تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 22-07-2017 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها العملية التي بدأتها المقاومة لتحرير جرود عرسال وفليطا في السلسلة الشرقية من الجماعات الإرهابية..

الأخبار 
المقاومة تكسر خط دفاع «النصرة»
صحيفة الاخبارتناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “انطلقت فجر أمس معركة تحرير جرود عرسال. وشهدت أولى مراحل المعركة مواجهات عنيفة حققت فيها المقاومة تقدماً وسيطرت على عدد من المواقع المهمة، وكسرت خط الدفاع الاول لدى مسلحي «جبهة النصرة». كذلك اتخذ الجيش اللبناني إجراءات هدفها صدّ أي محاولة للتسلل في اتجاه مواقع له على تخوم عرسال، ولمنع تسرّب مسلحين إلى البلدة، وحماية أهلها والنازحين إليها
لم يشكّل انطلاق عملية تحرير جرود عرسال مفاجأة لأحد. فالعملية معلن عنها، ولم تكن «تُطبخ سراّ». لكن مفاجأة المسلحين كانت في المكان الذي انطلقت منه.
لم تبدأ المقاومة هجومها من المناطق التي يحتلها مسلحو «داعش»، بل اختارت مناطق انتشار جبهة النصرة، وتحديداً، المواقع الأصعب في مساحات انتشار الإرهابيين، وبدأت هجومها من محورين: شرقاً، من جرود فليطا السورية، وجنوباً، من جرود عرسال المتصلة بجرود نحلة. وفي اليوم الاول، حقق المقاومون أهدافهم، المتمثلة في السيطرة على مواقع مهمة، وخاصة منها تلال حاكمة، يصل ارتفاع بعضها إلى 2500 متر عن سطح البحر.
وبالتوازي مع العمليات العسكرية، تحدّث معلومات أمنية أمس عن أن الشيخ مصطفى الحجيري، «أبو طاقية»، عاد ليحاول فتح صفحة جديدة من المفاوضات، لإقناع «أمير» جبهة النصرة في الجرود، أبو مالك التلّي، بالمغادرة إلى إدلب. لكن المصادر لفتت إلى أنه بعد بدء المعركة، لم يعد ممكناً الحديث عن خروج المسلحين بآلياتهم وعتادهم وكامل أسلحتهم إلى إدلب، بل صار لزاماً عليهم ركوب الباصات الخضراء، أسوة بباقي المسلحين الذين انتقلوا إلى المحافظة السورية الشمالية في الأشهر الماضية.
عملية تطهير جرود عرسال ليست وليدة اللحظة. عام 2015 شهد مرحلتها الاولى، يوم نفّذ حزب الله والجيش السوري عملية واسعة، أدت إلى حصر وجود الإرهابيين في جرود عرسال وراس بعلبك والقاع. ولاحقاً، تحرّك الجيش السوري والمقاومة من الجهة السورية للحدود، بهدف إبعاد المسلحين عن الأراضي اللبنانية قدر الإمكان. لكن التجربة مع المسلحين أظهرت أنهم يستخدمون تمركزهم في بقعة جغرافية لتوسيع رقعة انتشارهم وتنفيذ الهجمات (كما حصل في القاع سابقاً). كذلك أظهرت تحقيقات الأجهزة الأمنية مع كل الخلايا التي تمّ توقيفها في العامين الأخيرين، أن للمسلحين الموجودين في الجرود دوراً أساسياً في الهجمات التي ضربت الأراضي اللبنانية، سواء تلك التي استهدفت الجيش أو المدنيين. وعلى هذا الأساس نفّذ الجيش اللبناني عملية مداهمات في مخيمات النازحين، بعد التأكد من أن المسلحين يشكلون خطراً عليهم، كما على الأمن في الداخل اللبناني.
وفي الأشهر الماضية، ومنذ ما قبل اتفاق الزبداني – مضايا – كفريا – الفوعة في سوريا، بدأت عملية التفاوض مع المسلحين للخروج من الجرود. لكنهم فوّتوا الفرصة، نتيجة إصرار قائدهم أبو مالك التلي على وضع شروط تعجيزية، كالانتقال بالسلاح إلى تركيا، ومنها إلى إدلب السورية. مع سقوط المفاوضات، انطلقت عملية تحرير الجرود عند الساعة الخامسة فجر أمس.
المقاومة ترى نفسها غير محشورة بالوقت، لأن أولويتها تحقيق نتيجة بأقل خسائر ممكنة. وفيما كان لافتاً غياب أيّ مواقف سياسية يعوّل عليها ضد المعركة، أعلن الجيش اللبناني استنفاره، منفذاً إجراءات أمنية مشدّدة على تخوم عرسال (وفي كافة المناطق البقاعية)، حيث أقفل كل المعابر من الجرود باتجاهها، بهدف إحكام الطوق بشكل كامل لمنع أي تسلل إلى مواقعه، ولحماية المدنيين. وبعدما رصد أكثر من محاولة للتسلل، استهدف بمدفعيته تجمعات للمسلحين.
المعطيات التي توافرت حتى ليل أمس أكدت أن المعارك التي دارت كانت طاحنة، وهي لا تزال مستمرة، ولا أحد يستطيع تحديد المدى الزمني لها أو التطورات الميدانية التي تحصل كل ساعة. لكن من الواضح أن المقاومة قد اجتازت مرحلة مهمّة وصعبة، بعدما سيطرت على جزء من منطقة الكسارات التي تتمركز فيها جبهة النصرة بأسلحتها المتوسطة والثقيلة. وبالتالي يُمكن القول إن خطّ الدفاع الأول لجبهة النصرة قد كُسِر. وما تمت السيطرة عليه يتيح للمقاومة الإشراف على وادي الخيل، أحد أهم مواقع النصرة.
ومن يعرف طبيعة جرود السلسلة الشرقية من الجانبين السوري واللبناني في فليطا وعرسال، يُدرك جيداً صعوبة معركة تحرير الجرود. تلال استراتيجية ووديان وعرة ومساحات واسعة، مع مغاور كبيرة وأنفاق، وتحصينات دأب مسلحو «جبهة النصرة» على بنائها طوال السنوات الست الماضية. إلا أن مقاتلي المقاومة خبروا منذ عام 2015، تاريخ تحرير الجزء الأول من السلسلة الشرقية (جرود بريتال وبعلبك ويونين ونحلة، والجبة وجزء من فليطا)، تلك الصعوبات الجغرافية، وطريقة قتال الإرهابيين، سواء في «جبهة النصرة» أو «داعش»، ما يتيح لهم التحكم في مجريات المعركة. وبناءً على ذلك، حققوا تقدماً في التلال والأودية من محورين أساسيين: الأول من جرود فليطا في القلمون الغربي (أقصى شرق جرود عرسال)، والثاني من الجزء المحرر من أعالي وادي عطا في جرود عرسال (جنوب جرود عرسال)، باتجاه تلة ضهر الهوة وسهل الرهوة وتلة القنزح، لتتوزع الفرق بعدها إلى عدة محاور، باتجاه وادي عويس ووادي القارية ووادي المعيصرة.
مسلحو «جبهة النصرة» في موازاة ذلك عمدوا إلى التحصن في التلال المرتفعة، والاعتماد على أعمال القنص والألغام والعبوات التي زرعت في الممرات التي من الممكن أن يسلكها المقاومون. مقاتلو الحزب في المقابل اعتمدوا على استطلاعهم المسبق، واستخدموا كثافة نيران وقصفاً مدفعياً وصاروخياً عنيفاً، مع غارات للطائرات الحربية السورية، الأمر الذي سمح بتكبيد مسلّحي «النصرة» خسائر كبيرة في المقاتلين، ودفع المقاومة إلى التقدم والسيطرة على سهل الرهوة وضهر الهوة، والضغط أكثر باتجاه تلة القنزح ووادي الدب ووادي القارية ووادي المعيصرة، تمهيداً للإطباق من عدة محاور على حرف وادي الخيل ووادي الخيل.
وفي الوقت الذي تابعت فيه المقاومة والجيش السوري تحرير جرود فليطا، والسيطرة على مرتفع الكرة الأول ومرتفع ضليل الحاج ومرتفع حرف الصعبة، دمرت المقاومة آليتين للنصرة على طريق فرعي في وادي حميد، وسيطرت على وادي دقيق ووادي زعرور مع موقع تفتناز في تلة القنزح، مع استهداف تجمع لمسلحي النصرة عند مثلث وادي الخيل وادي العويني بصاروخ ثقيل قصير المدى، ما أدى إلى مقتل عدد كبير من مسلحي النصرة وتدمير مقرهم. وتشير مصادر مطلعة إلى أن سير العمليات يوم أمس من المتوقع أن يتكرر اليوم.
سياسياً، واكب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الوضع في جرود عرسال وتفاعلاته في الداخل والتدابير الواجب اتخاذها لحماية المدنيين وسبل مكافحة شحن النفوس خلال ترؤسه اجتماعاً استثنائياً لمجلس الأمن المركزي بحسب بيانه، وأبقى جلساته مفتوحة لمتابعة التطورات. وانقسمت الآراء السياسية بين داعم للجيش والمقاومة في عملية تحرير الجرود، ومن رأى أن حماية الأراضي اللبنانية هي مسؤولية الجيش وحده.

الجمهورية
«حزب الله» يُشعل جبهة الجرود وتــرقُّب لزيارة الحريري الى واشنطن
إجتماع أمني إستثنائي في الداخلية لمواكبة التطورات
وتناولت الجمهورية الشأن الداخلي وكتبت تقول “توقّف المشهد الداخلي عند الصوَر المتناقضة التي أرخاها إقرار سلسلة الرتب والرواتب بتقديماتها الى الموظفين وضرائبها لتمويل كلفتها من جيوب الناس، فيما بدأت صوَر مشهد آخر تتجلّى في أفق العملية العسكرية الواسعة التي بدأها «حزب الله» أمس، ضد المجموعات الارهابية المتمركزة في منطقة جرود عرسال، والتي سجّلت في يومها الاول تقدماً ميدانياً ملحوظاً أمام التراجع الذي أصاب إرهابيي «جبهة النصرة» في تلك المنطقة، وذلك بالتزامن مع اجراءات امنية مشددة نفّذها الجيش اللبناني في القرى اللبنانية القريبة من مسرح القتال، وعلى وجه الخصوص بلدة عرسال، في وقت تكثّفت الاجراءات العسكرية والامنية في مختلف المناطق اللبنانية تحسّباً من أي عمليات او خروقات امنية قد يلجأ اليها الإرهابيون. وفيما شهدت الحركة السياسية تراجعاً ملحوظاً عمّا كانت عليه خلال الايام الماضية، واقتصرت على نشاطات واستقبالات رسمية محدودة بالتزامن مع مغادرة رئيس الحكومة سعد الحريري بيروت تمهيداً لزيارته الى الولايات المتحدة الاميركية، كانت المستجدات على الساحة اللبنانية محلّ بحث بين دولة الرئيس النائب ميشال المر ورئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل، خلال اجتماع مطوّل عقد في مكتب دولة الرئيس. حيث تطرّق الإجتماع الى اللوائح الإنتخابية في المتن الشمالي، وتمّ الاتفاق على عقد اجتماع آخر خلال الأسبوع المقبل.
ميدانياً، بدأ «حزب الله» بعملية عسكرية واسعة ضد مواقع «جبهة النصرة» في جرود عرسال. وافادت مصادر الحزب لـ«الجمهورية» أنّ معركة الحسم لتحرير جرود عرسال واستئصال الارهابيين منها، انطلقت في ساعة متقدمة من فجر امس، حيث بدأ الهجوم في وقت واحد من محورين وفي اتجاهات متعددة، الاول من بلدة فليطا السورية باتجاه مواقع «جبهة النصرة» في جرود البلدة في القلمون الغربي، والثاني إنطلاقاً من جرود السلسلة الشرقية الواقعة الى جنوب غرب عرسال باتجاه تحصينات «النصرة» شمال وشرق جرد عرسال.
وبحسب المصادر، فإنّ العملية تمّت وسط غطاء مدفعي وصاروخي كثيف من قبل «حزب الله»، وغارات جوية متتالية نفّذها الطيران السوري على المناطق المستهدفة بالعملية، الأمر الذي أدى الى انهيارات كبيرة في صفوف الارهابيين.
واكدت المصادر انّ النتائج التي حققها عناصر الحزب في اليوم الاول للعملية «تؤشّر الى انّ الحسم النهائي قد يكون في مدى زمني أقصر ممّا هو محدد لهذه العملية، في ظل الانهيار الواضح في صفوف الارهابيين، حيث تمكّن الحزب في اليوم الاول للعملية من السيطرة على مجموعة من المواقع والتلال الحاكمة والمهمة استراتيجاً وعسكرياً، والتي كانت تشكّل نقاط قوة للارهابيين ولا سيما تلة البركان في جرود فليطا.
كذلك تمّت السيطرة على «وادي دقيق» و«وادي زعرور» و«ضهر العربي» جنوب شرق عرسال. وكذلك السيطرة الكاملة على «سهل الرهوة» وعلى موقع «ضهر الهوة» الذي يعدّ أحد أهم مواقع «النصرة» في تلك الجرود، وعلى مواقع «رعد 1 و2 و3» و«تفتناز» في جبل القنزح في جرود عرسال».
واللافت للانتباه انّ العملية كانت تتم بوتيرة عنيفة جداً حيناً وتتراجع احياناً، وخصوصاً في فترة ما بعد الظهر، مع استمرار القصف المتقطع لمواقع الارهابيين.
وكانت حصيلة اليوم سقوط عدد كبير منهم باعترافات تنسيقياتهم التي أشارت الى سقوط 17 قتيلاً من «جبهة النصرة»، من بينهم مسؤول موقع ضهر الهوة واثنان من مرافقيه. كذلك سقط عدد آخر في فترة بعد الظهر خلال استهداف سيارتي دفع رباعي بالصواريخ الموجهة في وادي حميد في جرد عرسال. فيما أفيد عن سقوط عدد من الاصابات في صفوف «حزب الله» بين قتيل وجريح، وبقي العدد غامضاً نتيجة لتكتّم الحزب عليه.
تدابير الجيش
وترافقت العملية العسكرية مع إجراءات امنية مشددة نفّذتها الوحدات العسكرية التابعة للجيش اللبناني من دون أن تشارك في العملية. ولوحِظت التدابير الصارمة التي اتخذت لمنع تسلل الارهابيين في اتجاه مناطق انتشاره، ولا سيما في منطقة عرسال، حيث أنشأ الجيش ممراً لخروج النازحين السوريين من المخيمات الموجودة في مناطق الإشتباكات، فتمكنت بعض العائلات من نساء وأطفال جاءت من مخيم الملاهي، من الدخول إلى بلدة عرسال، فيما ذكرت معلومات أمنية انّ الجيش تصدى لمجموعة إرهابية أثناء محاولتها الفرار من منطقة وادي الزعرور باتجاه عرسا.
وأعلن «حزب الله» على لسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم «اننا نخوض مواجهة من أجل ضرب مرتكزات ما تبقى من هذا المشروع الخطر على اللبنانيين وعلى كل المنطقة، وضرب بؤرة توريد المفخخات وتعطيل الفتنة وأحلام الإمارة، وهذا امتداد لجغرافيا حماية لبنان وحماية مشروع المقاومة».
عون
الى ذلك، فرضت المستجدات الامنية نفسها على النشاط الرسمي، حيث اعلن انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تابَع التطورات الامنية على الحدود اللبنانية- السورية وفي جرود عرسال، وتلقى تقارير من الاجهزة الامنية المعنية حول المستجدات، والاجراءات التي اتخذتها قيادة الجيش على الحدود اللبنانية ومنع تسلل المسلحين عبرها. فيما ترأس وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي وبحث في التطورات الامنية.
وفيما صدرت مواقف مؤيدة للعملية العسكرية، وأبرزها من رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية الذي غرّد متمنياً «النصر لرجال المقاومة في أن تحسم معركة تطهير الجرود سريعاً وبأقل الخسائر»، لفتَ موقف تيار «المستقبل» الذي رفض «إضفاء صفة الشرعية على قتال «حزب الله» في الجرود»، مشدداً على انّ «مسؤولية حماية أهالي عرسال وغيرها تقع حصراً على الدولة اللبنانية وجيشها»، مُجدّداً في الوقت ذاته «رفضه توريط لبنان بالحرب السورية ومشاركة «حزب الله» فيها»، داعياً «الى تجنيب لبنان تداعيات تلك الحرب، ودعم الاجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني لحماية بلدة عرسال وأهلها والنازحين الى محيطها، ومنع كل محاولة لزَجّها في أتون المعارك ومخاطرها».
الحريري
سياسياً، أعلن البيت الابيض أمس أنّ الرئيس الاميركي دونالد ترامب سيستقبل رئيس الحكومة سعد الحريري الثلثاء المقبل في 25 الجاري في البيت الأبيض، وسيكون للحريري لقاءات مع عدد من المسؤولين في الإدارة الأميركية ورئيس مجلس النواب بول راين وأعضاء في الكونغرس، إضافة إلى كبار مسؤولي البنك وصندوق النقد الدوليين. ويرافقه وزير الخارجية جبران باسيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، وعدد من المستشارين.
وعلمت «الجمهورية» انّ الحريري يحمل الى واشنطن ملفات اساسية أبرزها ملف النازحين السوريين، وملف المساعدات العسكرية للجيش والقوى الامنية، في ظلّ ما يُحكى عن توجّه أميركي لخَفضها مع تقليص موازنتي وزارتي الخارجية والدفاع، وملف اقتصادي حول سبل حماية الاستقرار النقدي من تداعيات اي عقوبات محتملة على «حزب الله».
ويعلّق مراقبون أهمية بالغة على الزيارة، ولا سيما من حيث توقيتها وتزامنها مع بداية بروز معالم تسوية سورية. وأعربت مصادر وزارية عن أملها «في أن يدعو الحريري خلال لقاءاته مع المسؤولين الاميركيين الى ترحيل النازحين الى مناطق آمنة بالتفاهم مع الدول المعنية بالعودة من دون استثناء اي طرف، بمَن فيه النظام السوري، لأنّ المناطق السورية المحاذية للحدود اللبنانية يسيطر عليها النظام السوري، وبالتالي هذا النظام قادر على عرقلة عودة أي نازح من خلال هذه الحدود».
وقالت مصادر مواكبة لـ«الجمهورية» انّ زيارة الحريري الى واشنطن تأتي في ظل متغيّرات أميركية عدة، أبرزها ثلاثة:
اولاً: اليوم هناك ادارة جديدة تختلف عن الادارة السابقة. فهي تعتبر انّ المشكلة في سوريا تخصّ الأمن القومي الاميركي ويجب ان تحلّ بسرعة، ما يختلف عن منطق الادارة السابقة التي اعتبرت انّ ما يجري في سوريا هو حروب اهلية بين قبائل عمرها آلاف السنين، والولايات المتحدة لا تستطيع ان تفعل شيئاً وأي تدخّل عسكري في سوريا سيُدخل الولايات المتحدة في مستنقع لا أول له ولا آخر. امّا ادارة ترامب فتعتبر انّ القضاء على «داعش» اولوية اساسية، ويجب ان يتم ذلك سريعاً كونه يشكّل خطراً على الامن القومي الاميركي.
ثانياً: وجود توجّه اميركي لاستعمال القوة كأداة ديبلوماسية في سوريا، الأمر الذي اختلف عن الادارة السابقة.
ثالثاً: وجود توجّه نحو الحوار مع روسيا لحل الازمة السورية على أساس اتفاق ثنائي روسي ـ اميركي.
ولم تستبعد المصادر أن تساعد هذه المتغيّرات لبنان، مُبدية اعتقادها «بأننا فعلاً على أبواب حل أمني، بداية لحل سياسي في سوريا».
ولفتت الى «انّ الامر الذي لم يتبدّل من الادارة السابقة هو الاهتمام باستقرار لبنان». واعتبرت «انّ السياسة الاميركية تجاه لبنان في عهد ترامب لم تتبلور بالكامل بعد، ولذلك زيارة الحريري يمكن أن تساعد الى حد كبير في صياغة السياسة الاميركية نحو لبنان والحفاظ على الدعم الاميركي».
ورأت المصادر انّ الزيارة «تتمّ في عصر مواجهة بين واشنطن وطهران، ونحن كلبنانيين يهمنا الّا نكون ضحية هذا التجاذب». واعتبرت انّ «أهم ما في هذه الزيارة أنها ستعزّز نهج الفصل بين العقوبات على «حزب الله» والدولة اللبنانية ومصالح الشعب المتمثّلة بالقطاع المصرفي».

اللواء
مواجهات قاسية في الجرود وعشرات الضحايا
البيت الأبيض: الإرهاب والإقتصاد بين ترامب والحريري الثلاثاء.. والكويت تطالب لبنان بوقف ممارسات الحزب ضدها
جريدة اللواءبدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “الرئيس سعد الحريري في الطريق إلى الولايات المتحدة الأميركية ومعه وزير الخارجية جبران باسيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومدير مكتبه نادر الحريري، في زيارة رسمية تبدأ الاثنين، يُقابل خلالها الرئيس دونالد ترامب الثلاثاء ورئيس مجلس النواب بول راين وأعضاء في الكونغرس إضافة إلى كبار المسؤولين في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، لبحث ملفات لبنانية، من ضمنها العقوبات المالية الأميركية على حزب الله.
وليلاً قال البيت الأبيض في بيان ان الرئيس ترامب سيستقبل الرئيس الحريري في 25 الجاري. واضاف: سيناقش الزعيمان القضايا ذات الاهتمام المشترك بما فيها قضايا الحرب على الإرهاب والاقتصاد واللاجئين.
في هذا الوقت، كان حزب الله يشن هجوماً على مسلحي النصرة في جرود عرسال، ودبلوماسياً، كان سفير دولة الكويت لدى لبنان عبد العال القناعي يزور وزارة الخارجية ويسلم الوزير باسيل مذكرة احتجاج رسمية من بلاده إلى الحكومة اللبنانية لوضعها امام مسؤولياتها تجاه ممارسات حزب الله غير المسؤولة، بعد ثبوت مساهمته في التخابر وتنسيق الاجتماعات ودفع الأموال بقصد هدم النظم الأساسية بدولة الكويت، في قضية ما عرف «بخلية العبدلي».
وطالب السفير القناعي الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بردع حزب الله وممارساته المشينة باعتباره مكوناً من مكونات الحكومة اللبنانية، مؤكداً على الحرص الأكيد على الحفاظ وتنمية العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين الشقيقين.
وعشية زيارة الوفد اللبناني، قدم أعضاء بالكونغرس الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي تشريعاً امس بهدف فرض عقوبات جديدة على حزب الله، متهمين إياه بالعنف في سوريا ونصب صواريخ على طول الحدود مع إسرائيل، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
ويسعى التشريع، الذي يمثل تعديلا لعقوبات سبق ان فرضت على حزب الله، إلى زيادة القيود على قدرة الحزب على جمع الأموال والتجنيد وزيادة الضغط على البنوك التي تتعامل معه واتخاذ إجراءات صارمة ضد الدول التي تدعمه ومنها إيران.
وسيمنع التشريع أي شخص يتبين أنه يدعم حزب الله من دخول الولايات المتحدة وسيلزم الرئيس الأميركي بأن يرفع إلى الكونغرس تقريرا بشأن ما إذا كانت المؤسسات المالية الإيرانية تسهل التعاملات المالية لحزب الله.
وقال إد رويس وهو الرئيس الجمهوري للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب والذي قدم التشريع إلى المجلس، إن «هذه العقوبات ستقلص بشدة شبكة حزب الله المالية وأنشطته الإجرامية العابرة للحدود وستنال كذلك من داعميه وأهمهم إيران»، وفق رويترز.
معركة الجرود
في هذا الوقت، بدأ الحزب هجوماً على مواقع جبهة النصرة في جرود عرسال في مواجهة حددت أهدافها وتوقيتها بطريقة جيدة، وسط معلومات عن تهاوي عدد من مواقع المسلحين السوريين في الجرود واعتراف التنسيقيات بسقوط 17 مسلحاً من هؤلاء بينهم مسؤول موقع ضهرة الهوة واثنان من مرافقيه، فيما نعى حزب الله عدداً من مقاتليه، قالت «سكاي نيوز» ان عددهم بلغ 12 عنصراً.
وإذا كان تيّار المستقبل سارع في بيان له مساء أمس لربط التطورات العسكرية في جرود السلسلة الشرقية المتداخلة مع الأراضي السورية، معتبراً انها جزء لا يتجزأ من الحرب السورية التي يُشارك فيها حزب الله إلى جانب النظام السوري، معلناً رفضه لتوريط لبنان بالحرب السورية، معتبراً ان مشاركة حزب الله فيها خروج على «مقتضيات الإجماع الوطني والمصلحة الوطنية»، مشدداً على رفض «إضفاء الشرعية على قتال حزب الله في الجرود وداخل سوريا». فإن مصادر مواكبة زيارة الرئيس الحريري إلى واشنطن استبعدت لـ«اللواء» ان يكون توقيت بدء المعركة في جرود عرسال مرتبط بشكل أو بآخر بزيارة رئيس الحكومة إلى واشنطن. وقالت: عندما تمّ تحديد البيت الأبيض موعد للرئيس الحريري مع الرئيس ترامب لم يتم الأخذ بطبيعة الحال الوضع في جرود عرسال، لذلك لا ارتباط بين الزيارة والعملية العسكرية وفقاً لهذه المصادر.
وأكدت المصادر ان لدى الجيش اللبناني غطاء سياسياً كاملاً وغير مشروط من قبل القيادة السياسية وعلى رأسها رئيس الجمهورية ولديه صلاحية اتخاذ ما تراه القيادة مناسباً في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة. واشادت المصادر بالدور الذي يقوم به الجيش وحزمه وعدم تساهله مع أي مرتكب مشيرة الى انه رفع جهوزيته واحكم الطوق بشكل تام على كامل مداخل بلدة عرسال لمنع تسلل أي مسلح بهدف حماية المدنيين داخل البلدة وهو نجح بذلك.
ومن جهتها، اكدت مصادر سياسية بارزة قريبة من «حزب الله» ان مهمة تنظيف الجرود هي بيد الحزب، فيما مهمة الحفاظ على الداخل اللبناني من بلدة عرسال نزولاً الى القرى المحيطة هي بيد الجيش اللبناني.
وجزمت المصادر نفسها بأن قيادة الجيش تملك تفويضاً سياسياً كاملاً من رئاستي الجمهورية والحكومة للتصرف وفق ما تقتضيه مجريات المعركة دون الرجوع لأية جهة سياسية، خصوصاً إذا قصفت المجموعات المسلحة عرسال والمخيمات، مشيرة إلى ان رئيس الجمهورية ميشال عون على اتصال مباشر دقيقة بدقيقة لمتابعة تفاصيل ما يحصل في عرسال وجرودها.
وفي هذا السياق، أفاد المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية ان الرئيس عون تابع منذ فجر أمس، التطورات الأمنية على الحدود اللبنانية – السورية المقابلة لجرود عرسال، وتلقى تقارير من الأجهزة الأمنية المعنية حول المستجدات والإجراءات التي اتخذتها قيادة الجيش على الحدود اللبنانية ومنع تسلل المسلحين عبرها.
اما الرئيس نبيه برّي فنقل عنه السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي ارتياحه للنجاحات التي يحققها الجيش اللبناني، وانه كان متفائلاً بأن تنجز هذه العملية بايقاع سريع وبخسائر قليلة، وأن الانتصار يُشكّل ضمانة لأمن البلدين.
ولمواكبة الوضع في جرود عرسال وتفاعلاتها في الداخل اللبناني، رأس وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق اجتماعاً استثنائياً لمجلس الأمن الداخلي المركزي، خصص لبحث التدابير الواجب اتخاذها لحماية المدنيين وسبل مكافحة شحن النفوس على مواقع التواصل الاجتماعي كما بحث المجلس في مواضيع بقيت طي الكتمان.
ومن هذه المواضيع، حسب مصادر سياسية، التخوف من إمكانية حصول بعض الخروقات في الداخل اللبناني، استناداً إلى معلومات أمنية تُشير إلى وجود مجموعات مجهزة باحزمة ناسفة لم يتم تحديد اماكنها بعد، وقيام «ارهابيين» باستعمال السلاح الأبيض لمهاجمة مدنيين أو اللجوء إلى عمليات دهس، على غرار ما يحصل في أوروبا، ولهذا السب عزّز «حزب الله» اجراءاته الأمنية في الضاحية الجنوبية، فيما رفعت الأجهزة العسكرية والأمنية حالة التأهب والاستنفار على مختلف الأراضي اللبنانية.
وأدرج نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم المواجهة من أجل ضرب ما تبقى من المشروع التكفيري لحماية الحدود اللبنانية من الحدود الشرقية.
الوقائع الميدانية
ميدانياً، أفادت آخرالمعلومات عن اشتداد وتيرة القصف الصاروخي والمدفعي في جرود عرسال قرابة الثامنة مساء، وسيطرة حزب الله على وادي الدقيق ووادي الزعرور الذي يضم 3 مواقع لجبهة «النصرة» هي رعد 1 و2 و3 جنوبي شرق عرسال، بالتوازي مع السيطرة على مواقع في جبل القنزح في جرود عرسال.
سبق هذا التطور، سيطرة مقاتلي الحزب على موقع ضهرة الهوة، وهو اهم المواقع في جرد عرسال ونزع راية «النصرة» عنه وغرس راية المقاومة، واهمية هذا الموقع تأتي من انها تفتح الطريق باتجاه وادي الحفل ووادي العرب، بعد ان كانوا سيطروا بالكامل على موقع الزهوة والذي اعتبر صباحا ساقطا عسكريا، واستهدف مركز «النصرة» في وادي الضهرة بصاروخ موجه مما ادى الى تدميره.
وقرابة الخامسة عصرا، اشتدت وتيرة المعارك، بعد هدوء نسبي وشن حزب الله هجوماً كبيرا باتجاه سهل الرهوة وعلى موقع «ضهرة الهوة» وحصلت اشتباكات على مسافة قريبة مع مسلحي «فتح الشام». وشهدت جرود السلسلة الشرقية عمليات قصف متقطعة اشتدت احيانا على جرود الرهوة، معقل امير تنظيم «داعش» موفق ابو السوس بعد انضمامه الى المعركة مع «النصرة» وسمعت اصداء القصف في قرى البقاع الشمالي وعرسال.
وافادت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية عن سقوط اكثر من 20 قتيلا في صفوف جبهة «النصرة» وعدد من الجرحى نقلوا الى مستشفيات ميدانية في منطقة وادي عجرم، فيما نعى الحزب اثنين من مقاتليه، مما رفع عدد ضحاياه الى ثلاثة بحسب المعلومات وهم: ياسر شمص من البقاع، حسين زهير سليم من الغبيري وحسن علي حمود من الطيبة.
وذكرت الوكالة نفسها ان حزب الله استهدف بالصواريخ الموجهة آليتين «للنصرة» على طريق فرعية جنوب وادي حميد مما أدى إلى تدميرهما ومقتل جميع من داخلهما.
وكان الإعلام الحربي في الحزب قد أشاد في بيان إلى ان الهجوم انطلق من محورين في اتجاهات متعددة لكل محور، الأول من بلدة فليطة السورية في اتجاه مواقع النصرة في جرود القلمون الغربي، والثاني من جرود السلسلة الشرقية للبنان الواقعة جنوب جرود عرسال في اتجاه مرتفعات وتحصينات «النصرة» شمال وشرق جرود عرسال. وأعلنت قيادة العمليات في الحزب أن لا وقت محدداً للعملية وهي ستتحدث عن نفسها وستسير وفقاً لمراحل تمّ التخطيط لها.
وأشار الإعلام الحربي أن عناصر الحزب سيطروا بعد 6 ساعات من القصف المدفعي والصاروخي العنيف علی مساحات واسعة من الجرود التي كان يشغلها المسلحون من أصل 400 كيلومتر مربع تمتد من الكسارات حتى جرود رأس بعلبك – القاع، وسط تقدّم وتمركز للحزب في تلال البرلمان ومحيطها، أي أن 8 نقاط عسكرية خسرتها «النصرة» في جرود فليطة.
الجيش اللبناني
في هذه الاثناء، رفع الجيش من جهوزيته واستقدم تعزيزات بهدف احكام الطوق بشكل كامل على أطراف بلدة عرسال وفي داخلها ومحيط المخيمات لمنع أي تسلل، وبهدف حماية المدنيين داخل البلدة، وأقفل كل المعابر من الجرود باتجاه عرسال، واستهدف مجموعة إرهابية حاولت الفرار باتجاه عرسال آتية من وادي الزعرور، بحسب ما أكد مصدر عسكري، وأصاب جميع أفرادها.
وأشارت معلومات إلى ان الوضع في عرسال طبيعي، وأن الجيش أنشأ ممراً لخروج النازحين من المخيمات الموجودة في مناطق الاشتباكات، وسهلت عناصره مرور نازحين من النساء والأطفال إلى عرسال من مخيم مدينة الملاهي القريب من مراكز المسيحيين باشراف مندوبين من الأمم المتحدة والصليب الأحمر.
وليلاً، استهدفت مدفعية الجيش تأميناً لمراكزه، مجموعة من المسلحين في محلة وادي الخيل الشمالي كانت تتحضر للتسلل إلى مراكزه، وحققت إصابات..
وطالب الجيش السوري الحر (سرايا اهل الشام) الهيئات الدولية والمنظمات الانسانية التدخل لحماية اللاجئين المدنيين وتأمين ممر انساني للجرحى لتلقي العلاج داخل مستشفيات عرسال، محملا الدولة اللبنانية المسؤولية كاشفا عن اقفال جميع ابواب التفاوض من اجل الخروج قبل المعركة لتجنيب «اللاجئين واخواننا في عرسال ويلات الحرب».

البناء
واشنطن تُمسك وزارة الأمن السعودية والنيابة العامة القطرية… والأزمة مستمرّة
الانتفاضة الفلسطينية: 4 شهداء و200 جريح وعباس يجمّد التنسيق مع الاحتلال
السلسلة الشرقية: المقاومة تُنجز المرحلة الأولى من العملية بالسيطرة على التلال
صحيفة البناءصحيفة البناء كتبت تقول “دخل المسار الخليجي مجدّداً لتشكيل خط ثالث يواكب مسارين مفتوحين في حروب وأزمات المنطقة واحد في فلسطين ومحوره القدس وأقصاها، والثاني في لبنان ومحوره معارك المقاومة في السلسلة الشرقية للجبال الحدودية بين لبنان وسورية، حيث تسيطر النصرة وداعش. وإذا كان الصراع السعودي القطري حاضراً بصورة مباشرة في معارك النصرة والفصائل المسلحة في غوطة دمشق، وفي الكلام الخافت لتيار المستقبل تجاه معارك السلسلة الشرقية، كما أنّ التسابق الخليجي على خطب الودّ «الإسرائيلي» حاضر في الاتصالات السعودية «الإسرائيلية» لتشريع البوابات الإلكترونية التي نصبها «الإسرائيليون» على أبواب المسجد الأقصى، ومحاولات الوساطة التركية بعد نصبها، وظهور قطر كممثل لتركيا في الخليج مع المؤتمر الصحافي لأمير قطر ليل أمس الذي أكد استمرار الأزمة، بعدما دخل الأميركيون على خطها وبدلاً من تشجيع التسوية بين طرفيها حصروا التعامل مع الأزمة بالسعي لجني المزيد من المكاسب.
المذكرة الأميركية القطرية بدأت مفاعيلها بتعديل قانون مكافحة الإرهاب لإجازة تواجد مراقبين أميركيين في النيابة العامة القطرية والإشراف على الملفات القضائية، وخصوصاً توجيه ما يسمّى الاتهامات بالجرائم المالية والمتصلة بالإرهاب وتمويله، بينما الحدث كان سعودياً، فقد ردّ الملك سلمان الاعتبار للفريق أول عبد العزيز الهويريني الذي كان قد وضع في الإقامة الجبرية بقرار من ولي العهد محمد بن سلمان كواحد من أركان مرحلة ولي العهد السابق محمد بن نايف، وكانت «نيويورك تايمز» قد نقلت قبل أيام عن مسؤولين في وكالة المخابرات الأميركية «سي أي آيه»، احتجاجهم على إقصاء من يعتبرونه رجلهم في السعودية، ليصدر مرسوم ملكي بتسميته برتبة وزير مشرف على وكالة جديدة للمخابرات والأمن تجتمع تحت مظلتها كلّ الأجهزة الأمنية وتتبع للملك مباشرة كرئيس لمجلس الوزراء، تستعيد صلاحيات تشبه تلك التي كانت مع بندر بن سلطان يوم تسميته رئيساً لمجلس الأمن القومي قبل المجلس وتوزيع صلاحياته.
في القدس وفلسطين كانت حصيلة يوم المنازلة الكبرى مئتي جريح وأربعة شهداء، وإصابة عشرة عناصر من جنود الاحتلال وشرطته ومستوطنيه بجراح، بعد خروج عشرات الآلاف من الفلسطينيين في مشهد تاريخي جمع الضفة الغربية وغزة والأراضي المحتلة العام 1948، واستنهض القوى الوطنية
وحركات المقاومة، ووصلت أصداؤه للسلطة الفلسطينية التي أعلن رئيسها ليل أمس تعليق وتجميد كلّ أشكال التنسيق مع سلطات الاحتلال. وهذا كان مطلباً دائماً لحركات المقاومة، خصوصاً أنّ التنسيق الأمني كان دائماً سيفاً مسلطاً على المقاومين يرتّّب اعتقالات تقوم بها أجهزة الأمن التابعة للسلطة لحساب مخابرات جيش الاحتلال.
في السلسلة الشرقية لجبال لبنان وسورية سارت خطة المقاومة لحسم عسكري متدحرج يُنهي وجود الجماعات الإرهابية للنصرة وداعش اللذين لم يُحرجهما ولم يُحرج الاحتلال الكشف عن العلاقة بينهم. فقد سجل المقاومون بسرعة انتصارت حاسمة على الجماعات التابعة للنصرة من محاور فليطة والكسارات وتمكنوا من اعتلاء التلال المرتفعة، خصوصاً تلة الهوة ورفعوا عليها أعلامهم بدلاً من أعلام النصرة، وبدأت اتصالات قادة ميدانيين للجماعات المسلحة في المنطقة طلباً للتفاوض والانشقاق عن قياداتها هرباً من هول المواجهات وكثافة القصف المدفعي والصاروخي والجوي ودقة الإصابات المحققة، وكان أهمّها ما قام به قرابة المئة من مسلحي سرايا أهل الشام ومثلهم جماعات من داخل النصرة، لتؤكد مصادر متابعة للعملية لـ»البناء» مع منتصف الليل نهاية المرحلة الأولى من العملية بقولها:
«1/ انتهت المرحلة الأولى من العمليات في جرود عرسال بتحقيق جميع أهدافها.
2/ المقاومة تتحكّم بالكامل بمجريات العملية.
3/ لا سقف زمنياً للعمليات. ونحن لسنا تحت ضغط الوقت، وندير العمليات بحسب الحاجة وظروف المعركة.
4/ ما تحقق من سيطرة على بعض التلال العالية 2500م. تجعل المقاومة متحكّمة بشكل أفضل بإدارة المعركة.
6/ توقيت العملية لا علاقة له بأيّ ظروف سياسية محلية او إقليمية، بل إنّ المعركة شبه معلن عنها منذ ما قبل شهر رمضان. وفي الأساس العملية هي استكمال لعملية تحرير القلمون الغربي منذ بضعة شهور.

انتهاء المرحلة الأولى من المعركة
لم يكَد الجيش السوري وقيادة المقاومة يعطيان إشارة الانطلاق لمعركة تحرير جرود السلسلة الشرقية، حتى بدأت الانهيارات والانشقاقات تعمّ صفوف التنظيمات الارهابية، التي انقسمت بين مؤيّد للتسوية والانسحاب الى داخل الاراضي السورية وبين من يريد متابعة القتال وعلى رأسهم مسؤول جبهة النصرة في القلمون أبو مالك التلي الذي حاول خلال مفاوضات ربع الساعة الأخيرة عقد صفقة تقضي بخروجه مع أمواله ومرافقيه عبر مطار بيروت الى إدلب السورية. وقد حصل تبادل لإطلاق النار ليل أمس بين مجموعة من سرايا أهل الشام وأخرى من النصرة في وادي الخيل في جرود عرسال.
وتحت غطاءٍ ناري كثيف، ووابل من غارات الطائرات وقذائف المدفعية الثقيلة، تقدمت وحدات حزب الله البرية فجر يوم الجمعة الماضي، باتجاه مواقع النصرة من محورين وباتجاهات متعددة لكل محور. الأول من بلدة فليطة السورية نحو مواقع «الجبهة» في القلمون الغربي، والثاني من جرود السلسلة الشرقية للبنان الواقعة جنوب جرد عرسال باتجاه مرتفعات وتحصينات إرهابيي «النصرة» شمال وشرق جرد عرسال.
وتمكّنت الوحدات الخاصة في المقاومة من السيطرة على موقع ضهرة الهوة وسهل الرهوة في جرود عرسال وسط اشتباكات على مسافة قريبة مع مسلحي «النصرة»، حيث أوقعوا قتلى وجرحى بصفوف المسلحين. ويعدّ موقع ضهرة الهوة «أهم المواقع في جرد عرسال، ويكتسب أهميته لجهة فتح الطريق أمام القوات للتقدم باتجاه وادي الخيل ووادي الدب»، وفق مصدر ميداني لـ«البناء».
وفيما اعترفت تنسيقيات المسلحين بسقوط 17 مسلحاً من «النصرة» في جرود عرسال، علمت «البناء» أن من بين القتلى «مسؤول موقع ضهرة الهوة واثنين من مرافقيه».
وفي جرد فليطة في القلمون الغربي، سيطر الجيش السوري وحزب الله على «تلة البركان» مكبّدين حاميته قتلى وجرحى بصفوف «النصرة»، تزامن ذلك مع تقدّم ملحوظ للجيش السوري وحزب الله على جبهات جرد فليطة، وتقدم للمقاومة في جرود عرسال باتجاه موقع «القنزح» و«وادي القرية» جنوب شرق جرد عرسال. كما استهدف حزب الله آليتين لـ «جبهة النصرة» على طريق فرعي جنوب وادي حميد بجرود عرسال ما أدّى لتدميرهما ومقتل مَن في داخلهما.
مصدر قيادي ميداني شرح لـ«البناء»، أهداف العملية قائلاً: «إن معركة اليوم أمس هي مرحلة أولى ضمن مراحل أربع، بدأت الأولى في الساعات الأولى من فجر أمس بعملية عسكرية هدفت لتطهير جرود عرسال والقلمون من المسلحين الإرهابيين»، لافتاً إلى أن «القيادة العملانية الميدانية وضعت خطة عسكرية محكمة وسريعة التحقيق في الأهداف وبأقل الخسائر»، مشيراً الى «أن المرحلة الأولى من الخطة نفذت بإحكام ودقة وسرعة وكانت الخسائر قليلة قياساً بحجم المعركة وضراوتها، وسط تكبيد الإرهابيين الكثير في العديد والعتاد والتقهقر وتطهير عشرات المواقع وبينها مواقع استراتيجية على المستوى العملاني الميداني وعمليات قطع إمداد المسلحين والأهم تأمين الجزء الأكبر من محيط بلدة عرسال اللبنانية». وأكد المصدر أن «مع تقسيم معركة الحسم لمراحل ميدانية أربع ذلك يعني أن لا وقت محدد للعملية. وهي ستتحدث عن نفسها وستسير وفقاً لمراحل تم التخطيط لها».
«الحجيري»: عرسال تشكر حزب الله
وفي حين تمكّن الجيش اللبناني وبجهود بلدية عرسال من تحييد المدينة ومخيمات النازحين الذين رفعوا الأعلام اللبنانية خلال المواجهة، وأكد رئيس البلدية باسل الحجيري لـ«البناء» أن «عرسال توجه الشكر لحزب الله على تحرير جرودها وتسليمها لأصحابها العراسلة بعدما عانت لسنوات من إرهاب وترهيب نفسي وتهديد مباشر وغير مباشر من المسلحين الذين مارسوا الإرهاب بتصرفاتهم معنا». ولفت الحجيري الى «أن بداية المعركة وضراوتها وشدّتها تشير إلى سقوط التفاوض والتسوية. فالحرب الدائرة في الجرود حرب حقيقية»، مشيراً إلى أن مخيمات النزوح تجاوبت مع «التنبّه لما يحصل والتزموا السكون والهدوء»، فالمرحلة دقيقة وعليهم «الالتزام»، ومن يخل فسنكون في «مواجهته»، وأشار الى أننا وزعنا على مخيمات النزوح «مئة علم لبناني بطلب منهم»، ما يدل على «استيعابهم وتفهّمهم».
وعن وجود قتلى من آل الحجيري قاسم حسين الحجيري وأبو خالد الحجيري قتلا اليوم في صفوف النصرة، أكد الحجيري «أن هذا تصرف فردي ولا تتحمّل عرسال ولا العراسلة المسؤولية ولا يعنينا ولا عرسال ولا العراسلة شيء، وحجمه محدود».

إجراءات الجيش
وعلى الضفة اللبنانية من الحدود، رفع الجيش جهوزيته واستقدم تعزيزات أمنية بهدف إحكام الطوق كاملاً على اطراف بلدة عرسال وفي داخلها ومحيط المخيمات لمنع أيّ تسلل وبهدف حماية المدنيين داخل البلدة. وأقفل كل المعابر من الجرود في اتجاه عرسال من خلال إقامة حاجز أمني طويل يفصل بين الجرود وعرسال من جهة ومخيمات النازحين من جهة أخرى. واستهدف مجموعة ارهابية حاولت الفرار في اتجاه عرسال آتية من وادي الزعرور.
كما استهدفت مدفعية الجيش اللبناني مجموعة للمسلحين في وادي الخيل الشمالي كانت تتحضّر للتسلل إلى مراكزه وحقق إصابات مباشرة.

..و«المستقبل» يتنصّل
وردّت مصادر مطلعة على بيان تيار المستقبل الذي اعتبر «مشاركة حزب الله في معركة الجرود خروجاً على مقتضيات الإجماع الوطني والمصلحة الوطنية»، مشيرة لـ«البناء الى أن «هذه المواقف لن تؤثر في معنويات المقاومين ولا في القرار الذي اتخذته قيادة المقاومة والجيش السوري بإنهاء هذه البؤرة الارهابية على الحدود». ووضعت المصادر كلام المستقبل في إطار محاولات التنصّل من مسؤوليته عن العملية أمام رعاته الإقليميين، ورفضه أن يكون جزءاً من القرار السياسي الذي يُغطي العملية المتمثل برئيس الجمهورية».
وأوضحت المصادر أن «العملية مستمرّة ولن تتوقف حتى القضاء على آخر ارهابي في الجرود وتنفذ وفقاً لنظرية المطرقة والسندان، الأول يمثله الجيش السوري وحزب والله وهو متحرّك، والثاني الجيش اللبناني وهو ثابت في مراكزه ومواقعه ويعمل على تبيث أمن منطقة عرسال المحيطة والحؤول دون تسرّب المسلحين الى داخل عرسال والقرى والبلدات المحيطة». وحذّرت المصادر من أخطار ثلاثة قد تحصل خلال المعركة، الأول أن يعمد تنظيم داعش الى قصف مخيمات النزوح في عرسال بالصواريخ واتهام الجيش أو حزب الله بهدف إثارة النعرات المذهبية وتحريض النازحين على الدولة اللبنانية، الثاني أن يقوم بعض أهالي المسلحين في المخيمات بفتح أبوابها أمام الإرهابيين ما ينقل المعركة الى المخيمات، أما الثالث، فهو اقتحام المسلحين المخيمات بالسلاح والانتحاريين والدخول اليها بالقوة، بعد أن يجدوا أنفسهم في حصار مطبق من جميع الجهات، وفي هذه الحالة سنشهد معركة بين الجيش والإرهابيين.

قاسم: نستكمل حماية الحدود
ورأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أننا «نخوض مواجهة في جرود عرسال وجرود القلمون من أجل ضرب مرتكزات ما تبقى من هذا المشروع المطلّ على الحدود اللبنانية والموجود في جوار بعض بلداتنا، التي تحتاج أن تتحرر من هؤلاء المعتدين المحتلين، سواء أكان أهلنا في عرسال أو منطقة البقاع بشكل عام. وهذه حلقة في سلسلة بدأت بتحرير القلمون ثم بعد ذلك بتحرير الزبداني ومضايا، والآن تستكمل كجزء لحماية كل الحدود اللبنانية من الناحية الشرقية ليطمئن اللبنانيون ويواجهوا هذا الخطر الذي برز بمفخّخاته وتفجيراته وعدوانه على اللبنانيين وعلى المنطقة كلها».

..ومواكبة رسمية
على المستوى الرسمي، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التطورات الأمنية على الحدود، وتلقى تقارير من الأجهزة الأمنية المعنية حول المستجدات، والاجراءات التي اتخذتها قيادة الجيش لمنع تسلل المسلحين عبرها.
كما واكب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق المعركة وتفاعلاتها في الداخل والتدابير الواجب اتخاذها لحماية المدنيين وسبل مكافحة شحن النفوس على مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي، خلال ترؤسه اجتماعا استثنائياً لمجلس الأمن المركزي بحث وفق بيان صدر عقب الاجتماع في مواضيع بقيت طي الكتمان وأبقى جلساته مفتوحة لمتابعة التطورات

المصدر: صحف