نص كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله التي ألقاها عبر الشاشة وتحدث فيها عن مرحلة ما بعد تحرير جرود عرسال 4-8-2017، كاملاً:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
في حديثي الأخير، كنت قد وعدت بأن أتكلم بعد انتهاء المعركة التي كانت قائمة مع جبهة النصرة. ولأننا انتهينا من مرحلة وبدأنا في مرحلة جديدة كان لا بدّ أيضاً من هذا الكلام من جهة توضيح بعض الأمور وتحديد بعض النقاط ورسم المسار وتحمل المسؤوليات.
في البداية أود أن أهنئ الأخوة الأسرى الذين عادوا إلى الحرية وإلى الوطن، وأهنئ عائلاتهم الكريمة، وأبارك وأعزي كل عوائل الشهداء، كل عوائل كل الشهداء وجميع الشهداء بأعزائهم الذين مضوا ووصلوا إلى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وهنيئاً لهم وطوبى لهم. كما أود أن أتوجه بالتحية إلى كل الأخوة الجرحى المجاهدين، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنّ عليهم بالصبر على ألم الجراح وبالشفاء العاجل، وأبارك للجميع في لبنان وفي المنطقة هذا الانتصار، اكتمال الانتصار في هذه المعركة التي أنجزت، وبالخصوص أبارك للمجاهدين، الذين بأيديهم، بسواعدهم، بتضحياتهم صنعوا هذا الانتصار. كما يجب أن أوجه التحية إلى أهلنا، كل الذين استقبلوا أسرانا المحررين في الأمس في بعلبك الهرمل، على امتداد البقاع، إلى الجنوب، في القرى وفي البلدات المختلفة، وخصوصاً أخص بالشكر أهلنا في بلدة القاع، الذين ـ منذ الصباح الباكر ـ احتضنوا واستقبلوا وساعدوا وكانوا شركاء هذا الإنجاز.
قبل أن أدخل إلى العناوين أيضاً أجد من واجبي أن أؤكد لبقية العائلات الشريفة، نحن ما زال عندنا شهداء أجسادهم في أيدي الجماعات المسلحة المختلفة، طبعاً مع جبهة النصرة لم يعد هناك أسرى لديهم، لدينا أسير أو أسيران، الآن عندنا أخ مفقود لا نعرف هل هو شهيد أو هو أسير لدى داعش في بادية الشام، في معركة البادية، لدينا مجموعة من الإخوة المفقودين الذين لم نحسم حتى الآن أنهم شهداء أو أنهم ما زالوا على قيد الحياة. أنا أودّ ـ لأنني أعرف هذه الساعات وهذه اللحظات خصوصاً أمس بالنسبة لبقية العوائل الكريم والشريفة ـ أريد أن أؤكد لهم أن هذا الملف تتابعه الجهات المعنية في حزب الله بكل دقة، بكل إخلاص، بكل صدق، وأنا شخصياً أهتم بهذا الملف وأتابعه وهو موضع عناية، لا يكوننّ عندكم أي تردد بأننا نعمل في الليل وفي النهار لأن هذا هو التزامنا الديني والأخلاقي والجهادي اتجاهكم، اتجاه هذه العائلات الصابرة والشريفة والمجاهدة.
حسناً، إذاً نحن الآن أمام مهمة أُنجزت، هذه مهمة أخرى أُنجزت، ونحن أمام مهام جديدة وظروف جديدة ومسؤوليات جديدة. أنا أريد أن أتكلم بعنوانين وأختم بمسألة، مسألة طبعاً على درجة من الأهمية.
العنوان الأول، أريد أن أقف عند ما أنجز قليلاً، وما بقي منه من التفاصيل والمتابعات أيضاً لنقوم بواجبنا الأخلاقي اتجاه ما أُنجز من جهة، لأن ديننا هو الإنصاف الديني، أصلاً الدين الإلهي هو الإنصاف، ومن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، وبالشكر تدوم النعم من جهة يعني لأسباب أخلاقية أريد أن أقف قليلاً ليس عند كل ما جرى وإنما عند بعضه المهم، ومن جهة أخرى للبناء عليه للمرحلة المقبلة للاستفادة من هذه التجربة في بقية الملفات الآتية والقادمة.
حسناً، في العنوان الأول: بآخر كلام لي معكم انتهينا في الحديث ليلتها أن المعركة العسكرية وصلت إلى هذه النقطة: نحن الآن نعمل على خطين إما الميدان وإما التفاوض. بعد الخطاب بساعات تحلحلت العقد ووصلنا إلى اتفاق وسارت المفاوضات ووصلنا إلى اتفاق نهائي، وطبّق هذه الاتفاق النهائي ولذلك أنتم مطلعون على تفاصيله ومجرياته ولا أريد الآن أن آخذ الوقت في تفاصيل هذا العمل
هنا اسمحوا لي من البداية أن أشيد بالجهد المميز والعمل الدؤوب والمثابر والدقيق الذي قام به مدير عام الأمن العام اللواء السيد عباس ابراهيم وله منا ومن الجميع بطبيعة الحال كل الشكر والتقدير والدعاء له إن شاء الله دائماً في النجاح وأن يفتح الله على يديه بالملفات المقبلة والآتية

حسناَ، في هذا العنوان، أنا أريد أن أقف عند عدد من النقاط:

النقطة الأولى، ما يرتبط بالجانب السوري.
النقطة الثانية، ما يرتبط بالجانب اللبناني، وأُكمل.
أولاً: فيما يرتبط بالجانب السوري، لأن هنا مثل ما قلت الإنصاف والاستفادة للمعركة والملفات المقبلة تفترض أن لا يغض الإنسان النظر عن هذه الأمر وبل يتحدث عنه بشفافية ووضوح.
أولاً، هذه المعركة منذ البداية حظيت بتأييد القيادة السورية وقدمت فيها كل التسهيلات وعندما ذهبنا إلى الميدان – الآن هناك ميدان وهناك مفاوضات – عندما ذهبنا إلى الميدان كان الجيش السوري يقاتل في جرود فليطة وكنا نقاتل إلى جانبه جنباً إلى جنب، كتفاً إلى كتف وقدم الشهداء. طبعاً الإعلام لم يُنصف كثيراً الجيش السوري وتضحياته في هذه الجبهة لأنه كان التغليب الإعلامي أكثر على الجبهة اللبنانية، ويجب أن نقدر للجيش السوري تضحياته وشهداءه وجرحاه في هذه المعركة. لكن المهم هنا، لنستفيد منه للمعركة القادمة، هو أن نقول ما يلي: يعني نأخذ هذه النتيجة التي تقول إن ما ساعد على حسم المعركة خلال فترة وجيزة جداً هو العمل من جبهتين، من الجبهة السورية في جرود فليطة ومن الجبهة اللبنانية في جرود عرسال، وبالتالي صارت جبهة النصرة تقاتل على كل الخطوط، على كل الجبهات، وهذا مما يشتت قوة الخصم، قوة العدو ويسرع في الحسم.
إذاً النتيجة المهمة الآن هي أن يعرف اللبنانيون أن أحد أسباب سرعة الحسم وتحرير جرود عرسال هو قتال الجيش السوري ونحن إلى جانبه في جرود فليطة في وقت واحد.
ثانياً، لما الميدان وصل إلى هذه النقطة وفُتح باب التفاوض، أعطت القيادة السورية الموافقة المبدئية على أن يدخل من يريد أن يدخل في التفاوض.
طبعاً نحن كنا نتواصل بشكل مباشر، كانت الدولة اللبنانية هي المعنية بالتفاوض ولم يكن هناك مشكلة عند إخواننا في القيادة السورية، وهم أعطوا التسهيل لبدء التفاوض وأن ليس هناك مشكلة نحن نتعاون نحن واللبنانيين للوصول إلى النتيجة المطلوبة، وإلا لو من البداية القيادة السورية قالت لا، أنا انتهيت من جرد فليطة، جبهة النصرة موجودة في جرود لبنانية وفي أرض لبنانية، اللبنانيون “يقلّعوا شوكهم بيدهم”، أنا ليس لي شأن بهذا الملف، هم لم يتعاطوا مع الموضوع بهذا الشكل على الإطلاق، بل من البداية تعاطوا بإيجابية عالية، مع العلم أن هذا الملف يعني كان نقل العبء من الجانب اللبناني إلى الجانب السوري، يعني أنت تنقل مسلحين – الآن بمعزل أن الإعلام أخطأ بأعداد المسلحين ليس هناك مشكلة – لكن دعنا نقول مئات، 200، 300 ، 400، أقل أو أكثر، فقط من أجل أن لا أعطي رقماً دقيقاً وأتحمل مسؤوليته، لكن بالتأكيد ليس أكثر من ذلك ـ لكن في نهاية المطاف هو ينتزعهم من حضن اللبنانيين ليضعهم في حضنهم، يعني في إدلب، يعني في حضن السوريين، إدلب هناك هي قاعدة الانطلاق لمعركة باتجاه حلب أو حماة، وهنا في الحقيقة القيادة السورية تعاطت مع هذا الملف اللبناني بأخلاقية عالية….

ثالثاً، أنه أثناء المفاوضات، طبعاً بالشكل لم يأتوا ويقولوا: نريد أن يجتمع مجلس الوزراء اللبناني ويطلب رسمياً أن نساعد في هذا الموضوع، أبداً لم يقفوا عند هذه التفاصيل كلها التي يقف عليها بعض الناس في لبنان ولو على حساب دماء الناس وآلام الناس ومعاناة الناس.
حسناً، لم يضعوا الشروط، قالوا نحن مثل ما نسير في سوريا نسير في معكم، يعني وسائل النقل، السلاح الخفيف، طريقة التثبّت، ليس لدينا شروط أكثر من هكذا، وحتى لم يضعوا سقفاً للعدد، يعني لم يقولوا نقبل هذا العدد من المسلحين وهذا العدد من النازحين وهذا العدد من المدنيين، وإنما تركوا المفاوضات تأخذ مجالها. وبعد ذلك وصلنا إلى الاتفاق وهم وافقوا عليه بدون أي تعقيد، ولما ذهبنا إلى التنفيذ مثل ما شاهدتم، تأخير التنفيذ حصل هنا، أما لمّا وصلنا إلى الحدود اللبنانية السورية، من الحدود اللبنانية السورية إلى نقطة السعن في ريف حماة التي هي آخر نقطة للتبادل كانت العملية سريعة وسلسة وسهلة ومريحة، بل قدمت فيها تسهيلات أكثر من أي عملية ماضية مثل ما شاهدتم على التلفاز.
فهذا أمر يجب أن يُذكر ويجب أن يُقدر ويجب على اللبنانيين أن يروه ويعرفوه أن هكذا حصل التعاطي مع هذه المسألة.

لذلك، أولاً أريد أن أرتّب نتائج قليلة عن هذا الموضوع، لذلك نحن من واجبنا الأخلاقي أن نتوجه بالشكر إلى السيد الرئيس بشار الأسد، إلى القيادة السورية، إلى المسؤولين السوريين، إلى الجهات الأمنية التي واكبت، إلى الهلال الأحمر السوري، إلى كل الذين أيضاً في الميدان على مدى الليل والنهار خلال يومين ثلاثة ساعدوا بإنجاز هذه المهمة وأعادوا إلينا أيضاً من نقطة السعن، أعادوا إلينا أسرانا.
العبرة التي أريد أن آخذها من هذه النقطة مثل ما أخذنا عبرة من المعركة بجرود فليطة وبجرود عرسال بالموضوع الميداني، العبرة التي أريد أن آخذها بموضوع المفاوضات، لأقول للبنانيين، للرأي العام اللبناني وخصوصاً للسياسيين اللبنانيين سواءً كانوا رسميين أو غير رسميين، أنه يا أخي دعونا نراجع هذا الموضوع قليلاً، هذه العملية نقلت مئات المسلحين وآلاف العائلات، حسناً، لم يكن هناك أمم متحدة ، لم يكن هناك، صليب أحمر دولي، لم يكن هناك جهات دولية ، من آخر حاجز للجيش اللبناني في عرسال إلى الحدود اللبنانية السورية في جرود عرسال وجرود فليطة كان الضامن هو الأمن العام اللبناني بناءً على ضمانة حزب الله لأنه نحن عسكرنا الموجود هنا، من الحدود السورية إلى نقطة السعن، هنا نتكلم عن المسار الذي سلكته القافلة، ما يقارب الـ 300 كيلو متر وبالليل والنهار وفي الظلام وفي الضوء، من الحدود اللبنانية السورية إلى نقطة السعن، قريب إلى 280 أو 290 كلم، الضمانة هي من الدولة السورية من النظام السوري، وأنا أعتبر كلمة النظام ليست بالكلمة القبيحة بل كلمة جيدة، من الدولة السورية من النظام السوري، وأوفوا بكل التزاماتهم، ولم يتعرض أحد للسوء، وقدمت لهم التسهيلات، وانتهى الموضوع.

