تفقد الامين العام ل"تيار المستقبل" أحمد الحريري ممثلا رئيس الحكومة سعد الحريري، ظهر اليوم، بلدة عرسال، على رأس وفد من التيار، ضم، عضوي المكتب السياسي راشد فايد وطارق الحجيري، المنسق العام لعرسال عبد المنعم الحجيري، المنسق العام للتثقيف السياسي مختار حيدر، المنسق العام للاعلام عبد السلام موسى، الى بهاء شحادة وزياد أمين.
منزل الفليطي
واستهل الحريري والوفد المرافق زيارته بمنزل أحمد الفليطي مقدما التعازي للعائلة، وطالب ب"تحقيق شفاف لمعرفة كيفية استهداف الشهيد الفليطي، بعيدا عن إطلاق الاتهامات"، مؤكدا "مطلق الثقة بكل أجهزة الدولة للقيام بهذا التحقيق، وفي مقدمها الجيش اللبناني الذي يقوم بإجراءاته لحماية البلدة، بالتعاون مع أهلها الذين أثبتوا انهم حاضنة للدولة ومؤسساتها الشرعية"، معتبرا أن "الشهيد الفليطي استشهد على درب السلام لعرسال ودماؤه لن تذهب هدرا بإذن الله".
الفليطي
وكانت كلمة لشقيق محمد الفليطي، شكر فيها أحمد الحريري على "قيامه بواجب التعزية"، مؤكدا "الاستمرار برسالة الشهيد الفليطي لحماية عرسال".
مؤتمر صحافي للحريري في بلدية عرسال
ثم انتقل أحمد الحريري والوفد المرافق الى بلدية عرسال، وعقد مؤتمرا صحافيا في حضور رئيس البلدية باسل الحجيري وأعضاء البلدية ومخاتير عرسال ومشايخها وفاعلياتها.
وقال: "من عرسال الابية والشعب الطاهر، من هذه القلعة الوطنية، نوجه الف تحية لشهيد عرسال الكبير الشهيد احمد الفليطي، الذي سقط على درب السلام وعلى درب تحقيق الاستقرار لعرسال واهل عرسال واخواننا السوريين النازحين. عرسال التي قدمت منذ اندلاع الثورة في سوريا قصة نجاح انسانية بمفردها، بعد غياب كل مقومات الدولة عنها، ليس منذ بدء النزوح السوري بل قبل ذلك بكثير، عرسال التي استقبلت اهلنا واخواننا السوريين، قد تكون حرمت اهلها من الخدمات واعطتها للنازحين ايمانا بان هذه الرسالة الانسانية ستكون مثالا وستكتب بحروف من ذهب في كتاب التاريخ، لأن عرسال رفعت رأس لبنان ورفعت رأس كل العرب بانسانيتها وطريقتها بالتعاطي مع الازمات".
اضاف: "بتوجيه من الرئيس سعد الحريري جئنا لنقول، ان عرسال ليست وحدها ولم تكن يوما وحدها، وأن العلاقة التي تربط تيار المستقبل بها والتي تربط الرئيس سعد الحريري ومن قبله الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليست علاقة طارئة"، مشيرا الى أنه "منذ العام 2005 وبعد وقوف عرسال معنا بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وهناك محاولة لشيطنة هذه البلدة ورمي السم عليها، وهناك محاولة للقول ان عرسال هي بؤرة من البؤر التي يجب استئصالها، ولكن اثبت اهل عرسال اولا وفاعلياتها ثانيا، انهم ليسوا بؤرة بل منارة للاعتدال ومنارة تضيء كل البقاع ولبنان منها، لانهم استطاعوا واثبتوا بالحقائق انهم اهل هذه الدولة وحماتها، وانهم مؤمنون بها، وهذا الامر ترسخ بالعلاقة التي بنيت ما بين اهل عرسال وجيشنا الوطني، الجيش اللبناني، الجيش هو ابن عرسال وعرسال هي ابنته وهي من حمته برموش العين، وتعاطت معه على اساس انه حامي حدودها واهلها من اي مكروه".
وتابع: "من بلدية عرسال نوجه باسم تيار المستقبل، الف تحية لكل ضابط وعسكري في الجيش اللبناني ولقائد الجيش العماد جوزاف عون على الدور الذي قاموا به مؤخرا لحماية هذه البلدة، ونأخذ بعين الاعتبار ان هناك من حاول التفريق ما بين عرسال والجيش اللبناني، لكنهم لم ينجحوا بذلك"، معتبرا أن "الوعي الموجود في عرسال ليس موجودا في كثير من المناطق اللبنانية. وانا اتكلم عن خبرة لانني زرت كل المناطق اللبنانية، عرسال مدرسة يجب ان نتعلم منها بالاعتدال والوعي والهوية الوطنية والهوية الانسانية التي قدمتها".
وأردف: "بالتأكيد نحن اليوم ومن هذا الصرح الرسمي الذي يتحمل الكثير، البلدية السابقة تحملت والبلدية الحالية تتحمل الاعباء التي تحصل، نطالب الدولة والجيش اللبناني بعد انتهاء المعارك التي تحصل في الجرود ان يؤمنوا العودة الآمنة للناس الى ارزاقها، وان يعود الناس للعمل في المقالع الموجودة فوق والبساتين كذلك. الارض في الجرد والبساتين اشتاقت لاهلها، اشتاقت لعرقهم وعيشهم الكريم، لا لن نلوي رأسنا في عرسال لاحد، بل سيبقى رأسنا مرفوعا وسنعود لارضنا نزرعها ونفلحها والى مقالعنا لنصدر لكل لبنان وللخارج هذا الحجر الاصيل المجبول بدماء الشهداء وبعرق الجبين الطاهر".
وأمل ب"عودة من تبقى من اسرى الجيش اللبناني سالمين لاهلهم، اهلهم الذين تعذبوا على مدى كل السنوات الماضية وتظاهروا وناضلوا لهم الحق في ان يعرفوا اين اولادهم ولهم الحق بعودة اولادهم لهم باذن الله".
وختم: "جئنا لنؤكد ان عرسال ليست وحدها، عرسال اساس صمودنا واساس رسالتنا الوطنية والمعتدلة ورسالتنا التي تقول ان عرسال هي جزء لا يتجزأ من لبنان ونحن قادرون واياكم ان نحميها بوعينا واصرارنا على السلام واصرارنا على تكملة مسيرة الدولة رغم كل الظروف التي تحصل حولنا. ادعو رب العالمين ان يحمي كل فرد من افراد عرسال وكل عائلة من عائلاتها، لان كل عائلة من هذه العائلات تمثلنا وتمثل كل واحد فينا".
الحجيري
من جهته، رحب باسل الحجيري ب"وجود الامين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري في بلدة عرسال بين اهله واخوانه ضيفا عزيزا نقدره ونحترمه، ونشكره على تعزيته لنا ووقوفه الى جانبنا في الاوقات الصعبة، احمد الفليطي هو شهيد كل لبنان، هو شهيد قضية كبيرة وليس شهيد عرسال فقط، الشكر للرئيس سعد الحريري، دائما نلتمس اهتمامه بهذه البلدة ولكل لبنان، له كل الشكر والتقدير".
وقال: "كما تفضل الشيخ احمد الحريري وقال، عرسال هي بلدة مفتوحة لكل الضيوف ونرحب بوسائل الاعلام لتدخل الى عرسال ولتنقل الصورة الحقيقية اذا سمح لهم الجيش الذي له دوما تحية كبيرة، جيشنا يحمي عرسال ويحمي كل لبنان، عرسال بلدة هادئة ومضيافة، عرسال لديها رسالة وحيدة وهي رسالة المحبة والسلامة، ليس هناك في عرسال بيئة حاضنة او ما يهدد اي احد من اللبنانيين وهذا ما يجعلنا ندعو كل اهلنا في لبنان بكل المكونات السياسية الموجودة في لبنان وبكل الاطياف والطوائف والمذاهب الى ان تثبت هذه الحالة الجيدة في عرسال، لان عرسال اتُهمت بانها مصدر للشر، ولذلك فلنثبت انها درع واق للبنان، اذا كانت عرسال بخير انشاء الله لبنان بخير".
ودعا الجميع "للوقوف الى جانب عرسال، فأهلها كانوا ولا يزالون الى جانب كل الوطن، لم يتصرفوا بطائفية او مذهبية او عنصرية، ابناء عرسال ذهبوا الى الجنوب واستشهدوا في الجنوب وداخل فلسطين، وهم ليس لهم اي شيء هناك لا جرد ولا ارض، كل ما نريد قوله ان عرسال بلدة لبنانية وجرود عرسال هي جرود لبنانية، وليست فقط عرسال معنية بهذا الامر بل كل لبنان. صمود عرسال والوقوف الى جانب عرسال وتحرير اراضي عرسال هي قضية وطنية تجمع الجميع وتوحد الجميع واعادة الاراضي لاصحابها، عرسال اليوم هي بخير بفضل وعي اهلها ووقوف اهلنا اللبنانيين الى جانبنا، واليوم هناك حالة من الهدوء على الجبهة".
اضاف: "كنا نتمنى لو تحل الامور من البداية بطريقة سلمية دون سفك دماء ومن دون خسائر ولكن للاسف خسرنا احمد وبعض المدنيين، نتمنى ان يكونوا بدمهم افتدوا كل اللبنانيين ونتوجه من هنا للاطراف المعنيين بالامر، نحن لسنا اصحاب قرار بل اصحاب طلب ومناشدة، ونتمنى عليهم ان يصلوا الى حلول، فكلما طال عمر الازمة فهذا ينعكس علينا سلبا من الناحية الاقتصادية، ونحن نحمل الامين العام ملف العودة الآمنة للاراضي، لدينا ملف كبير لدى الدولة اللبنانية، كما نتمنى على رئيس الحكومة الاسراع بصرف تعويضات للاهالي لان التعويضات هي ايضا من مقومات الصمود. رسالتنا اليوم لكل الناس رسالة محبة وخير وسلام واكرر اذا كانت عرسال بخير لبنان كله بخير".