دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المتفوقين في الامتحانات الرسمية، الى "عدم الاكتفاء بما حصلوه، بل الى اعتباره منطلقا للمراحل الاخرى، لا سيما في الجامعات وفي تحصيل الثقافة، وهو الطريق الذي لا ينتهي"، داعيا اياهم الى "اكمال مسيرتكم فتكونوا نخبة المجتمع القادرة على تسلم مقاليد الوطن في المستقبل"، مؤكدا ان "العلم والثقافة يكملان بعضهما بعضا"، مشددا على "ضرورة ان يستفيد الطلاب من تجارب اسلافهم ويضيفوا عليها تجاربهم".
كلام الرئيس عون جاء خلال تكريمه قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، الطلاب المتفوقين في الامتحانات الرسمية اللبنانية الذين حازوا على المراتب الاولى والثانية والثالثة في الشهادتين المتوسطة والثانوية العامة بفروعها الاربعة، في حضور وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، المدير العام لوزارة التربية فادي يرق ورئيسة دائرة الامتحانات بالتكليف هيلدا خوري وذوي الطلاب.
وقد أمضى الطلاب قبل الظهر في القصر، وجالوا على قاعاته واطلعوا على سير العمل فيه.
حمادة
بداية اللقاء، القى الوزير حمادة كلمة، فقال: "جئنا اليكم اليوم يا صاحب الفخامة، مع هذه الباقة الفواحة من أثمن كنوز لبنان. وهي باقة المتفوقين في الامتحانات الرسمية، في الشهادة المتوسطة وشهادة الثانوية العامة بفروعها الاربعة. ومعهم اولياؤهم الذين ندين لهم بالرعاية والتضحية التي أدت الى هذه النتائج".
اضاف: "جئنا ونحن نعرف مقدار اعتزازكم بهم، جئنا ونحن نقدر عظمة محبتكم ورعايتكم للطاقات اللبنانية الواعدة. جئنا نضع تمايزهم وتفوقهم بين أيديكم لنستمع الى توجيهاتكم ونمتلئ من وطنيتكم، يا فخامة الرئيس، شرعة للحياة، ومن عزيمتكم الصادقة للنهوض بلبنان زخما، ومن تطلعاتكم لدور الشباب خارطة طريق. جئنا بجيشنا الفتي الذي يتفيأ بظل البواسل على الارض، لنتكامل معا بين السيف والقلم".
وتابع: "لقد انتزع المتفوقون بجهدهم وسهرهم المراتب الاولى وعلينا نحن أن نوفر لهم المناخ والفرصة لمتابعة التفوق ودخول سوق العمل وتحمل المسؤوليات الوطنية. إننا نقدر مشاغلكم السياسية والوطنية الضاغطة هذه الايام. ونعرف متابعتكم للتقارير الامنية والعسكرية في كل لحظة، وعلى الرغم من كل ذلك فقد خصصتم الوقت لإستقبال نخبة متفوقي لبنان، وهذا مؤشر واضح على موقع الشباب في أولوية اهتماماتكم، انتم الاب والراعي والمرشد لجميع اللبنانيين، فالشكر مكرر على هذا الاستقبال وهذه المحبة الغامرة. عشتم يا فخامة الرئيس وعاش التفوق اللبناني وعاش لبنان".
العريضي
ثم كانت كلمة للطالبة لين العريضي الحائزة على المرتبة الاولى في الشهادة المتوسطة، فقالت: "إن تفوقنا هذا هو ثمرة تعبنا وتعب اهلنا وتضحياتهم وثمرة جهود معلمينا واهتمام وزارة التربية ورعايتها. فخامة الرئيس، جئنا نهديكم هذا التوفق، عربون محبة واخلاص لكم وللبنان ونحن نعلم اهتمامكم الكبير بأمور التربية والتعليم. ففي كتابكم ما به أؤمن عبرتم عن حلمكم ببرنامج تربوي يحمل المعرفة الصحيحة وصولا الى قواعد التصرف مع الوطن... نعم فخامة الرئيس أردنا ان نتصرف جيدا مع هذا الوطن فأهديناه تفوقا طالما تعود عليه لنبقيه في العلى رافعين علمه عاليا اينما حللنا. ونأمل في عهدكم، عهد التميز أن يكرس تكريم المتفوقين في الشهادة الرسمية اللبنانية واجبا وطنيا يحتفل به كل عام، لأن تقدم لبنان لا يقوم إلا على العلم والثقافة وأن تخصص لهذه الغاية المنح اللازمة لمتابعة الاختصاصات في لبنان وخارجه".
عقل
ثم تحدثت الطالبة دارين عقل الحائزة على المرتبة الاولى في الشهادة الثانوية العامة فرع الآداب والانسانيات، فقالت: "إننا على ثقة أن عهدكم لن يمر دون القيام بنهوض تربوي شامل وأننا مع طلاب لبنان كلهم نتطلع الى هذا اليوم القريب بفرح وصبر ونقرأ ملامحه على سطور جبينكم الشامخ الوضاح. نعم نحن نثق بكم ثقة الابناء، ونحن متأكدون انكم ستولون شؤون التربية والتعليم في القطاعين الرسمي والخاص الاهتمام المعنوي والمادي اللازمين. أوليس بناء البشر، كما علمتمونا هو الذي يؤدي الى بناء الحجر والعكس غير صحيح".
وشكرت عقل "وزارة التربية وعلى رأسها معالي الوزير الاستاذ مروان حمادة وسعادة المدير العام للتربية الاستاذ فادي يرق ورئيسة دائرة الامتحانات الرسمية الاستاذة هيلدا الخوري وكل فريق الوزارة، الذين بادروا الى تكريمنا لاول مرة في لبنان، كما نشكرهم لأنهم هيأوا لنا شرف اللقاء بكم، وهذه أجمل هدية تلقيناها احتفالا بتفوقنا. نشكركم فخامة الرئيس على شرف استقبالنا في بيتكم، بيت كل تلامذة لبنان وكل متفوقيه.واننا نؤكد لكم يا "بي الكل" اننا سنكون ابناء لبنان كل لبنان. عشتم، عاشت التربية وعاش لبنان".
رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، معربا عن سعادته باستقباله، معتبرا ان "التميز الذي حققه المتفوقون هو نتاج ثلاث فئات من الشعب اللبناني الطلاب انفسهم، اساتذتهم، واهلهم الذين يعود لهم الفضل الاول في تربيتهم، لان التربية تبدأ في المنزل وتستكمل في المدرسة ومن ثم في المجتمع".
وتوجه رئيس الجمهورية الى الطلاب بالقول: "انكم النخبة وستكونون النموذج للشعب اللبناني في المستقبل، فكما مررنا في المدارس وجهدنا لتحصيل شهاداتنا كذلك ستفعلون وتبقى المدرسة الاهم هي مدرسة الحياة والثقافة المستمرة. ان الجامعات تفتح لكم ابواب العلم الا انكم انتم من ستدخلون هذه الابواب بكل ما ستدرسونه وتحصلونه فتستفيدوا من تجارب اسلافكم وتضيفوا عليها تجاربكم".
وشدد على ان "العلم والثقافة يكملان بعضهما بعضا، فالعلم بمفرده جاف، اما الثقافة فهي التي تمكن الكائن الاجتماعي من التواصل مع الاخر"، داعيا المتفوقين الى "عدم الاكتفاء بما حصلوه، بل الى اعتباره منطلقا للمراحل الاخرى، لا سيما في الجامعات وفي تحصيل الثقافة وهو الطريق الذي لا ينتهي"، متمنيا لهم "المزيد من النجاح لإكمال مسيرتهم فيكونوا نخبة المجتمع القادرة على تسلم مقاليد الوطن في المستقبل".
حفل كوكتيل وجولة في القصر
وبعد انتهاء لقاء الطلاب المتفوقين مع الرئيس عون والتقاط الصور التذكارية، انتقل الجميع الى "قاعة 25 ايار" للمشاركة في حفل كوكتيل اقيم على شرفهم، وتم في خلاله قطع قالب حلوى للمناسبة.
وقد اعرب المكرمون عن امتنانهم لمبادرة الرئيس عون وتقديره للطاقات اللبنانية المتفوقة، مؤكدين انه "كما أن الرئيس عون هو "بي الكل" فسنكون أبناء كل الوطن".
بعد ذلك، انتقل الطلاب الى غرفة الصحافة، حيث استمعوا الى شروحات قدمها مدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا حول عمل مكتب الاعلام، واجروا تجارب مصورة على القاء الكلمات والتصاريح والرسائل الاخبارية المباشرة، معبرين عن فرحتهم بزيارتهم قصر بعبدا ولقائهم رئيس الجمهورية وخوضهم هذه التجربة للمرة الاولى في حياتهم.
ثم جال الطلاب في ارجاء القصر وقاعاته مستمعين الى شروحات عن تاريخها والنشاطات التي تقام فيها.
وضم وفد الطلاب المتفوقين في الشهادة المتوسطة كل من، لين رجاء العريضي عن المرتبة الاولى، وعن المرتبة الثانية كل من: ماريلين كريم كرم، فاطمة ابراهيم قدوح، وزهراء ربيع تقش. وعن الثالثة كل من: لين انطوان عازار، تيا رشيد المشموشي، تمارا خير دله وروزي انطوان ابي نادر.
أما وفد المتفوقين في الشهادة الثانوية العامة فرع الآداب والانسانيات، ضم كل من: دارين فادي عقل عن المرتبة الاولى وكارولين جورج فيعاني عن الثانية. وعن المرتبة الثالثة افيتا حنا جبور وجوي ايلي الحاج.
وفي فرع العلوم العامة: نورهان مروان عبد الصمد عن المرتبة الاولى، وميرنا احمد قاسم عن الثانية وماريا محمود الحوراني عن الثالثة.
وفي فرع الاجتماع والاقتصاد: اوليانا خالد عرفات عن المرتبة الاولى، وديالا فيصل ناصر الدين عن الثانية. وعن المرتبة الثالثة زينة عبد الناصر بزي وسنا عزت هاشم.
أما في فرع علوم الحياة، فضم قاسم محمد سبيتي عن المرتبة الاولى، فاطمة حمزة رمال عن الثانية ووائل خليل حنا عن الثالثة.