هذه التجربة، وأيضا قبلها كان مضايا، الزبداني، يوجد تجارب في داخل سوريا دائماً، والذي لديه شيء آخر يتفضل، هذه وسائل الإعلام موجودة، دائماً كانت الدولة السورية والنظام في سوريا يفي بالتزاماته بنقل القوافل والمسلحين وبالإجراءات وبالشروط وما شاكل. إذاً لا يوجد خطر، حتى بالتسويات والمصالحات التي جرت كلها يفي بالتزاماته بها، والناس تعيش بالكثير من المناطق التي جرت فيها مصالحات وتسويات بأمن وأمان، في ذلك اليوم تابعت تقريراً على التلفزيون، منطقة الزبداني عادت منطقة مطاعم وحفلات إلخ..
لذلك فلا يختبئنّ أحد خلف هذا الموضوع ويأتي ليأخذ دور الأمم المتحدة ويريد أن ينتظر الحل السياسي في سوريا وما شاكل، ما أرجوه وأطالب به: لا تتعاطوا معه كملف سياسي ولا كملف صراع سياسي، ولا ملف مالي، وإنما تعاطوا معه كملف إنساني، وأعيد وأكرر وأدعو إلى موقف مسؤول في الحكومة اللبنانية، فلتأتِ الحكومة اللبنانية لمصلحة النازحين السوريين ولمصلحة كل الشعب اللبناني، اذهبوا وفاوضوا الحكومة السورية وستجدون بأن الموضوع سيمشي بكل سلاسة وبكل الضمانات المطلوبة، وهم يقولون إنهم قلقون وخائفون وحذرون وما شاكل.
حسناً، النقطة الثالثة لبنانياً، أنا بالحديث السابق تكلمت عن الأحزاب والقوى السياسية ووزراء ونواب ووسائل إعلام والنخب الإعلامية والاجتماعية والثقافية والفنية الخ… اسمحوا لي اليوم لبنانياً، لأن هذا له علاقة بالمفاوضات أن أقف عند المسؤولين الرسميين، أيضاً من الموقع الأخلاقي، الموقف سيُبنى عليه في المستقبل.
أولاً: فخامة رئيس الجمهورية وأريد أن أتكلم بما لا يحرجه كونه في موقع الرئاسة، وافق على إجراء المفاوضات، وإلا اللواء عباس ابراهيم لا يستطيع أن يجري مفاوضات بدون موافقة رئيس الجمهورية بالحد الأدنى، وواكب الرئيس المفاوضات، وقدّم كل التسهيلات لنجاحها، وكان حريصاً جداً على نجاحها وعلى تحمل كامل المسؤولية من أجل إنجاحها.
من جهة أخرى ضمنيا أنا أعرف بالشواهد تعاطفه ومحبته للشهداء وللأسرى وللمقاتلين وللناس المضحين والمهم أيضاً على المستوى الرسمي هو خطابه في عيد الجيش، عندما اعتبر أن آخر نصر للبنان كان تحرير منطقة غالية من الحدود الشرقية من براثن التنظيمات الارهابية وتثبيت الأمن والطمأنينة فيها، يعني يوجد رئيس جمهورية شجاع أتى ليقول إن هذا النصر هو نصر للبنان، وهذا النصر طهّر الجرود من الجماعات الإرهابية، وهذا نصر ثبت الأمن والطمأنينة لأهلنا في تلك المنطقة، هي أسطر قليلة ولكن بالحسابات السياسية المعقدة التي تحيط برئيس جمهورية هو موقف متقدم جدا، طبعا هذا المتوقع وكل التقدير لفخامته.
ثانياً: دولة رئيس مجلس النواب الذي هو الحقيقة تبنى هذه المعركة من اليوم الاول وواكبها عندما كنا نتكلم بالميدان، وأيضاً واكبها عندما كنا نتكلم بالمفاوضات وبتفاصيل المفاوضات، ودافع عنها بقوة وأشاد بها بقوة وواجه ألسنة السوء لأننا كنا قد اتخذنا قرارنا وكنا مشغولين بالمعركة، دولة الرئيس في الحقيقة كان يقف في وجه ألسنة السوء من هنا أو من هناك، وبالحقيقة هو تعاطى عاطفياً وسياسياً وإنسانياً على كل صعيد بأن هؤلاء الذين يقاتلون في جرود عرسال هم أولاده وأخوته وعائلته وأهله، هذا الموقف دائما يقدّر. كنا نعيد تجربة تموز وآب 2006.
وأيضاً رئيس الحكومة، هنا أريد أن أكون منصفاً من البداية: وافق على إجراء المفاوضات وقبل أن اللواء عباس ابراهيم يباشر المفاوضات، وقدم كل التسهيلات وأنا أعرف أن هناك أموراً وافق عليها يمكن أن تحدث له شيئاً من الحرج ولكن هو وافق لأنه كان حريصاً على نجاح المفاوضات. حسناً ممكن أن يخرج أحد ليقول لي يا سيد ماذا تفعل أنت “كثير الأخلاق” ويناقش بالنوايا، نحن يناقشوننا بنوايانا، ولكن ليس لنا بنوايا الناس، الله أعلم بالنوايا، ولكن نحن عندما يقوم أحد بعمل صحيح حتى لو كان هناك خلاف سياسي كبير أو صغير بيننا وبينه، الإنصاف يقول أن نقدّر له هذا الموقف وهذا التصرف المسؤول.
الآن أكثر من هذا، بأنه قال إن حزب الله في الجرود أنجز شيئاً، يعني خطوة الى الامام إن شاء الله، لأنه إذا كنا نريد أن نأخذ على موقف وعلى بيانات تيار المستقبل وكتلة المستقبل نصبح في مكان آخر.
بكل الأحوال، الرؤساء والدولة في هذا الموضوع تصرفت بمسؤولية، وهذا الحمد لله أدى إلى أن يكتمل هذا النصر، الآن كل واحد له نسبة مئوية يستطيع أن يكبّرها ويصغّرها لا مشكلة.
النقطة الثالثة في هذا العنوان أيضا من الواجب، طالما أننا نتكلم بالأخلاق وبالشكر وبالتقدير انه يوجد اناس يحاولون أن يتجنبوا هذا الموضوع: نحن في جرود عرسال وفي جرود فليطة عندما كنا نقاتل فإننا نقاتل بإمكانات وبسلاح وبمقدرات وبخبرات حصلنا عليها بشكل أساسي بدعم الجمهورية الاسلامية في ايران التي لم تتوانَ في يوم من الأيام عن دعمنا، عندما نقاتل الجماعات الإرهابية فليعلم العالم كله أن الذي يقف خلفنا والذي يساعدنا ويمكنّنا من قتال هذه الجماعات الإرهابية والتكفيرية والانتصار عليها، هو هذا الدعم السخي من قبل الجمهورية الاسلامية في إيران. طبعا هناك أدوار أخرى للجمهورية الاسلامية في هذا الموضوع الذي حصل لكن نتركه لقادم الأيام لأجل حسن الاستفادة لاحقا.
النقطة الرابعة: لاستكمال ما جرى في جرود عرسال يبقى لدينا عملية انتقال سرايا أهل الشام من وادي حميد ومدينة الملاهي وأيضا العائلات الراغبة، عائلات النازحين السوريين الموجودة في تلك المخيمات، الراغبة بالانتقال إلى الداخل، ضمن ملف سرايا أهل الشام، نحن الآن نتابعه منذ أن انتهينا في الليل او في الصباح يعني في الوقت الذي انتهينا فيه من الملف السابق.
الإخوة بدأوا بالعمل مع الجهات المعنية السورية التي كانت قد أعطت موافقة مبدئية سابقا لإنجاز هذا الأمر في أقرب وقت ممكن إن شاء الله، وسينتقل هؤلاء إلى أماكن انتقالهم ويصلون إليها بأمن وسلام وبضمانات محلية، لا أمم متحدة ولا صليب أحمر دولي ولا كل هذه التعديلات التي يضعها البعض.

النقطة الأخيرة في العنوان الأول، في الوضع الحالي: منطقة جبهة النصرة انتهت، أنا لا أريد أن أعيد الإنجازات، نتائج العملية أمس، بيان غرفة عمليات المقاومة التي تحدثت عن هذا الموضوع فلا أعيد، نحن اليوم موجودون في جرود عرسال، قلت سابقاً والآن أعيد في أي وقت قيادة الجيش اللبناني، نحن حاضرون لأن نسلّم، نحن جاهزون لأن نسلّم من دون أي تحفظ، كل المنطقة التي تم تحريرها، كل المواقع، كل النقاط، من الآن ومن قبل الآن، والآن أنا أعيد وأنا أعتقد وأنا أنصح، نحن لسنا تعبين ولا شيء لأننا نحن ذاهبون إلى معركة جديدة سأتكلم عنها بعد قليل، ولكن أنا أنصح بأن هذا الإجراء أن يتم الإسراع به من أجل أهل عرسال وأهل المنطقة، الناس سترتاح وهذا يمكن أهل عرسال بأن يلحقوا الموسم، الآن الكرز والمشمش، كله يستطيعون أن يلحقوه، والناس يمكنها أن ترجع إلى كساراتها وإلى مقالعها وإلى عيشها الطبيعي، هذا موضوع من عندنا منتهٍ، نحن ليس لدينا شيء في المنطقة هناك، لا نريد أن نفرض وجوداً على أحد هناك ولا نريد أن نحتك مع أحد هناك.
أهل عرسال هم أهلنا وحبايبنا وهذه أرضهم وبساتينهم ومقالعهم وهم باستطاعتهم أن يذهبوا إلى مقالعهم، ولكن الأضمن أنه الجيش يستلم هذه المنطقة وتحت عين الجيش وبرعايته، يعني الدولة تصبح هذه الحركة لأهل عرسال بالجرود فوق، هكذا افضل وأضبط وأحسن.
إذاً بالعنوان الأول أختمه: نحن أمام مهمة أنجزت بنجاح ممتاز وأمام نصر كبير ونصر عسكري ونصر ميداني حقق نتائج مهمة ومتقدمة.
العنوان الثاني: هو لبنان ما مقبل عليه وقادم إليه: بقية الجرود التي تسيطر عليها داعش، أيضاً من أجل الرأي العام اللبناني الذي واكب المعركة الأولى والذي يريد أن يواكب المرحلة القادمة، أيضا لكي يكون على معرفة وبصيرة بالحقائق والأرقام.
حسناً، أولاً بالعنوان الثاني داعش تسيطر على منطقة واسعة بعضها جزء من الأراضي السورية وبعضها جزء من الأراضي اللبنانية، الآن سترون في وسائل الاعلام مناطق خريطة سيطرة داعش في منطقة واسعة، الحدود تقريبا في النصف، جزء منها داخل الأراضي السورية، والجزء الآخر داخل الأراضي اللبنانية، والتي هي ما بقي من جرود عرسال ولا أعرف إن كان هذا الكلام دقيقاً، لكن هي جرود القاع ورأس بعلبك الخ…
مجمل المساحة التي تسيطر عليها داعش تقريبا لأنه أعيد وأقول بأن لا أحد يحاسبنا على الكيلو متر، تقريبا 296 كلم مربع، منها في لبنان 141 كلم مربع تقريبا، وفي سورية 155 كلم مربع تقريبا.
الحدود مرسومة، وزير الداخلية قال إنها أرض متنازع عليها، أعتقد واجه بما قاله هذا أهل عرسال، هذه أرض متنازع عليها، يعني سيأتي غداً السوري ليناقشنا بالوديان والجبال والبساتين، على كل حال أصلح غلطته.
لا، الحدود مرسمة تماما، لا يوجد مشكلة في ترسيم الحدود وواضحة للجهتين، طبيعة الجغرافيا هناك شبيهة بجرود عرسال وجرود فليطة، يعني المعركة السابقة، جبال ووديان، كساراتها اقل لكن تضاريسها صعبة، ومن الجهتين. يعني اللبناني إذا أراد أن يحرر هذه المنطقة سيمشي صعوداً والسوري إذا ما أراد تحرير المنطقة عليه أيضا أن يمشي صعوداً، والقمم والأعالي هي التي تسيطر عليها داعش، هذه لتكونوا بصورة الطبيعة الجغرافية التي يمكن أن تخاض المعركة عليها.

أنا قلت في الخطاب السابق إننا عندما ننتهي من النصرة سنتكلم، لأنه كان لدي معطيات بأنه يوجد توجه جديد فيما يتعلق بمنطقة داعش، ولا أريد أن أستبق الأمور وأعلن موقفاً في ذاك الوقت. أما الآن وقد بات واضحا في البلد كله أن عملية تحرير جرود رأس بعلبك والقاع، يعني بقية الجرود اللبنانية، سنعمل بالاحتياط ونقول هذه العبارة، حتى لا يطلع لأهل عرسال أيضا جزء من الأرض، بقية الجرود اللبنانية هناك، الذي سيقوم بهذه العملية هو الجيش اللبناني، هذا أصبح واضحاً ومعلناً وكل مقدماته بدأت. أنا أريد أن أكمل بهذا العنوان بناءً على هذا المعطى، ولذلك أنا أبني على الكلام السابق وألا فيما يتعلق بحزب الله هو بالتنسيق مع الحكومة السورية. نحن قبل أن نبدأ عملية منطقة جبهة النصرة، يعني جرود عرسال وجرود فليطة، كنا نسقنا مع القيادة السورية للعمل في كلا الجبهتين لإنهاء كل الوجود المسلح في هذا الصيف، النصرة وداعش، ولكن نحن قسّمناهم على مرحلتين، المرحلة الأولى النصرة والمرحلة الثانية داعش. الآن إذا اتخذ لبنان الرسمي قراراً أن الجيش اللبناني هو الذي يقوم بهذه المهمة في الأرض اللبنانية وفي الجبهة اللبنانية فهذا ممتاز، وهذا طبعا تطور يقال تاريخي، استراتيجي، كما تريدون، هو ممتاز، ممتاز جداً.
وإذا أعتقد أحد أنه يأخذ من طريقنا شيئاً فبالعكس..
هذا التوجه دعوني أعلق عليه بدايةً، ثم أنتقل للميدان، حتى أقول إنه بالأساس الجيش اللبناني هو قادر على القيام بهذه العملية مهما كانت، ربما يتحدث أحد عن ذخيرة، سلاح، عديد، ولكن بإمكاناته، بسلاحه، بعديده، يملك من القيادة والضباط والجنود الكفوئين (ما يكفي) لإنجاز هذه العملية بلا نقاش، ولا يحتاج إلى مساعدة من أحد.
عندما نقرأ ببعض وسائل الإعلام عن مساعدة أمريكية أو غير أمريكية، أنا رأيي مسبقا وأحب أن أقوله من الآن هذه إهانة للجيش اللبناني، هذه إهانة للجيش اللبناني، إذا كان الجيش اللبناني يحتاج لمساعدة أمريكية، من الأمريكيين، كي يذهب ليحرر 141 كيلومتر مربع، الجيش اللبناني الوطني الكبير الكفؤ الشجاع الذي يملك كل شروط الإنجاز والانتصار، فهذه كارثة “معليش، خلينا نحكي بهذا الموضوع”.

بكل الأحوال عندما يتخذ هذا القرار، فهذا ممتاز. وأحب هنا بين هلالين أقول لكل الذين افتعلوا النقاش ـ وأنا لا أريد أن اساجل لكن سأعلق سريعاً وسأترك الحديث بهذه المسألة لوقت لاحق ـ إن المشكلة دائما ليست بالمؤسسة العسكرية في لبنان ولا المشكلة بالمؤسسة الأمنية في لبنان، أبداً، هناك كفاءة وضباط ومسؤولون ورتباء وجنود ممتازون جداً.
المشكلة هي في المؤسسة السياسية، في القرار السياسي. يا أخي هذه عملية جرود عرسال أيضاً، أمس وزير الداخلية وهو يتحدث، أريد أن أحلل ولا أتهم، طبعا أنا أعلم هذا الأمر:
من منع الجيش اللبناني أن يذهب لينفذ هذه العملية؟ هل الجيش اللبناني غير قادر؟
طبعا الجيش اللبناني قادر، هو قادر على تنفيذ عملية رأس بعلبك والقاع وغير قادر على تنفيذ عملية جرود عرسال؟ العمليتان سيّان أن لم تكن الثانية أصعب، أو الأولى لا أعلم، هذا يحدده العسكريون، لكن بالحد الأدنى متشابهتان أو يتقاربان بالصعوبة.
لمَ الآن بات قادراً وسابقا لم يكن قادراً؟ لا، هو من البداية قادر، لكن المشكلة في القرار السياسي، وفي المؤسسة السياسية. وسابقاً نفس الكلام، عندما اعتدي على الجيش بالسنوات الماضية ـ تصادف وهذا من عجيب التقديرات أنه بنفس اليوم الذي نزلت به النصرة وداعش واستباحوا كل هذه المنطقة واستباحوا عرسال واستباحوا الجيش واستباحوا قوى الأمن هو اليوم الذي رحلوا فيه مهزومين من نعم الله سبحانه وتعالى ـ لما وقتها عندما اعتدي على الجيش وضربت آلياته ودباباته وقُتل ضباط وجنود من خيرة الضباط والجنود وأُسر من الجيش ومن قوى الأمن الداخلي ـ أيّا كان في الحكومة ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، لأنهم هم المعنيون بالقرار السياسي ـ لمَ وقتها لم يتخذ قرار بأن يذهب الجيش ليتحمل مسؤوليته، لماذا؟
هذا السؤال: من منعه؟ نحن منعناه؟ نحن منعناهم؟ حزب الله منعهم؟ والله والجيش يعلم بتلك اللحظة من ساندهم وأطلق النار معهم ومن غطى لهم. هذا عادةً بعض الناس لا يحبون الحديث عنه.
لكن لو يومها اتخذ قرار، نحن كنا حاضرين أن نساند الجيش وهذا القرار برموش عيوننا ودماء عروقنا. لسنا نحن، ليس حزب الله الذي منع الدفاع عن كرامة الجيش وقوى الأمن واستعادة الضباط والجنود والمنطقة.

اذهبوا وابحثوا عّمن منع.
ومن أسبوعين من الذي قال لا، ومن الذي منع؟ نحن حزب الله الذي يمنع، حتى تقوم القيامة ويتم الحديث عن قرار الحرب والسلم؟ أنتم أتخذتم قرار الحرب ونحن نافسناكم عليه؟
أنتم اتخذتم قرار تحرير أرض محتلة ونحن نافسناكم عليه؟
أنتم اتخذتم قرار تحرير أسرى ونحن منعناكم ونافسناكم؟ أنتم اتخذتم قراراً بطرد الإرهابيين الذين قتلوا جنودكم وضباطكم وناسكم وأهلكم، ونحن منعناكم؟

على كل حال:
اذهبوا واسألوا من يريد بناء دولة، عندنا جيش مكتمل وقوى أمن ومؤسسات أمنية مكتملة. لدينا مشكلة بالقرار السياسي، بالعقل السياسي، بالخيارات السياسية، بالقيادة السياسية الرسمية.
اليوم بالتأكيد نحن نعلق آمالاً كبيرة على وجود مثل العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية ونعتبر هذا تطوراً كبيراً، ونراهن عليه بالحرب الحاسمة على الإرهاب وعلى الجماعات الإرهابية وأنه هو يستطيع أخذ الدولة في النهاية في هذا الاتجاه.
وإلا المشكلة كانت هنا ومن يريد أن يحل المشكلة فالقصة هنا، ليست قصة سلاح مع من، أعطوه سلاح وابعدوا عن الطريق.
نحن لو حيّدنا من الطريق منذ ثلاث سنوات كانت مظاهرات النازحين في عرسال تقول لجبهة النصرة أكملوا إلى بيروت، هذا موجود على مواقع التواصل الاجتماعي.

لو خرجنا من المواجهة أين كان البلد؟
انسونا، انسونا يا أخي، اذهبوا وابنوا دولة.
ومن يريد بناء دولة لو كان لدينا أقوى جيش وأحسن سلاح للجيش وأحسن أجهزة أمنية، وكان لدينا قيادة سياسية ـ لا أريد توصيفها ـ غير قادرة على اتخاذ قرار وتعمل حساباً للخارج أكثر مما تحسب حساب المصالح الداخلية، وتقف عند الغمزة من وزير والغمزة من سفير وأحيانا لا تحتاج، تكفي مقالة في نيويورك تايمز لتبديل المسار السياسي، لا، هذا لا يبني دولة.
فلنعد لبحثنا الأساسي، وهذا أكمله لاحقاً.

وبحث السيادة وبحث الدولة وبحث الجرود والأرض والإنسان والأمن والأهالي، دعونا نؤجله، يأتي وقته.
إذا كان هذا القرار متخذاً إن شاء الله، فمعنى ذلك نحن ـ إلا إذا صار هناك خيارات أخرى ـ نحن ذاهبون إلى معركة. بحسب هذه المعركة، الجيش اللبناني سيقاتل في الأرض اللبنانية.
أنا أعلن الليلة، طبعاً هذا نبلغ فيه المسؤولين وأنا أبلغ رسمياً وشعبياً ـ نحن، حزب الله، حيث نحن موجودون في الأراضي اللبنانية، نحن بخدمة الجيش اللبناني وبقيادة الجيش اللبناني وبتصرف الجيش اللبناني “شو بدكم نحن جاهزين”: قفوا هنا نقف، ساعدونا نساعد، صدّوا، أنشأوا خط صد كما فعل الجيش في عرسال نعمل، أتركوا لنا هذه المنطقة لنأخذ راحتنا فيها نتركها، سلمونا المنطقة نسلم.
ماذا تريدون نحن معكم ونحن بجنبكم وبتصرفكم ونحن نريد إن شاء الله لهذه المعركة عملياً وعاطفياً وندعو أيضاً أن يحقق الجيش اللبناني انتصاراً سريعاً حاسماً بأقل كلفة بشرية لأن كل ضابط وجندي من الجيش اللبناني يستشهد هم إخوتنا وأبناؤنا وأحباؤنا وأهلنا.
هذا بالأرض اللبنانية، ليس لدينا أي شروط ولا شيء على الإطلاق، بل يد مفتوحة للآخر.
في الجبهة السورية: الجبهة السورية أيضا ستفتح على داعش، حيث سيكون الجيش السوري وسيكون حزب الله في الجبهة السورية، وأنا قلت المنطقة تقريبا مناصفة وربما الحدود التي سيتم القتال عليها في الجبهة السورية أطول قليلا من الحدود ـ أي خط التماس ـ الذي سيكون هناك قتال عليه في الجبهة اللبنانية.
نحن سنقاتل هناك وسنكون حاضرين هناك.
أنظروا، إذا خرج أحد ما، ولنتحدث الآن بأخلاق وإنسانية، إذا قال “فيلسوف سياسي” ما في لبنان إنه لا ينبغي الجيش السوري وحزب الله أن يقاتل في الجبهة السورية، ويجب أن تصمت تلك الجبهة لأنه بطبيعة الحال عندما يكون هناك جبهتان مفتوحتان على بقعة واحدة، شئنا أم أبينا، شئتم أم أبيتم، الناس ستنسق مع بعضها وتتحدث مع بعضها.
لا تختبئنّ خلف أصبعنا: إذا تبين مع “فيلسوف” في لبنان أن هذه الجبهة يجب أن تبقى هادئة وصامتة فهو يتأمر على الجيش اللبناني ويتآمر على ضباط وجنود الجيش اللبناني ويتآمر على أبناء الناس والعائلات.

لماذا؟
لأن إن كانت تلك الجبهة هادئة ولا رصاصة تطلق ولا عمليات هجومية، معنى ذلك أن داعش سيجمع كل قواه في محاربة الجيش اللبناني، كل نيرانه، كل مقاتليه، وعلينا أن ننتبه مع داعش قد يستخدم أسلوب الانتحاريين وبالتالي نضع الجيش اللبناني أمام مواجهة مكلفة.
هو ينتصر في نهاية المطاف ولكن المواجهة ستكون مكلفة. ضعوا النكد جانباً والكيد السياسي جانباً ولنتعاطَ بهذه المعركة بأخلاق.
وهناك ناس في الجهة الأخرى أيضا تقدم أبناءها وأحباءها سواء كانوا سوريين أو لبنانيين، لأن الانتهاء من داعش في هذه الجرود هو مصلحة لبنانية ومصلحة سورية.
فإذاً الجبهة ستكون واحدة، وأيضاً أريد أن أضيف أن توقيت الجبهة بالدرجة الأولى هو بيد الجيش اللبناني لأنه نحن بالجهة المقابلة الجيش السوري وحزب الله جاهزون ونحن كنا جاهزين بعد الانتهاء من النصرة.
ما أجّل الموضوع (الهجوم) أن هناك الآن مستجد اسمه أن الجيش اللبناني هو الذي سيقوم بالمسؤولية في الأرض اللبنانية.
إذا فتحت الجبهة من الجهتين هذا سيعجل بالانتصار، سيجعل بالإنجاز، وسيقلل الكلفة على الجميع. وهنا عندما نتحدث عن كلفة لا نتحدث عن مال وسلاح وذخيرة، نتحدث عن بشر، عن شباب من خيرة شباب لبنان ورجال لبنان وشباب سورية ورجال سورية.
هذا الذي سنذهب إليه.

النقطة الأخيرة بهذا المجال قبل الختام، بالمسألة الأخيرة هي خطاب لداعش الموجودين الآن في هذه الجبال وفي هذه الجرود. داعش يجب أن تعلم قيادتهم أنه يوجد قرار نهائي حاسم ولا يوجد شيء مؤجل، ولا يوجد معركة مؤجلة للربيع المقبل أو للصيف المقبل، ما يفصلنا عن معركة داعش لعله أيام قليلة لا أعلم بالتحديد، لأن هذا الموضوع هو عند الجيش في الدرجة الأولى، لكن يجب أن يُعلم أن الطرف السوري أخذ القرار الحاسم والنهائي، وبالتالي البقاء في الجبال والجرود السورية انتهى، وهذا الموضوع على المستوى اللبناني ستواجه داعش معركة تحظى بإجماع وطني لبناني لأول مرة ربما، وهذه معجزة، وبالتالي اللبنانيون كلهم بحسب الظاهر سيقفون خلف الجيش اللبناني وهذا هو المفترض، وسيقدمون كل الدعم السياسي والإعلامي والشعبي والميداني إذا تطلب الأمر لإنجاز هذه المعركة. وأقول لداعش سيأتيكم اللبنانيون والسوريون من كل الجبهات يعني على جميع الخطوط ـ في جرود عرسال وفليطة كنا نقاتل على جبهتين لا على أربع جبهات ـ على كل الجبهات وعلى كل خطوط التماس ولن تستطيعوا الصمود في هذه المعركة، فهذه المعركة لا أفق لها بل هي خاسرة. أنتم مهزومون حكماً واذا قاتلتم، أنتم بين قتيل وجريح وأسير، لذلك احسبوها جيداً.

جماعة النصرة لم يسمعوا الكلمة وجربوا. الآن أنتم تستطيعون تشغيل عقلكم جيداً لأنه في النهاية هناك باب يمكن أن يُفتح للتفاوض وإن كانت شروطه قد تكون مختلفة لأن هناك قضية مركزية اسمها الأسرى من جنود الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية.
في جميع الأحوال سوف يتعالج هذا الأمر في هذه المعركة سواءً بالتفاوض أو بالحسم الميداني وسنعرف نتائجه. أنتم أمام خيارين: لديكم القليل من الوقت يوم أو يومين أو ثلاثة، لا أعلم ماذا ستقرر قيادة الجيش: احسموا الخيارات، فإذا اخترتم الميدان، فهذا الميدان جاهز ونتيجته حاسمة بكل تأكيد ولبنان ـ كما قال فخامة الرئيس بعيد الجيش ـ سيكون أمام نصر جديد أيضاً. وفي الجانب السوري سنكون أيضاً أمام انتصار جديد. أصبح الموضوع عندهم.
المسألة الاخيرة التي أريد التكلم بها هي التوظيف السياسي، يعني حزب الله لماذا يريد توظيف معركته بجرود عرسال!؟ اقترحوا علينا بعض الأشياء كيف يمكننا توظيف انتصارنا في عرسال!!.
يا أخي إننا ندافع عن أرضنا وأهلنا وشعبنا وضيعنا وقرانا مسلمين ومسحيين. التوظيف لنا هو أننا قمنا بواجبنا أمام الله وأمام أهلنا وقدمنا كل هذه التضحيات.
إذا كان يوجد أكثر من هذا فدلونا لأنكم أنتم أخبر بالتوظيف.

أنتم إذا عمل الواحد منكم أمراً صغيراً قليل الأهمية أو متوسط الأهمية، يبقى يقاتل على توظيفه السياسي مئة سنة، وهذا سنعود اليه لاحقاً.
المسألة الاخيرة التي سأقف عندها وان كانت هي مسالة قديمة لكن أثيرت أمس في مجلس الوزراء وأثيرت في بعض الوسائل الاعلامية، لا بل تم تسريبها عمداً الى بعض وسائل الاعلام لأنه يوجد جهات لديها النية بالتخريب، وتم تسريبها إلى وسائل الإعلام وبالتالي أنا معني أن أقوم بالتعليق عليها، وهو ما يرتبط بلبنان والكويت.
المسألة التي أثيرت منذ مدة ومطروحة في الكويت، هي خلية العبدلي، وأسموها خلية حزب الله. طبعاً، الدولة تسميها خلية العبدلي، ولكن يوجد أشخاص في الكويت لأنه لديهم انتماءات سياسية معينة خصوصاً أولئك الذين جاؤوا إلى سوريا وقاتلوا وجلبوا الأموال واشتروا الصواريخ وقتلوا ونحروا، هؤلاء مصلحتهم في الكويت أن يخلقوا مشكلاً كبيراً في قلب البلد، ويقولوا “خلية حزب الله”، انا أريد أن أعلق على هذا الموضوع كونه تسرب إلى الإعلام وإلا في كل الفترة الماضية نحن كنا نحاول أن نعالج هذا الموقف في طرق معينة.
أولاً أريد أن أؤكد على حرص حزب الله الكبير، والأكيد، والشديد، على أحسن العلاقات بين لبنان والكويت، بين الدولتين، وبين الشعبين، ونحن نعترف للكويت بوقوفها إلى جانب لبنان، وجميلها، ونيتها الطيبة، عندما جاءت وساعدت حتى بعد حرب تموز، ودائماً موقف الكويت إلى جانب لبنان كان موقفاً جيداً، ويُقدّر، ويُثمّن، ويُشكر.
نحن حزب الله حريصون على العلاقة بين الدولتين، وبين الشعبين، ولا نريد أي غبار، ولا أي تفصيل يسيء إلى هذه العلاقة، وحاضرون لنناقش أي التباس عبر القنوات الدبلوماسية، أو القنوات الرسمية، وبعيداً عن أي توظيف نكدي، وكيدي، سواء في لبنان أو في الكويت، يعني على مستوى بعض القوى السياسية.

وحريصون على معالجة ما استجد بالحكمة والهدوء إن شاء الله.
فيما يعني هذه القضية يوجد شقان، يوجد شق يتعلق بحزب الله لبنان يعني نحن حزب الله الذي يتكلمون عنه، ويوجد شق يتعلق بالإخوة الكويتيين الذي بعضهم موقوف، والبعض الآخر غير موقوف، وحوكموا، وصدرت فيهم أحكام، ووجهت إليهم اتهامات.
فيما يعني الإخوة الكويتيين هم دافعوا عن أنفسهم ووضعوا محامي دفاع، وتكلموا، واستخدموا الوسائل المتاحة لتوضيح الموقف، وبالتالي انا لا اريد أن أدخل في هذا الشأن إلا إذا اضطررت في المستقبل لأنني مواكب (للموضوع) ولدي المعطيات لهذه المسألة.
ولكن سأتكلم بالشق الذي له علاقة بحزب الله، أريد أن أقول للمسؤولين الكويتيين وللشعب الكويتي مستنداُ إلى حقيقة كل العالم يعرف بها، انه في حال أردت أن أتكلم إلى شيء والاتهام موجه إلينا سواء كان في بلد عربي أو غير عربي لا أخاف أن أقول الحقيقة.
في السابق عندما اعتُقل أحد إخوتنا في مصر أقترح علينا العديد من الناس أن لا نتكلم وأن لا نتبنى، وخرجت أنا على التلفزيون وتبنيت وقلت إن هذا أخانا ونحن كلفناه، هو خلاف القانون في مصر “ماشي الحال” نرى كيف نعالج ولكن نحن هذه نيتنا، يومها أذكركم تم إتهام هذا الأخ ـ أخ واحد ـ اتهموه بمؤامرة إسقاط النظام.
على كل حال أيضا نحن في سوريا نحن على رأس السطح، ونحن أينما نذهب على راس السطح ولا نخاف، أنا ليس لدي شيء أخاف عليه سوى الحرص الوطني، والعربي.

بناءً عليه، ما يقال إننا نحن أرسلنا سلاحاً إلى الكويت فهو غير صحيح، لا أريد أن استعمل توصيفات أخرى، دعونا نعالج الموضوع بهدوء، أننا نحن أرسلنا سلاحاً إلى الكويت هذا غير صحيح، اننا نحن لدينا سلاح بالكويت غير صحيح، اننا نحن اشترينا سلاحاً بالكويت وأعطيناه إلى أحد غير صحيح، انه نحن هرّبنا سلاحاً إلى الكويت غير صحيح، أبداً لا يوجد أي شيء من هذا على الإطلاق.
الأن يوجد مخزن سلاح أنتم تعرفون ما هي تفاصيله، وهذا أصبح شأناً كويتياً وانا لا أريد أن أقترب منه الآن، لكن أن يقال إن حزب الله اشترى سلاحاً، وأرسل سلاحً، وهرّب سلاحاً، وخزّن سلاحاً، ولديه سلاح في الكويت، هذا غير صحيح.
ثانياً أن (يقال) هذه خلية حزب الله هذا غير صحيح، ليس لدى حزب الله خلايا في الكويت، ولم يشكل خلايا في الكويت، على الإطلاق، وليس له لا خلايا، ولا أفراد في الكويت، ضمن تشكيله، وضمن مسؤوليته، وضمن عمله.
له محبون؟ نعم في كل العالم له محبون، ولكن عناصر، وأفراد، وخلايا، وتشكيلات، سواء كانوا لبنانيين أو كويتيين هذا غير صحيح، هذا اتهام غير صحيح
أن حزب الله حرض الإخوة الكويتيين أو كان يتواطأ معهم على قلب النظام، ما هذه “المسخرة”؟ هذا مثل الأخ بمصر الذي كان يريد أن يسقط النظام في مصر.
ليس لهذا الكلام أي أساس، لا نحن حرضناهم، ولا هم يفكرون بهذه الطريقة على الاطلاق، “معليش” أريد أن أدافع عنهم، أبداً، لا كبيرهم، ولا صغيرهم، ولا علماؤهم، ولا نوابهم، ولا شبابهم، ولا فتيانهم، ولا رجالهم، ولا نساؤهم، لا يوجد أحد في الكويت من هؤلاء الذين تتهمونهم أصلاً يخطر في باله إنه هو يريد أن يقلب النظام، أو يقاتل النظام، أو يتمرد على النظام، أو يخل بالأمن في الكويت، على الإطلاق، وانا أشهد على هذا امام الله في الدنيا وفي الآخرة وهذه معلوماتي.
بالعكس هاتوا لي شخصاً واحداً يأتي ويقول إنني جلست مع أحد من حزب الله أو جلست معك يا سيد وأنت حرضتنا على الحكومة في الكويت، أو على الامير في الكويت، أو على المسؤولين في الكويت، على الاطلاق، بالعكس كنا دائما نتكلم ونشجع على الاتجاه السياسي الذي يقول المشاركة في الانتخابات النيابية، والبلدية، والدخول في الحكومة، والتعاون مع السلطة، والالتزام بالقانون، والالتزام بالنظام، والوحدة الوطنية، والإيجابية، والأمن، والسلم الأهلي، وغيرها.

هذه حقيقة الموقف، هذا موقف حزب الله الآن، وسابقاً، ولاحقاً، نحن لا نريد للكويت إلا كل الخير، وكل الأمن، وكل الأمان، وكل السلامة، وكل هذه الاتهامات، التي سيقت باتجاه حزب الله هي اتهامات غير صحيحة، واسمحوا لي أن اقول لكم هي اتهامات سياسية، وابحثوا عمّن يقف خلفها.
في كل الاحوال لا اريد ان أتكلم عن أحد غيري الآن. في حال احتاج الأمر فيما بعد أتكلم عن غيري.
أنا أتمنى إن شاء الله أن يُعالج هذا الملف في الكويت، وانا أقول لكم بدون مجاملة نحن نراهن، ونقدر، أبوّة سمو الأمير، أمير الكويت ونقدّر حكمته، وأنا واحد من الناس الذين تأثروا كثيراً عندما شاهدت سلوك سمو الأمير كيف تصرف يوم التفجير الداعشي لمسجد الإمام الصادق عليه السلام، ولذلك نحن نتمنى إن شاء الله أن تخرج الكويت من هذه الازمة التي تُعطى أكبر من حجمها بكثير، ويُعمل فيها تصفيات سياسية، ويُلعب فيها لحسابات إقليمية، أن تخرج من هذه المشكلة بما يعزز أمنها، وسلامها، وعيشها الواحد، ووحدتها الوطنية، وسيادتها أيضا.
وأعود وأقول: الرهان كبير على أبوة، وحكمة، سمو الأمير في معالجة هذا الملف، في حال يوجد التباس في أي نقطة يرتبط فينا أو في موقفنا نحن جاهزون في الوسائل التي ترونها مناسبة بالقنوات الرسمية أن نزيل أي التباس وأن نتعاون في أي اتجاه لخير الكويت ولخير لبنان، إن شاء الله موفقين جميعاً.
نعود إلى موضوعنا الأصلي في حال استخدم داعش عقولهم قليلاُ يوجد فرصة، لا أعلم هل “تزبط” (تنجح) أم لا، نريد أن نتكلم نحن والإخوة في سوريا إذا كان هذا الموضوع يعالج ام لا، هذا أيضا لن يكون سهلاً، لكن في كل الاحوال هذا باب مفتوح. إذا اختاروا المواجهة فإلى المواجهة الوطنية في ظل الإجماع الوطني في المعركة الشريفة التي سننتصر فيها جميعا إن شاء الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: قناة المنار