بخطواتٍ متسارعة، تتواصل العملية العسكرية التي يقوم بها “حزب الله” والجيش السوري، في جرود عرسال وفليطة السورية لتحريرها من المجموعات المسلحة وعلى رأسها “جبهة النصرة”، في وقت تظهر رويداً رويداً انقاسمات المسلحين واتهاماتهم المتبادلة لبعضهم بالخيانة والتخاذل، خاصة مع التقدم السريع للقوات الراجة في حزب الله إلى مناطق يصعب السيطرة عليها في العلم العسكري وتحتاج إلى عدة أيام، دون إغفال التكتيك العسكري الذي يقوم به رجال المقاومة.
في اليوم الثالث من المعارك، أحكم حزب الله سيطرته على منطقة وادي العويني بجرود عرسال أحد النقاط الاستراتيجية، لـ”جبهة النصرة”، وأحد خطوط الإمداد بين الاراضي السورية وجرود عرسال اللبنانية كما يشرف على وادي الدب والريحان، الذين أصبحا تحت السيطرة النارية، إضافة للسيطرة على مرتفع شعبة القلعة شرق جرد عرسال ويعد أعلى مرتفع 2350 م عن سطح البحر، ما دفع العديد من المسلحين إلى إطلاق الاتهمات المتبادلة بالتخاذل وعدم تقديم الدعم اللازم لعناصرها.
المعركة انتقلت من الأرض عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهذه المرة ليست بين حزب الله وإرهابيو النصرة، إنما بين المسلحين أنفسهم، حيث رصد “الحدث نيوز” أحد النشطاء يتهم المسلحين بالتخاذل بالقول أن “في العويني دماء مجاهدينا الذين ثبتوا روت الأرض ستشهد على تخاذل إخوة يتاجرون بالدم على طاولة السياسية”، في حين رد عليه ناشط أخر تابع للمسلحين ويدعى أبو محمد السحلي بالقول “المجاهدين ما تخازلوا بالعويني وربنا الشاهد عالشهداء يلي ثبتوا لأخر نفس بس سؤالنا للأشخاص يلي عم تحكي أنو الشباب سلمت العويني بدي أسألهم ليش ما وصل دعم للشباب”.
في المقابل، تعكس انقسامات المسلحين حالة التخبط والإرتباك التي يعيشونها في ظل التقدم الدراماتيكي لقوات المشاة في حزب الله، فيما بدأت العناصر الأخرى من الانسحاب من المعركة وأخرها إعلان “سرايا أهل الشام – الجيش الحر” وقف إطلاق النار في جرود عرسال اللبنانية تمهيداً للمفاوضات، على مبدأ “الهريبة تلتين المراجل”.