رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن "الشعب الفلسطيني يؤكد اليوم أن جميع السبل التي قيل إنها تستعيد الحق الفلسطيني كانت سبلا وهمية، ولم تزد العدو إلا طغيانا وعدوانا، فزاد المستوطنون من 60 ألف مستوطن إلى 660 ألف، واستشرس العدو، فأكل من قبل المسجد الإبراهيمي، وهو اليوم يضع يده على المسجد الأقصى عبر البوابات الالكترونية وينتزع السيادة الدينية على الحرم الشريف".

وقال خلال رعايته احتفال تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة الشهابية الجنوبية: "الخيارات غير المقاومة لم تؤد بنا إلى استعادة الحق، بل زادت من معاناتنا وخسارة حقوقنا، ولم تقدم لنا أي إنجاز، وعليه فإننا نسأل اليوم: ماذا حققنا عن طريق التفاوض ولا سيما بعد مرور ما يزيد على خمس وعشرين عاما من عملية التسوية في مدريد، وعلى العشرين عاما من عملية التسوية في أوسلو وهل استعدنا أرضا أو أوقفنا استيطانا؟ الجواب واضح، فلم يكن ولن يكون إلا الدم سبيلا لاستعادة الحقوق وحماية المقدسات، وها هو الشباب الفلسطيني بأعماره الغضة يواجه آلة المحتل الصهيوني، ويقاتله بصلابة وإيمان وثبات، مدركا أن لا طريق ولا خيار ولا نهج إلا المقاومة لتحرير أرضه. إن المعركة التي نخوضها اليوم في جرود عرسال هي لكل منصف، وهي معركة وطنية بامتياز لاستعادة الأراضي اللبنانية التي تحتلها المجموعات الإرهابية التكفيرية من "داعش" و"النصرة" وما إلى ذلك من أسماء، فنحن من قبل تحملنا مسؤوليتنا في تحرير الجنوب، وحررنا معظم أجزائه، وحتى عندما كنا نقاتل العدو الصهيوني، كانت هناك أصوات في لبنان تنتقد قتالنا للعدو الإسرائيلي، وتقول إن قتالنا يجر على لبنان ما يجر، ولكن أكدت الوقائع ولا سيما في 25 أيار عام 2000، أن نهج المقاومة هو النهج الصحيح والصائب الذي استعاد الأرض، واليوم بعد أن انتقدوا لسنوات قتالنا ضد الإرهاب التكفيري في سوريا، أدرك العالم بأجمعه، أنه لولا هذا القتال لما بقيت سوريا ولبنان والعراق، فبهذه التضحيات التي قدمناها في سوريا، حققنا الانتصار الذي لم يغير الموازين المحلية في كل بلد عربي وإنما غير الموازين الدولية بعد الإقليمية".

أضاف: "اليوم هناك نهجان وصفان، صف الإرهاب التكفيري ومن يتواطأ معه، وصف "حزب الله" ومن يتحالف معه، ونحن نعرف أن في لبنان من يختلف معنا في السياسة، ولكن فليشرح لنا من يختلف معنا اليوم في معركة الجرود على أي أساس يرتكز، وعليه فإن من يختلف مع "حزب الله" اليوم في معركة جرود عرسال، قد اختار أن يكون حليفا للمجموعات الإرهابية التكفيرية، سواء كان اختياره عمدا أو عن غير عمد، عن وعي أو عن غير وعي، ونحن نسأل هذا اللبناني أيا كان موقعه السياسي: أين يكون موقعك وخيارك عندما تكون هناك مجموعة تعمل لتحرير أرضك من المجموعات الإرهابية التكفيرية، هل مع الذين يحررون أرضك اللبنانية، أم مع الذين يحتلونها؟"

وتابع: "البعض في لبنان اختار بكل وقاحة أن يحالف النجاسة نكاية بالطهارة، وأن يناوىء ويضاد "حزب الله" بمعزل عن أي شيء يقوم به، لا سيما وأن هذه المعركة التي نخوضها اليوم في الجرود، هي معركة لبنانية صرف مئة بالمئة، فلماذا يختار البعض في لبنان أن يكون حليفا موضوعيا وإعلاميا ونفسيا للمجموعات الإرهابية التكفيرية وبالأخص الشامتين بعدد شهدائنا، أو الذين يهولون على أهلنا؟ هؤلاء لم يتعلموا طوال هذه السنوات أنه منذ 14 قرنا قالت سيدتنا زينب للطاغية: "إن الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة"، لذلك عندما يقال لنا إن خمسة أو عشرة أقمار غابت أو أكثر أو أقل، فإنما نرفع رؤوسنا شامخة إلى العلا أننا لا زلنا على العهد عندما نخير بين السلة والذلة، نختار السلة والمواجهة حتى الشهادة، ولا يمكن أن نقبل المذلة، لأن شعارنا الحسيني على الدوام "هيهات منا الذلة"، وبالتالي على البعض في لبنان أن يخجل من اختياره لموقعه إلى جانب المجموعات الإرهابية التكفيرية، وإذا كانت كراهية هذا البعض ل"حزب الله" لا تسمح له بأن يقف إلى جانبه في هذه المعركة، فعليه أن يخجل إذا كانت لديه ذرة من الوطنية، وأن يصمت بدل أن يكون شريكا لأعداء الوطن في احتلالهم لأرضنا اللبنانية التي نجعلها مقدسة بدماء شبابنا الطاهرة".

