منذ اول طلقة ضد مرتزقة التكفير، صرنا نعلم ان عدد الخسائر لديهم مرتبط دوما بنوعية "تغريدات"جوقتهم الاعلامية. فإن كانت هذه التغريدات تعبر عن هستيريا او انهيارات عصبية لدواعٍ "انسانية"، فعلينا ان نستنتج حكما ان التكفيريين المسلحين قد اصيبوا بمقتل.
بناء على هذا المقياس، صرنا ننتظر ردود الفعل هذه، فهي تشير بشكل دقيق الى حجم الخسارة غير المعلنة في صفوفهم. والحق يقال، تظهر النواحي الابداعية لشخصيات اصحابها، كما وتظهر فوضى وعيهم الذي فشل حتى الآن في اسداء اي خدمة حقيقية لمشغليه، وباتوا عالة على ارباب عقولهم، واقلامهم.
خاض الجيش اللبناني البارحة عملية عسكرية شجاعة في عرسال، ويمكن اختصارها بأنها مداهمة لمعقل للتكفير مليء بالذخيرة المعدة لقتلنا، وبأشباه البشر من المفخخين الذين فجر بعضهم نفسه مسببا اصابات ببواسل الجيش تراوحت بين الخفيفة والمتوسطة. منذ الاعلان عن العملية، لم ينم اصحاب الاقلام المشبوهة. تهافتوا على كيل اللعنات للجيش الذي منع القتلة من تنفيذ جرائمهم. والمضحك في الامر، كما دائما، هو اتخاذهم للانسانية درعا تماما كما يتخذ مسلحو التكفير من الناس دروعا بشرية. للأمانة ذرفوا الكثير من الدموع في كلماتهم المطرزة بالحزن الصادق والعميق على خسائر التكفيريين، اصدقائهم الذين تربطهم معهم اواصر المصلحة والتبعية لنفس الرأس.
اذاً، اكتشفت فرقة "النواح التكفيري" ان في لبنان لاجئين سوريين. لم يسعفهم الوقت للانتباه لوجودهم قبل هذا اليوم. لم يسمعوا عنهم حين، باسم الجمعيات الانسانية، تعرض اللاجئون لأسوأ انواع التنكيل الاخلاقي والنهب المادي. لم يلحظوا يوما وجود احدهم بلا مأوى على ارصفة المدينة. فجأة، صحوا على فاجعة ان يداهم الجيش معقلا ارهابيا واتخذوا من وجع اللاجئين ذريعة للدفاع عن الارهاب. وبذلك هم يوجهون تهمة الارهابي لكل لاجىء، مدعين انهم بدوافع انسانية، تألموا لوجود ارهابيين في الحر وتألموا اكثر لاضطرار ٥ ارهابيين الى تفجير انفسهم سدى!! طبعا، بالنسبة لهم، ولدوافع انسانيتهم نفسها، يجب ان يترك الارهابي على سجيته، حفاظا على الحرية الشخصية، وان يمارس حريته بتفجير نفسه في مكان مكتظ! اجل. كان يجب على الجيش، بنظر هؤلاء، ان يساعد الارهابيين بحمل امتعتهم الى الامكنة التي يرغبون بتفجيرها. وبما انه لم يفعل ذلك، قامت دنيا المزايدة في الحرص على اللاجئين.
ماذا لو حدث ذلك في السعودية؟ كانت هذه الابواق ستشيد ببعد نظر الملك الذي اجتث الارهاب، وستلقي بنفسها على الرمال، وفي الحر، "تتمرمغ" مديحا له وثناء على ابداعاته و"مَلكَاته". تمت العملية بنجاح، وهذا اهم ما في الامر. ردود الفعل الخاصة بجوقة "حقوق الارهابي" لا تعبر الا عن امراض اصحابها في اخلاقهم وانسانيتهم، وتظهر الى اي حد بلغوا في الوقاحة بالاعلان عن بيع عقولهم لشياطين الرمال..
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع