إستقبل رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه في مقر مؤسسة المرده مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب الياس عون، بحضور الوزير السابق روني عريجي، عضو المكتب السياسي في المرده السيدة فيرا يمين، مسؤول الإعلام المحامي سليمان فرنجيه، ومديرة موقع المرده الزميلة حسنا سعاده.

والقى النقيب عون كلمة شرح فيها “الغاية من الزيارة لهذا الموقع الوطني ورغبة النقابة على التواصل مع القيادات اللبنانية على اختلافها من أجل الوقوف على آرائها من مختلف الموضوعات الوطنية وذلك في إطار إسهام النقابة في تعزيز المناخات التوافقية للعبور بالبلاد إلى شاطئ الأمان في ظل ما يواجهنا من تحديات”.

ثم تحدث فرنجيه مرحبا بمجلس النقابة ومثنيا على “دورها الوطني والمهني”.

وقال ردا على سؤال حول رأيه في الأوضاع الراهنة “كنت أود أن تكون الأوضاع أفضل في هذا العهد المسيحي، لكن ماذا يميز حتى الساعة هذا العهد عن العهد السابق؟ لا أجد هذا الفرق، وفي أي حال فإننا ندعم أي امر ايجابي ولا نعارضه، ونحن ممثلون في الحكومة وموجودون فيها ولكنني لست أرى أن الأوضاع هي على مستوى ما أمل الناس. لقد اتهموا في السابق جهات كثيرة بالصفقات، هناك أمور عديدة اليوم تعوزها الشفافية في البلاد مثل الكهرباء، خصوصا في ما يتعلق بملف المناقصات والطريقة التي أحيلت بموجبها هذه المسألة أي أن دور ادارة المناقصات هو أن تأخذ العروض وتفضها وحسب مما يعني أن هناك مناقصة مدبرة”، لافتا الى أن “هناك مشكلة اخرى ستنتج في وجود مولدات كهربائية في البر بطاقة 500 ميغاواط تباع للدولة” لافتا الى “اننا لسنا ضد الخصخصة اذا كانت هناك أسعار بشروط الدولة وليس شروط المستثمر. وأنا في كل ما يجري أستثني الرئيس عون الذي لا علاقة له بكل ما يبتعد عن الشفافية ولكن لا استثني أي احد حتى اقرب المقربين وهلم جرا والرئيس عون هو انسان جيد ولكن حتى الآن وفي ظل عهده لم يتغير شيء”.

واضاف “كنت اتمنى ان يتخذ خطوة اقتصادية جريئة ويذهب الى تغيير الفكر القديم”، لافتا الى ان “النهضة الاقتصادية تكون بزيادة الدخل القومي وليس بزيادة الضريبة بل بفتح البلد امام الاستثمارات”.

ودعا الى “سن قوانين عصرية لتسيير عجلة الإقتصاد وفتح لبنان على الإستثمارات ووضع التشريعات اللازمة وكنت أتمنى لو اتخذت خطوة جريئة على المستوى الاقتصادي ترمي الى تغيير الذهنية وتؤدي الى زيادة الدخل القومي لا الاكتفاء بالمعزوفة العامة عصر النفقات ووقف الهدر، وما تم القيام به حتى الساعة لم يغير شيئا فاذا كانوا لا يريدون إحداث تغيير حقيقي في البلاد، لن يتغير شيء”، رافضا “تعديل الطائف”معتبرا ان “العلة ليست في الدستور واذا اقتضت الأحوال وحتمت أحداث أي تغيير على المستوى الدستوري فذلك سهل اذا تم بتوافق من اللبنانيين انما دون توافق لا يجب القيام بأي تعديل”.

وقال “إن رئيس الجمهورية لا يدعوني بل يستدعيني، قلت هذا وأكرره ونحن موجودون على الساحة اللبنانية وكيف يتعاطى معنا الاخر نتعاطى معه، وقد حاولوا إلغاءنا ونحن جاهزون لكل شيء، نهادن من يهادننا ونواجه من يواجهنا ونحارب من يحاربنا، وأنا طرحي وطني ومنفتح ولا أتلطى وراء طائفتي كالبعض عندما يتم حشره، ولا أسير في المزايدات، فالشؤون الحياتية هي الأساس وعلينا إعادة بناء الطبقة الوسطى التي انهارت والتي كانت الأساس في نهضة لبنان”.

وردا على سؤال حول امكان الألتقاء مع رئيس الجمهورية من جديد وعقد جلسات مصارحة لعودة الأمور الى مجاريها قال: “انا بمسيرتي السياسية كنت ايجابيا ولكن لا أستطيع أن أكون كذلك ايجابيا مع من يكون سلبيا معي”.

واوضح ان “كل من يعتقدون انه مشروع رئيس جمهورية في المستقبل يعمدون الى محاربته ويجب ازالة هذا الهاجس كي لا تعود هناك مشكلة”، لافتا الى ان “كل ما قاله التيار الوطني الحر فعل عكسه على الارض لذلك المطلوب دائما التواضع في الخطاب”.

ودعا الى “وضع حد للفلتان الأمني الحاصل”، مشيرا الى أن “على اللبنانيين التوحد حول موضوع النزوح السوري”، مذكرا “بخلاف اللبنانيين سابقا حول موضوع المقاومة الفلسطينية، هذا الخلاف الذي كلف الوطن كثيرا من المآسي، واذا اختلفنا حول موضوع النزوح فهذا يعني أنه سيكون هناك مليون ونصف المليون مواطن وليس نازحا وهنا المشكلة، ونحن قادرون على ايجاد حل اذا اتفقنا، شئنا أم أبينا فإن الدولة السورية معنية واذا لم نتحدث معها في هذا الموضوع قد تقول أنا لن اتعاون ما يعني تثبيت المشكلة على أرضنا.

