الاخبار

معركة الجرود انطلقت

بعد طول انتظار، وتحضير امتد أسابيع، انطلقت ليل أمس عملية تحرير جرود عرسال وفليطا في السلسلة الشرقية من الجماعات الإرهابية. سنوات من الخوف والابتزاز والسيارات المفخخة والانتحاريين الذين عاثوا قتلاً ودماراً في الداخل اللبناني، ستنتهي قريباً بتحرير ما يزيد على 300 كلم مربّع من سيطرة الإرهابيين على يد المقاومة والجيش السوري، ليتسلّم الجيش اللبناني لاحقاً الحدود اللبنانية ــ السورية «خالية من الإرهاب».

لم تشأ الجماعات الإرهابية التكفيرية في جرود عرسال أن توفّر دماءها وتقبل بالخروج بتسوية من آخر بقعة محتلة على الحدود اللبنانية ـــ السورية كما فعل غيرها في الأشهر الأخيرة. ومع أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أطلق قبل نحو أسبوعين نداء «الفرصة الأخيرة» لتوفير الدماء، إلا أن المدعو أبو مالك التلّي «أمير» جماعة «جبهة النصرة» الإرهابية في جرود عرسال تعنّت وتمسّك بمطالب مستحيلة التطبيق، حاول فرضها على الدولة اللبنانية للقبول بالتسوية، ومنها خروجه مع حوالى 530 مسلّحاً وبعض العائلات في طائرات من مطار بيروت إلى تركيا، مع مبالغ مالية كبيرة.

وبعد تعثّر المفاوضات التي قادها الشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية) أول من أمس، و«التواصل التفاوضي» أمس، بدا واضحاً لدى القيادات العسكرية المعنية أن الجماعات الإرهابية لن تقبل بالخروج خالية الوفاض، فاتخذ قرار البدء بالعملية العسكرية، مع عدم إقفال باب التفاوض نهائياً.

ومنذ ساعات الصباح الأولى، أمس، تابعت الطائرات الحربية السورية غاراتها العنيفة التي بدأتها قبل نحو أسبوع على تجمّعات المسلحين، وقصفت فجر أمس مواقع للإرهابيين قرب «معبر الزمراني» وجرود بلدة فليطا وأعالي منطقة وادي عجرم في جرود عرسال. وبعد الظهر، بدأت مدفعية المقاومة بقصفٍ مركّز على مواقع «النصرة» في منطقة الكسارات في الجرود لحوالى نصف ساعة، كذلك قصف الجيش اللبناني منطقة وادي الخيل بالأسلحة الصاروخية والمدفعية المناسبة، بعد رصد مواقعه تحرّكات للجماعات المسلّحة فيها.

ويمكن القول إن القصف الجوّي والبرّي أمس يمهّد لبدء تقدّم قوات مشاة المقاومة والجيش السوري، والتي من المتوقّع أن تبدأ صباح اليوم، وكذلك زيادة منسوب الضغط على الإرهابيين الذين لم يغلقوا باب التفاوض، فيتحوّل إلى «تفاوض تحت النار».

وبحسب المعلومات التي توافرت لـ«الأخبار»، فإن الهجوم البرّي من المفترض أن يبدأ من محورين: من الشرق، أي جرود فليطا المحرّرة باتجاه الجرود المحتلة من فليطا وجرود عرسال مروراً بـ«شعبة خليفة» و«وادي العرجا»، والمحور الثاني من الجنوب بدءاً من جرود يونين باتجاه منطقة وادي الخيل والكسارات في جرود عرسال المحتلة، مروراً بتلة «ضهر صافي» التي تغطي «وادي الخيل» وتضمّ مرصداً مرتفعاً لـ«لنصرة»، وتلة «ضهر الهوى» التي تغطي «وادي الميسرة» و«حرف وادي العوينة»، الذي يضمّ غرفة عمليات لـ«النصرة».

وفي تقييم الواقع العسكري واللوجستي للجماعات الإرهابية، لا يبدو أن أمد المعركة سيطول، حتى لو تمّ الاتفاق بين «النصرة» وجماعة «داعش» على مواجهة الهجوم بالتنسق بينهما. إلّا أن ما يقلق القيادات العسكرية هو اتخاذ الجماعات الإرهابية خيار التوجّه نحو مخيّمات النازحين السوريين لتوريطها، لا سيّما القريبة من مناطق وجودهم في الجرود، خصوصاً في «الملاهي» و«وادي حميد»، التي يفصلهم عنها «حاجز العجرم» التابع لـ«النصرة» قبل «خربة عجرم» ويديره المسؤول الأمني المدعو «أبو السيد». وهذا الخيار هو ما يعمل الجيش اللبناني منذ أسابيع على التحسّب له ومنع الإرهابيين من تحقيقه، لما قد يسبّبه لاحقاً من خسائر بشرية في صفوف المدنيين ورفع منسوب الاحتقان في الداخل اللبناني مع الحملات الإعلامية المشوّهة لدور الجيش. وليس خافياً أن البعض في الداخل اللبناني يراهن على طول أمد المعركة وعلى وقوع اعتداءات ضد مخيّمات النازحين، التي تكشف المعلومات يومياً محاولات الإرهابيين توريطها، لاستثمار التحريض لاحقاً ضد الجيش والتجييش ضدّه بحجة أنه يعتدي على المدنيين العزّل، فيما لا توفّر الجماعات الإرهابية فرصة لتوريط تلك المخيّمات. وفي آخر المعلومات، علمت «الأخبار» أن الموقوفَين اللذين أوقفهما الجيش أول من أمس، وهما عبد المالك كنعان (ملقبّ بأبو أنس جامع) وخضر الأطرش، اعترفا بأنهما كانا يعملان على رصد تحرّكات الجيش في عرسال وإعطاء إحداثيات عن مواقع عسكرية لإرهابيين بغية تنفيذ اعتداءات على مواقع الجيش تنطلق من مخيّمات النازحين، لإحداث فتنة بين الجيش والمدنيين. واعترف الموقوفان بأنهما سلّما ثلاثة أحزمة ناسفة لإرهابيين يختبئون داخل مخيّمين بغية تفجير أنفسهم بالجيش.

وبدا واضحاً أمس عمل فاعليات عرسال وبلديتها وبعض قادة المخيّمات على نزع فتيل أيّ توتّر قد ينتج من تطوّرات العملية العسكرية، والتأكيد على أن المخيمات لن تكون منطلقاً لعمليات إرهابية، وأن النازحين يحرصون على الأمن اللبناني وعلى علاقات المصاهرة والأخوة التي تربطهم بأهالي عرسال.

البناء

فلسطين تستعدّ ليوم المنازلة الكبرى دفاعاً عن الأقصى… وغياب عربي إسلامي 
مفاوضات وحرب الجرود: حزب الله يتقدّم… وتغطية جوية سورية… وطلب مهلة للفجر
إقرار التشكيلات الدبلوماسية… وعون يحذّر من التحريض العنصري ضدّ النازحين السوريين

معركتان كبيرتان مع منتصف الليل تدخلان العدّ التنازلي سترسمان مشهداً إقليمياً جديداً، فمعركة حياة وموت جبهة النصرة تُخاض في جرود عرسال بعدما كانت الوساطات خلال الأيام الماضية لحلّ تفاوضي ينتهي بانسحاب مسلحي جبهة النصرة قد وصلت إلى طريق مسدود، واندلعت المعارك على التلال التي تقدّمت نحوها وحدات النخبة في حزب الله خلال ساعات الليل الأولى من دون اضطرارها لخوض مواجهات تذكر، في ظلال قصف صاروخي ومدفعي نوعي مركّز وكثيف، بينما كان الطيران الحربي السوري يغطّي أجواء المنطقة ليلاً وينفّذ غارات متواصلة على خطوط إمداد النصرة في الأودية والتلال في جرود فليطة ووادي العويني ووقعت تلال الكسارات والتلال 11 و 12 وموقعَي الضليل والبركان بيد مقاتلي حزب الله، بينما كانت مدفعية الجيش اللبناني بمختلف عيارات مدافعها تستهدف مواقع وآليات النصرة في الجرود، وفي منتصف الليل بعدما تمّت السيطرة على تلال عديدة من الجهة السورية وبدأ المسلحون بالانسحاب من التلال المقابلة لمواقع حزب الله، وتحت ضغط القصف الكثيف والمركز طلب الوسطاء مهلة جديدة. وقالت مصادر متابعة إنّ المهلة تنتهي فجراً، وإنّ الأمور وصلت إلى لحظة الحسم، فإما حلّ شامل يولد صباحاً وإما معركة مفتوحة تنتهي بإنهاء الوجود المسلح كله لداعش والنصرة في الجرود.

المعركة الثانية في القدس وعلى مساحة فلسطين كلها، حيث يوم النفير الفلسطيني لحماية الأقصى بمشاركة شعبية شاملة وإعلان الفصائل السياسية والمقاومة للتعبئة العامة والاستنفار واستعداد قوى المقاومة لموقف تصعيدي نوعيّ، دعماً للمواجهة الشعبية التي استعدّ لها الاحتلال بحشد كتائب من الجيش لمساندة وحدات الشرطة بينما قام المستوطنون بتحشيد وتهيئة جماعاتهم لمشاركة الشرطة والجيش في مواجهات اليوم، بعدما سقطت الرهانات على مساعٍ أميركية لنزع بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى رفض الفلسطينيون العبور من خلالها إلى مسجدهم.

فيما يأمل الفلسطينيون من وقفتهم التاريخية فتح باب مواجهة تنتهي بإسقاط محاولة الاحتلال تهويد القدس وفتح الطريق لسيادة فلسطينية على المقدسات تتسع لتشمل القدس لاحقاً، ويعرفون أنّ دون ذلك تضحيات جساماً في ظلّ غياب عربي إسلامي مريب ومشبوه بالتواطؤ والتخلّي، يأمل اللبنانيون والسوريون من الانتصار في معركة جرود السلسلة الشرقية الحدودية بين الدولتين إطلاق إشارة الخلاص من التهديد الأمني لهما ولعاصمتيهما اللتين كانت تصلهما السيارات المفخخة من مصانع أقامتها النصرة وداعش في الجرود، كما يأملون بنهاية إرباك أمن الدولتين مثلته سيطرة الجماعات الإرهابية على هذه المنطقة الحدودية الحساسة، للبدء بمناقشة هادئة لقضية النازحين السوريين.

في ملف النازحين، كان لرئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون كلمة افتتاحية في اجتماع الحكومة خصّصه للتحذير من خطورة الكلام التحريضي العنصري بحق النازحين السوريين. وهي الجلسة التي شهدت إقرار التشكيلات الدبلوماسية بصورة توافقية بين الرؤساء الثلاثة، ظهرت من مواقف الوزراء.

فشل وساطة الحجيري مع «التلي»

تعيش الجرود الحدودية اللبنانية السورية منذ أسبوعين سباقاً محموماً بين المعركة العسكرية والتسوية السلمية التي تراجعت حظوظها ليل أمس، بعد الشروط التعجيزية التي وضعها زعيم جبهة النصرة في القلمون أبو مالك التلي لانسحابه وعناصره الى داخل الأراضي السورية.

وتصاعدت في الساعات الأخيرة وتيرة الضغوط العسكرية والنفسية على مسلحي الجرود في عرسال، وسط انتشار كثيف لـ«وحدات النخبة» في حزب الله في المنطقة المحيطة بمراكز ومواقع تجمُّع المسلحين من «النصرة» و«داعش» في المقلب الغربي والشرقي من الجرود في الجانب السوري، ومنعاً لأي محاولة فرار من جانب المسلحين باتجاه الأراضي اللبنانية، مع سقوط عملية التفاوض التي تقدمت خلال اليومين الماضيين مع عودة الشيخ مصطفى الحجيري «أبو طاقية» إلى الواجهة.

وبدأت عملية التفاوض عصر الأربعاء الماضي عندما ذهب «أبو طاقية» إلى جرود عرسال والتقى بزعيم النصرة «التلي» في أحد مراكزه العسكرية «لإيجاد تسوية وتجنيب المنطقة إراقة الدماء»، لكن المعطيات من داخل عرسال تحدّثت عن «فشل الوساطة» وأن الحجيري التقى التلي بـ«إيعاز وتكليف من شخصية سياسية لبنانية مرموقة».

رسالة المسلحين إلى «الجولاني»

وأشارت مصادر ميدانية لـ«البناء» الى أن «التلي ليس مفاوضاً جدياً ويتحدّث عن مطالب أشبه بالتعجيزية ولا يمكن تنفيذها». ولفتت الى أن «التلي يعيش في حيرة من أمره بين خيارين: أخذ أمواله وعتاده الثقيل وقليل من معاونيه ومرافقيه الى سورية، وبين طلبه أن يسحب حزب الله قواته من الجرود اللبنانية مقابل انسحاب التلي إلى سورية». ونقل مقربون من «أبو طاقية» «بأن صراعاً كبيراً لا يزال قائماً بين التلي ومسلحي النصرة حول الخروج من الجرود من دون أي معركة، بسبب رفض أبو مالك والحلقة الضيقة منه الخروج من دون العتاد والمال الى ادلب خوفاً من قتلهم هناك»، مطالبين بالدخول الى «الحدود التركية ومساندة مموّلهم القطري والتركي لإنشاء منطقة خاصة بهم»، مع تأكيد «أبو طاقية»، «استمراره بعملية التفاوض حتى وإن دخل الوضع ميدان الحرب».

وكانت لافتة الرسالة التي وجّهها المسلحين من هيئة تحرير الشام الى أمير جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، يتحدثون فيها عن صفقة يحاول «أبو مالك التلي تمريرها على حساب دمنا ودم أهلنا النازحين»، بحسب تعبيرهم. وتقضي الصفقة بـ«خروجه الى مطار بيروت فتركيا مع أمواله التي كانت ثمناً لصفقة تسليم راهبات معلولا». وأشاروا فيها الى أن «المعركة في الجرود باتت انتحاراً وطالب المسلحون الجولاني بإقناعه على الخروج نحو إدلب».

وتؤكد مصادر ميدانية لـ«البناء»، «وجود خلاف حاد بين المسلحين لاسيما داعش والنصرة، رغم الهدنة الأخيرة وتوحيد الجهود»، الا أن مواقع داعش باتت «مكمن القتل» في جرود النعيمات، بعد أن أصبح الإرهابيون من النصرة في جرود عرسال الرئة الوحيدة التي تغذّيهم بالمؤونة والمواد الطبية ومستلزمات القتال». وأشارت المصادر الى حالة التخبّط والخوف والانهيار النفسي والمعنوي في صفوف المسلحين مقابل رصد الاستعدادات الضخمة لحزب الله في معركة الجرود التي لن تسمح بفتح أي ممرات للمسلحين».

«أبو طاقية» التقى أبو مالك ثانية

وعاد أبو طاقية عصر أمس، والتقى التلي في محاولة «لإقناعه والتوصل الى تسوية وخفض سقف مطالبه، إلا أن التلي أصرّ على مطلبه الاساسي وهو انسحاب حزب الله من القلمون الغربي مقابل انسحابه مع المجموعة الضيقة منه وترك باقي عناصر النصرة تلاقي مصيرها».

ونقل رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري عن «ابو طاقية» قوله لـ«البناء»، «إن مساعي التسوية التي يقوم بها «أبو طاقية» مع التلي مخاضها عسير وصعب ومعقد لجهة سقف مطالب التلي المرتفع، لكن همنا أن ننأى بالأراضي اللبنانية عن المعارك والحروب وحقن الدماء، فنحن العراسلة متضررون من المسلحين». وتخوف الحجيري «أن تكون خلف مطالب التلي جهات أخرى تريد توريط التلي فيها لتعقيد الأمور ما يضعنا أمام العمل العسكري المحتوم».

وكثّف سلاح الجو السوري غاراته مساء أمس على جرود فليطة مستهدفاً مواقع النصرة في جرود فليطة عند الحدود في القلمون الغربي، تزامناً مع دخول الوحدات الصاروخية ومدفعية الميدان الثقيلة التابعة لحزب الله واستهدفت مراكز ومواقع وتجمعات النصرة ـ فتح الشام في وادي الخيل وعقبة نوح والكسارات إلى الجنوب الشرقي من بلدة عرسال».

وفي وقتٍ متأخر من ليل أمس، دارت اشتباكات بين الجيش السوري وحلفائه والنصرة عند نقطة ضليل الحاج علي وجبل البركان في جرود فليطة وأخرى في جرود الجراجير عند نقطة وادي الحاج محسن وكوع السبع لفات، ما يعني أن المعركة البرية قد بدأت عملياً. وقد تمكّنت وحدات حزب الله البرية تحت إسناد ناري ومدفعي كثيف من تحرير موقعي ضليل الحاج علي وجبل البركان في جرود فليطة من المسلحين، كما قصفت المدفعية المقرّ الرئيسي للتلي في وادي الخيل.

مجلس الوزراء أقرّ التشكيلات الدبلوماسية

وحضرت التطورات الميدانية على الحدود وأزمة النازحين على طاولة مجلس الوزراء، فوجّه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحية الى الجيش اللبناني على نجاحه في المهمات الصعبة والدقيقة التي يقوم بها للمحافظة على الاستقرار والأمن في البلاد وحماية الحدود من الإرهابيين، داعياً الى وقف الحملات التي يتعرّض لها، ومديناً في الوقت نفسه استغلال ورقة النازحين السوريين لمحاولة النيل من الاستقرار الأمني وإثارة المشاكل.

ودعا الى «وقف كل حملات التحريض ضد النازحين السوريين»، مشدّداً على «ضرورة التمييز بين الذين يرتكبون أعمالاً مخلّة بالأمن، وهؤلاء تتولى الأجهزة الامنية ملاحقتهم، والنازحين الآمنين الذين ينتظرون عودة الهدوء الى وطنهم للعودة اليه».

وعلمت «البناء» أن رئيس الجمهورية لم يكلّف حتى الآن أي موفد رئاسي إلى سورية للتواصل مع الحكومة السورية لعودة النازحين الى بلدهم، وكلف الرئيس عون، بحسب ما علمت «البناء» أيضاً وزير مكافحة الفساد نقولا تويني، «إعداد كتاب الى ممثل الأمم المتحدة في لبنان يطلب فيه كشف حساب بعد أن أعلنت الأمم المتحدة عن انخفاض مداخيلها وعدم قدرتها على توفير الخدمات الأساسية للنازحين السوريين في لبنان».

وبعد إنجاز سلسلة الرتب والرواتب في المجلس النيابي، عبر التوافق السياسي الى مجلس الوزراء، حيث أقرّ في جلسته التي عقدت أمس في بعبدا، الترفيعات والمناقلات الديبلوماسية بعد سنوات على تجميدها. وتم تعيينَ السفير هاني شميطلي أميناً عاماً لوزارة الخارجية وغدي خوري مديراً للشؤون السياسية في الوزارة والسفير كنج الحجل مديراً للشؤون الإدارية والمالية.

وسجل اعتراض من وزراء القوات اللبنانية على شكل طرح الملف لناحية عدم كفاية الوقت لدرس التعيينات المقترحة، وأشارت مصادر وزارية لـ«البناء» الى أن «ملف التشكيلات الدبلوماسية تم بتوافق مسبق بين جميع مكوّنات الحكومة لا سيما بين الرؤساء الثلاثة في إطار التفاهم السياسي والوطني المتمثل بلقاء بعبدا وبنود الوثيقة التي خرج بها. وشهدت الجلسة سجالاً بين وزير الأشغال يوسف فنيانوس ووزير الخارجية جبران باسيل، بعد اعتراض فنيانوس على طرح أسماء المعيّنين في المواقع الدبلوماسية من دون عرضها مسبقاً على الوزراء للاطلاع عليه.

واعتبر الوزير باسيل أن ما حصل هو «إنجاز دبلوماسي كبير للبنان لأول مرة منذ سنوات طويلة: ترفيعات، مناقلات، ملء كل الشواغر، تعيين ملحقين اقتصاديين وثقافيين، تحسين الرواتب»، بينما قال الوزير علي حسن خليل إن «التشكيلات الدبلوماسية إنجاز ونحن راضون عنها، والوزير زعيتر هو من طلب إرجاء البت بموضوع غلوريا أبو زيد لأسبوعين». وأشار وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي الى «أننا اعترضنا على شكل التعيينات وليس على الأشخاص، لأنه تمّ طرح الأسماء خلال الجلسة». أما وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل فأعلن أن «مجلس الوزراء وافق اليوم على تسمية استشاري دولي لمعاونة الوزارة بمناقصة إشراك القطاع الخاص بإنتاج الكهرباء».

وشملت التشكيلات أيضاً 74 سفارة حول العالم، حيث تمّ تعيين السفراء ميرا ضاهر في روما وغابي عيسى في واشنطن ورامي عدوان في باريس وشوقي بو نصار في موسكو ورامي مرتضى في لندن. كما عُين السفيران أمل مدللي في الأمم المتحدة وسحر بعاصيري في الأونيسكو.. وسيُصار عملاً بالأعراف، الى اعلان اسماء السفراء تباعاً في بيانات ستصدر عن وزارة الخارجية بعد موافقة الدول على اسماء السفراء المرشحين.

إرجاء تعيين مدير عام «الزراعة»

وأرجأ مجلس الوزراء البتّ في موضوع تعيين المدير العام التعاونيات في وزارة الزراعة أسبوعين، وأشارت المعلومات الى مشاورات حصلت على هامش الجلسة بين وزراء الزراعة والاشغال والمال أدت الى طلب زعيتر إرجاء طرح ملف أبو زيد. بينما أفادت مصادر «البناء» أن «الرئيس ميشال عون طلب تأجيل ملف غلوريا أبي زيد والتي رفضت العودة الى المنصب نفسه في الوزارة، أو تعيينها مديراً عاماً، وتمّ إرجاء البحث في هذا الملف الى الجلسة المقبلة».

وإذ ذكّر رئيس الجمهورية بموقفه من إقرار مجلس النواب لسلسلة الرتب والرواتب، فإنه أشار إلى أنه كان يتمنّى لو كانت الموازنة أقرّت قبل السلسلة لتحديد إيرادات الدولة وأبواب الإنفاق. وطمأنت مصادر وزارية معنية الى أن إقرار السلسلة لن يؤدي الى تضخم في أسعار السلع الأساسية، مشيرة لـ«البناء» الى أن لا داعي للقلق لدى المواطنين إزاء هذا الأمر، لأن الحكومة والوزارات المعنية والأجهزة الرقابية ستتخذ الإجراءات اللازمة لضبط الأسعار وفرض غرامات على مَن يخالف القوانين»، موضحة أن «أموال السلسلة ستحدث حركة تجارية يحتاجها السوق لتحريك العجلة الاقتصادية».

واعتبر وزير المال أن «إنجاز السلسلة قد أرسى قواعد جديدة في تأمين واردات الدولة عندما أصاب طبقة كانت تعتبر نفسها محصّنة عن تحمل مسؤولياتها في حماية الوضع المالي والاقتصادي، وأرسى فوائد ضريبية جديدة تطال الشركات الكبرى وشركات الأموال والمصارف لما يؤمن واردات تحفظ التوازن المطلوب للدولة والوطن». ودعا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى التنبه لحملات التحريض التي استهدفت النازحين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أنها «تنعكس سلباً على الاستقرار العام في البلاد». ولفت الى أن موضوع مساعدة النازحين سيكون من ضمن المواضيع التي سيبحثها مع المسؤولين الأميركيين خلال زيارته للولايات المتحدة الاميركية، وذلك بهدف معرفة ما سيؤول اليه الوضع في سورية». وسبقت الجلسة خلوة بين عون والحريري، تم خلالها تداول المواضيع المدرجة على جدول الاعمال.

وأشارت كتلة الوفاء للمقاومة خلال اجتماعها الأسبوعي الى أنها بذلت مع حلفائها من الكتل جهوداً مضنية ودؤوبة لانتزاع المكاسب المشروعة لأصحابها وعارضت بشدة إقرار زيادة الضريبة على القيمة المضافة وزيادة الضرائب والرسوم التي تطال ذوي الدخل المحدود، وهي ستواصل سعيها للوصول إلى تحقيق المستوى المقبول من التوازن الاجتماعي والاقتصادي بين مختلف فئات المواطنين لينهض اقتصاد البلاد وينمو بمشاركة فاعلة من الجميع».

اللواء

طلائع معركة الجرود على وقع دعوات أميركية ودولية لنزع سلاح حزب الله
6 سفيرات في العواصم الكبرى والفاعلة.. وانتفاضة القضاء ضد السلسلة تتصاعد

خطفت المعلومات التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي عن بدء العملية العسكرية في جرود عرسال الأنظار ليلاً، على وقع تحذيرات أميركية جاءت على لسان السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هالي من ان حزب الله يُعزّز ترسانته من الأسلحة، مطالبة بعد لقاء مبعوثة الأمم المتحدة إلى لبنان سيغريد كاغ، عشية اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة إحاطة حول القرار 1701 وبعثة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية (اليونيفل) العاملة في جنوب لبنان، بأن يولى المجتمع الدولي سلاح الحرب الاهتمام، والضغط عليه لنزع هذا السلاح، لمنع التصعيد في التوترات الإقليمية، والكف عن السلوك المزعزع للاستقرار وبخاصة تجاه إسرائيل. وفي الإطار نفسه، شدّد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس على «ضرورة نزع سلاح «حزب الله» في لبنان، والعمل على الحفاظ على الزخم السياسي الإيجابي الذي تحقق مؤخراً لتعزيز قدرة البلد على مواجهة التحديات.

التعيينات الدبلوماسية

سياسياً، مثلما كان متوقعاً، أنجز مجلس الوزراء «صفقة» التعيينات الدبلوماسية، مستنداً إلى توافق القوى السياسية على الأسماء التي شملتها، وتم بموجبها ملء المراكز الشاغرة في 74 سفارة، لا سيما في عواصم القرار الدولي والامانة العامة للخارجية التي اسندت للسفير هاني إبراهيم شميطلي، لكن الصفقة لم تمر من دون اعتراض من وزراء «القوات» و«المردة» رغم ان «حصتهم» كانت ملحوظة في التعيينات أو المناقلات، غير ان الاعتراض كان على الشكل وليس على الأسماء، لأنهم لم يطلعوا عليها مسبقاً، بحسب النظام الداخلي لمجلس الوزراء، ولا سيما بالنسبة للسفراء الذين عينوا من خارج الملاك.

وأوضحت مصادر وزارية، ان الجلسة بشكل عام كانت هادئة، باستثناء تسجيل نوع من التلاسن بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الاشغال يوسف فنيانوس الذي اعترض على قراءة الأسماء في الصحف قبل الاطلاع عليها في مجلس الوزراء، وكذلك بين باسيل والوزير «القواتي» بيار بو عاصي الذي شدّد على ضرورة العودة لآلية التعيينات المعتمدة في كل شيء، فرد عليه باسيل معاتباً: «منيح أنو طالعلكن حدن»، في إشارة إلى معرفته بأحد الأسماء المرشحة للتعيين.

ونصت التشكيلات الدبلوماسية على تعيين السفراء هاني شميطلي أميناً عاماً لوزارة الخارجية وغدي خوري مديراً للشؤون السياسية وكنج الحجل مديراً للشؤون الإدارية والمالية، كما شملت تعيين 7 سفراء من خارج الملاك، وهم: ترايسي داني شمعون في الأردن، فوزي كبارة في المملكة العربية السعودية، سحر بعاصيري في الأونيسكو، رامي عدوان في باريس، غابي عيسى في واشنطن، محمّد محمود حسن في الجزائر وفؤاد دندن في الإمارات.

وعلم ان «تخريجة» تعيين عدوان الذي كان يعمل مديراً لمكتب باسيل جرت بعد ان كان الأخير قدم استقالته من ملاك السلك الدبلوماسي قبل أيام لعدم إمكانية ترفيعه من الفئة الثالثة إلى الفئة الأولى، فعين من خارج الملاك.

كما شملت التشكيلات مناقلات بين 58 سفيراً في الخارج، فيما عاد 12 سفيراً من الخارج إلى الداخل، بينهم 8 إلى الإدارة المركزية، واحيل السفير نواف سلام الذي يرأس بعثة لبنان في الأمم المتحدة إلى التقاعد وحلت مكانه السفيرة امال مدللي التي اعتبرت من حصة تيّار «المستقبل» إلى جانب بعاصيري وفوزي كبارة، وبقي السفير شوقي بو نصار في موسكو من حصة النائب وليد جنبلاط، في حين تمثلت حصة الرئيس برّي بنقل ابنته فرح من دمشق إلى الإدارة المركزية، مع انعام عسيران وحسن سعد ونقل رامي مرتضى إلى لندن.

ولاحظ أحد الوزراء ان حصة السيدات كانت واضحة، من ضمن «الكوتا» متفق عليها وهي شملت السفيرات: شمعون وبعاصيري وآمال مدللي، وميرا ضاهر وهالة كيروز وعبير طه.

إلى جانب موضوع التعيينات الدبلوماسية، علم ان مجلس الوزراء عين العميد الياس خوري مديراً عاماً للأحوال الشخصية في وزارة الداخلية، بناء لاقتراح الوزير نهاد المشنوق، خلفاً للسيدة سوزان الخوري حنا التي وضعت بتصرف رئيس الحكومة.

أزمة النازحين

وكانت الجلسة استهلت بمداخلة من الرئيس عون الذي اطلع الوزراء على كتاب ورده من المنسق المقيم والإنساني للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني، أشار فيه إلى وجود مؤشرات على انخفاض مساهمات الدول في خطة مساعدة النازحين، وأن مساهمات العام 2017 هي أقل من مساهمات العام 2016، مع غياب الرؤية الواضحة للعام 2018. وفتح تلاوة هذا الكتاب الباب امام نقاش بين الوزراء، طاولت في بعض جوانبها حملات التحريض ضد النازحين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الحملات التي يتعرّض لها الجيش.

فدعا الرئيس الحريري إلى التنبه من هذه الحملات، مؤكداً انها تنعكس سلباً على الاستقرار العام في البلاد، مشيراً إلى ان موضوع مساعدة النازحين سيكون من ضمن المواضيع التي سيبحثها مع المسؤولين الأميركيين خلال زيارته إلى واشنطن التي تبدأ اليوم، وذلك بهدف معرفة ما سيؤول إليه الوضع في سوريا، والذي نأمل ان ينتهي بأسرع وقت ممكن، لا سيما وأن النازحين يريدون العودة إلى بلادهم اليوم قبل الغد، ونتمنى ان يتحقق لهم ذلك وتسمح لهم الأمم المتحدة بالعودة الآمنة إلى أراضيهم.

وأعلن وزير الإعلام ملحم رياشي في المقررات الرسمية ان المجلس دعا إلى وقف كل حملات التحريض ضد النازحين السوريين، مشدداً على ضرورة التمييز بين الذين يرتكبون اعمالاً مخلة بالأمن وهؤلاء تتولى الأجهزة الأمنية ملاحقتهم، والنازحين الآمنين الذين ينتظرون عودة الهدوء إلى وطنهم للعودة إليه.

تداعيات الجلسة

في هذا الوقت، بقيت تداعيات إقرار سلسلة الرتب والرواتب مع الضرائب التي تمّ فرضها لإيجاد مصادر تمويلها، في صدارة الاهتمام الرسمي والهموم الشعبية، لا سيما بعد ان ظهرت أولى تداعياتها بارتفاع أسعار السلع المعيشية، والتلويح بزيادات في أقساط المدارس، وتضامن القضاة الشرعيين مع القضاة العاديين في إعلان التوقف عن العمل، حتى يتم تصحيح أوضاعهم.

وفيما التزم القطاع المصرفي بالصمت، واصل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل حملته على السلسلة ومعارضته للضرائب الجائرة على الطبقات الشعبية، طالباً من الرئيس عون رد قانون الضرائب الى المجلس النيابي لاعادة درسه، وتلويحه بتقديم طعن بالقانون امام المجلس الدستوري، معترفاً بأنه من الصعوبة ايجاد خمسة نواب آخرين للانضمام الى نواب الكتائب الخمسة لتأمين المخرج القانوني لتقديم الطعن، مع ان النائب خالد الضاهر اعلن استعداده للانضمام الى النواب الراغبين بالطعن في القانون.

واشار الجميل الى ان كل الضرائب التي اقرت بحسب دراسات الجامعة اللبنانية تفيد بأن القدرة الشرائية للمواطن ستنخفض بين 10 و20 في المائة، وان مائة الف لبناني سينزلون تحت خط الفقر بسبب الضرائب وT,VA,، معرباً عن خوفه من ان يكون هدف الضرائب تعبئة الخزينة من اجل الحملة الانتخابية للسلطة، وقال اذا كان ارئيس عون مقتنعاً بما قاله في الاعلام من انه كان يفضل اقرار الموازنة قبل السلطة، فيجب رد القانون.

في المقابل، انبرى الرئيس بري الدفاع عن السلسلة، معتبرا انها «الانجاز الاهم الذي يشهده لبنان منذ سنوات طويلة»، مؤكدا انها «لا تطال الفئات الشعبية خلافاً لما تروجه بعض «الحيتان» التي تحركت للتشويش على هذا الانجاز». وابلغ الرئيس بري زواره امس، انه «لن يتأثر بما يقال، لان المهم ان السلطة انجزت»، لكنه دعا الحكومة الى القيام بمهمتها الكبرى، وهي منع مسارب الهدر ووقف الفساد، مشيرا الى اننا «بحاجة الى ما يشبه حالة طوارئ للانقاذ المالي والاقتصادي». وكان بري اكد في بيان وزعته مكتبه صباحا ان «حيتان المال تتحرك في بحر لبنان الهادي»، وقال: «فتش عن الذين يريدون الغنم ولا يقبلونه حتى بالمساهمة في الغرم، كي لا يكون دولة بين الاغنياء، السلسلة ربح ليس فقط للناس بل لخزينة الدولة».

ولم يغب موضوع السلسلة عن اجتماع مجلس الوزراء، ولا عن اجتماعات الكتل النيابية، لا سيما كتلتي المستقبل والوفاء للمقاومة، ولا ايضا عن الوزراء، وفيما اشار الرئيس عون الى انه كان يتمنى لو كانت الموازنة اقرت قبل السلسلة لتحديد ايرادات الدولة وابواب الانفاق، داعيا الى تحسين الايرادات المالية للدولة حتى لا تزداد الديون وتضعف امكاناتها المادية، اعتبر الرئيس الحريري ان اقرار السلسلة «انجاز» للعهد وللحكومة ولمجلس النواب، معربا عن امله في ان ينتهي درس الموازنة في لجنة المال والموازنة النيابية خلال الاسبوعين المقبلين، بحيث يعمد المجلس الى درسها واقرارها خلال الاسابيع القليلة المقبلة.

تصعيد قضائي

في التحركات ، لبى الجسم القضائي دعوة مجلس القضاء الاعلى القضاة العدليين للاعتكاف الى حين اجراء المعالجة التشريعية في خصوص ما ورد في قانون سلسلة الرتب والرواتب. واعلن مجلس القضاء الشرعي الاعلى تضامنه واعتكاف قضاته في المحاكم الشرعية السنية والجعفرية في مكاتبهم تضامناً مع زملائهم، وكذلك فعل قضاة الموحدين الدروز. وعلم ان مجلس القضاء، طلب مواعيد من الرؤساء الثلاثة لشرح الموقف ومطالبتهم بالتدخل لاصلاح الخلل.

بدوره، لفت مجلس الجامعة اللبنانية الى انه «بعد الاطلاع على بعض البنود الواردة في مشروع سلسلة الرتب والرواتب المقر في الجلسة التشريعية في 19/7/2017، والذي ينال من الحقوق المكتسبة للهيئة التعليمية الخاصة بالامن الصحي والتقديمات الاجتماعية للاساتذة، ونعني بها وبشكل خاص وضع نظام موحد لهذه التقديمات نؤكد ان كل ما يناله الاستاذ الجامعي من ضمانات وتقديمات اجتماعية حقوق مكتسبة لا يمكن او يسمح المساس بها»، ونبه المجلس الى ان «التعرض للاستقرار الاجتماعي للاستاذ الجامعي سينعكس، بلا ريب، على دوره وعلى دور الجامعة الأكاديمي والوطني»، مؤكدا «موقف رابطة الاساتذة المتفرغين ودعم الخطوات التي قررتها وستقررها باعتبارها الهيئة النقابية الوحيدة الناطقة باسم الاساتذة».

معركة الجرود

في هذا الوقت، ووسط تأكيد من المكتب السياسي لتيار «المستقبل» لتوفير مظلة امان حول عرسال، وبأنها في حمى الدولة ومؤسساتها الشرعية، استنادا الى مواقف الرئيس الحريري وقائد الجيش وردت مساء امس، معلومات عن بدء حزب الله لمعركة الجرود في عملية اطلق عليها «عملية الحاج علاء البوسنة» (الحاج حسن حمادة) الذي شيعه الحزب قبل أيام. وتم التداول على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً بالصوت للامين العام للحزب السيد حسن نصر الله يقول فيه: «بنداء يا صاحب الزمان تبدأ عملية تحرير عرسال وجرودها من الجماعات التكفيرية الارهابية».

لكن الاعلام الحربي نفى في وقت لاحق صحة هذا النداء الذي أرفق بورود معلومات عن ان مقاتلي حزب الله يشتبكون مع عناصر من جبهة النصرة في منطقة تل البركان على الحدود اللبنانية السورية، من جهة القلمون الغربي، تزامنت مع غارات شنها الطيران السوري على مواقع للمسلحين في جرود عرسال، في وقت استهدفت مدفعية الحزب هذه المواقع بقصف مركز، ثم اعلن ليلا عن تحرير وادي الحاج محسن وكوع السبع لفات في جرود الجراحير والسيطرة كذلك على ستة مواقع كما افيد عن قصف مراكز المسلحين في وادي الخيل المقر الرئيسي لزعيم جبهة النصرة في القلمون ابو مالك التلي، بما يؤشر الى توقف المفاوضات التي كانت تجري معه للاستسلام او مغادرة المكان.

ونقلت قناة «الميادين» عن مصدر امني رفيع قوله ان الجيش اللبناني في اعلى درجات الجهوزية والاستعداد للدفاع عن الحدود وعن عرسال، كما ذكرت قناة «الجديد» ان حزب الله سيطر على جبل الشليل (او الضليل) في جرود الجبهة السورية. وأورد موقع الضاحية الجنوبية الالكتروني منتصف الليل، ان حزب الله سيطر على تلة البرج وتلة العلم في جرود فليطا في القلمون الغربي، بعد انسحاب جبهة «النصرة» من دون اي مواجهة.

في نيويورك، شدد الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس في تقرير وجهه إلى مجلس الأمن الدولي على «ضرورة نزع سلاح حزب الله والعمل على الحفاظ على الزخم السياسي الإيجابي الذي تحقق مؤخرا لتعزيز قدرة لبنان على مواجهة التحديات التي تنتظره».

وأكد غوتيريس أن «استقرار لبنان هو منفعة عامة إقليمية»، متعهداً بـ»أن تواصل الأمم المتحدة جهودها في إعطاء الأولوية للوقاية في لبنان بما في ذلك تنفيذ الإطار الاستراتيجي للأمم المتحدة الخاص بلبنان للفترة من 2017-2020». ورحب بـ»الاتفاق على إطار انتخابي جديد» معرباً عن أمله في «أن يمهد هذا الإنجاز الطريق لمزيد من الانتعاش السياسي والاقتصادي والاستقرار العام في لبنان. كما شدد على «أهمية استمرار كل من لبنان وإسرائيل بالتزاماتهم بقرار مجلس الأمن 1701» . وأعرب عن «قلق الأمم المتحدة إزاء استمرار وجود أسلحة غير مأذون بها في المنطقة الواقعة بين نهر الليطاني والخط الأزرق» معتبرا أن «هذا الوضع بمثابة خرق للقرار 1701 مبدياً عن قلقه من الجولات الإعلامية التي نظمها «حزب الله» في المنطقة ». وناشد غوتيريس رئيس الجمهورية ميشال عون إلى «العمل على استئناف الحوار الوطني في لبنان بهدف التوصل إلى استراتيجية للدفاع الوطني»، معتبراً أنه «سيسهم في معالجة مسألة الأسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة اللبنانية».