استقبل الوكيل الشرعي العام للامام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك في مكتبه في بعلبك، وفدا من بلدة عرسال، ضم نائبة رئيس البلدية ريما كرنبي، المخاتير محمد علولة، عبد الحميد عز الدين، فاروق عودة، وبلال الحجيري، الإعلامي عبد الرحمن عز الدين، ملحم الحجيري، أحمد عز الدين وعلي عز الدين، للتبريك بالنصر الذي تحقق على إرهابيي جبهة النصرة في جرود عرسال، وعرض واقع واحتياجات البلدة.
كرنبي
وأكدت كرنبي أن "فرحة كبيرة عمت بلدة عرسال يوم تحرير جرودها، على أمل أن يستكمل الجيش اللبناني تحرير ما تبقى من جرودها المتاخمة لجرود رأس بعلبك والقاع في خربة داوود، ووداي نور الدين ووادي الدب، لنستطيع عندها دعوة كل اللبنانيين لنستكمل هذه الفرحة، ولنترافق وإياهم مع المفاوض الأول اللواء عباس إبراهيم عافاه الله، الذي قام بالمفاوضات حتى وصلنا إلى هنا".
وإذ دعت "كل أحباب عرسال الذين تعبوا وقدموا التضحيات إكراما لعرسال، لنلتقي بجرودنا التي حرمنا منها لسنوات، والتي ضحى الكثير من أجل تحريرها"، أملت أن "نتشارك في أقرب وقت بأن نتمكن من التوجه إلى الجرود إلى أرضنا وبساتيننا بوجودكم وبوجود كل الناس الذين وقفوا إلى جانبنا".
عز الدين
بدوره، قال الإعلامي عز الدين: "أتينا من بلدة عرسال لتقديم الشكر للمقاومة ودورها بتحرير جرود بلدتنا، التي امتزجت بدماء المقاومين، ولنتوجه بالشكر إلى سماحة السيد حسن نصرالله على خطابه الوطني الجامع، الذي أضفى أجواء إيجابية جدا على بلدة عرسال، التي عاشت لسنوات مأساة حقيقية مع الجماعات المسلحة، التي كانت تضيق على الناس، وتعمل مع بعض وسائل الإعلام لتدمير علاقة عرسال بمحيطها".
أضاف: "نحن اليوم بحاجة إلى تضميد جراح عرسال، سواء من خلال التعويضات والمشاريع الإنمائية، ومن خلال مساعدة نواب كتلة الوفاء للمقاومة، للعمل على صدور قانون عفو عام يطال كل الصادرة بحقهم مذكرات من الذين لم تلوث أياديهم بالدماء".
وختم "ستبقى أيادي أهل عرسال ممدودة إلى محيطها، ورأي عرسال لا يمثله طرف سياسي في البلد، وإنما قرارها بيدها".
من جهتهم، اعتبر المخاتير أن "النصر الذي تحقق على الإرهاب تم بفضل تضافر جهود المقاومة والجيش، والتفاف الناس حولهما في مواجهة المسلحين الإرهابيين".
يزبك
وتحدث يزبك، فقال: "نتحدث من القلب إلى القلب، وأنا شهادتي مجروحة لأن لدي حبا كبيرا لأهلنا في عرسال، التي تشرفت بزيارتها أكثر من مرة، وعرسال في قلبي كما هي في قلب جميع اللبنانيين، ونحن نعرف تاريخها الجهادي والنضالي، وقد قدمت الشهداء من أجل القضية الفلسطينية التي هي قضية الأمة".
وأكد أن "عرسال لم تكن في يوم من الأيام تعيش حالة العصبية، وإنما كانت تعيش وطنيتها، والدليل على هذا حبها للوطن وحبها للمؤسسة العسكرية، ومن خلال فتح المجال لأبنائها للانخراط في صفوفها، وهذه حقيقة لا يجوز التعامي عنها".
وقال: "نحن تألمنا كألم أهل عرسال عندما دخل الإرهاب إليها تحت عنوان المعاناة الإنسانية، ثم بدأ يغرر بالبعض للوصول إلى مآربه ولو على حساب أهل عرسال، والآن بعد تحرير الجرود، على الجميع العمل للحفاظ على حسن الجوار وعلى العلاقات الطيبة بين عرسال وأهلهم في كل القرى المجاورة وفي كل لبنان، وخطابنا كان على الدوام بأن أهل عرسال هم أهلنا ونشعر معهم ومع آلامهم، ولم ينقطع الوصل مع أهلنا الشرفاء في عرسال".
وإذ سأل "لو تمكن هذا الإرهاب من التغلغل في لبنان، فهل كانت تنجو من شروره عرسال وغيرها من البلدات اللبنانية؟"، لفت إلى أنه "أمام هذه المخاطر وجدنا أنفسنا أمام أحد خيارين، إما أن نستسلم للقدر وما قد يرسمه المستقبل، أو أن نتحمل مسؤوليتنا في مواجهة الإرهاب، واتخذنا بالطبع القرار بمواجهة الإرهاب للدفاع عن أهلنا ومجتمعنا، وحرصنا منذ البداية على إفساح المجال لخروج المسلحين بدون سفك الدماء وإعادة الجرود إلى أهلها، وقبل المعركة اتفقنا مع الجيش اللبناني على أن يتولى حماية وحفظ بلدة عرسال وحماية المدنيين في المخيمات، والنصر الذي تحقق فيه عزة لعرسال وكرامة لأهلها الشرفاء الذين تحملوا الظلم لسنوات".
وأشار إلى أنه "حتى عند حصار المسلحين الإرهابيين في مكان محدد، منحناهم الفرصة عبر التفاوض لحقن الدماء، وتمت حماية الباصات التي نقلت المسلحين وعائلاتهم، فلم يتعرض أحد لهم، هذا إسلامنا وهذه أخلاقنا وآدابنا الإسلامية، وإننا نعتبر النصر أولا لعرسال وثانيا لكل الوطن"، مجدد ما "كان قد أعلنه السيد نصرالله: أن المقاومة ستسلم كل جرود عرسال للجيش اللبناني، عندما يطلب منها ذلك، ليعود الناس إلى بساتينهم وأراضيهم الزراعية وكساراتهم ومصالحهم"، مؤكدا "الوقوف إلى جانب مطالب أهالي عرسال بالإنماء، ومع أبناء البلدة في كل الأمور، التي فيها عزة وكرامة لأهلنا في عرسال وفي كامل الوطن".
وبخصوص المعركة القادمة المتوقعة، التي سيخوضها الجيش اللبناني لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع قال يزبك: "على كل شريف وأصيل في هذا الوطن، أن يدعم المؤسسة العسكرية في حربها ضد الإرهاب لتحرير الجرود، ونحن على استعداد للقيام بكل ما يطلبه الجيش منا في المعركة، فإذا طلب منا الانسحاب من الجرود ننسحب، وإذا طلب منا أن نكون سدا لمنع تمدد الإرهابيين، لا مانع لدينا، وإذا طلب أي شكل من أشكال الدعم نحن مستعدون لمؤازرته، كما أننا من الجانب السوري سنخوض المعركة في مواجهة الإرهابيين، فلن نترك الجيش وحيدا ولا نقبل للجيش أن يهزم، ونعتبر أن المؤسسة العسكرية هي ضمانة للبنان ولكل اللبنانيين".