وحث على “التصرف بمسؤولية حيال هذا الموضوع”، مشيرا الى أن “الأمم المتحدة تريد توفير مصالح الغرب وان اوروبا لا تريد استقبال النازحين عندها وتريدهم معززين مكرمين حيثما هم ومصلحتنا لا تتلاقى مع مصالح الدول الغربية وخصوصا اوروبا ويجب معالجة الامور، ولا اقول الغرب لا تهمه مصلحة لبنان بل تهمه مصلحته قبلنا ومصلحتنا لا تتوافق مع مصلحة الدول الاوروبية التي تخاف من ذهاب اللاجئين اليها”.

وردا على سؤال من يعيد النازحين الى سوريا؟ اجاب “ان هذه مسؤوليتنا وعلينا التفتيش عن الوسيلة التي تؤمن ذلك والا يتحول ابقاؤهم في لبنان على طريقة لا حول ولا قوة، فاذا حصل استقرار في سوريا ولم يعد هذا النازح فهل يصبح مواطنا اجنبيا او لاجئا على ارضنا؟ وانا ارى من الان الى فترة قريبة استقرارا في سوريا بحيث يصبح بامكانهم العودة ولكن ما هي الخطة التي وضعناها من اجل ذلك؟.لم تكن هناك خطة للنزوح ولا للعودة. بعض المسؤولين سهل عملية الدخول على اعتبار ان النظام السوري سيسقط بعد ثلاثة اشهر واعدا نفسه بان تفسر مبادرته ايجابا وبالتالي يصبح بطلا انسانيا”.

وأكد أنه “لا بد من الكلام مع سوريا وبأن يكون التعاطي من حكومة الى حكومة ومن دولة الى دولة، ولا أقول أن الأمم المتحدة ليست الجهة الصحيحة للحوار معها لكن مصالحها تتضارب مع مصالحنا”.

وشكا من “عدم وجود إحصاء حقيقي عبر ملف مدروس لأعداد النازحين ولأوضاعهم الإجتماعية والأنسانية وان أحدا لا يعرف من هو الموالي أو المعارض او الذي دخل خلسة ومن يمتلك أوراقا ثبويتة ومن لا يمتلك”، وقال: “على ماذا اتفق نادر الحريري وجبران باسيل حول هذا الموضوع؟ وأنا كنت مرشحا للرئاسة اجتمعت بالرئيس الحريري أثير معي هذا الأمر وقلت أني على موقفي من العلاقة مع سوريا انما لنضع المواضيع الخلافية جانبا”.

وأضاف “كان الله في عون اللواء عباس ابراهيم في هذه المهمة لأنها لن تكون سهلة وبرأيي ان لم يتوفر الاجماع على هذه المهمة لن تكون سهلة او على الاقل قد يتبرأ احدهم من نتائجها”، داعيا الى “التعاطي مع هذا الملف بمسؤولية وطنية”.

وعن علاقته بالسيد حسن نصر الله، قال “ممتازة وعظيمة ولا تتغير”.

وعن “داعش”، قال “سقط مشروعها ولو نجح هذا المشروع كان سقط لبنان وكانت تغيرت صورته الى الأبد، داعش قطوع مر علينا وزال عنا خطر وجودي كان قد قضى علينا الى الأبد لو كسب داعش الرهان ، وهنا في لبنان زال الخطر الوجودي والآن في سوريا والعراق يندحر داعش، ولكن هل ان مسيحيي هذين البلدين سيعودون الى بلادهم؟ أرى أن ذلك كثير الصعوبة فالمسيحي الذي يذهب الى اوروبا او اميركا نادرا ما يعود وفي أي حال تمت حماية لبنان بفضل ثبات محور المقاومة وحميت معها كل المذاهب الدينية. بعد هذا الإنتصار نحن قادمون على مرحلة جيدة في المنطقة، فهل سنعرف الافادة منها؟”.

وحول تدخل حزب الله في سوريا، قال “لم يندحر داعش الا مع ذهاب حزب الله الى سوريا وهو يقاتل من أجل مشروع أبعد مما نظن فهذا قرار استراتيجي، ونحن مع هذا المحور وهو يدخل ضمن المنطقة. المشروع الآخر أيضا دولي وله رهاناته، وان الذين يعيبون على الحزب تدخله في الحرب السورية انما ينطلقون ايضا من رهانات خارجية على سقوط النظام السوري والحزب. وعندما يرى الحزب ان وجوده غير ضروري سيغادر سوريا”.

وبالنسبة الى آليات التعيينات، دعا الى “ابقاء آلية التعيينات مفتوحة لتشمل من في الملاك وخارجه لأن هناك أيضا كفاءات عالية يحتاجها لبنان موجودة خارج الملاك”.

اما بالنسبة للانتخابات النيابية، فقال “ان القانون سيغير في البلد نوعا ما، انما المشكلة ليست في القانون بل في طريقة تطبيق النظام”.

واكد انه “بعدما اطاح سواه بالخطوط الحمراء التي رسمها لنفسه في السياسة والتحالفات فانه ليس لدينا اليوم اي خطوط حمراء والأمور مفتوحة على كل الاحتمالات انما مع الثبات في قناعاتنا السياسية التي لا نحيد عنها”.

وحول لقاء مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع قال: “لا شيء حتى الان في الافق”.

المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام