شروط التلي متنوعة وحزب الله يكثِّف انتشاره العسكري في الجرود
تتصاعد وتيرة الضغوط العسكرية والنفسية على مسلحي الجرود في عرسال، بالتوازي مع نشر حزب الله المزيد من المجموعات العسكرية في المنطقة المحيطة بمراكز تجمُّع المسلحين في الجانب السوري من الحدود، واستنفار إضافي أوسع لمنع أي محاولة من جانب المسلحين للفرار باتجاه الأراضي اللبنانية.
لكن حزب الله لم يوصد الأبواب نهائياً أمام المفاوضات مع المسلحين. وبينما تردد أن مجموعات تابعة لتنظيم «داعش» ترفض التفاوض نهائياً، أشار مطّلعون إلى أنّ الموقف ليس على هذا النحو، وأنّ موقف هؤلاء سيتأثر بما يقرره قائد مسلحي «جبهة النصرة» أبو مالك التلّي، الذي لم يقفل بدوره باب التفاوض، وإن كان يتقدم كل يوم بطلبات متنوعة، يبدو هدفها شراء الوقت ليس إلا.
الجديد في التفاوض، ليس اقتصار رسائل حزب الله عبر وسطاء سوريين، سواء من وجهاء المنطقة أو بعض المسلحين، بل هذه المرة من خلال شخصيات عرسالية تربطها علاقة قوية بالمسلحين، كالشيخ مصطفى الحجيري («أبو طاقية»).
وترتكز المحاولة الأخيرة على تحمّل أبناء عرسال مسؤوليتهم في مواجهة النتائج الأليمة لأي مواجهة عسكرية. ليس فقط لكونها تدور على بعد أمتار من منازلهم، بل لسبب أهم، يتمثل بوجود العشرات من أبناء عرسال ولبنانيين من مناطق أخرى، ينتظمون حتى اللحظة ضمن تشكيلات المجموعات المسلحة.