ان يلتقي قادة من حركة المقاومة الإسلامية “حماس″ مسؤولين إيرانيين فهذا امر متوقع خاصة هذه الأيام، في ظل التغييرات التي حدثت في قمة قيادتها نتيجة لانتخابات داخلية، جاءت بالسيد إسماعيل هنية، رئيسا للمكتب السياسي للحركة، والسيد يحيى السنوار، قائدا لها في قطاع غزة، والسيد يحيى السنوار قائدا لها في قطاع غزة، وانتخاب مجموعة من الصقور من بينهم روحي مشتهى اعضاء في المكتب السياسي، وبذلك تكون دفة القيادة، انتقلت من الدوحة الى الداخل الفلسطيني، وقطاع غزة تحديدا.
قناة “الميادين” المقربة من محور المقاومة الذي تتزعمه ايران، نشرت خبرا يوم امس كان مفاجئا في الكثير من جوانبه، وقالت فيه ان السيد امير حسين عبد اللهيان، المستشار السياسي لرئيس مجلس الشورى الإيراني، التقى وفد حماس في مقر السفارة الإيرانية في بيروت، وارفقت الخبر مع صورة للقاء، وظهر فيها السيد صالح العاروري، عضو المكتب السياسي الذي تراس الوفد الذي ضم أيضا السيد أسامة حمدان، المسؤول الأسبق للحركة في بيروت.
هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها السيد العاروري في لبنان، بعد ان غادر تركيا وبطلب إسرائيلي، كشرط للمصالحة واستئناف العلاقات بين انقرة وتل ابيب.
ويعتبر السيد العاروري من اقوى قيادات حركة “حماس″ الميدانية العسكرية في الضفة الغربية، وقضى في سجون الاحتلال اكثر من 15 عاما، وجرى ابعاده من الأراضي الفلسطينية، وكان احد أعضاء الفريق المفاوض لاتمام صفقة “وفاء الاحرار”، أي صفقة شاليط، واتهمته سلطة الاحتلال بالوقوف خلف خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل وقتلهم انتقاما لحرق الشاب محمد ابو خضير (17 عاما) وهو حي على ايدي مستوطنين متطرفين، واستخدمت السلطات الإسرائيلية عملية قتل مستوطنيها كذريعة للعدوان على قطاع غزة عام 2014.
وكان قد تردد ان السيد العاروري انتقل من إسطنبول الى الدوحة، وغادرها بعد ذلك ضمن مجموعة من قيادات الحركة بطلب من السلطات القطرية، الا ان السيد حسام بدران، الناطق باسم “حماس″، نفى هذه الانباء، واكد ان السلطات القطرية لم تطلب مطلقا أي ابعاد للمسؤولين في حركة حماس المقيمين على أراضيها.
ويعتقد مراقبون ان هذا التقارب بين السلطات الإيرانية مع السيد العاروري، المسؤول العسكري لحركة “حماس″ في الضفة الغربية، ربما يؤشر الى تنامي التعاون بين الجانبين ضد الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.
وكان لافتا ان خبر قناة “الميادين” اكد ان وفد حركة “حماس″ بقيادة السيد العاروري قدم شرحا للسيد عبد اللهيان حول الأوضاع في فلسطين المحتلة، وخصوصا في القدس والمسجد الأقصى، واكد ان الشعب الفلسطيني لن يتخل عن مقدساته وسيدافع عنها بكل ما يملك.
وكان السيد علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، قد اكد في خطاب القاه في مؤتمر الانتفاضة الذي انعقد في طهران، قبل ما يقرب من العام، على ان ايران ستدعم بقوة الشعب الفلسطيني وبما يؤدي الى نقل الانتفاضة الى الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وأكدت مصادر فلسطينية وثيقة لـ”راي اليوم” ان السيد هنية سيقوم بجولته الخارجية الأولى في الأيام القليلة المقبلة، وسيكون من ابرز محطاتها العاصمة الإيرانية طهران.
ووجود السيد العاروري في لبنان، سيشكل قلقا كبيرا للسلطات الإسرائيلية، وخاصة علاقاته الوثيقة مع “حزب الله”، والقيادة الإيرانية.
واتهمت السلطات الإسرائيلية ايران بالوقوف خلف الانتفاضة الأخيرة في القدس المحتلة، وأفادت تقارير إخبارية ان احد أعضاء خلية “الجبارين” الثلاثة الذين نفذوا عملية قتل اثنين من رجال شرطة إسرائيليين في المسجد الاقصى، وضع صورة السيد الخميني على صفحته على “الفيسبوك”.