وقال: "نتوجه برأس مرفوع إلى أهالي شهدائنا في اليومين اللذين مضيا، بالتهنئة والتبريك على الأوسمة التي نالوها، بأن الله اختار من هذه الأسر الكريمة شهداء ضحوا وقاتلوا وصمدوا وواجهوا واقتحموا وانتصروا، ونتوجه بهذه القرابين التي قدمناها بالأمس ولا زلنا نقدمها، إلى الله سبحانه وتعالى وإلى صاحب الزمان وإلى أمتنا العزيزة وإلى اللبنانيين جميعا، ونقول لهم إننا لم نبخل يوما بدمائنا دفاعا عن وطننا وشعبنا، واليوم لن نبخل عن هذا الوطن والشعب بهذه الدماء الزكية، وكذلك فإننا نتوجه بالتحية إلى شبابنا الذي يقاتل اليوم على جميع الجبهات، ولا سيما في جرود عرسال، وبحمد الله تعالى، وتحت راية سيدنا وقائدنا السيد حسن نصرالله، نحن واثقون بعون الله تعالى أن النصر سيكتب لنا كما كتب لنا من قبل، فقد تعودنا مع السيد نصرالله أن نصر الله سيكون معنا دائما بإذن الله تعالى".

أضاف: "إن نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" كان همهم خلال مناقشات الجلسة التشريعية أن يمنعوا فرض ضرائب على الطبقات الفقيرة والمحرومة والمتوسطة، وسعوا بكل قوة ولأول مرة في تاريخ لبنان، أن تفرض الغرامات على الأملاك البحرية، وطالبنا بزيادة هذه الغرامات، ولكن ما تحقق بالتصويت كانت غرامات تفرض للمرة الأولى على من اعتدى على أملاك الدولة، ووقفنا أيضا في وجه زيادة الضريبة على القيمة المضافة، ولكن توازنات المجلس النيابي نجحت في إضافة 1% فقط بالرغم من تأكيدنا لموقفنا أننا لا نقبل بهذه الزيادة، ولكننا في المقابل أسقطنا أيضا الكثير من الضرائب منها السفر عبر البر، والطابع المالي على البناء في الأرياف الذي كان سيحمل الذين يرغبون بالبناء في القرى ما يزيد على 1600000 على 200 متر بناء، فضلا عن ثمن رخصة البناء، وأعطينا حقوقا للذين لهم حقوق ومنعنا من أن تصل الضرائب إلى المحرومين والفقراء والمستضعفين".

وتابع: "الحكومة اليوم معنية بمنع أي أثر سلبي لما أقر من ضرائب أو من زيادات على الرواتب، وأن تمنع أي أثر سلبي على الحياة الاقتصادية الاجتماعية، فهناك موارد للسلسلة من غير زيادة الأسعار، تتحمل الحكومة مسؤولية جبايتها على أن تقوم بمسؤولياتها في منع التضخم أو زيادة الأسعار، وسنكون في موقعنا النيابي وداخل الحكومة من يراقب أداء السلطة التنفيذية، ليمنع أن يصاب المواطن بأي ضرر كان".

وختم: "فخامة رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون، أبلغ الوزراء في الجلسة الأخيرة أن الأمم المتحدة والدول المانحة ستقلص مساعداتها للبنان المقررة بإيواء النازحين السوريين، والتي لم تف أساسا بتعهداتها للبنان لمواجهة أزمة النازحين السوريين إلا بنسبة 8.6%، وعليه فإننا نسأل الحكومة: هل سنبقى نقول إن عودة النازحين إلى سوريا هي بيد الأمم المتحدة التي لا تقوم بمسؤولياتها تجاههم وتقول إنها ستقلص مسؤولياتها؟ نقترح على الحكومة واللبنانيين ردا على المواقف الدولية التي لم تف بتعهداتها، وعلى المواقف التي تقول بتقليص المساعدات أن تبادر سريعا إلى بدء عملية إعادة النازحين السوريين إلى سوريا التي تحررت أجزاء كبيرة منها أو أن تفتح البوابات اللبنانية البحرية لكي يهاجر النازحون السوريون إلى أوروبا، كما فعلت تركيا من قبل عندما امتنعت الجهات الدولية عن القيام بمسؤولياتها لمعالجة أزمة النازحين السوريين".

في الختام، وزعت الشهادات التقديرية على المكرمين. 

المصدر: الوكالة الوطنية