تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 25-07-2017 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها اليوم الرابع من معركة المقاومة مع إرهابيي جبهة النصرة في جرود عرسال والانتصارات التي تحققها..

الأخبار 
تحرير الجرود: التلّي يطلب وساطة الاستسلام
صحيفة الاخبارتناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “انتهى وجود تنظيم القاعدة على الحدود اللبنانية ــ السورية، وفي غضون أيام، سينتهي وجوده داخل الأراضي اللبنانية. بعد ذلك، ستبدأ مرحلة التخلص من وجود إرهابيي «داعش». ويوم أمس، طلب «أمير» النصرة أبو مالك التلّي وساطة للاستسلام.
في غضون أربعة أيام، حققت المقاومة إنجازاً يمكن وصفه بالتاريخي: للمرة الأولى منذ عام 2011، انتهى وجود تنظيم القاعدة (المسمّى في سوريا «جبهة النصرة») على الحدود اللبنانية السورية. وفي المرحلة المقبلة، ستُنهي أيضاً وجود تنظيم «داعش»، لتصبح كامل منطقة الحدود آمنة من الوجود المسلّح المعادي للبنان وسوريا، بكافة نسخه.
وسبق للمقاومة أن أتمّت، إلى جانب الجيش السوري، تأمين عمق كبير داخل الأراضي السورية، يحفظ أمن لبنان، حاضراً ومستقبلاً. ما جرى في منطقة الحدود تجاوز تحقيق ردع في وجه المسلحين، إذ وصل إلى إبعاد الخطر تماماً.
يوم أمس، أنجزت المقاومة المرحلة الثانية من عملياتها العسكرية التي تستهدف «جبهة النصرة» في الجرود اللبنانية. ومنذ اليوم، ستنتقل إلى المرحلة الثالثة من العملية، وهي الإجهاز على ما بقي من مقاتلين، مع «أميرهم» أبو مالك التلّي، بعدما باتوا محصورين في مساحتين ضيقتين: وادي حميّد والملاهي من جهة، ووادي العويني من جهة أخرى. ما يمكن أن يرجئ إتمام العملية بدءاً من اليوم، هو إعلان الاستسلام، بلا أي شرط. وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن التلّي طلب تدخّل عدد من الوسطاء لإتمام عملية استسلام مقاتليه. وقالت مصادر أمنية رسمية لـ«الأخبار» إن التلّي اتصل بالشيخ العرسالي مصطفى الحريري («أبو طاقية»)، طالباً منه التوجه إلى الجرود لمحادثته. وبحسب المصادر، التقى الحجيري التلّي أمس، بعد تنسيق عملية انتقاله إلى الجرود مع الجيش اللبناني. وقالت المصادر إن خطوة التلي تعني أنه أيقن أن معركته انتهت، وأنه بات يبحث عن سبل للحفاظ على حياته وحياة ما بقي من مسلّحيه.
وفي مقابل طلب الوساطة، تستكمل المقاومة عمليتها، على أن تبدأ، بعد إقفال ملف «جبهة النصرة»، مرحلة القضاء على وجود تنظيم «داعش» في الجرود. وتلفت مصادر ميدانية إلى أن توقيت بدء العملية ضد «داعش» سيبقى مفاجأة، مشيرة إلى أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وعد بتحرير كافة الجرود وكامل السلسلة الشرقية، لا تلك التي يحتلها مسلّحو «جبهة النصرة» وحدهم. يُذكر أن الجزء الأكبر من الأراضي التي يحتلها مسلحو «داعش» تقع قبالة بلدتي راس بعلبك والقاع في الجانب اللبناني، وفي جرود بلدة قارة في سوريا.
ميدانياً، وفيما يقترب عناصر النصرة من المنطقة الخارجة عن سلطة الجيش التي تضم مخيمات للنازحين السوريين، قرب منطقة الملاهي في جرود عرسال، أكدت مصادر عسكرية لبنانية رسمية أن مسلّحي «سرايا أهل الشام الذين انسحبوا سابقاً إلى هذه المخيمات يأخذون على عاتقهم حمايتها ومنع تسلل «النصرة» إليها. وبالتالي، لا خوف من محاولة «النصرة» استعمال النازحين كدروع بشرية. إلا أن الوضع يبقى هشّاً في هذه المنطقة، ولا ضمانة حقيقية بألّا يحصل هذا الأمر».
وكانت المقاومة قد شنّت صباح أمس هجوماً واسعاً من عدة جهات باتجاه وادي الخيل وحصن الخربة في شرق عرسال اللبنانية، وسط تقدم لرجال المشاة ترافق مع اشتباكات عنيفة مع إرهابيي جبهة النصرة. ولاحقاً، تقدّمت مجموعات كبيرة من رجال المقاومة وأحكمت السيطرة بنحو كامل على وادي الخيل، أهم معاقل جبهة النصرة في جرود عرسال، ليرفع بعدها المقاومون رايات «تحية المجاهدين إلى شهداء المؤسسة العسكرية» حملت صور الشهداء الذين ذبحهم إرهابيو النصرة، وهم: الشهيد علي السيد والشهيد محمد حمية والشهيد علي البزال والشهيد عباس مدلج. كذلك رفعوا لافتة مشابهة على مدخل غرفة عمليات النصرة في جرود عرسال المعروفة، في مرتفع حقاب الخيل، التي كان التلّي يدير عملياته منها.
من ناحية أخرى، تمكنت المقاومة من بسط سيطرتها على كامل وادي المعيصرة في الجرد، في موازاة سيطرتها على مرتفع قلعة الحصن الذي يشرف مباشرةً على مثلث معبر الزمراني شرق الجرد، وذلك بعد كسر دفاعات مسلحي جبهة النصرة الذين انهاروا بشكل كامل. وقد أدى هذا التقدم العسكري الواسع إلى تحرير مواقع النصرة في وادي معروف ووادي كحيل ووادي زعرور ووادي الدم ووادي الدقايق. وعلى الأثر، انسحب المسلحون وفروا بواسطة دراجات نارية باتجاه خطوط التماس مع داعش في شرق جرد عرسال، فيما انسحبت مجموعات آخرى باتجاه وادي حميد والملاهي حيث مخيمات النازحين.
وكانت قيادة عمليات المقاومة قد أعلنت أن «المعركة مع جبهة النصرة أصبحت على مشارف نهايتها»، داعية جميع المسلحين في ما بقي من جرود عرسال إلى «حقن دمائهم وإلقاء سلاحهم وتسليم أنفسهم مع ضمان سلامتهم».
الجمهورية
الجرود على أهبة التحرُّر… و«المناقصات» تُغرِق بواخر الكهرباء!
وتناولت الجمهورية الشأن الداخلي وكتبت تقول “يكاد المشهد الداخلي لا يتّسع لسلسلة التطورات التي تتسارع على غير صعيد. في الميدان، تبدو المعركة التي يشنّها «حزب الله» على إرهابيي «جبهة النصرة» في جرود عرسال، قد وصَلت إلى خواتيمها، ومن ثمّ الانتقال إلى المرحلة الثانية بالتوجّه نحو مجموعات «داعش». وفي السياسة، بدأ رئيس الحكومة سعد الحريري محادثاته في واشنطن تمهيداً للقائه اليوم بالرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأمّا في الاقتصاد والمال فدخَل قانون سلسلة الرتب والرواتب المحطة ما قبل الأخيرة قبل النفاذ، والكلمة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إمّا أن ينشر القانون أو يردّه إلى المجلس النيابي لإعادة النظر فيه. وعلى حافة الملف المالي ثمَّة أزمة مرشّحة لأن تكهربَ الحكومة بعدما غرقت بواخر الكهرباء نهائياً، وفق ما تأكَّد من تقرير إدارة المناقصات حول صفقة البواخر، وجاءت نتيجة التقرير مناقضةً لِما يريد أصحاب الصفقة.
في الميدان، واضحٌ تقهقُر جبهة «النصرة» هجوم «حزب الله» لتحرير المنطقة التي يحتلها الارهابيون في الجرود، والمسألة باتت مسألة وقت قصير جداً، للقضاء عليهم. ودلَّ على ذلك بيان «غرفة عمليات المقاومة» الذي أكّد أنّ المعركة مع «النصرة» قد اصبحت على مشارف نهايتها، ودعا الارهابيين في ما تبَقّى من جرود عرسال إلى إلقاء السلاح، «فإنْ أراد من تبَقّى منهم حقنَ دمِه فليُلقِ سلاحه وليُسلّم نفسَه نضمن سلامته».
وبحسب مصادر ميدانية، فإنّ حالات فرار واسعة من صفوف «النصرة» تمّ رصدها اعتباراً من بعد ظهر أمس، حيث استخدم الارهابيون الهاربون درّاجات نارية توجّهوا بها نحو خطوط التماس مع «داعش» في شرق جرد عرسال، فيما فرّت مجموعات اخرى في اتجاه وادي حميد والملاهي حيث مخيمات النازحين قرب عرسال.
وبدا ذلك نتيجةً واضحة لتقدّمِ هجوم «حزب الله» في المنطقة والذي تصاعدت وتيرته في يومه الرابع أمس، حيث حرّر الحزب ما يزيد عن ثلثَي المساحة التي تسيطر عليها «النصرة».
وبحسب الاعلام الحربي، فإنّ مقاتلي الحزب شنّوا هجوماً واسعاً من عدة جهات باتجاه وادي الخيل وحصن الخربة. وسيطروا على كامل وادي المعيصرة وعلى مرتفع قلعة الحصن الذي يشرف بشكل مباشر على مثلّث معبر الزمراني، وعلى وادي الخيل أكبرِ معاقل «النصرة» في جرود عرسال. وكان الحزب قد سيطر على مواقع «النصرة» في وادي معروف – وادي كحيل – وادي زعرور – وادي الدم – وادي الدقايق في جرود عرسال.
ورَفع المقاتلون الرايات تحيةً إلى شهداء المؤسسة العسكرية، وحُملت صورُ الشهداء الذين ذبحتهم «النصرة»: علي السيّد – محمد حميّة – علي البزّال – عبّاس مدلج. كما رَفع مقاتلو الحزب لافتةً مشابهة على مدخل غرفة عمليات «النصرة» في جرود عرسال في مرتفع حقاب الخيل، حيث أدارَ منها أبو مالك التلّي عملياته حتى بداية معارك الجرود.
وقال قياديّ كبير في «حزب الله» لـ«الجمهورية»: «نستطيع ان نقول إنّ الحسم قد تمّ، والتحضيراتُ لجولاتٍ لوسائل الإعلام في المنطقة المحرّرة ستبدأ اعتباراً من اليوم، لكن مع هذا الحسم فإنّ المعركة لا تنتهي هنا، بل ستُستكمل قريباً جداً في الجانب الآخر من الجرود، أي الذي يحتلّه إرهابيّو «داعش» الذين باتوا أمام واحد من ثلاثة خيارات: إمّا أن يستسلموا أو يهربوا أو يُقتلوا، نحن ماضون في تحرير المنطقة وتنظيفها من أيّ أثر للارهابيين».
وإذ تكتَّم القيادي على موعد إطلاق الهجوم في اتجاه المنطقة التي يحتلها «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع، أكّد «أنّ المعركة هنا، أسهلُ من المعركة مع «النصرة» التي لها العدد الاكبر من الارهابيين في الجرود، ومع ذلك تمّ الإطباق عليها في فترة أقلّ ممّا قدّرنا، والإنجازات التي تحقّقت هي أكبر وأكثر ممّا قدّرنا أيضاً. مع انّ عناصر الحزب الذين يقاتلون «النصرة» ليسوا من قوات النخبة، بل هم من قوات التعبئة».
وأضاف القيادي: «لا نستغرب صراخ بعض الاصوات، ومحاولاتها تشويه العملية العسكرية، فهذا لا يعنينا. ما يَعنينا هو انّ هذه المنطقة محتلة، ونعمل على تحريرها من «النصرة» و»داعش»، هنا ينتهي دورنا، وسيتمّ تسليمها بالكامل الى الجيش اللبناني».

إجتماع أمني
وقد حضرَت التطورات الامنية في اجتماع أمني ترَأسه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، في حضور قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي قدّم شرحاً مفصّلاً للواقع العسكري الراهن والإجراءات التي اتّخَذها الجيش لحماية الحدود ومنعِ تسللِ الإرهابيين منها وتأمين سلامة المواطنين اللبنانيين والنازحين السوريين. ونوَّه رئيس الجمهورية بالجيش، مؤكّداً أنّ «نتائج التطورات الميدانية الأخيرة ستكون إيجابية وستعيد الأمن والاستقرار إلى الحدود».
وسبقَ الاجتماع صدورُ تقرير اللجنة الطبّية التي كشَفت على جثث السوريين الأربعة الذين أُلقيَ القبض عليهم في منطقة عرسال خلال العملية التي حصلت في 30 حزيران الماضي، وتبيّنَ أنّ وفاتهم ليست ناتجة عن أعمال عنف بل عن مشاكل صحّية مختلفة لكلّ منهم».

برّي
إلى ذلك، أعرَب رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن تقديره الكبير لِما يقوم به المقاومون في جرود عرسال، وكذلك ما يقوم به الجيش اللبناني، ولا سيّما في حماية الحدود ومنعِ تسللِ الارهابيين الى الداخل اللبناني.
وقال بري امام زوّاره: «جرود عرسال منطقة لبنانية محتلة، ومن واجبنا ان نحرّرها، وما تقوم به المقاومة هناك من حرب على الارهابيين، تقوم به نيابةً عن كلّ لبنان وعن كلّ اللبنانيين من دون استثناء، تماماً كما كان قتالنا لإسرائيل في الجنوب يعبّر عن كلّ لبنان واللبنانيين».
وأكّد بري «أننا اليوم في وقتٍ تُعبّر فيه الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة عن نفسها في أعلى تعبير، اليوم كما دائماً، الشعب يقف خلف الجيش والمقاومة.
وهناك صورة مشرقة تجلّت في مبادرة أبناء دير الأحمر إلى التبرّع بالدم، هذا ليس غريباً على إخواننا المسيحيين، هم يقومون بمثلِ ما قاموا به خلال عدوان 2006 حينما فتحوا الكنائس والاديرة لاستقبال إخوانهم. إنّ الشعب اللبناني يعرف أين هو الصحّ، وما هو الصحّ، وهذا الذي يقوم به اليوم هو الصحّ بعينِه».

قانون «السلسلة»
على صعيد آخر، وقَّع بري أمس، مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب، ومشروع قانون الموارد اللذين أقرّهما المجلس في جلسته العامة يومَي الثلثاء والاربعاء الماضيَين. وقد أحيلَ القانونان فوراً إلى مجلس الوزراء، على طريق إحالتهما إلى رئيس الجمهورية للنشر.
وفيما أثيرَت بَلبلة نهار أمس، حول ما يمكن أن يُقدِم عليه رئيس الجمهورية، سواء لنشرِ القانونين أو ردِّهما، أو نشرِ أحدِهما وردّ الآخر، قال مواكبون لهذا الموضوع لـ«الجمهورية»:» مِن المبكر الحديث عمّا سيتّخذه رئيس الجمهورية من موقف تجاه قانون السلسلة.
فالقانون لم يصل بعد الى قصر بعبدا، وأمام رئيس الجمهورية مهلة شهر للنظر في مضمونه وإخضاعه للبحث مادةً مادة، وخصوصاً تلك التي تتناول فَرض المزيدِ من الضرائب والرسوم لتوفير موارد السلسلة المالية قبل اتّخاذ القرار المناسب بشأنها».

الحريري
مِن جهة ثانية، باشرَ الحريري أمس لقاءاته في واشنطن بزيارة مبنى الكابيتول ومقرّ البنك الدولي.
وقالت مصادر الوفد اللبناني لـ«الجمهورية» إنّ الحريري «يحمل الى العاصمة الاميركية ثلاثة ملفات: الاستقرار السياسي والاقتصادي، ومواجهة أعباء النزوح السوري، وتجنيب لبنان تداعيات فرضِ العقوبات على جهات لبنانية.
وكشفَت المصادر أنّ الحريري سيعرض على المسؤولين الاميركيين خطة استثمار رأسمالي أعدّها فريق عمل من خبراء واقتصاديين سيطلب على أساسها دعمَ واشنطن وضغطها على المجتمع الدولي لمساعدة لبنان وتحمّل المسؤولية تجاهه في إيوائه هذا العددَ الهائلَ من النازحين، لأنّ البديل هو الفوضى التي تشكّل خطراً على انفلاش الأزمة وعبور النازحين نحو بلدان أخرى».
وأكّدت المصادر أنّ الحريري «سيركّز في محادثاته على دعم الجيش والأجهزة الامنية، لأنّ لبنان يستثمر في الأمن بشكل غير مسبوق. كذلك سيُبلغ المسؤولين في عاصمة القرار التزامَ بلاده تطبيقَ العقوبات مع ضرورة التنبُّه لئلّا تطبّق بطريقة تؤثّر على الاستقرار المالي والسياسي».

طارت صفقة البواخر
على صعيد آخر، وفي تطوّر لافِت، أبحرَت مناقصة بواخر الكهرباء بعيداً، وربّما إلى اللا رجعة، بعدما انتهت إدارة المناقصات من إعداد تقريرها عن استدراج العروض المالية المتعلقة باستقدام توليد الكهرباء العائمة (البواخر)، وانتهت فيه الى عدم جواز أو قانونية فضِّ العروض، بسبب وجود عارضٍ وحيد أو بالأحرى شركة واحدة، وهي الشركة التركية (karpowership).
علماً أنّه، قانوناً، تنتفي المنافسة مع وجود عارض واحد، ولا يعود هناك مبرّر لفتحِ العرض المالي الوحيد، بحسب مصادر متابعة لعمل إدارة المناقصات، التي أشارت الى ثغرات سَجّلها تقريرُها المحالُ إلى وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل، ولا سيّما لجهة عدم انطباق ما اتّخِذ من إجراءات لاستدراج عروض البواخر على النظام المالي لمؤسسة كهرباء لبنان، لا على قانون ديوان المحاسبة، ولا على قانون المحاسبة العمومية، ولا على الأسُس المنصوص عليها في نظام المناقصات.
وعلمت «الجمهورية» أنّ إدارة المناقصات أحالت تقريرَها إلى وزير الطاقة الذي بات عليه ان يُعدّ بدوره تقريراً مفصّلاً ويَرفعه الى مجلس الوزراء للبتّ به بأسرع ما يمكن، وفق ما نصَّ عليه قرار المجلس الذي أحال ملفَّ البواخر الى إدارة المناقصات، ما يعني أنّ الكرة باتت في ملعب أبي خليل. فهل سيُعِدّ تقريرَه وفق تقرير إدارة المناقصات، أم سيتريّث؟ علماً أنّ هناك من يتحدّث عن ضغوط ما زالت تمارَس من أجل تمرير هذه الصفقة مهما كلّف الأمر!
اللواء
الحريري في البنك الدولي .. الإختلاف في لبنان لن يعطل العمل الحكومي
هدوء ليلاً في الجرود.. والمرعبي لـ«اللـواء»: مذكرة من النازحين لمغادرة عرسال إلى طرابلس أو بلد ثالث
جريدة اللواءبدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “فيما كانت رحى المعارك لا تزال تدور على تلال عرسال وجرودها، مع أن اعلام حزب الله كان يُشدّد على ان المواجهة في يومها الرابع، اوشكت على النهاية، كان الرئيس سعد الحريري من الكابيتول في واشنطن، يعلن ان «لبنان يشهد الكثير من التحديات الا انه ينعم بالاستقرار على الرغم من كل ما تشهده المنطقة من حروب، وهو لا يزال نموذجاً للإعتدال في المنطقة، يجب المحافظة عليه وتعميمه للحفاظ على الأقليات في المنطقة كلها، خاصة وأن الدستور اللبناني يكفل هذه الحقوق.
ومن زاوية ان أبرز التحديات التي تواجه لبنان اليوم: الأمن وأزمة النازحين، واستعداداً لتتويج اللقاءات باستقبال الرئيس دونالد ترامب اليوم للرئيس الحريري والوفد المرافق، استهل الرئيس الحريري اجتماعاته بلقاء مساءً مع مجلس شؤون الموظفين في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي كريس بروز ومدير سياسة اللجنة ماثيو دونافان، بحضور الوزير جبران باسيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
وبعد الظهر، زار مقر البنك الدولي حيث التقى المديرة التنفيذية للبنك كريستالينا جبور جيفا، بحضور الوفد المرافق ثم اجتمع مع فريق العمل اللبناني في البنك وصندوق النقد الدوليين وممثل المجموعة العربية في البنك الدولي ميرزا حسن وممثل المجموعة العربية في صندوق النقد حازم الببلاوي ومدير الشرق الأوسط ووسط آسيا في صندوق النقد جهاد أزعور.
وعلمت «اللواء» ان الجانب اللبناني كان يُشدّد خلال لقاءاته في الكابيتول ومقر البنك الدولي على أهمية المساعدة الدولية والأميركية على وجه الخصوص لعودة النازحين السوريين إلى مناطق آمنة داخل سوريا.
وقال موفد «اللواء» إلى واشنطن ان الرئيس الحريري شدّد خلال لقاءاته التمهيدية سواء في الكونغرس أو البنك الدولي على أهمية تحييد لبنان والاستمرار بتسليح الجيش اللبناني، وعلى الأهمية الاستثنائية للمساعدة الاقتصادية، ووصف مصدر شارك في الاجتماعات النتائج الأوّلية بالجيدة.
وفي مستهل اللقاء تحدث حسن مرحباً بالرئيس الحريري في مجموعة البنك الدولي ولقاء زملائنا من الجالية اللبنانية العاملين في البنك وصندوق النقد.
ثم تحدث الرئيس الحريري معبراً عن فخره بالاجتماع، وقال: وجودكم هنا يعزز دور لبنان ويثبت دور اللبنانيين وقدراتهم على الابداع في كل العالم. ان لبنان اليوم وكما تعلمون يعيش معجزة صغيرة وسط منطقة مشتعلة، وقد استطعنا ان نتوصل في لبنان الى نوع من التوافق لكي نحافظ على البلد، خاصة واننا نرى ما يحدث في سوريا والعراق وغيرها من المناطق العربية.
همي الوحيد هو كيفية المحافظة على لبنان وان نبذل كل ما في وسعنا لنتمكن من النهوض بالبلد وتثبيت الاستقرار والنهوض بالاقتصاد، وهذا يشكل اليوم اساسا لما اتيت للتحدث به في البنك الدولي لاننا في لبنان نعرف ان لدينا شراكة في مكان ما مع البنك تعود الى عشرات السنين خلت، ونسعى الى تطويرها لكي نتمكن من النهوض بالاقتصاد اللبناني خاصة في هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها، اكان فيما يتعلق بالنمو في لبنان او العجز الذي يعاني منه في ظل وجود مليون ونصف مليون نازح سوري.
وقال: تعلمون جيدا انه قبل بدء الازمة في سوريا كانت البنى التحتية في لبنان مستهلكة واليوم مع اضافة مليون ونصف نازح سوري فلنتخيل مدى الاهتراء الذي لحق بهذه البنى.الحمد لله ان فخامة الرئيس وانا تمكنا من ان نصل الى حل سياسي في البلد واساس هذا الحل هو حماية لبنان من كل ما يحدث خارجه وتحصين الداخل من خلال طرح المشاريع المتعلقة بالنهوض، وانا فخور برؤيتكم موجودين هنا في هذه المؤسسة العريقة التي لطالما ساعدت لبنان.
وردا على اسئلة الحضور قال الرئيس الحريري ان هامش الاستثمار في البلد واسع جدا على الرغم من التحديات الكبرى التي نواجهها فقانون الانتخابات الذي اقريناه مؤخرا كان من اصعب الامور التي من الممكن ان تمر ، وقد استغرق اكثر من سبع سنوات من النقاش ولم يقر، ولكننا تمكنا خلال اشهر عدة من اقراره لان هناك توافقا وجوا ايجابيا. جميعنا يعمل على تدوير الزوايا في كل المواضيع ويجب القيام بذلك لاننا نعلم انه في نهاية المطاف اننا اذا اختلفنا سيحدث مشكل كبير في البلد ونحن لا نريد العودة الى الوراء، لذلك فهذا التوافق قائم بيننا وبين رئيس الجمهورية وبين سائر الافرقاء في الحكومة.
وختم قائلا: هناك امور سياسية قررنا ان نختلف حولها ولا يمكن ان نتفق عليها كموضوع ايران او سوريا، هم مع ونحن ضد، ولكننا اتفقنا على ان هذا الاختلاف لن يعطل العمل الحكومي.
كما اننا نعمل على تسريع اقرار المشروع المتعلق بالنفط والغاز وسيصار الى اقراره في مجلس النواب في الاسابيع المقبلة بعد طول انتظار، كذلك فقد تم اقرار سلسلة الرتب والرواتب مع كل الاصلاحات والاضافات بالواردات التي تضمنتها.
اليوم الجميع واع لحجم التحديات التي نواجهها والى ضرورة اقرار الاصلاحات وهناك فرصة للقيام بها والجميع جاهز لتقديم التنازلات لانهم مقتنعون بانها السبيل الوحيد للمضي قدما للنهوض بالبلد، فالوضع في لبنان صعب ولكنه ليس مستحيلا.

اجتماع أمني
وفي بعبدا ترأس الرئيس ميشال عون أمس الاجتماع الأمني الذي كان أشبه بجلسة عسكرية، حيث كان عرض لمواقع انتشار المسلحين المحاصرين واماكن محاصرتهم، وما إذا كانت هناك من مسارب لأي فرار محتمل، فضلاً عن انتشار الجيش على الحدود والمواقع الاستراتيجية، وجرى التركيز خلال الاجتماع على أهمية حماية المدنيين في عرسال والنازحين الموزعين على 18 مخيماً في المنطقة وجرى التأكيد على تعزيز القوى الأمنية لحماية الحدود، وكان الرئيس عون واضحاً في مسألة حماية المواطنين والنازحين.
وبحسب مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، نوّه الرئيس عون بجهوزية الجيش واستعداده لصد أي اعتداء على الأراضي اللبنانية وحماية السكان والنازحين وتأمين سلامتهم في عرسال ومحيطها، وفي سائر القرى والبلدات على امتداد الحدود.
وفي موقف لافت، اعتبر عون ان نتائج التطورات الميدانية الأخيرة ستكون إيجابية على صعيد الحد من اعتداءات الارهابيين وممارساته ضد المدنيين والعسكريين على حدّ سواء وسوف تعيد الأمن والاستقرار إلى الحدود.
وعلى خط آخر لم يعرف بعد ما إذا كانت المعركة ستستمر لمحاربة داعش بعد الانتهاء من جبهة النصرة، وعلم أن هناك مفاوضات يقودها العامل على هذا الخط حول الحصول على انسحابات وشروط معينة على غرار ما جرى في باقي المناطق السورية.
من ناحية ثانية، أوضح وزير شؤون النازحين معين المرعبي لـ«اللواء» أنه منذ ثلاثة أسابيع طلب عدد من النازحين الاجتماع به لطلب العودة أو السفر الى بلد ثالث بعد الأحداث التي حصلت بحق النازحين، وكشف أنه طلب أن يتم تسليمه مذكرة خطية للتوثيق وان يكون الاجتماع في حضور ممثلين عن المفوضية السامية للاجئين وكان من المفترض حصول اللقاء أمس في حضور هؤلاء الممثلين إلا أنه في أثناء المشاركة بواجب التعزية بنائب رئيس بلدية عرسال السابق أحمد الفليطي موفداً من الرئيس الحريري والإطلاع على أحوال أبناء المنطقة والنازحين تمت تلاوة المذكرة وتسليمي إياها أمام الحاضرين في المخيم.
وفي رد على سؤال قال إن الموضوع يجب أن يدرس مع مفوضية شؤون اللاجئين التي من المفترض أن تتولى تفاصيله مع الأتراك والسوريين.
يذكر ان المذكرة تضمنت رغبة هؤلاء النازحين بالعودة إلى سوريا فور توفّر الأمن والأمان، وإذا لم يتوفر ذلك فإلى جرابلس في سوريا، بالتنسيق مع الدولة التركية والأمم المتحدة في حال كانت الأوضاع الأمنية تسمح بذلك.

مواقف سياسية
في هذا الوقت الذي طغت فيه التطورات الامنية والعسكرية في معركة جرود عرسال، على المشهد السياسي اكد تيار المستقبل في بيان رفضه ان يتخذ الآخرون من محاربة الارهاب سبيلاً لتجاوز الدولة ومؤسساتها الدستورية ووسيلة لتبرير المشاركة في الحروب الاهلية العربية او التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، مشيرا الى انه «لن يقع في خطيئة اعتبار المعارك الدائرة في جرود السلسلة الشرقية فرصة لاضفاء الشرعية الوطنية على مشاركة الحزب في الحرب السورية، مهما بلغ حجم التهديدات والرسائل المكتوبة والمتلفزة التي تهدد المعترضين على سياسة حزب الله بالقتل والابادة.
وحمّل المكتب السياسي لحزب الكتائب السلطة السياسية مسؤولية التنازل عن سيادة لبنان وعن واجبها في تحرير ارضه، مؤكدا على دور الجيش اللبناني في مكافحة الارهاب والحفاظ على سيادة لبنان وامنه واستقراره وحماية حدوده.
أما «القوات اللبنانية» فرأى وزير الشؤون الاجتماعية بيار بوعاصي «اننا معنيون فقط بالقرارات التي تتخذها الحكومة اللبنانية وتنفذها الأجهزة الأمنية، مشيراً إلى اننا ننظر إلى ما يجري في جرود عرسال من منظار «حزب الله»، مجداداً التشديد عن الدعم المطلق للجيش اللبناني فقط.

معركة الجرود
ميدانياً، أفادت آخر المعلومات عن هدوء حذر في جرود عرسال نتيجة توقف القصف المدفعي والصاروخي منذ الخامسة عصراً، لافساح المجال أمام عمليات تمشيط وتنظيف المواقع التي سيطر عليها «حزب الله» بعد ان اعلنت قيادته ان «المعركة باتت على مشارف نهايتها»، داعية المسلحين إلى «تسليم أنفسهم مع ضمان سلامتهم حقناً للدماء»، فيما أفاد الإعلام الحربي التابع للحزب من «حصول حالات فرار وانسحابات واسعة في صفوف إرهابيي «النصرة» بواسطة دراجات نارية في اتجاه خطوط التماس مع «داعش» شرق جرود عرسال ووادي حميد والملاهي، حيث مخيمات النازحين، مما دفع الجيش اللبناني إلى تعزيز اجراءاته الأمنية في المنطقة لعزل المخيمات عن الجرود، وهو كان عمل صباحاً على تسهيل دخول النازحين من المخيمات في وادي حميد إلى داخل البلدة، وسهل بالتعاون مع الصليب الأحمر على دخول 79 من النساء والأطفال إلى عرسال البلدة.
وكان «حزب الله» نفذ صباحاً هجوماً واسعاً تخللته اشتباكات من جهات عدّة باتجاه حصن الخربة ووادي الخيل، أهم معاقل جبهة «النصرة» في جرود عرسال، وأقرت تنسيقيات المسلحين عن سيطرة الحزب على وادي الخيل، كما سيطر الحزب على كامل وادي المعيصرة وعلى مرتفع قلعة الحصن الذي يشرف بشكل مباشر على مثلث معبر الزهراني شرق الجرد وعلى وادي الخيل، إضافة لوادي معروف ووادي كحيل ووادي الزعرور ووادي الدم والدفايق.
ولم يعرف بعد مصير امير «النصرة؛ في الجرود ابو مالك التلي، سوى انه بات محاصراً في مربعي الزمراني والعجرم، اللذين كانا هدفا للطائرات السورية، وانه لم يبق له خيار سوى اللجوء الى مناطق «داعش» الى الشمال الشرقي، مقابل رأس بعلبك والقاع، حيث يفترض ان تدور هناك وقائع المرحلة الثانية من المعركة.
وشيع الحزب، امس، احد قادته العسكريين والميدانيين، جعفر علي مشيك الذي قضى في وادي الخيل، في بلدته كفردان غربي بعلبك، كما شيع واهالي بلدة طليا شرقي بعلبك حسن عباس المصري.
من ناحية ثانية، نفت مصادر امنية ان تكون الاجهزة الامنية قد حددت مكان تواجد العسكريين المخطوفين لدى «داعش»، مشيرة الى ان كل المعلومات التي تحدثت عن هذا الموضوع لا اساس لها من الصحة.
وفي سياق متصل، رفع حزب الله بعد صور شهداء الجيش الاربعة، على اكبر معاقل النصرة في جرود عرسال، في دلالة على انه قضى على المجموعة الارهابية التي عمدت الى اعدام الشهداء الاربعة بعد احتجازهم في آب من العام 2014.
البناء
موسكو: التهدئة إلى إدلب تمهّد لإنهاء داعش… وفشل أميركي بحلّ وسط للقدس
المقاومة تُنهي البعد العسكري لحرب الجرد… إلى مصير العسكريين والمتابعة الأمنية
الحريري وترامب: أولويّتان مختلفتان للتطبيع والمواجهة… الأسد أم حزب الله؟
صحيفة البناءصحيفة البناء كتبت تقول “مع إعلان موسكو عن نشر قواتها المراقبة جنوب سورية وتركيز نقاط مراقبة وتفتيش في المناطق التي تشملها التهدئة في الغوطة الشرقية، جاء إعلان ضمّ مدينة إدلب لمناطق التهدئة، رغم وقوعها تحت سيطرة جبهة النصرة، ما فسّرته مصادر روسية إعلامية بمحاولة لمنح الأتراك الفرصة الكافية لفك وتركيب الوضع الأمني والعسكري في شمال سورية وفقاً لمسار أستانة، وهي فرصة قد تمتد لشهور هي الوقت اللازم لتطبيق مندرجات التفاهم مع واشنطن على تركيز الجهود لإنهاء وضع داعش، بعدما قاربت معركة الرقة على النهاية وصار استحقاق القتال في دير الزور وريفها، وخصوصاً مدينة الميادين راهناً، حيث الجيش السوري وحلفاؤه سيشكلون القوة الرئيسية في مواجهة داعش وحيث المساهمة الجوية الروسية ستكون أساسية، ليفتح بعدها ملف الشمال والجنوب مجدداً، للجماعات المسلحة والقيادات المعارضة كما للحكومات الإقليمية للمشاركة عبر بوابتي أستانة وجنيف نحو الحل السياسي في سورية تحت مظلة الدولة السورية ورئيسها تمهيداً لانتخابات في ظل دستور جديد يضعه السوريون ويستفتون عليه بمساعدة أممية.
بموازاة الإنجاز الروسي أخفقت واشنطن في إزالة ما تعتبره لغماً مفخخاً يعترض سياساتها في المنطقة تمثله الأزمة المفتوحة حول القدس والمسجد الأقصى، حيث تقف إسرائيل مرتبكة ومنقسمة بين خيارين أحلاهما مرّ. فنصف قادتها يدعون لنزول سريع عن شجرة التصعيد وتقديم التراجع هدية للسعودية والأردن ومصر، بما يقيد فرص تحويل التراجع سبباً لنصر فلسطيني. ويرون التصعيد لعبة لحس مبرد ستفجّر انتفاضة يصعب التحكم بمسارها تستنهض الشارعين العربي والإسلامي وتمنح حزب الله فرصاً ذهبية لتوظيفها واستدراج «إسرائيل» للمزيد من الحماقات وصولاً لكمين ينصبه لها وفقاً لأجندته، كما قال عدد من الباحثين شاركوا في نقاشات أجرتها الصحف «الإسرائيلية» حول أزمة القدس. بينما النصف الآخر كتب ونشر مواقفه تحت عنوان لا يجوز التنازل، فالقضية ليست إجراءات، بل قضية السيادة على القدس. وكل تنازل سيلحقه طلب تنازل لاحق، وتكرّ سبحة التنازلات حتى تخرج القدس الشرقية من قبضة الجيش «الإسرائيلي».
بين الإنجاز الروسي والإخفاق الأميركي معارك الميدان السوري تحاكي انتصار المقاومة في جرود عرسال والقلمون، ووفقاً لمصادر عسكرية متابعة أنهت المقاومة البعد العسكري من المعركة، حيث ضربت القوة المركزية للنصرة، وحرّرت بصورة شبه كاملة المناطق التي كانت تحت سيطرتها، وبقيت جيوب تتم معالجتها أمنياً، كما حالات الفرار نحو مواقع النازحين، أو نحو مناطق سيطرة داعش التي صارت عملياً على تماس مع مناطق تواجد المقاومة التي دخلتها على حساب النصرة، والانتقال من البعد العسكري إلى المعالجات الأمنية لا يحكمه سقف زمني، ففيه شراكة مع الدولة اللبنانية وأجهزتها، التي ستتولى ترتيب وضع مخيمات النازحين، وضمان عدم تحوّلها مأوى لعناصر النصرة الفارين. ويتداخل بالملف الأمني مصير داعش والتفاوض مع قيادة التنظيم المقطوع الجذور الآن والمحكوم بنتائح معركة النصرة، ومعه يتداخل ملف العسكريين المخطوفين، وكلها ملفات سيكون للأجهزة الأمنية وللدولة دور أكبر فيها من دور المقاومة. وحين تقفل الطرق أمام الحلول السياسية في أيّ من هذه العناوين ويستدعي الأمر حملة ثانية ستكون المقاومة جاهزة لها كما كانت في هذه الجولة.
خلال أيام سيكون، وفقاً للمصادر، تثبيت المواقع المحرّرة وترتيب تواصلها وإنهاء الجيوب وتنظيف الجغرافيا من الفخاخ والألغام، وتكون جولة إنهاء النصرة قد انتهت، لتبدأ المرحلة الأمنية التي يتقرر في ضوئها مدى الحاجة لجولة عسكرية ثانية ومتى؟
سياسياً، مواكبة شعبية وإعلامية مميّزة لانتصارات المقاومة، رغم بعض الصراخ والضجيج خصوصاً لدى بعض رموز تيار المستقبل، البعض الذي يبدو أن كلمة السر السعودية لم تصله حول الصمت المفيد والغموض البناء، كما تبلّغه رئيس الحكومة قبيل سفره إلى واشنطن، وربما لم يرد تعميمه إلا على المقربين، بانتظار ما سيجري بينه وبين الرئيس الأميركي وأركان إدارته، حيث توقعت مصادر لبنانية مقيمة في واشنطن ومتابعة لسياسات إدارة الرئيس ترامب أن يكون اجتماع الحريري مع ترامب مجرد لقاء بروتوكولي بينما النقاش الجدّي سيكون في لقاءاته بأركان الإدارة، حيث الأولويات مختلفة عن الأولويات التي يحملها الحريري الذي سيتمسّك بتقديم الصراع في المنطقة، وخصوصاً بلاد المشرق كصراع مع ثنائي الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ومن ورائهما إيران، بينما بات محسوماً لدى إدارة ترامب تحييد الرئيس السوري من خطط المواجهة. وفيما سيحاول الحريري، وفقاً للمصادر، القول بأن مواجهة حزب الله تبدأ من منع خروج الرئيس السوري منتصراً، لأن هذا هو النصر التاريحي لحزب الله، وأن العقوبات الموسّعة على حزب الله مع الاعتراف ببقاء الرئيس الأسد تصيب لبنان أكثر مما تصيب حزب الله، ويصير لها معنى إذا بقيت المواجهة مفتوحة مع الرئيس السوري، وأن خروج الرئيس الأسد منتصراً سيعيد لبنان إلى ما قبل صدور القرار 1559، وسيستعيد حلفاء سورية قوتهم في لبنان وتسقط محاولات الحصار لحزب الله، سيصرّ أركان الإدارة على اعتبار الحرب في سورية قيد الانتهاء ضمن تفاهم روسي أميركي على أولوية إنهاء داعش وقضايا تتجاوز حسابات قوى المنطقة والحلفاء ومن ضمنها تحييد الرئيس السوري عن لائحة الأهداف الأميركية، بينما المواجهة مع حزب الله وإيران تصلح لتكون هدفاً مشتركاً.

إنجاز المرحلة الأولى
في اليوم الرابع على المواجهات بين حزب الله وجبهة «النصرة» في جرود عرسال، أنجز المقاومون المرحلة الأولى من العملية بنجاح بعد أن حققوا تقدّماً واسعاً في الجرود إثر هجوم واسع منذ ساعات الصباح الأولى من جهات عدة باتجاه وادي الخيل وحصن الخربة في شرق عرسال اللبنانية.
وفيما لم تعلن مصادر المقاومة توقيتاً زمنياً لنهاية المعركة، أكد مصدر قيادي ميداني لـ«البناء» أن «المعركة مع النصرة شارفت على نهايتها والساعات القليلة المقبلة كفيلة بالإجابة».
وأكد المصدر نفسه «أن انسحابات تكتيكية يجريها عناصر جبهة النصرة من بعض مواقعها في جرود عرسال»، تزامن ذلك مع «انسحاب مجموعات أخرى باتجاه وادي حميد والملاهي، حيث مخيمات النازحين، وسط إجراءات حاسمة للجيش اللبناني لمنع تسلل المسلحين إلى مخيمات النازحين». ومسؤول قيادي في «النصرة» والمعروف بـ»الأنصاري» من بين الذين «فرّوا من قلعة الحصن شرقاً باتجاه منطقة سيطرة داعش». ولفت المصدر الى «أن قرار الهجوم لن يتوقف على وادي حميد والمعركة لن تتوقف لحين التأكد من القضاء على النصرة على كامل نطاق سيطرتها ولا رجوع عنه».
ميدانياً، سيطر حزب الله على كامل وادي المعيصرة في جرد عرسال وعلى مرتفع قلعة الحصن الذي يشرف بشكل مباشر على مثلث معبر الزمراني شرق الجرد، وعلى وادي الخيل أهم معاقل «النصرة» في جرد عرسال وعلى وادي معروف – وادي كحيل – وادي زعرور – وادي الدم – وادي الدقايق في جرود عرسال، وسط حالة من الانهيار بصفوف الإرهابيين، وبعد اشتباكات عنيفة وقاسية اندلعت بين «حزب الله» وعناصر من جبهة «النصرة» للمرة الأولى عند أطراف وادي حميد، الذي يعتبر المعقل الاساس للنصرة بعد وادي الخيل. وأكد مصدر في المقاومة لـ«البناء»، «أنه مع سقوط منظومة الاتصالات التابعة للنصرة في الجرود وتدميرها لم يعد أمام ما تبقى منهم إلا الاستسلام أو الموت».

اتصال «التلي» بـ «أبو طاقية» أودى بالفليطي
وفي سياق متصل، أوضحت مصادر أمنية معنية «أن أبومالك التلي كان قد اتصل بمصطفى الحجيري الملقب بـ «أبو طاقية» طالباً منه التدخل والمباشرة بمفاوضات مع حزب الله». ولفتت المعطيات الميدانية «أن هذا الاتصال وضع أحمد الفليطي في أجوائه الذي همّ سريعاً وكان الكمين المحكم الذي أودى بحياته». وفيما يخصّ تواجد التلي فإن مصادر أمنية متابعة ومتطابقة تشير لـ «البناء»، «أن التلي حدّد مكانه»، وفي معلومات ذات صلة فإن «إحكام الطوق عليه له صلة بالمخطوفين».

استعداد للمرحلة الثانية
وقالت مصادر عسكرية متابعة للوضع الميداني في الجرود لـ«البناء» إن «المهمة العسكرية التي حددتها قيادة المقاومة في المرحلة الأولى من العملية، قد أنجزت بالكامل وبنجاح تامّ وما تبقى ليس سوى عملية تنظيف للجرود من المسلحين. وبالتالي إن القيادة الميدانية غير ملزمة بوضع مهلة زمنية محدّدة لإنهاء عملية التنظيف وتحمّل خسائر بشرية بل تقوم بذلك وفق مقتضيات الميدان»، موضحة أن «العملية تحوّلت من عمليات عسكرية ميدانية الى ملاحقة ومطاردة أمنية للإرهابيين في الأودية والهضاب والكهوف».
وأوضحت المصادر نفسها أن «السبب الذي يقف خلف الانهيار السريع لقيادات وعناصر ومواقع جبهة النصرة هو أسلوب المباغتة في الهجوم الذي اتبعه حزب الله والتمويه الإعلامي في تحديد توقيت المعركة، إذ توهمت النصرة أن حزب الله لن يشن المعركة قبل شهرين». ولفتت المصادر الى أن «أمام التلي خيارين: إما الاختباء في أحد الكهوف مع حلقة ضيقة من المرافقين وانتظار حتفه، وإما التنكر والتسلل الى مخيمات النازحين السوريين في عرسال أو الى الأراضي السورية الى إدلب، الأمر الذي لن يمكنه من النجاة بسبب خلافاته مع أمير جبهة النصرة في سورية أبو محمد الجولاني».
واستبعدت المصادر أن يلتحق التلي بتنظيم داعش بسبب الخلافات والثأر القديم بين التنظيمين، ولفتت الى أن «المقاومة ستواصل المرحلة الثانية من العملية وهي القضاء على داعش، لكن ستنصرف لبعض الوقت الى تثبيت مواقعها في التلال والهضاب الحاكمة ثم تقييم المرحلة الأولى من العملية ووضع خطة جديدة للمرحلة الثانية. وبالتالي هناك فاصل زمني بين المعركتين ولو أن المعركة مع داعش ستكون أسهل من المعركة مع النصرة».
وكان المقاومون قد رفعوا رايات في وادي الخيل في جرود عرسال تحية لشهداء الجيش والرايات حملت صور الشهداء الذين قتلهم إرهابيو النصرة في الجرود. وعزّز الجيش إجراءاته الأمنية في المواقع المواجهة لوادي حميد بعد رصد عمليات فرار مسلحي النصرة الإرهابيين من العجرم باتجاه الملاهي.

هل يُفتح باب التفاوض لإطلاق العسكريين؟
وفي حين تسود حالة من القلق والحذر والترقب أوساط أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش»، يعلّق الأهالي الآمال على معركة الجرود علها تفتح باباً للتفاوض مع «داعش»، وقد أوردت مصادر إعلامية معلومات عن تحديد موقع العسكريين المخطوفين في الجرود، غير أن مصادر الأهالي نفت لـ«البناء» ذلك «واضعة إياها في إطار الإشاعات، مؤكدة أنها لم تتلق أية معلومات في هذا السياق»، مشيرة الى أن «إطلاق إشاعات خارج الإطار الرسمي سيترك تداعيات سلبية على معنويات الأهالي»، كما نفت مصادر رسمية لـ«البناء» هذه المعلومات، معتبرة أن «مصيرهم لا يزال مجهولاً».
ودعت مصادر الأهالي الجهات المعنية في الدولة اللبنانية لاستغلال ما يجري في الجرود وتحريك ملف التفاوض مع داعش لإطلاق العسكريين، مؤكدة أن «الأهالي جمّدوا التحركات التصعيدية بانتظار جلاء معركة الجرود، وأنهم لن يكونوا ورقة ضغط على الجيش أو المقاومة في هذه الظروف التي تتطلب تضامناً وطنياً».

اجتماع أمني في بعبدا
على المستوى الرسمي، واكب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون العملية العسكرية والوضع في عرسال، وترأس أمس اجتماعاً أمنياً في بعبدا، حضره قائد الجيش العماد جوزف عون ونائب رئيس الأركان للعمليات العميد الركن نواف الجباوي ومدير المخابرات العميد الركن أنطوان منصور ومدير العمليات العميد الركن جان الشدياق.
وخصص الاجتماع لعرض الأوضاع الأمنية على الحدود اللبنانية – السورية قبالة جرود عرسال والتطورات الميدانية المرتبطة بها، حيث قدم قائد الجيش لرئيس الجمهورية شرحاً مفصلاً وعلى الخريطة للواقع العسكري الراهن وللإجراءات التي اتخذها الجيش لحماية الحدود ومنع تسلّل الإرهابيين منها. كذلك عرضت خلال الاجتماع التدابير التي اعتمدها الجيش لتأمين سلامة المواطنين اللبنانيين والنازحين السوريين في الأماكن المحيطة بمناطق القتال.
ونوّه الرئيس عون بجهوزية الجيش واستعداده لصد أي اعتداء على الأراضي اللبنانية وحماية السكان والنازحين وتأمين سلامتهم في بلدة عرسال ومحيطها وفي سائر القرى والبلدات على امتداد الحدود.
واعتبر رئيس الجمهورية أن نتائج التطورات الميدانية الأخيرة ستكون إيجابية على صعيد الحد من اعتداءات الإرهابيين وممارساتهم ضد المدنيين والعسكريين على حد سواء، وسوف تعيد الأمن والاستقرار إلى الحدود.

لقاء الحريري – ترامب
وعلى وقع التطورات العسكرية على الحدود والإنجازات التي يحققها حزب الله والجيش السوري في مكافحة الإرهاب، يلتقي رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وقالت مصادر الوفد اللبناني الذي يرافق رئيس الحكومة إن «العنوان الاول لمباحثات الحريري في واشنطن هو الاستقرار الأمني والثاني هو اقتصاد لبنان والثالث هو أزمة النازحين».
ولفت الحريري في تصريح من واشنطن إلى أن «لبنان يشهد الكثير من التحديات، إلا أنه ينعم بالاستقرار، رغم كل ما تشهده المنطقة من حروب، وهو لا يزال نموذجاً للاعتدال في المنطقة تجب المحافظة عليه وتعميمه للحفاظ على الأقليات في المنطقة كلها، خصوصاً أن الدستور اللبناني يكفل هذه الحقوق». وأشار إلى أن «التحديات التي يواجهها لبنان كثيرة، وأهمها مسألة الأمن وأزمة النازحين».

بري وقّع قانون السلسلة
على الصعيد المحلي، لا تزال تداعيات إقرار سلسلة الرتب والرواتب تلقي بظلالها على المشهد الداخلي، في ظل توسّع مروحة الاعتراض على بنود السلسلة وموجة التحركات في الشارع، مع انضمام القضاة، الذين نفذوا أمس، وقفة احتجاجية في محكمة التمييز في قصر العدل في بيروت، مطالبين بـ»تصحيح الخلل الذي حصل على مستويين: نظام الحماية الاجتماعية الذي يوفره صندوق تعاضد القضاة وتمييز رواتب القضاة ومخصصاتهم عن سائر رواتب القطاع العام».
وانضمّ رئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد الى الاعتصام في قاعة المحكمة وترأس اجتماعاً للقضاة، وأكد فهد «أن تأكيدات جاءتنا من رئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة ووزير العدل، بأنه سوف تتخذ الخطوات المتاحة من أجل تصحيح الخلل».
وقالت أوساط قضائية لـ«البناء» إن «الاعتكاف مستمر حتى تحقيق المطالب المحقة وإجراء التعديلات اللازمة على قانون السلسلة لإنصاف القضاة كسائر الموظفين»، موضحة أن «التعديل يتم بموجب اقتراح قانون معجل مكرّر يقدم الى الهيئة العامة يتضمن تعديلاً لبعض بنود السلسلة ويلحظ حقوق القضاة في صندوق الضمان المستقل وزيادة الرواتب والأجور»، مشيرة الى أن «وضع صندوق تعاضد القضاة تحت وصاية السلطة التنفيذية يمسّ بتعويضات القضاة ويسم ايضاً استقلالية السلطة القضائية»، ولافتة الى أن «الفئات الموازية لفئة القضاة في الادارات الرسمية تتقاضى رواتب تفوق ما يتقاضاه القضاة ما يشكل خللاً في السلسلة».
ووقع رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس، مشروع قانون السلسلة، ومشروع قانون الموارد اللذين أقرهما المجلس في جلسته العامة يومي الثلثاء والأربعاء الماضيين. وقد أحيل القانونان فوراً الى مجلس الوزراء.

المصدر: صحف