” سببان يؤخران عملية التبادل الأول عقبة اساسية يرافقها بعض العقبات اللوجستية، والثاني خلافات النصرة الداخلية ” هكذا يبدأ كلامه المصدر المتابع لعملية التفاوض بين حزب الله والدولة اللبنانية من جهة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) من جهة اخرى. 

يفنّد المصدر في حديث خاص لموقع “ملحق” العقبات اللوجستية التي يتخوف منها التنظيم، وتبدأ بالطريق الوعرة التي ستسلكها الباصات ومن شأنها أن تزيد من ساعات رحلة الخروج من الجرود العرسالية الى ادلب السورية، مروراً ببعض النقاط الجردية التي يمكن استهدافها من قبل تنظيم داعش، وصولاً الى قلعة المضيق التي يغطيها نارياً تنظيم احرار الشام. الأمر الآخر الذي تتخوف منه النصرة هو ما حصل اثناء عملية خروج أهالي كفريا والفوعة (تفجير استهدف الحافلات). هذه المخاوف تحتاج تطمينات من حزب الله الذي بادر الى تأمين كل ما يلزم عبر توسيع بعض الطرقات والتعهد بتأمين الطريق التي ستسلكها القافلة الأمر الذي قد يساهم بتبديد مخاوف النصرة. يعود المصدر في حديثه لـ “ملحق” للعقبة الأساسية التي أخّرت التفاوض وهي متمثلة بمطالبة النصرة بخروج مطلوبين للقضاء اللبناني من مخيم عين الحلوة (لبنانيين، فلسطينين، سوريين) الأمر الذي رفضته الدولة اللبنانية مما يشكل مسّاً بسيادة الوطن. النصرة تصر على تبادل يشمل المولوي المتواجد بعين الحلوة ورفاقه الذين يقدر عددهم بالعشرات وقد يصل لأكثر من مئة مطلوب، المطلب الذي لم تتجاوب معه الدولة اللبنانية حتى الساعة ليبقى عالقاً ويعيق عملية التبادل او ويؤخرها.

يؤكد المصدر لملحق ان المفاوضات تأثرت بالخلافات الداخلية بين عناصر النصرة في جرود عرسال حول أحقية الخروج والتي ادت الى مقتل اثنين واصابة العديد منهم، اضافة الى التباين الحاصل بين هيئة تحرير الشام المركزية في ادلب والتلي الذي له اجندة خاصة مختلفة عن ادلب، واخر فصولها تصريح التلي لاحدى الصحف العربية الأمر الذي لم تكن تحبذه الهيئة قبل ان يطبق الاتفاق، مما يثير علامات استفهام حول المغزى.

وحول تفاصيل المفاوضات والاسماء التي وافقت الدولة اللبنانية على اخراجها من سجن رومية يكشف المصدر لـ “ملحق” أن اربعة محكومين سوريين ولبنانيين نقلهم الأمن العام اللبناني من سجن رومية لتتسلمهم النصرة فيما بعد خلال عملية التبادل. الأمر اللافت أن احد المحكومين السوريين المفرج عنهم ويدعى علي اللقيس (اوقف خلال محاولته السفر الى تركيا عبر مطار بيروت عام ٢٠١٥)، أحد المقربين من أمير النصرة في القلمون ابي مالك التلي، متهم بإعدام الجندي محمد حمية اضافة الى حضوره عملية اعدام العريف علي البزال وهو من افتى بها حيث كان يتولى منصب القاضي الشرعي للنصرة في جرود عرسال. واللقيس كان قد اعترف بذلك خلال استجوابه ومحاكمته.