رد الرئيس نجيب ميقاتي على النائب عقاب صقر، بان الاتهامات لحكومته بأنها "حكومة حزب الله أثبتت الوقائع زيفها"، وان هذه الاتهامات ارتدت "على حكومتكم التي أتت نتيجة تسوية بات يطلق عليها اسم "حكومة حلب"، قائلا له "كان الأحرى بك قبل ان تقول ما قلت ان تراجع ما قام به فريقكم الحكومي منذ الصفقة الرئاسية الشهيرة وحتى اليوم والتنازلات الفاضحة لرئيسك عن دور رئاسة مجلس الوزراء وصلاحياتها". وتحداه أن يظهر "موقفا واحدا تنازل فيه الرئيس ميقاتي عن المصلحة اللبنانية العليا وعن صلاحيات ودور رئيس مجلس الوزراء طوال توليه رئاسة الحكومة".

جاء ذلك في بيان أصدره المكتب الاعلامي لميقاتي وفيه:

"على قاعدة "إن لم تستح فاصنع ما شئت" أطل تيار المستقبل اليوم عبر نائبه عقاب صقر ليعيد تكرار ما ملت الناس سماعه من اتهامات وتبريرات ما عادت تنطلي على احد، في محاولة يائسة للتعمية على سلسلة الأزمات التي يعاني منها تياره وحكومته، وآخرها ما حصل في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة وتداعياته.

أيها النائب الكريم 

نحن نتفهم انفعالك لأنك في وضع مأزوم، ولكن تكرارك لاتهامات فريقك الممجوجة للحكومة التي رأسها الرئيس ميقاتي على انها "حكومة حزب الله" أثبتت الوقائع زيفها، فارتدت هذه الاتهامات على حكومتكم التي أتت نتيجة تسوية بات يطلق عليها اسم "حكومة حلب" والتي اطاحت بكل الثوابت التي تمسكت بها حكومة الرئيس ميقاتي، من حماية المحكمة الدولية ورموزها، والموازاة بين وظائف الفئة الأولى دون تمييز ودون استهداف لأي ممن أريد استهدافهم والذين تعرضوا ويتعرضون الآن لكافة أنواع الضغوط والاستهداف.

ان سياسة النأي بالنفس التي استنبطتها حكومة الرئيس ميقاتي جاءت في الأصل لحماية اللبنانيين، في الوقت الذي كنت ومن معك تلعبون بالنار بالأزمة السورية، وان انسى فلن انسى الشباب الذين غرر بهم وقتلوا في تلكلخ وهم من أبناء طرابلس والشمال.

وحين تم توقيف شادي المولوي داخل مكتب الوزير محمد الصفدي، تناوب نواب كتلتكم النيابية على المطالبة باطلاقه ودعا رئيس كتلتكم الى اجتماع طارئ واستثنائي في طرابلس طالب باطلاقه، وكان عليك مراجعة مواقف كتلتك في الوقت الذي كنت منشغلا فيه في توريط لبنان بأزمات أكبر منه.

أيها النائب الكريم

لا لزوم للانفعال على رغم حجم الأزمة، ولا تحاولوا التعمية على ما يتداوله الناس عن الفساد والهدر والارتكابات بمحاولة استعادة شعارات ممجوجة، لان مبدأ "اكذب اكذب فيصدق الناس" الذي تطبقونه من سنوات بات بضاعة كاسدة، فالسنة الناس سيوف الحق، وسيوف الحق تلاحقكم.

وكان الأحرى بك قبل ان تقول ما قلت ان تراجع ما قام به فريقكم الحكومي منذ الصفقة الرئاسية الشهيرة وحتى اليوم والتنازلات الفاضحة لرئيسك عن دور رئاسة مجلس الوزراء وصلاحياتها، والتي اشرنا اليها في اكثر من مناسبة. كما كان عليك ان تراجع "محاضرات العفة" التي دأبتم على اطلاقها حول "الاعتبارات الوطنية" التي تحتم المضي في التسوية مع التيار الوطني الحر وحزب الله والتنسيق معهما وتجاوز كل ما يرتبط بالشهداء وبالمحكمة الدولية، قبل ان تعيد تكرار اتهاماتك الحاقدة.

لقد اجبرنا فجوركم على قول ما كنا نحجم عن قوله، لأننا نتفهم دقة الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن، ونراعي مقام رئاسة مجلس الوزراء. ومن هذا المنطلق نتحداك ان تظهر موقفا واحدا تنازل فيه الرئيس ميقاتي عن المصلحة اللبنانية العليا وعن صلاحيات ودور رئيس مجلس الوزراء طوال توليه رئاسة الحكومة.

صاحب السعادة

عندما تولى دولة الرئيس ميقاتي رئاسة الحكومة كان على بينة واسعة أين تكمن المصلحة الوطنية، وكان ولا يزال مؤمنا بأهمية الشراكة الوطنية بعيدا عن الاعتبارات المصلحية والظرفية، وهو لم يغير قيد انملة في ثوابته الوطنية. أما تنازل فريقك السياسي في كل مرة عن سقوفه المرتفعة لعقد تسويات ملتبسة وتبريرها امام الناس ومن ثم العودة الى إطلاق الاتهامات، عندما تنتفي الحاجة او كلما وجد نفسه مأزوما، فهو نهج لم يعد ينطلي على أحد. وهذا النهج ادى الى شعور عارم بالاحباط لدى فئة كبيرة من اللبنانيين بسبب ادائكم السيء والتفريط بالصلاحيات.

اخجل ايها النائب الكريم وعد الى صوابك، لان الفجور السياسي، مهما ارتفع، لن يحجب الحقيقة، ولن يكون جواز العبور الى قلب التسويات التي تطمح اليها. حلوا بانفسكم مشاكلكم وخلافاتكم السياسية وركزوا على قضايا الناس. فواجبكم مقاربة الأزمات المالية والإقتصادية والمعيشية وللحديث صلة". 

المصدر: الوكالة الوطنية