إستقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، وفدا من مائتي شابة وشاب لبناني مغتربين من كافة بلدان العالم، يزورون لبنان، بدعوة من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، في حضور الرئيس العالمي للجامعة الياس كساب، الأمين العام للجامعة وسام قزي، نائب الرئيس العالمي فرانسوا ابو نعمان، رئيس مجلس الشباب في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم كلود جعيتاني، الأمين المساعد لشؤون الانتشار مارون سويدي، مسؤول العلاقات العامة في قطاع الانتشار نبيل هيكل ومسؤول الشبيبة في قطاع الانتشار كميل يونس.
بعد الترحيب، استهل جعجع كلمته شارحا كيف دخل معترك الحرب ثم السياسة، فقال: "كنت في سن التاسعة عشرة حين كنت تلميذا في الجامعة الأميركية في بيروت في السنة الثانية طب من العام الدراسي 1975-1976 أي تاريخ اندلاع الحرب اللبنانية، وكنت أزاول المهنة كطبيب متمرن داخل المستشفى الجامعي وفي أحد الأيام بدأنا نستقبل الجرحى منذ الساعة السابعة صباحا وحتى الثامنة مساء، ويومها رحت أفكر أن ما أقوم به جيد ولكن هذا لن ينهي الحرب، حينها اتخذت قرارا بترك الجامعة والالتحاق بالمعركة، فأخذت استراحة قصيرة في بلدتي بشري ثم التحقت بإحدى الجبهات في الشمال مع حزب الكتائب ضد الفلسطينيين للدفاع عن وطننا لبنان".
أضاف: "إن قصتي تشبه قصص شباب آخرين أرادوا الدفاع عن بلدهم فتركوا علمهم ووظائفهم والتحقوا بالمقاومة. لقد قمنا حينها بما اعتقدنا أنه الأفضل لبلدنا، وهكذا ولدت القوات اللبنانية من فكرة أو بالأحرى من حركة طبيعية هدفها الدفاع عن الأرض ضد كل محتل ومغتصب".
وتابع: "بعد انتهاء الحرب عام 1990، أملنا خيرا بأن يضع اتفاق الطائف حدا للاقتتال وان تعود الدولة الى بسط سيادتها على كامل أراضيها، ولكن للأسف نظام حافظ الأسد طبق هذا الاتفاق آنذاك وفق ما يهم مصالحه الاستراتيجية السورية، فلم يتم حل كل الميليشيات بل ابقوا جزءا مسلحا بخلاف ما ينص عليه اتفاق الطائف وأسموه "مقاومة" والتي تحولت لاحقا الى "حزب الله"، وقد عرضوا على القوات اللبنانية أيضا في ذالك الوقت أن تشارك في الحكومة ولكننا رفضنا لأنها كانت تضم أسماء موالية للنظام السوري".
وقال جعجع: "إن نظام الأسد لم يتحمل معارضة القوات اللبنانية، فقام بتفجير كنيسة سيدة النجاة واتهم القوات بتنفيذه لكي يقوم بحل الحزب ويدخلونني الى المعتقل، عدا عن ملاحقة آلاف الشباب القواتيين واعتقالهم واضطهادهم لمجرد أنهم يؤيدون القوات".
وأردف: "ولكن بعد 11 عاما في الاعتقال، تم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحصلت ثورة الأرز التي اجبرت النظام السوري على الانسحاب من لبنان، وعندها خرجت الى الحرية".
وأكد جعجع "ان القوات اللبنانية ليست حزبا بسيطا أو عاديا، فهي مقاومة في أيام الحرب، ومعارضة في زمن الاضطهاد، واليوم تسعى الى قيام دولة فعلية في لبنان"، شارحا "كيف تضع القوات اليوم كامل جهدها لمكافحة الفساد المستشري في الدولة".
وشدد رئيس القوات على ان "الدولة القوية القادرة لن تقوم ما دامت هناك مجموعات مسلحة خارج إطار الشرعية وما زال قرار السلم والحرب ليس بيد الدولة وحدها دون سواها".
ثم اختتم اللقاء بحوار بين جعجع والشباب الذين سألوه عن غياب فرص العمل في لبنان ما يدفع الشباب الى الهجرة، فرد جعجع بأنه "لا يجب على الشباب اللبناني في يوم من الأيام أن يفكر ببلده وكأنه فندق يقيم فيه واذا لم يعجبه يغادره الى مكان آخر". وقال: "نحن حاليا نسعى جاهدين لكي يصبح لديكم وطن تفخرون به ويؤمن لكم مستقبلا واعدا ولكن عليكم أنتم أيضا مسؤولية تجاه هذا البلد، اذ يجب ان تضعوا خبراتكم وطاقاتكم العلمية التي تكتسبونها في الخارج للمساهمة في إزدهار وطنكم وتحسينه نحو الأفضل".
ودعا جعجع الشباب اللبناني الى التحضير للانتخابات النيابية المقبلة "إذ بإمكانه من خلال صوته أن يوصل الى البرلمان نوابا يمثلونه خير تمثيل ويحملون التصور والخطط التي يحلم بتحقيقها في لبنان".