفعل. هنا لا شكّ ابتسمت في قبرها عظام غرلدا مائير، فتلك الملعونة لا شكّ لم تكن لتتوقّع أن ينطق بهذا الكلام إلّا من وُلد صهيونيًا.
في مقطع آخر، وردًّا على سؤال "مَن قتل لقمان سليم"، تستجمع حياة السالفة الذكر كلماتها لتؤكد أن حزب الله هو من قتل.. بشجاعة من يمتلك قرين الإدانة، وبلهفة من يسعى لتوجيه اتهام نحو البريء كي يبعد الشبهات عن المرتكب الحقيقي، كان جوابها حاسمًا، ليحسم بالدليل القطعي أن الإتهام الذي روّجت له كلّ محطات اعلام عوكر منذ اللحظة الأولى للجريمة ما زال بحاجة إلى أصوات ووجوه تكرّره على المسامع بعد أن احترق الرعيل الأول من المروجين له في نار الكذب المكشوف والمشبوه.
لا شكّ بأن الهجمة الإعلامية المستمرة والمتواصلة والتي تتقاسم الأدوار فيها سائر الدمى الفضائية المعلّقة خيوطها بأصابع دوروثي شيّا لن تخفت. وهذا جزء أساسي من الحرب الإعلامية ضدّ محور المقاومة. إلّا أن إفلاس هذه الدمى أصبح فاضحًا لا سيّما في أسلوب التكرار الببغائي لأكاذيب لا تنطلي على عاقل، وفي لوائح أسماء "الضيوف" الذين يفتقدون لأي وصف أو وزن تمثيلي حتى ضمن عائلاتهم ومحيطهم الضيّق. بكل الأحوال، وعلى سبيل التأكيد، يدين أصحاب هذه الأسماء لمحور المقاومة ولحزب الله بمنحهم فرصة للظهور وللشهرة ولو المتأخرَين.. فلولا رضاهم بأن ينعقوا ضد هذا المحور، لما ارتضى  اعلاميّ، من أي مستوى، أن يمنحهم فرصة ظهور، ولا ارتضت على نفسها محطة تمتلك رخصة بث فضائي، مهما كان وجهتها، أن تملأ هواءها بكلام لا يكشف إلا خواء الناطقين به.

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع