ذكرت صحيفة “الديار” أن الخبراء الميدانيين نوهوا بالسرعة القياسية التي سحق فيها مجاهدو “حزب الله” “جبهة النصرة” انطلاقاً من تنظيف جرود فليطة الى جرود عرسال، فكانت اشبه بقطعهم مسافة الطريق سيراً على الاقدام، ما سيجعل من معركة جرود عرسال مادة تدرس في الكليات العسكرية من حيث التكتيكات وفن المباغتة، وليس غريباً ان يكون العدو الاسرائيلي قد راقب المعارك عن كثب تحسباً لجولات قادمة معه، لا سيما وان رجال المقاومة وضعوا لكل معركة من معاركهم سواء في القصير او حلب وصولاً الى جرود عرسال خططاً مختلفة ومبتكرة لم تعتمدها اي من الجيوش التقليدية الكلاسيكية في معاركها وفق الاوساط نفسها، فقد اثبتت المواجهات في الجرود العرسالية ان “النصرة” لم تكن اكثر من فزاغة ووحش من ورق لا تتقن سوى الغدر بالعسكريين وارسال المفخخات الى الداخل اللبناني وانها وجدت في صغار النفوس من بعض اللبنانيين رعاة لاستراتيجيتها المتوحشة القائمة على ذبح المخطوفين لديها لالقاء الرعب في القلوب.
وتضيف الاوساط ان من ابرز نتائج المعركة ازاحة الكابوس عن صدر اللبنانيين عامة وعرسال بشكل خاص التي حكمها ابو مالك التلي بالتواطؤ مع قلة من سكانها وفي طليعتهم مصطفى الحجيري المعروف بابو طاقية.
فمن هو ابو مالك التلي الذي تلاعب باعصاب اللبنانيين واهالي العسكريين المخطوفين، انه المدعو جمال حسن زينية سوري الجنسية “ومسبع الكارات” من مواليد بلدة تل فين في ضواحي دمشق، عمل في تجارة المخدرات والسلاح كما عمل نادلاً في المرابع الليلية في بلدته، سجن في صيدنايا بسبب تجارته وترويجه للممنوعات. التحق “بجبهة النصرة” وقاتل في صفوفها في مدينة القصير وبلدات القلمون الشرقي، وبويع اميرا بعد مقتل ابو البراء، لا يعترف بمرجعية ابو محمد الجولاني “امير النصرة” في سوريا بل بمرجعية النابلسي المقيم في الاردن.
وفي المعلومات ان صعود نجم التلي بدأ مع سيطرته على مستودعات “مهين” للصواريخ التابعة للجيش السوري القريبة من حدد، وبعد اجتياح “النصرة” لمدينة يبرود فرض التلي الجزية على المسيحيين، وجمع ثروة من خلال خطف راهبات معلولا وخطف العسكريين من فصيلة عرسال ومن ثم عقد صفقة واطلق سراحهم بعد حصوله على مبالغ طائلة من الوسيط القطري، وهو الان محاصر مع من تبقى من فلول “النصرة” حيث ستقول الساعات المقبلة كلمتها حول مصيره، ومن المعروف وفق المعلومات ان التلي عمل في البناء في بلدة القرعون “كمعلم حجر” في فترة لا بأس بها بعد خروجه من سجن صيدنايا.

المصدر: الديار