اعرف انك تلقيت الكثير من الرسائل، في ذكرى مولدك وفي ذكرى استشهادك، وفي كل تاريخ حضرت فيه بطولتك الاممية. لذا، اعدك ان لا تكون رسالتي هذه طويلة او محشوة بعبارات الانشاء.
ايها البطل العزيز، منذ صغري وانا ارى فيك "المناضل المثال" ومثلي الوف من نساء ورجال واطفال. ولأني تعلمت ان مقاييس البطولة لا تخضع الا لمبدئية القول وربطه بالفعل في كل زمان ومكان، اراك اليوم في وجوه كثيرة، قد تختلف عنك في تفاصيل كثيرة، الا انها مثلك تماما، لاحقت وتلاحق العدو في كل زاوية وعند كل مفترق. مثلك لم تقف عند حدود رسمها المستعمر كي تسهل له عملية نهبنا وافقارنا. ومثلك، تحتل في الوجدان اسمى مراكز الحب والامتنان. اعرف انك تسعد بأن يوجد اليوم من يقاتل العدو الاميركي وادواته. واعرف انك اكبر من ان تقف عند اختلاف ايديولوجي مع هؤلاء المقاتلين. لذلك، أعترف، وانا التي لم اكتب يوما عنك او اليك كي لا اقع في فخ التشابه مع عشاقك الذين لم يروا فيك الا رجلا وسيما مزينا بسلاحه وبـ"البيري"، اعترف انني خشيت دوما على صورتك في اذهان الاجيال الاتية بعد ان حولها الكثيرون الى مجرد صورة تكمل ديكور "الثورجية". هؤلاء انفسهم ايها البطل الحقيقي، قرأوا سيرتك وصاحوا صيحات الاعجاب ويخبرون الناس كيف انك لاحقت عدوك مسلحا بقناعاتك وكيف لم تعترف يوما بالحدود. ثم بعد ذلك يهاجمون بكل ما اوتوا من كلمات ومواقف ذهاب رجال الشمس الى قتال التكفيريين ادوات الاميريكيين. يطلقون اعيرة الذم والهجوم على كل من يقاتل العدو الاميريكي ولو بكلمة حق ولا يعلمون انهم بذلك يذمونك وهم يغنون لك! لا ادري، ايها الطبيب الثائر، ان كانت تلك علة قابلة للشفاء، او هي نتاج المشروع الاميريكي الهدام الذي ينخر في عقول جيل يدعي انك قدوته ومثاله.
انه يوم ميلادك ايها البطل. وفي كل يوم يولد في ارضنا ابطال ويستشهد ابطال. وقد يكون ذلك، بل بالتأكيد ان اجمل ما فينا اننا نحسن تمييز الابطال والبطولة ولا ينتقص اعترافنا لبطل من قيمة بطل آخر.
غيفارا، كثر حفظوا سيرتك واقوالك عن ظهر قلب وما فهموا ان بطولتك تمثلت في ثورتك على الطغيان وعلى الظلم اينما كان، وانك احسنت دوما التعرف على عدوك ولم تفقد يوما قدرتك على مجابهته في كل ساحة ممكنة. ومشكلتهم، انهم ظنوا، كما اراد لهم الاميريكيون ان يظنوا، ان زمن الابطال الذين يواجهون العدو قد ولى.غيفارا، انت حاضر حيث تحضر البطولة، واتخيل وجهك اليوم مقاتلا في بيارات فلسطين او في حارات الياسمين الشامي، واميز بين الوجوه وجهك في اليمن ترفع خنجرا مرصعا بكلمات الحق. هذا انت.. ولهذا نحبك.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع