السعودية تستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اتهمها مرارا برعاية الإرهاب وأعلن انه سيجبرها على دفع مليارات الدولارات ثمنا لحمايتها، وطلبا لعفوه ورضاه تدفع له مليارات نقدا، ومثلها تقسيطا، وبعضها هدايا شخصية له. فهو رجل أعمال ولا يعرف سوى المال لغة للتفاهمات والصفقات. 
وترفيهاً عن الراعي الأميركي وحرمه رقص الملك سلمان وأفراد العائلة والحاشية رقصة السيف وسحبوا ترامب ليرقص معهم فرقص وهو يضحك عليهم ومنهم.
السعودية ترجو ترامب ان يغض الطرف عن مزاعم حقوق الانسان والمرأة المحفوظة تماما في المملكة، وان يقبل توبتهم عن رعاية التطرف والإرهاب، وأن 
يعلن مثلهم ان إيران رأس الارهاب في المنطقة. 
ترامب يقبض المليارات، ويأخذ تعهدا من الملك وولي ولي عهده وبقية الامارات والمشيخات الخليجية بالكف عن تشجيع التطرف وتمويل الإرهاب، ويعلن ان إيران رأس الإرهاب ويجب مقاطعتها والعمل على تغيير نظامها. 
ما ان يدير ترامب ظهره عائدا إلى بلاده مرورا بفلسطين المحتلة حيث أكد دعمه الكلي للكيان الصهيوني، حتى تتهم السعودية وحلفها الخليجي قطر برعاية الإرهاب وتطرح عليها مطالبها الإعجازية المعروفة. 
محمد بن سلمان الذي ظن أنه اشترى ترامب بالمليارات صفقات وهدايا فوجئ بأن ترامب ناكر للجميل، فقد اكل الطعم و"عملها" على الصنارة والصياد.
لم يخذل ترامب قطر فاشترت منه الطائرات ووعدت بالمزيد ودفعت في الخفاء مليارات لإزالة الشبهة بالرشوة. وكل ما فعلته إدارة ترامب انها وقعت مع أمير قطر ميثاقا بعدم دعم الإرهاب (من الان فصاعدا طبعا).
هكذا أدرك ولي العهد والملك الشاب قريبا ان ترامب يتصرف كزعيم مافيا يأخذ الخوات عنوة إن لم تُدفع طواعية، وكلما أخذ قال: هاتوا المزيد.
السعودية قدمت نفسها لترامب على أنها زعيمة العالم المسلم" السني " وأنها تتصدى للخطر الإرهابي الشيعي المجوسي الصفوي .
وها هي السعودية توشك ان تخرج قطر لا من مجلس التعاون الخليجي فحسب بل من الملة والمذهب الوهابي أيضأ. 
لكن ما علاقة الأزمة السعودية القطرية بالصراع السني الشيعي الذي تدعي السعودية وجوده وانه أخطر على العرب من الصراع مع الكيان الإسرائيلي؟ لا بل يجب أنهاء هذا الصراع وإنشاء تحالف عربي إسرائيلي ضد العدو الفارسي.
هكذا تتوالى المغالطات على خشبة المسرح الخليجي الراهن حيث تتوالى فصول هذه الكوميديا السوداء، كوميديا أعترف أنني أتابع وقائعها وغرائبها 
بشغف كلما شعرت بالضجر فأضحك حتى يضحك لضحكي من يراني.

المصدر: شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع